أكد رئيس الحكومة اليمنية، أن فرص السلام تضاءلت وتعقدت أكثر من أي وقت مضى، في ظل تواصل الهجمات الحوثية في البحرين الأحمر والعربي والتصعيد الميداني في جبهات القتال.

 

وقال بن مبارك في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط: "أصبحت فرص السلام تتضاءل، نتيجة تصرفات الحوثيين وانحيازهم للبعد الآيديولوجي مقابل المصالح البراغماتية التي كان من الممكن أن يحققوها لو انصاعوا للحلول المطروحة على الطاولة".

 

وأضاف: أصبح العالم ينظر بريبة شديدة للدور الذي من الممكن أن يلعبه الحوثيون في أي صيغة سلام مقبلة"، مؤكدا أن هذا الأمر بالتحديد "بدأ يشغل بال المجتمع الدولي بشكل كبير، خاصة في ظل استخدام الحوثيين القدرات والعلاقات الوطيدة بينهم وبين إيران"، مما جعل السلام يتعقد أكثر فأكثر.

 

وشدد رئيس الحكومة، على ضرورة مراجعة ربط السلام مع عمليات البحر الأحمر، مضيفا: «تعاني الحكومة اليمنية من الدفع بصيغٍ عنوانها السلام لكنَّها تقود إلى مزيدٍ من الصراع، وتعمل على إطالة أمد الصراع بمستويات وأشكال مختلفة... في مراجعاتنا مع المجتمع الدولي كنَّا دائماً نؤكِّد – والكل يعلم كم ضُغط علينا باتجاه الذهاب إلى ستوكهولم وأعلنت هناك اتفاقية سلام لم تصمد لساعات - ونحن في كلّ الصيغ الجديدة سواء هدنة أو ما بعدها أو الآن خارطة طريق، يهمنا أنْ يدعم المجتمع الدولي خطة سلامٍ حقيقي تقود إلى خطة سلامٍ مستدامٍ، وتقود إلى عدم تسليم اليمن بشكلٍ أو بآخر إلى أحضان حركةٍ مثل الحوثي تخدم أجندة إيران، وهذا سيكون وبالاً ليس على اليمنيين فقط - وسيرفضهم اليمنيون - لكن كذلك على المنطقة والعالم».

 

وتساءل بن مبارك بقول: "هل سيعود الحوثيون حركة عادية إذا ما توقفوا اليوم عن عملياتهم في البحر الأحمر ويمكن التعاطي معهم؟". مضيفا: "تصرفات الحوثيين خلال الأشهر الماضية أظهرت توجهاً آيديولوجياً واضحاً، وارتباطاً وثيقاً بالأجندة الإيرانية التي أوضحت أنَّهم يشكلون تهديداً كبيراً... لذلك لا يهمنا كيف يدعم الأميركيون أو لا يدعمون أيَّ صياغة مقبلة، بقدر ما يهمنا أن يتم دعم ما هو مستدامٌ، ويساعد اليمنيين على الوصول إلى صيغة يمكن من خلالها أن يتعايشوا، وأن يتعاطوا مع قضاياهم بطريقة أكثر ديمومة".

 

وحول سردية الحرب ونظرة الغرب لها، قال رئيس الوزراء: "كثير مما كنا نقوله وننبه إليه أصبح الآن (الغربيون) هم الذين يذكروننا به. وكثير من السرديات التي قامت عليها حتى الحلول الأخيرة سقط. تعلم أن الحوثي لا يمكن أن يأتي للسلام إلا من خلال محفزات اقتصادية، الحديث أنه ليس هناك تأثير كبير لإيران على الحوثيين. الحديث أن الحوثي لا يمثل إلا إشكالاً داخلياً في اليمن، ولا يشكل خطراً على المستوى الإقليمي، الحديث أن الحوثيين لا يمكن أن يشكلوا خطراً على المصالح الغربية بشكل مباشر، كل هذه القضايا سقطت، الآن أصبح الغرب هو من يذكرنا بهذه القضايا".

 

وأكد بن مبارك أن هذا التحور الغربي من المهم أن يقود إلى "تحول استراتيجي في طبيعة النظر إلى الحوثيين، ليس فقط (بوصفهم) طرفاً عسكرياً أو اجتماعياً، لكنهم يمثلون تهديداً آيديولوجياً، وطبيعة هذه الآيديولوجيا وتأثيرها ليس على اليمن وحسب، وإنما المنطقة والعالم"، مضيفاً: "أعتقد أن التطورات التي حصلت ستساعد بشكل كبير جداً على تغيير هذه السردية".

 

وشدد رئيس الوزراء لصحيفة الشرق الأوسط، على ضرورة دعم الحكومة اليمنية بشكل مباشر، وعدم القبول بالسماح لقوات خارج الدولة مثل الحوثيين بالسيطرة على الحدود والمياه الإقليمية اليمنية، مشيرا إلى أن ذلك "كان أحد الأخطاء الاستراتيجية، وبالتالي البديل هو دعم الحكومة اليمنية بخفر سواحلها، بقواتها، بامتلاك أدوات تمكنها من الدفاع عن المياه الإقليمية".

 

ورأى بن مبارك، أن وجود الحكومة اليمنية على الأرض وزيادة وتمكينها من أدواتها السيادية وممارسة أعمال السيادة على أرضها "إحدى القضايا المهمة التي نعمل عليها، لذلك، رفع مستوى التعاون مع الدول الغربية على هذا الأساس بعد تصحيح هذه السرديات يعد من القضايا المهمة، والاستراتيجية أيضاً بالنسبة لنا".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: البحر الأحمر غروندبرغ بن مبارك مليشيا الحوثي الحرب في اليمن الحکومة الیمنیة بن مبارک

إقرأ أيضاً:

البحرية الامريكية انفقت مليار دولار لصد المسيرات اليمنية

ونقل الموقع عن تقرير جديد للاستخبارات الأميركية، حجم تأثير الهجمات اليمنية على التجارة الدولية، مبيناً أنّ اليمنيين تمكنوا عبر الطائرات بالمسيرة والصواريخ، أخذ ممر مائي تجارياً حيوي "رهينة".

كما اعتبر أنّ الولايات المتحدة وحلفاؤها، أخفقوا في وقف الهجمات اليمنية، في البحر الأحمر وخليج عدن.

وذكر التقرير أنّ مصالح أكثر من 65 دولة تضررت، بينما غيّرت 29 شركة كبرى للشحن والطاقة مسار سفنها.

وانخفض معدل شحن الحاويات عبر البحر الأحمر بنسبة 90% منذ منتصف شهر شباط/فبراير.

كذلك، بيّن التقرير أنّ أقساط التأمين على العبور ارتفعت إلى 1% من القيمة الإجمالية للسفينة في نفس الإطار الزمني، وأنّ الطرق البديلة حول أفريقيا تقطع 11 ألف ميل بحري، وتستغرق ما يصل إلى أسبوعين من السفر ومليون دولار من الوقود.

وأشار التقرير إلى أنّ البحرية الأميركية، أنفقت حتى الآن مليار دولار على الذخائر في مواجهة الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز المضادة للسفن والطائرات بدون طيار المتفجرة في المنطقة.

وخلص التقرير إلى أنّ الهجمات اليمنية التي لم يتم ردعها تضغط على التجارة الدولية.

ويأتي ذلك فيما كشف تقرير لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية، أنّ عدد الهجمات البحرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 وحتى الآن، في البحر الأحمر وخليج عدن، لا يقل عن 175 هجوماً.

مقالات مشابهة

  • البحرية الأمريكية أنفقت مليار دولار لصد المسيرات اليمنية
  • تقرير استخباراتي: القوات الأمريكية وحلفاؤها اخفقت في وقف الهجمات اليمنية
  • البحرية الامريكية انفقت مليار دولار لصد المسيرات اليمنية
  • الحكومة اليمنية تعلن فتح طريق “عصيفرة الستين” في تعز جنوب غربي البلاد
  • الجيش الأميركي يدمر 7 رادارات باليمن وفقدان بحار بسفينة هاجمها الحوثيون
  • أول تحرك حازم للشرعية في وجه التصعيد الحوثي الأخير ضد موظفي المنظمات الدولية والمحلية
  • الحكومة تجدد دعمها لجهود السلام في اليمن وفق المرجعيات الثلاث
  • الحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمر
  • تقرير أمريكي: شحن الحاويات في البحر الأحمر انخفض بنسبة 90%
  • “وول ستريت جورنال”: كيف قيّد اليمنيون القوات الأمريكية في البحر الأحمر؟