لقد أعجبنى وأثلج صدرى ما قاله فضيلة الإمام الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء منذ ما يزيد على عشر سنوات، حين طلب إليه مقدم برنامج "والله أعلم" - الذى كان يذاع على قناة سى بى سى - أن يرد على أولئك الذين يتطاولون على الإسلام وعلمائه ويشككون فى السنة النبوية المطهرة، فأجمل وأوجز رده فى كلمتين: هؤلاء "حمص حلاوة".
فسأله المذيع المحترم مبتسماً عن معنى حمص حلاوة، فقال فضيلته: زمان حين تم تسيير قطار سريع من القاهرة إلى الأسكندرية دون توقف فى طنطا أراد بعض الصبية أن يوقفوا ذلك القطار فى طنطا فأحضروا الحمص الذى يستخدم فى صناعة الحلوى ووضعوه على السكة الحديد قبالة محطة طنطا، فجاء القطار ودهس الحمص بل طحنه ولم يتوقف.
فهؤلاء الأدعياء فى نظر العالم الجليل الدكتور على جمعة، ليسوا إلا "حمص حلاوة" لن يوقفوا قطار العلم الحقيقى الذى يقوده الراسخون فى العلم الذين وهبوا حياتهم لتحصيل علوم الدين من مظانها الأصيلة التى يتربع على عرشها الأزهر الشريف الذى أنشئ فى مصر منذ أكثر من ألف عام ومازال يصدّر للدنيا كلها العلماء الأجلاء فى مختلف علوم الدين، الذين أسهموا ومازالوا يسهمون فى تأسيس معاهد وجامعات فى مختلف أنحاء العالم الإسلامى على غرار الأرهر الشريف الذى يهاجمه أولئك الأدعياء ذات جهل وغباء.
بالله عليكم ماذا ترجون أو تنتظرون من نفر قليل، يتوهمون أنهم وحدهم الذين يمتلكون القدرة على التفكير، ويعطون أنفسهم الحق فى الهجوم على الثوابت، وما ظنكم بهؤلاء الذين يجترون شبهات قديمة أثارها أعداء الإسلام منذ عشرات، بل مئات السنين، وقد تم الرد عليها جميعا، ردودا مفحمة لمن أثاروها، وأسكتتهم وفضحت جهلهم.
ومن أسف أن نجد الآن من يجتهدون فى لى أعناق النصوص لإثبات أوهام باطلة تملأ رؤوسهم الفارغة إلا من الضلال، وتجدهم يرفضون أن يكون هناك معلوم من الدين بالضرورة، ويرون أن آية {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] أكبر عملية نصب فى التاريخ.. كبرت كلمة تخرج من أفواههم.. ثم لا يعترفون بإجماع الفقهاء، ويستهزئون بمصطلح "متفق عليه" الذى يعبر به علماء الإسلام على وجود الحديث فى البخارى ومسلم وذلك يجعله فى أعلى درجات الصحة.
وثالثة الأثافى التى هى فى أحد معانيها "اكتمال أركان الشر" أن هؤلاء ينتقون بعض آيات الله ويجتهدون رأيهم فيها ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلها، رغم أنها تدخل فى المحكم من كتاب الله وليست من المتشابه، وبذلك يكون قد فاق ضلالهم ضلال من قال الله تعالى فيهم: (.. فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب) 7 - آل عمران.
اللهم إنا نجعلك فى نحورهم، ونسألك أن تجعل منهم عبرة وآية، حتى لا يفتتن شبابنا فى دينهم، وعزاؤنا أن مثل هؤلاء ليسوا أهلا لأخذ الدين عنهم، ويكفى أن أقول لك عزيزى القارئ أن علماء الأزهر الشريف بعد مناقشة طلابهم الذين يتقدمون لنيل درجة الدكتوراة، يقولون لمن وافقوا على منحه الدرجة: "الآن تستطيع أن تقرأ وحدك"، أى أنه قبل ذلك يحتاج لمن يأخذ بيده من الأساتذة الكبار الذين أشرفوا عليه فى الماجستير والدكتوراه لإرشاده وتوجيهه، وإنارة طريق المعرفة أمامه، وتدريبه على كيفية البحث والاستقصاء وعدم الخوض فيما لا يدرك حقيقته على وجه يقترب من اليقين.
هؤلاء هم علماء الأزهر الشريف، فمن هؤلاء وما هى مؤهلاتهم، ومن أعطاهم حق الخوض فى دين الله والمجادلة فى آياته بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير؟.
[email protected]
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
وانتصرت لأأأأت مصر
على كل مصرى وعربى ومسلم أن يقف ويشهد أمام الله أن هناك بطلا شجاعا تحمل ما لم تتحمله الجبال فى هذه الأزمة التاريخية وهى الحرب على غزة وقال (لا) حين قال الجميع نعم وفضل الوقوف فى زمن الانحناء واختار الشرف فى زمن عز فيه الشرف هو المواطن المصرى عبدالفتاح السيسى.
- لأت السيسى كانت الصخرة التى تحطمت عليها كل المطامع الإسرائيلية التوسعية.
- قال(لا) للتهجير ورفض أن يترك الفلسطينيون أرضهم وتفريغ قضيتهم.
- قال (لا) بأن تكون سيناء وطنا بديلا للفلسطينيين.
- قال (لا) للمقايضة على الشرف والأمانة وتمسك بثوابته الدينية والأخلاقية فكان له نصر الله.
- قال (لا) للأموال المخصصة لمصر إذا وافقت على التهجير فى عز العوز والاحتياج لم يبع مبادئه بالأموال والهبات.
- قال (لا) لزيارة واشنطن ولقاء ترامب فى بداية تنصيبه بعد الموقف المحرج للملك الأردنى عبدالله بن الحسين الذى قال ننتظر الرد المصرى.
- قال (لا) للتجويع وسخر نفوذه وعلاقاته لتخفيف معاناة المدنيين، وفتح المعابر، وإرسال المساعدات، والمطالبة بوقف إطلاق النار.
- قال (لا) للبلطجة وللغطرسة الإسرائيلية وطالب بتشكيل نواة للدفاع العربى المشترك فى قمة الدوحة بعد قصف الكيان الصهيونى لدولة قطر والتعدى على سيادتها.
- قال (لا) لحضور قمة الجمعية العامه للأمم المتحدة وأوفد الدكتور مصطفى مدبولى تجنبا للقاء ترامب والضغط على مصر لقبول الإملاءات.
- قال السيسى لا للحرب والقتال والدمار واختار السلام، ليس ضعفاً أو خوفاً لكنه اختار السلام الذى تحميه القوة ويفرضه الحق، وكانت جهود الوساطة هى مفعول السحر فى نزع فتيل القنبلة قبل انفجارها فى وجه الجميع.
من الآخر عزيزى القارئ المنتصر الأول فى هذه الحرب هى مصر، مصر السيسى، مصر العروبة، مصر القومية، مصر العربية، مصر الإسلامية، لقد أثبت السيسى أن بسالة وشجاعة العسكرى تسير بالتوازى مع الحكمة والحنكة والسياسية المتوازنة وهى قاعدة جديدة للانتصار أرساها زعيم ورئيس مصر.
ويبدو أن شهر أكتوبر هو تميمة الحظ لدى المصريين فيه تحققت معظم انتصاراتنا بداية من حرب أكتوبر، وأخيراً الفوز بمقعد مدير اليونسكو، ثم الإعلان عن إنهاء أسوأ وأقذر تصفية عرقية فى التاريخ «العدوان على غزة» برعاية ووساطة مصرية، ودور كبير للرئيس عبدالفتاح السيسى والدولة المصرية وصقور المخابرات.
الأمر الذى أجدنى، أشعر بالفخر وأنا أستمع إلى حديث المبعوث الخاص الأمريكى للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف مع الرئيس السيسى وما حمله ذلك الحديث من وضوح جلّى فى العبارات وصراحة بالغة فى الكلمات، أعيدها عليكم كونى أستمتع كلما سمعتها فقد قال ما نصه:
- «الأيام القليلة الماضية كانت من أكثر اللحظات قيمة فى حياتى».
- «أن نحظى بفرصة العمل معا للقيام بأشياء عظيمة للعالم».
- آملا أن «تسهم فى إنقاذ أرواح كثيرة وأن تقود إلى سلام دائم».
- وأشاد ويتكوف بفريق العمل المصرى خلال المفاوضات، وقال:
- «أود الإشارة إلى أن لديكم فريقا مذهلا»، مضيفا: «لولا قيادتكم ومهارات فريقكم الفريدة، لما كنا استطعنا تحقيق الكثير. لقد أثبتوا كفاءة استثنائية فى اللحظات الحاسمة».
وأضاف مشيرا إلى رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد:
- «ربما لن تسجل كتب التاريخ تفاصيل ما جرى، ولكن بدونكم سيدى لم نكن لنصل إلى هذه النتيجة».
عزيزى القارئ هنا يحضرنى أبيات من الشعر لعمرو بن كلثوم
- ونَشْرَبُ إنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً.. ويَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدَراً وطِينا …وإذا بَلَغَ الفطامَ لَنَا صبي .. تَخِر لَهُ الجَبابِرُ ساجِدِينا.
- ما أعظم أن ترى انتصارات الحق والعدل فى زمن الظلم والطغيان، انتصارات الصدق فى زمن الكذب والمناورات، انتصارات المواجهة فى زمن المواربة، والحسابات والمنفعه على جثة الحق والحقيقة.
كل الشكر والتقدير والعرفان الى العناية الإلهية التى أوجدت أمثال هذا الرجل فى هذا الظرف التاريخى الصعب، الذى أجهض الحروب والدمار واختار السلام… لأن لدى قناعات بأن من يكسب المعركة ليس أحد طرفيها المهزوم أو المنتصر، ولكن من يكسب المعركة من يقرر عدم الدخول فيها .
تحية لصقور المخابرات العامة بداية من رئيسها ووكلائه ومعاونيه وجميع الضباط الذين كتبوا صفجة جديدة لمصر فى سجلات التاريخ وأعادوا لها ريادتها فى المنطقه والعالم.
وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية
المحامى بالنقض
رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ