سودانايل:
2024-09-22@10:06:43 GMT

الحركة الشعبية: الأمل المعقود والفعل المفقود

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

د. عكاشة السيد عكاشة
مرت علينا فى 16 مايو الذكرى 41 لتأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان والتى طرحت على الساحة السياسية السودانية لأول مرة مشروع نضالى وحضارى متقدم لم يتم إستيعابه حتى الآن من قبل كثير من القوى السياسية السودانية الغارقة فى بحر التشاكس والفرقة والتمترس خلف الشعارات الجوفاء والإنسياق وراء الجهل المركب والتنافس غير الشريف والمبارزة بلا معنى والجهد المهدر الذى لا يبنى وطن ولا يوحد شعب يعانى شظف العيش وكانت النتيجة الطبيعية لكل ذلك ما وصل إليه حالنا الآن من حرب ودمار .


إن مشروع السودان الجديد الذى طرحته الحركة الشعبية هو برنامج تقدمى بعيدا عن الأطروحات الهلامية ويدعو إلى هوية سودانية بدون تمييز دينى أو عرقى أو ثقافى فى وحدة إجتماعية إندماجية بلا إستثناء لأحد وينبنى على حق المواطنة الخالصة للجميع بعيداً عن الصراع الدينى أوالإنحياز للعروبة أو الأفريقانية ودعوة صريحة للإعتزاز بالأمة السودانية ولكن كثير من أدعياء السياسة لم يفهموا ما طرحته الحركة ولا يرون قيمة لإطروحاتها الثورية ولا يعترفون حتى بوجودها كتنظيم لأنهم غير مقتنعين ببرنامجها التقدمى فى عملية مكابرة ونكران يجافى الواقع والحقيقة رغم إنهم فى الواقع المعاش لا يمثلون وزناً ذى قيمة حقيقية .
الحركة الشعبية تنظيم نضالى ثورى وقام بنيانه على أعمدة القومية وتوحيد الشعب السودانى ولم تكن الحركة فى أى وقت تنظيماً إنفصالياً وقد طرحت مشروع السودان الجديد لبناء دولة حديثة تتمتع بالديمقراطية والعدالة والمساواة وإحترام حقوق الإنسان وإن الأخوة فى الجنوب لم يكونوا إنفصاليين ولكن دفعوا للإنفصال دفعاً مباشراً من قبل السلطة الحاكمة وأذكر بعد توقيع إتفاق السلام الشامل وقبل مغادرة الراحل العظيم دكتور قرنق نيروبى إلى الخرطوم كنت قد إلتقيته للوداع وقال لى إنه سيكون أول سودانى من الجنوب يحكم السودان من حلفا لنمولى وقد سألته بإستغراب كيف ذلك فكان رده إنه سيعمل بجد وإجتهاد وجدية شديدة حتى يقنع الرئيس البشير بعدم الترشح وإتاحة الفرصة له وهذا الكلام ينفى تماماً ما إنطلق من دعاوى قوى سياسية بعينها بأن الحركة الشعبية تنظيم إنفصالى .
إن ما يحز فى النفس ويدمى القلب حقاً إن الحركة الشعبية أصيبت بفيروس الإنقسامات الذى أصاب كل الأحزاب السياسية السودانية وعلى الرغم من إننا فى الحركة نؤمن إن أى تنظيم سياسى توجد به تباينات فى وجهات النظر والتوجه وإختلاف فى الأراء والتفكير وهو أمر طبيعى جعل كثير من النخب والمثقفين ينضمون إليها خاصة من الشمال عن إيمان بما هو مطروح من برنامج سياسى متقدم ولكن بكل أسف ما يعيب تجربة الحركة النضالية خلال 41 عاماً من عمر التأسيس إن بعض الرفاق لسبب أو لآخر قاموا بأحداث إنقسامات وإنشقاقات فى جسم الحركة ليس من منطلق فكرى أو أيدولوجى بل من منطلق قبلى وجهوى وشوهوا مشروع السودان الجديد المشرق الذى ينادى بالوحدة دون النظر لعرق أو دين أو ثقافة ولكن رغم كل ذلك وما جرى من أحداث إلا إن قوى مستنيرة ما زالت تتمسك بأدبيات وأخلاقيات الحركة فى إحترام بعضنا البعض وإن الخلاف و الفراق يتم دائماً بسلام بدون إلصاق تهمة الخيانة بين رفاق الأمس أو الإنغماس فى رسائل السباب وقذف الشتائم يمنة ويسرى كما يحدث فى الأحزاب والتنظيمات المختلفة وكمثال ( أنظر ما تم من فراق بسلام بين القائد مالك عقار والقائد ياسر عرمان ) .
رغم التشرذم والإنقسامات وضبابية مواقف البعض ومحاولات الأخرين تشويه وجه الحركة الشعبية فإنه ما زالت مقاومة تيارات الثوريين تتمسك بقيم السودان الجديد ومستمرة وقائمة فى درب النضال وفى ضؤ ما يجرى فى البلاد من محن فإن الحركة الشعبية لم تنحاز إلا للشعب ولثورة ديسمبر المجيدة فى موقف أخلاقى مبدئى بهدف الحفاظ على النسيج الإجتماعى فى البلاد وما زالت الحركة الشعبية متمسكة بمشروعها النضالى لبناء دولة سودانية حديثة وفق أهداف سامية وإستعادة الدولة السودانية المختطفة فى أعقاب الحرب العبثية والدمار الذى يشهده الوطن .
ختاماً أتوجه بالتحية فى مناسبة تأسيس الحركة الشعبية لكل الرفاق فى حركات الشتات المنشقة المختلفة وأوجه تحية خالصة وخاصة للقائد الصامد فى كل الأوقات القائد عبد العزيز آدم الحلو وكل أفراد الحركة الشعبية شمال .
والنضال مستمر أبداً ...

akashaalsayed@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الشعبیة السودان الجدید

إقرأ أيضاً:

قصة أغرب من الخيال.. أمريكي يعود لأسرته بعد 73 عاما من اختطافه

قصة أغرب من الخيال، ربما هذا يكون العنوان الأنسب، لما حدث مع عائلة من بورتوريكو، بعدما عثروا على أحد أفراد عائلتهم بعد 73 عاما على اختطافه، ليجري لم شمل العائلة في واحدة من أغرب قصص الاختطاف، فماذا حدث؟.

منذ 73 عاما، وتحديدا عام 1951، وبينما أتم طفل يدعي لويس عامه السادس، والذي كان في نزهة رفقة عائلته داخل إحدى الحدائق في كاليفورنيا، جرى اختطافه خلال لعبه مع شقيقه الأكبر روجر.

رجل يعود إلى أسرته بعد أكثر من 70 عاما من اختطافه.. ما القصة؟

«سأشتري لك حلوى» بالعبارة الأشهر، تلقى لويس وعدا من إحدى السيدات لتتمكن من استقطابه بعيدا عن أسرته، وبالفعل قامت باختطافه إلى نيويورك، لتقرر تبنيه هي وزوجها، بعد فشل الشرطة في العثور عليه، بحسب صحيفة «دايلي ستار» البريطانية.

بعد 7 عقود من اختطاف لويس وإتمامه الـ79 عاما، تمكن من الوصول لعائلته أخيرا، ولكن لسوء لحظ توفيت والدته عام 2005 دون أن تعرف ما حدث لابنها، بحسب التقرير.

كيف عثرت الأسرة على الرجل المفقود بعد 73 من اختطافه؟

عثور الرجل على عائلته بدأ بعدما قررت ابنة شقيقه البالغة من العمر 63 عاما، البحث عن عمها المفقود منذ فترة طويلة، وقالت: «لقد شعرت دائما أنه على قيد الحياة، طوال هذا الوقت ظلت الأسرة تفكر فيه، كنت أعلم دائما أن لدي عما، لقد تحدثنا عنه كثيرا، كانت جدتي تتحدث عنه دائما، كانت صوره معلقة في منزل الأسرة».

وباستخدام مزيج من اختبارات الحمض النووي والمعلومات من قصاصات الصحف القديمة حول اختفاء لويس، تمكنت ابنة شقيقة مع سلطات إنفاذ القانون المحلية،  أخيرا إلى من التوصل إلى لويس، ولكنها لم تتلقى ردا في البداية.

«عثرت الفتاة وبناتها على ميكروفيلم لصور لويس في مكتبة أوكلاند العامة، ما دفعهن إلى إدراك أنه كان في الواقع عمهن المفقود منذ زمن طويل، وتمكن لويس، الذي أصبح أبًا وجدًا، من لم شمله مع شقيقه الأكبر روجر بعد كل هذه السنوات».

وأوضح لويس أنه عندما كان يسأل أي شخص في منطقته المجاورة في نيويورك عن  واقعة الاختطاف لم يكن أحد يجيب على أسئلته، وبما أن الأشخاص الذين كان يعتقد أنهم والديه قد ماتوا الآن، فإنه للأسف غير قادر على جمع أي معلومات إضافية حول ما إذا كانوا على علم بالمكان الذي أتى منه أو حقيقة اختطافه.

مقالات مشابهة

  • قصة أغرب من الخيال.. أمريكي يعود لأسرته بعد 73 عاما من اختطافه
  • مواجهتان مصيريتان لقطبي الكرة السودانية بدوري أبطال أفريقيا
  • تقزم مشروع دولة العطاوة ومملكة آل دقلو من السودان ككل إلى دارفور
  • استياء أممي من هجوم قوات الدعم السريع على الفاشر السودانية
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 25.000 ربطة خبز للأسر اللاجئة ضمن مشروع مخبز الأمل الخيري في شمال لبنان خلال الأسبوع الماضي
  • ابراهيم جابر ل(المحرر): لا نخاف الضغوط الدولية ولكن نخشى الشعب السوداني
  • لدى العالم أساس قانوني متين لو أراد حلًا للأزمة السودانية
  • «تقدم» تدين استهدف حافلة ركاب بمسيّرة ومقتل العشرات جنوبي العاصمة السودانية
  • قانون العمل الجديد.. صراع المكتسبات يعطل صدوره
  • حرب السودان اكبر عملية شروع لانفاذ مشروع استيطاني واحتلالي شهده القرن الواحد وعشرين