صحيفة البلاد:
2025-12-11@10:39:54 GMT

ترجمة الهوية

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

ترجمة الهوية

لعل أول ما يلفت الانتباه في المؤتمر العلمي الذي عقدته الأسبوع الماضي جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض تحت إشراف كلية اللغات عن ترجمة الهوية السعودية عبر اللغات والثقافات الأخرى، هو فلسفة تصميم الشعار الذي كان يحمل عنوان “هويتنا نترجمها”. جاء تصميم الشعار باستخدام عنصرين مهمين يعكسان بدقة الثقافة السعودية ويعتمدان عليها وهما النخيل والإبل.

كما أن الشعار يحمل عنصراً رمزيا مهما وبالذات في السياق الذي تم فيه تنظيم هذا المؤتمر وهو هنا في رحاب جامعة الأميرة نورة المخصصة للطالبات فقط. هذا العنصر الرمزي الذي يضمه هذا التصميم يتمثّل في شخصية راعية الإبل السعودية المعروفة شومة العنزي التي توفيت في عام 2022 بعد أن بلغت أكثر من 90 عاما حيث قضت حياتها تعيش في الصحراء مع الإبل والجمال ضاربة بذلك أروع الأمثلة في الصبر والكفاح، وفي الوقت نفسه تذوّق الجَمال الذي تراه في الجِمال حيث كانت تقول:” من هو المجنون الذي لا يحب الإبل؟”.

كنت أبحث عن هذه الصور المجازية الجميلة وكيف يمكن ترجمتها من خلال حفل الافتتاح وجلسات المؤتمر والتي تراوحت موضوعاتها حول دور الترجمة والنشر في نقل الهوية السعودية، وهوية الأسرة السعودية، وهويتنا والآخر، وترجمة الإرث الوطني، وقضايا التواصل في الهوية الوطنية؛ لكن في الوقت نفسه هناك معضلات معقدة في الترجمة لم يتم الوصول إلى حلول فلسفية حولها ولعل أهمّها قضية الذات والعلاقة مع الآخر.

لا شك أن الثقافة محلية تتشكّل من خلال الأجيال التي تعاقبت في مجتمع ما وأصبحت تميّزه عن الآخر، لكن في الوقت نفسه هذه الخصوصية تصطدم مع واقع جديد يعيشه هذا العالم وهو ما اصطلح على تسميته بالعولمة حيث تذوب الحدود بين المجتمعات ويصبح العالم سوقاً اقتصادية مشتركة يقع تحت سيطرة الأقوياء اقتصادياً ثم يتحوّل هذا الأمر لاحقاً ويمتد إلى الثقافة نفسها فيتقولب العالم بصورة نمطية واحدة ويصبح تحت سيطرة الثقافة القوية التي تسيطر على هذه السوق.

هذا المؤتمر الجميل يقاوم هذه التيارات الجارفة ويعلي من شأن الثقافة المحلية وإبرازها إلى الوجود خاصة وأن الهوية السعودية ذات شأن ثقافي مهم في هذا العالم، ولعل نظرة سريعة إلى خارطة العالم الجغرافية تكشف عن مكانها الاستراتيجي وخصوصية وجمال موقعها الذي يعكس في الوقت نفسه أهمية الدور الثقافي الذي تضطلع به والذي انعكس في كونها قبلة العالم ومهد الحضارات.
من المعضلات الكثيرة في قضايا ترجمة الهوية الثقافية هو الدور الذي يمكن أن تلعبه دور النشر خاصة في ظل اهتمامها في العائد الربحي الذي تنتظره من أي مشروع ثقافي يتعلق بالهوية إذ من المعروف عنها اهتمامها، كما هو الحال مع أي دار نشر عالمية، في الكتب الأكثر مبيعا ورواجا والتي عادة تبتعد عن الثقافات المحلية وترجمتها.

كان يمكن إضافة محور للتجارب الشخصية في الترجمة الثقافية لإلقاء المزيد من الأضواء حول الصعوبات التي يواجهها المترجمون أو دور النشر في قضايا ترجمة الهوية أو الثقافة السعودية سواء من العربية أو إليها.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: فی الوقت نفسه

إقرأ أيضاً:

إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة

الثورة نت/وكالات شدد ممثل إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيراواني، على أن الإبادة الجماعية لا يمكن محوها بالصمت، مؤكدا أن على العالم أن يتحرك بحزم وجماعية وفوراً لإنهاء جريمة الإبادة الجماعية، وخاصة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة. وأفادت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء اليوم الأربعاء، بأن تصريحات إيرواني، جاءت خلال جلسة الجمعية العامة بمناسبة الذكرى العاشرة لـ”اليوم الدولي لإحياء كرامة ضحايا جريمة الإبادة الجماعية”. وقال إيراواني خلال الجلسة: “لا يمكن محو الإبادة الجماعية بالصمت. صوتنا مؤثر في سبيل العدالة. يجب أن يحوّل ألم ضحايا الإبادة الجماعية حزننا إلى إرادة واحدة حازمة لإنهاء هذه الجريمة نهائياً”. وأضاف: “تقع على عاتق جميع الدول الأعضاء مسؤولية عالمية لمنع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، والامتناع عن تقديم أي مساعدة أو دعم لمرتكبيها. إن حظر الإبادة الجماعية قاعدة آمرة في القانون الدولي، لا يجوز لأي دولة تجاهلها أو إضعافها أو تطبيقها بشكل انتقائي. يجب السعي لتحقيق العدالة بلا هوادة، لأن الإفلات من العقاب لا يؤدي إلا إلى استمرار ارتكاب المزيد من الجرائم”. وتابع: “في هذا الصدد، نشيد بالعمل المهني والمبدئي للجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي توصلت إلى استنتاجات مقلقة للغاية بشأن أعمال الكيان الصهيوني في غزة، والتي تم تقييمها على أنها ترقى إلى جريمة الإبادة الجماعية”. وأكد السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أن الكيان الصهيوني قد تحدى القانون الدولي مراراً وتكراراً وبشكل علني، وانتهك حقوق الإنسان والحقوق الإنسانية الدولية بطرق موثقة على نطاق واسع من قبل آليات الأمم المتحدة. وأضاف: “أن محكمة العدل الدولية، في فتواها الاستشارية، وصفت ما حدث للشعب الفلسطيني في غزة بالإبادة الجماعية. وقد أدت العمليات العسكرية للكيان الصهيوني إلى عمليات قتل وإلحاق أضرار جسيمة غير مسبوقة، وفرض حصار شامل وتجويع، وتدمير ممنهج للأنظمة الصحية والتعليمية، وارتكاب أعمال عنف جنسي وتعذيب واسعة النطاق، واستهداف النساء والأطفال بشكل مباشر، وشن هجمات واسعة النطاق على المواقع الثقافية والدينية، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة”. وأوضح المندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة قائلا : “كما ورد في تقرير المقررة الخاصة، السيدة ألبانيزة، فإن العديد من الحكومات الغربية، متسترةً وراء الدبلوماسية، سهّلت وشرّعت، بل وطبعت في نهاية المطاف، هذه الحملة الإبادية، وأعادت إنتاج الروايات الاستعمارية وتشويهات الكيان الصهيوني للقانون الدولي”.

مقالات مشابهة

  • نيوزويك: السعودية تلقت ضربة بسبب الانتقالي وتمرده يخدم الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة
  • تحليل: أداة ذكاء اصطناعي تخفّض بشكل كبير الوقت الذي يخصصه الأطباء للأعمال الورقية
  • من هي المرأة التي أيقظت العالم بموقفها ؟
  • المرأة التي أيقظت العالم بطريقتها
  • نيوزويك: الصراع يتفاقم بين السعودية والإمارات في اليمن والانتقالي يقوض جهود الرياض ويفيد الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • مصر وفلسطين يبحثان عقد مؤتمر لوزراء الثقافة العرب لمناقشة التحديات أمام الهوية الفلسطينية
  • أحمد الزرقة يكتب للموقع بوست عن: ما الذي يعنيه اليمن في استراتيجية الأمن القومي الأمريكية لعام 2025؟ وما دور السعودية والإمارات؟
  • «حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»
  • الجارديان: وقوف السعودية مع السودان وراء تصعيد الإمارات ضد السعودية في اليمن (ترجمة خاصة)