صحيفة البلاد:
2025-05-15@15:39:39 GMT

ترجمة الهوية

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

ترجمة الهوية

لعل أول ما يلفت الانتباه في المؤتمر العلمي الذي عقدته الأسبوع الماضي جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض تحت إشراف كلية اللغات عن ترجمة الهوية السعودية عبر اللغات والثقافات الأخرى، هو فلسفة تصميم الشعار الذي كان يحمل عنوان “هويتنا نترجمها”. جاء تصميم الشعار باستخدام عنصرين مهمين يعكسان بدقة الثقافة السعودية ويعتمدان عليها وهما النخيل والإبل.

كما أن الشعار يحمل عنصراً رمزيا مهما وبالذات في السياق الذي تم فيه تنظيم هذا المؤتمر وهو هنا في رحاب جامعة الأميرة نورة المخصصة للطالبات فقط. هذا العنصر الرمزي الذي يضمه هذا التصميم يتمثّل في شخصية راعية الإبل السعودية المعروفة شومة العنزي التي توفيت في عام 2022 بعد أن بلغت أكثر من 90 عاما حيث قضت حياتها تعيش في الصحراء مع الإبل والجمال ضاربة بذلك أروع الأمثلة في الصبر والكفاح، وفي الوقت نفسه تذوّق الجَمال الذي تراه في الجِمال حيث كانت تقول:” من هو المجنون الذي لا يحب الإبل؟”.

كنت أبحث عن هذه الصور المجازية الجميلة وكيف يمكن ترجمتها من خلال حفل الافتتاح وجلسات المؤتمر والتي تراوحت موضوعاتها حول دور الترجمة والنشر في نقل الهوية السعودية، وهوية الأسرة السعودية، وهويتنا والآخر، وترجمة الإرث الوطني، وقضايا التواصل في الهوية الوطنية؛ لكن في الوقت نفسه هناك معضلات معقدة في الترجمة لم يتم الوصول إلى حلول فلسفية حولها ولعل أهمّها قضية الذات والعلاقة مع الآخر.

لا شك أن الثقافة محلية تتشكّل من خلال الأجيال التي تعاقبت في مجتمع ما وأصبحت تميّزه عن الآخر، لكن في الوقت نفسه هذه الخصوصية تصطدم مع واقع جديد يعيشه هذا العالم وهو ما اصطلح على تسميته بالعولمة حيث تذوب الحدود بين المجتمعات ويصبح العالم سوقاً اقتصادية مشتركة يقع تحت سيطرة الأقوياء اقتصادياً ثم يتحوّل هذا الأمر لاحقاً ويمتد إلى الثقافة نفسها فيتقولب العالم بصورة نمطية واحدة ويصبح تحت سيطرة الثقافة القوية التي تسيطر على هذه السوق.

هذا المؤتمر الجميل يقاوم هذه التيارات الجارفة ويعلي من شأن الثقافة المحلية وإبرازها إلى الوجود خاصة وأن الهوية السعودية ذات شأن ثقافي مهم في هذا العالم، ولعل نظرة سريعة إلى خارطة العالم الجغرافية تكشف عن مكانها الاستراتيجي وخصوصية وجمال موقعها الذي يعكس في الوقت نفسه أهمية الدور الثقافي الذي تضطلع به والذي انعكس في كونها قبلة العالم ومهد الحضارات.
من المعضلات الكثيرة في قضايا ترجمة الهوية الثقافية هو الدور الذي يمكن أن تلعبه دور النشر خاصة في ظل اهتمامها في العائد الربحي الذي تنتظره من أي مشروع ثقافي يتعلق بالهوية إذ من المعروف عنها اهتمامها، كما هو الحال مع أي دار نشر عالمية، في الكتب الأكثر مبيعا ورواجا والتي عادة تبتعد عن الثقافات المحلية وترجمتها.

كان يمكن إضافة محور للتجارب الشخصية في الترجمة الثقافية لإلقاء المزيد من الأضواء حول الصعوبات التي يواجهها المترجمون أو دور النشر في قضايا ترجمة الهوية أو الثقافة السعودية سواء من العربية أو إليها.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: فی الوقت نفسه

إقرأ أيضاً:

فنجان القهوة الذي أربك البروتوكول.. ترامب يرفض الرشفة في حضرة السعودية

صراحة نيوز ـ في مشهد لفت الأنظار وأثار التساؤلات، ظهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال زيارته الرسمية إلى السعودية، متجنبًا تناول القهوة العربية، رغم تقديمها له ضمن مراسم الضيافة التقليدية، في حين احتسى من حوله، بمن فيهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، القهوة بكل أريحية.

ورغم تداول المشهد عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لم يكن هذا التصرف مفاجئًا لمن يعرف عادات ترامب الشخصية؛ إذ عبّر في أكثر من مناسبة عن امتناعه التام عن شرب القهوة أو الكحول أو التدخين، بل إنه اعتاد تقديم هذا التوجه كنصيحة لأبنائه.

وفي مقابلة مع شبكة CNN عام 2011، قال ترامب صراحة: “لم أتعاطَ المخدرات، ولم أدخن السجائر، ولم أشرب القهوة”. وكرر الموقف ذاته في كتابه الشهير “أمريكا التي نستحقها”: “ما تراه هو ما تحصل عليه. لم أشرب كأسًا من الكحول، لم أدخن سيجارة، ولم أحتسِ فنجان قهوة”.

ووفقًا لتصريحاته، فإن امتناعه عن هذه العادات ينبع من مواقف شخصية راسخة منذ شبابه، وتُظهر جانبًا من الانضباط الذاتي الذي يفاخر به علنًا.

ورغم غرابة المشهد في سياق بروتوكولات الضيافة، فإن الموقف أضفى لمسة من الجدل على الزيارة، وفتح الباب أمام تفسيرات متعددة بين من رأى فيه احترامًا لقناعاته الشخصية، ومن رآه تجاهلًا لأعراف الضيافة.

هكذا، كان “الفنجان المرفوض” أكثر ما لفت الأنظار في زيارة رسمية حملت الكثير من الرسائل، السياسية والثقافية، لكنه أضاء جانبًا غير متوقّع من شخصية الرئيس الأمريكي المثير للجدل.

مقالات مشابهة

  • جعجع: المشهد الذي انطلق من السعودية هو الطريق الصحيح لحل مشكلات المنطقة
  • "جوازك إلى العالم".. تفاعل الزوار مع تنوع الثقافة الهندية في جدة
  • بسبب الظروف الجوية.. سفرية شبيبة الساورة إلى تيزي وزو تتأجل
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)
  • ترامب: السعودية ستطبع مع إسرائيل في الوقت الذي تراه مناسبا
  • عراقنا… الهوية التي لا تتجزأ !!
  • فنجان القهوة الذي أربك البروتوكول.. ترامب يرفض الرشفة في حضرة السعودية
  • رفح.. المدينة التي تحولت إلى أثرٍ بعد عين
  • لوفيغارو: ما الذي حصل عليه حزب العمال الكردستاني مقابل حله نفسه؟
  • طلب إحاطة بالبرلمان: مطالب بوقف إغلاق قصور الثقافة وإنقاذ الهوية المصرية من الانهيار