الأسبوع:
2025-06-24@11:08:12 GMT

"حمص حلاوة"

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

'حمص حلاوة'

لقد أعجبنى وأثلج صدرى ما قاله فضيلة الإمام الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء منذ ما يزيد على عشر سنوات، حين طلب إليه مقدم برنامج "والله أعلم" - الذى كان يذاع على قناة سى بى سى - أن يرد على أولئك الذين يتطاولون على الإسلام وعلمائه ويشككون فى السنة النبوية المطهرة، فأجمل وأوجز رده فى كلمتين: هؤلاء "حمص حلاوة".

فسأله المذيع المحترم مبتسماً عن معنى حمص حلاوة، فقال فضيلته: زمان حين تم تسيير قطار سريع من القاهرة إلى الأسكندرية دون توقف فى طنطا أراد بعض الصبية أن يوقفوا ذلك القطار فى طنطا فأحضروا الحمص الذى يستخدم فى صناعة الحلوى ووضعوه على السكة الحديد قبالة محطة طنطا، فجاء القطار ودهس الحمص بل طحنه ولم يتوقف.

فهؤلاء الأدعياء فى نظر العالم الجليل الدكتور على جمعة، ليسوا إلا "حمص حلاوة" لن يوقفوا قطار العلم الحقيقى الذى يقوده الراسخون فى العلم الذين وهبوا حياتهم لتحصيل علوم الدين من مظانها الأصيلة التى يتربع على عرشها الأزهر الشريف الذى أنشئ فى مصر منذ أكثر من ألف عام ومازال يصدّر للدنيا كلها العلماء الأجلاء فى مختلف علوم الدين، الذين أسهموا ومازالوا يسهمون فى تأسيس معاهد وجامعات فى مختلف أنحاء العالم الإسلامى على غرار الأرهر الشريف الذى يهاجمه أولئك الأدعياء ذات جهل وغباء.

بالله عليكم ماذا ترجون أو تنتظرون من نفر قليل، يتوهمون أنهم وحدهم الذين يمتلكون القدرة على التفكير، ويعطون أنفسهم الحق فى الهجوم على الثوابت، وما ظنكم بهؤلاء الذين يجترون شبهات قديمة أثارها أعداء الإسلام منذ عشرات، بل مئات السنين، وقد تم الرد عليها جميعا، ردودا مفحمة لمن أثاروها، وأسكتتهم وفضحت جهلهم.

ومن أسف أن نجد الآن من يجتهدون فى لى أعناق النصوص لإثبات أوهام باطلة تملأ رؤوسهم الفارغة إلا من الضلال، وتجدهم يرفضون أن يكون هناك معلوم من الدين بالضرورة، ويرون أن آية {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] أكبر عملية نصب فى التاريخ.. كبرت كلمة تخرج من أفواههم.. ثم لا يعترفون بإجماع الفقهاء، ويستهزئون بمصطلح "متفق عليه" الذى يعبر به علماء الإسلام على وجود الحديث فى البخارى ومسلم وذلك يجعله فى أعلى درجات الصحة.

وثالثة الأثافى التى هى فى أحد معانيها "اكتمال أركان الشر" أن هؤلاء ينتقون بعض آيات الله ويجتهدون رأيهم فيها ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلها، رغم أنها تدخل فى المحكم من كتاب الله وليست من المتشابه، وبذلك يكون قد فاق ضلالهم ضلال من قال الله تعالى فيهم: (.. فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب) 7 - آل عمران.

اللهم إنا نجعلك فى نحورهم، ونسألك أن تجعل منهم عبرة وآية، حتى لا يفتتن شبابنا فى دينهم، وعزاؤنا أن مثل هؤلاء ليسوا أهلا لأخذ الدين عنهم، ويكفى أن أقول لك عزيزى القارئ أن علماء الأزهر الشريف بعد مناقشة طلابهم الذين يتقدمون لنيل درجة الدكتوراة، يقولون لمن وافقوا على منحه الدرجة: "الآن تستطيع أن تقرأ وحدك"، أى أنه قبل ذلك يحتاج لمن يأخذ بيده من الأساتذة الكبار الذين أشرفوا عليه فى الماجستير والدكتوراه لإرشاده وتوجيهه، وإنارة طريق المعرفة أمامه، وتدريبه على كيفية البحث والاستقصاء وعدم الخوض فيما لا يدرك حقيقته على وجه يقترب من اليقين.

هؤلاء هم علماء الأزهر الشريف، فمن هؤلاء وما هى مؤهلاتهم، ومن أعطاهم حق الخوض فى دين الله والمجادلة فى آياته بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير؟.

[email protected]

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الأطراف الصناعية

فيديوهات لشباب في مقتبل العمر مبثوثة من مناطق سيطرة الدعم الصريع بدارفور لفاقدي الأطراف بسبب الحرب. منهم مَنْ أبدى أسفه نادمًا على ما أقدم عليه باتباع آل دقسو. ومنهم مَنْ يناشد في قيادته أن توفي بعهدها بعلاجه خارج السودان. وثالث مَنْ يتوعد في آل دقسو على تنكرهم له. على كلٍ بدأت تظهر نتائج الحرب في وسط المكون العربي الدارفوري، وسوف تكتمل صورة المشهد بسحابة الظواهر السالبة المجتمعية التي حتمًا سوف تغطي تلك الرقعة الجغرافية. وسبق وأن ناشدنا كغيرنا عقلاء عرب دارفور بأن فاتورة التمرد غالية الثمن، ولكن منهوبات دار صباح أعمت بصيرة أم قرون التي كانت تزغرد مع وصول كل فوج من السيارات المنهوبة، والحكامة تزيد في ضراوة المعركة، والإدارة الأهلية متجولة بين الفرقان والبوادي للحشد القبلي. والحالمون من المثقفين في الميديا دفاعًا عن باطل حميدتي. وخلاصة الأمر في تقديرنا ظهور هذه الفيديوهات خطة مدروسة بعناية يقف من خلفها على استحياء أمثال العنصري الوليد مادبو والحاقد الفاضل الجبوري، والقصد منها تهيئة الواقع للمطالبة جهرًا من الدولة التي تمردوا عليها بأن تتبنى حلًا لقضيتهم بعد أن خذلهم حميدتي في رابعة النهار. ولكن ليعلم هؤلاء بأن أهالي شهداء ود النورة والهلالية والصالحة والأبيض وبارا والنهود…. إلخ، لا يمكنهم دفع فاتورة فقدان فلذات كبدهم، وفي نفس الوقت دفع فاتورة علاج الجزار؛ بل الأمر أكبر من ذلك فهم غير مستعدين لرؤية هؤلاء المعاقين في مناطقهم لتلقي العلاج.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الجمعة ٢٠٢٥/٦/٢٠

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • سارة نور الشريف: بابا كان بيحب الفنان سيد صادق
  • لماذا تتفاقم أعراض الصداع النصفي عند المرضى الذين لا ينامون جيدا؟
  • 7 بدائل طبيعية للسكر تقلل استهلاكك دون التخلي عن حلاوة المذاق
  • نادي سالزبورغ : ‏تحية لجماهير النصر و الأهلي الذين يدعموننا اليوم
  • كريمة أبو العينين تكتب: قصف تل أبيب
  • التقاعد المبكر اتجاه بين شباب الـ 30 والـ 40
  • حال مقتله.. خامنئي يرشح ثلاثة من كبار رجال الدين لخلافته
  • "بصل بصل.. بما حصل"
  • الأطراف الصناعية
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين بابا: المجرم المدعو وسيم الأسد قد يكون أول المجرمين سقوطاً من عصابة آل أسد بيد العدالة، لكن نعاهد شعبنا بإذن الله أنه لن يكون الأخير