سودانايل:
2025-06-13@18:59:56 GMT

الحركة الشعبية: الأمل المعقود والفعل المفقود

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

د. عكاشة السيد عكاشة
مرت علينا فى 16 مايو الذكرى 41 لتأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان والتى طرحت على الساحة السياسية السودانية لأول مرة مشروع نضالى وحضارى متقدم لم يتم إستيعابه حتى الآن من قبل كثير من القوى السياسية السودانية الغارقة فى بحر التشاكس والفرقة والتمترس خلف الشعارات الجوفاء والإنسياق وراء الجهل المركب والتنافس غير الشريف والمبارزة بلا معنى والجهد المهدر الذى لا يبنى وطن ولا يوحد شعب يعانى شظف العيش وكانت النتيجة الطبيعية لكل ذلك ما وصل إليه حالنا الآن من حرب ودمار .


إن مشروع السودان الجديد الذى طرحته الحركة الشعبية هو برنامج تقدمى بعيدا عن الأطروحات الهلامية ويدعو إلى هوية سودانية بدون تمييز دينى أو عرقى أو ثقافى فى وحدة إجتماعية إندماجية بلا إستثناء لأحد وينبنى على حق المواطنة الخالصة للجميع بعيداً عن الصراع الدينى أوالإنحياز للعروبة أو الأفريقانية ودعوة صريحة للإعتزاز بالأمة السودانية ولكن كثير من أدعياء السياسة لم يفهموا ما طرحته الحركة ولا يرون قيمة لإطروحاتها الثورية ولا يعترفون حتى بوجودها كتنظيم لأنهم غير مقتنعين ببرنامجها التقدمى فى عملية مكابرة ونكران يجافى الواقع والحقيقة رغم إنهم فى الواقع المعاش لا يمثلون وزناً ذى قيمة حقيقية .
الحركة الشعبية تنظيم نضالى ثورى وقام بنيانه على أعمدة القومية وتوحيد الشعب السودانى ولم تكن الحركة فى أى وقت تنظيماً إنفصالياً وقد طرحت مشروع السودان الجديد لبناء دولة حديثة تتمتع بالديمقراطية والعدالة والمساواة وإحترام حقوق الإنسان وإن الأخوة فى الجنوب لم يكونوا إنفصاليين ولكن دفعوا للإنفصال دفعاً مباشراً من قبل السلطة الحاكمة وأذكر بعد توقيع إتفاق السلام الشامل وقبل مغادرة الراحل العظيم دكتور قرنق نيروبى إلى الخرطوم كنت قد إلتقيته للوداع وقال لى إنه سيكون أول سودانى من الجنوب يحكم السودان من حلفا لنمولى وقد سألته بإستغراب كيف ذلك فكان رده إنه سيعمل بجد وإجتهاد وجدية شديدة حتى يقنع الرئيس البشير بعدم الترشح وإتاحة الفرصة له وهذا الكلام ينفى تماماً ما إنطلق من دعاوى قوى سياسية بعينها بأن الحركة الشعبية تنظيم إنفصالى .
إن ما يحز فى النفس ويدمى القلب حقاً إن الحركة الشعبية أصيبت بفيروس الإنقسامات الذى أصاب كل الأحزاب السياسية السودانية وعلى الرغم من إننا فى الحركة نؤمن إن أى تنظيم سياسى توجد به تباينات فى وجهات النظر والتوجه وإختلاف فى الأراء والتفكير وهو أمر طبيعى جعل كثير من النخب والمثقفين ينضمون إليها خاصة من الشمال عن إيمان بما هو مطروح من برنامج سياسى متقدم ولكن بكل أسف ما يعيب تجربة الحركة النضالية خلال 41 عاماً من عمر التأسيس إن بعض الرفاق لسبب أو لآخر قاموا بأحداث إنقسامات وإنشقاقات فى جسم الحركة ليس من منطلق فكرى أو أيدولوجى بل من منطلق قبلى وجهوى وشوهوا مشروع السودان الجديد المشرق الذى ينادى بالوحدة دون النظر لعرق أو دين أو ثقافة ولكن رغم كل ذلك وما جرى من أحداث إلا إن قوى مستنيرة ما زالت تتمسك بأدبيات وأخلاقيات الحركة فى إحترام بعضنا البعض وإن الخلاف و الفراق يتم دائماً بسلام بدون إلصاق تهمة الخيانة بين رفاق الأمس أو الإنغماس فى رسائل السباب وقذف الشتائم يمنة ويسرى كما يحدث فى الأحزاب والتنظيمات المختلفة وكمثال ( أنظر ما تم من فراق بسلام بين القائد مالك عقار والقائد ياسر عرمان ) .
رغم التشرذم والإنقسامات وضبابية مواقف البعض ومحاولات الأخرين تشويه وجه الحركة الشعبية فإنه ما زالت مقاومة تيارات الثوريين تتمسك بقيم السودان الجديد ومستمرة وقائمة فى درب النضال وفى ضؤ ما يجرى فى البلاد من محن فإن الحركة الشعبية لم تنحاز إلا للشعب ولثورة ديسمبر المجيدة فى موقف أخلاقى مبدئى بهدف الحفاظ على النسيج الإجتماعى فى البلاد وما زالت الحركة الشعبية متمسكة بمشروعها النضالى لبناء دولة سودانية حديثة وفق أهداف سامية وإستعادة الدولة السودانية المختطفة فى أعقاب الحرب العبثية والدمار الذى يشهده الوطن .
ختاماً أتوجه بالتحية فى مناسبة تأسيس الحركة الشعبية لكل الرفاق فى حركات الشتات المنشقة المختلفة وأوجه تحية خالصة وخاصة للقائد الصامد فى كل الأوقات القائد عبد العزيز آدم الحلو وكل أفراد الحركة الشعبية شمال .
والنضال مستمر أبداً ...

akashaalsayed@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الشعبیة السودان الجدید

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: كهرباء السودان .. من قري إلى كلاناييب

بالقراءة للتحولات السياسية التي يشهدها السودان، تبرز الكهرباء كركيزة سيادية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمصير الدولة وأمنها الوطني. وتأتي زيارة رئيس الوزراء د. كامل إدريس إلى محطة “كلاناييب” لتعبّر عن رؤية واضحة بأن بناء المستقبل لا يبدأ إلا من بوابة الطاقة. هذه الزيارة تشكل إعلانًا عن إرادة سياسية جديدة تضع الطاقة في صميم مشروعات إعادة البناء الوطني، حيث يلتقي السياسي بالتنموي.

في هذا المقال، نستعرض تاريخ محطتي “قري” و”كلاناييب”، ونُبرز أهمية هذه الزيارة في ضوء الرؤية المستقبلية لقطاع الطاقة في السودان.

تعود جذور مشروع “قري” و”كلاناييب” إلى ديسمبر 2016، حين وقّعت وزارة الموارد المائية والري والكهرباء اتفاقًا مع شركة “سيمنز” الألمانية لإنشاء محطتين لتوليد الكهرباء في قري وبورتسودان بقدرة إجمالية بلغت 950 ميغاواط، مع خطة مستقبلية لزيادتها إلى 1270 ميغاواط باستخدام نظام الدورة المركبة. وقد حضرنا آنذاك توقيع هذا الاتفاق، وشاركنا في مناقشة خطة التطوير التي اعتمدت منطقة “قري الصناعية” كموقع استراتيجي للصناعات التحويلية.

بدأ تركيب الوحدات في العام التالي، لكن الاضطرابات السياسية وسقوط نظام الرئيس السابق في 2019 أثّرت سلبًا على التنفيذ، فتأخرت مراحل التشغيل، ودخل المشروع في حالة من الجمود الإداري .

لقد مثّل التعاقد مع “سيمنز” خطوة نوعية في سياسات الطاقة بالسودان . فاختيار موقعي قري وبورتسودان لم يكن عشوائيًا، إذ تحظى قري بقربها من مصفاة الخرطوم ومنطقتها الصناعية، بينما تُعد بورتسودان المنفذ البحري الرئيسي للبلاد. هذا التوزيع يعكس رؤية متوازنة لإيصال الطاقة إلى المركز والأطراف معًا، في ظل تنامٍ مستمر للمطالب بتحقيق العدالة التنموية.

وقد عبّرت هذه الرؤية عن جزء من خطة استراتيجية شاملة وضعتها الوزارة منذ عام 2015، وتهدف إلى رفع القدرة المركبة للتوليد الكهربائي إلى 6500 ميغاواط بحلول 2030، من خلال التوسع في المحطات الحرارية، وتعزيز مشاريع الطاقة المتجددة، وتنويع مصادر الطاقة، بما يشمل الغاز الطبيعي، والوقود الأحفوري، والطاقة الشمسية والرياح.

على مدى سنوات، ظلت محطات “قري 1″ و”قري 2” تمثلان الركيزة الأساسية لتغذية العاصمة والمناطق المجاورة، بقدرة إنتاجية بلغت 400 ميغاواط. وكان من المخطط أن تستكمل منظومة “قري 3” بإضافة 450 ميغاواط ضمن مشروع الدورة المركبة، في خطوة استراتيجية لمواجهة العجز المتزايد في الإمداد الكهربائي، الذي وصل إلى نحو 20٪ سنويًا.

أما محطة “كلاناييب” بمدينة بورتسودان، التي زارها مؤخرًا رئيس الوزراء الدكتور كمال إدريس، فهي مشروع مزدوج الأثر؛ إذ إنها لا تكتفي بتوليد الكهرباء بقدرة تصل إلى 500 ميغاواط، بل تُنتج أيضًا 80 مترًا مكعبًا من المياه النقية في الساعة، ما يسهم في تعزيز الأمن المائي في منطقة تعاني من شُح المياه .

وقد أكد إدريس أن المحطة ستكون ضمن أولويات حكومته، مشددًا على التزامه بدعم استكمال المشروع الذي بدأ في 2016 وتوقف لاحقًا بسبب صعوبات تمويلية. إن إحياء هذا المشروع يرمز إلى تحوّل نوعي في السياسات الحكومية، يقوم على استكمال ما بدأ بدلاً من استبداله ، مع الاعتماد على الحلول التقنية ذات الأثر التنموي المتكامل. ومن المتوقع أن تُحدث محطة “كلاناييب” تحولًا جذريًا في خارطة الطاقة لمنطقة البحر الأحمر.

الجدير بالذكر أن تصميم المحطة يرتكز على كفاءة استخدام الوقود من خلال استغلال حرارة العوادم الغازية، بما يربط المشروع بالمعايير البيئية الحديثة، ويدعم أهداف الاستدامة. وتبلغ تكلفة المحطة والخط الناقل لربطها بالشبكة القومية نحو 200 مليون دولار حين ذاك ، مما يعكس استثمارًا كبيرًا في مستقبل الطاقة بشرق السودان، ويعزز موقع بورتسودان كمركز للطاقة والصناعة.

إلى جانب ذلك، تؤكد خطط قطاع الكهرباء على أهمية التحول إلى مصادر منخفضة التكلفة من خلال إدخال الطاقات البديلة والمتجددة “الشمسية، والرياح، وطاقة باطن الأرض”، ورفع كفاءة المحطات القائمة عبر التأهيل والصيانة، خاصة وأن العديد منها تجاوز عمره الافتراضي، فضلاً عن الدمار الذي لحق ببعض المنشآت جراء الحرب، كما هو الحال في أجزاء من محطة بحري الحرارية.

وبحسب ما نراه من #وجه_الحقيقة، فقد أصبح قطاع الكهرباء جزءً لا يتجزأ من معادلة السيادة والإعمار في السودان. ورغم التحديات الكبيرة التي يواجهها هذا القطاع، من تمويل وتشريعات وسياسات، إلا أن تخصيص رئيس الوزراء كامل إدريس أولى زياراته الميدانية لمحطة “كلاناييب” — بوصفها انطلاقة فعلية للعمل التنفيذي — يعكس أولوية قصوى لهذا القطاع في مشروع الإصلاح الوطني. فقد باتت الكهرباء مرآة لسيادة الدولة وقدرتها، إذ لا إعمار دون طاقة، ولا دولة دون منظومة كهرباء فعالة.. مع ذلك يبقى السؤال المفتوح: هل تمتلك الحكومة الإرادة والقدرة لتحويل هذه الرؤية الطموحة إلى واقع ملموس يرسم ملامح السودان الجديد؟
دمتم بخير وعافية.
الخميس 12 يونيو 2025م Shglawi55@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إبراهيم شقلاوي يكتب: كهرباء السودان .. من قري إلى كلاناييب
  • ماذا قال جبريل ابراهيم التشكيل الوزاري الجديد وما يُشاع عن أزمة جوع في السودان؟
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الحزب الجديد!
  • “التطورات الدستورية المهمة” .. السفير الزين يلتقي مفوض السلم والأمن والشؤون السياسية بالاتحاد الأفريقي
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال (الجبهة الثورية) تدين الاعتداء على الحدود السودانية
  • خارجية “الوحدة الوطنية” تنفي صلة أي قوة ليبية رسمية بهجمات على الحدود السودانية
  • تأكيدا لـ صدى البلد.. روبوت المرور الجديد لـ تنظيم الحركة وليس رادارًا للمخالفات| صور
  • لصد العدوان.. قرار عاجل من القوات المسلحة السودانية بشأن المثلث الفاصل
  • إسلام عنان: المتحور الجديد أقل خطورة.. ولكن أكثر انتشارا وتماسكا مع خلايا الجسم
  • الخارجية السودانية: مشاركة كتيبة السلفية الليبية التابعة لخليفة حفتر اعتداء سافر على سيادة السودان