الذهب يتراجع بعد إشارات إلى زيادة الفائدة الأميركية
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
تراجعت أسعار الذهب للجلسة الثالثة على التوالي، اليوم الخميس، بعد أن أشار محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي إلى أن بعض المسؤولين يميلون إلى رفع أسعار الفائدة.
وتراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.72% إلى 2361.64 دولارا للأونصة -وقت إعداد التقرير- بعد أن ارتفعت لمستوى قياسي عند 2449.
وأظهر محضر اجتماع الاحتياطي الاتحادي -أمس- أن استجابة السياسة في الوقت الحالي سوف "تتضمن الإبقاء" على سعر الفائدة القياسي عند المستوى الحالي، لكنه أشار أيضا إلى مناقشات حول المزيد من الزيادات المحتملة في سعر الفائدة.
وقال تيم ووترر كبير محللي السوق لدى "كيه سي إم تريد" إن الذهب تعرض لصدمة بعد أن ذكّر محضر مجلس الاحتياطي الاتحادي المستثمرين بأن "تخفيضات أسعار الفائدة بعيدة كل البعد عن أن تكون وشيكة".
وأضاف "ثمة فرصة لأن ينجرف الذهب مرة أخرى إلى مستويات حول 2355 دولارا إذا واصل الدولار الصعود".
وأشار إلى أن التوقعات على المدى المتوسط والطويل لا تزال تبدو بناءة للذهب، لكن هذا يعتمد إلى حد كبير على أن يكون التحرك التالي للاحتياطي الاتحادي هو خفض الفائدة وليس رفعها.
وحوم الدولار بالقرب من أعلى مستوى له في أسبوع، اليوم، بعدما سجل أفضل أداء يومي له هذا الشهر مقابل عملات رئيسية أخرى بعد محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي.
وواصل الدولار النيوزيلندي الصعود، إذ أدى الارتفاع غير المتوقع في مبيعات التجزئة المحلية إلى زيادة إرشادات البنك المركزي بشأن التشديد النقدي في اليوم السابق، لتتراجع الرهانات على خفض أسعار الفائدة.
وظل الجنيه الإسترليني مستقرا بعدما قفز إلى أعلى مستوى في شهر عقب زيادة التضخم بأكثر من المتوقع، كما تلقى دعما من الإعلان عن إجراء الانتخابات البرلمانية في بريطانيا في الرابع من يوليو/ تموز.
وقد تراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسية أخرى 0.09% إلى 104.84 نقاط، بعدما ربح 0.28% الليلة الماضية.
وأشار مسؤولو مجلس الاحتياطي -في اجتماعهم يومي 30 أبريل/نيسان الماضي وأول مايو/أيار الحالي- إلى أنهم ما زالوا على ثقة بأن ضغوط الأسعار ستتراجع ولو ببطء.
وكتب جيمس نيفيتون كبير متداولي العملات الأجنبية لدى "كونفيرا" في مذكرة للعملاء "كشف محضر الاجتماع عن مخاوف من أن التضخم قد لا ينخفض بالسرعة المأمولة وأن بعض الأعضاء منفتحون على زيادة أسعار الفائدة إذا لزم الأمر".
وأضاف "تم ترحيل التوقعات بأن يكون أول خفض لأسعار الفائدة من سبتمبر/أيلول إلى نوفمبر/تشرين الثاني المقبلين".
– وانخفض الدولار مقابل الين 0.03% إلى 156.755 بعد أن ارتفع إلى 156.85 الليلة الماضية ليصل إلى أعلى مستوى له منذ الأول من مايو/أيار حتى مع قلق المتعاملين من خطر تدخل السلطات اليابانية لدعم العملة.
وارتفع اليورو 0.13% إلى 1.0836 دولار، لكنه ظل قريبا من مستوى سجله الليلة الماضية عند 1.08175 دولار.
وتراجع الإسترليني 0.039% إلى 1.271 دولار بعدما ارتفع إلى 1.27610 دولار أمس للمرة الأولى منذ 21 مارس/آذار الماضي حين سحق التضخم التوقعات بأن بنك إنجلترا سيخفض أسعار الفائدة في يونيو/حزيران.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الهجمات الإسرائيلية على إيران تشعل أسعار الذهب
لا تزال الأحداث السياسية والصراعات الاقتصادية تلقي بظلالها على أسعار الذهب وتدفعه نحو الصعود، فما أن بدأ الوضع في الاستقرار قليلا ليأخذ الذهب مسارا تصحيحيا نحو سعر مناسب وتذبذبات أقل حدة، وبدأ العالم يلتقط أنفاسه مع تردد أنباء عن اقتراب الاتفاق بين أمريكا والصين بشأن التعريفات الجمركية، ومع صدور بيانات البطالة والتضخم الأمريكية التي جاء في حدود التوقعات، حيث أظهرت بيانات التضخم أن أسعار المستهلكين في مايو ارتفعت بوتيرة أقل من المتوقع.
بينما جاءت بيانات التضخم على مستوى المنتجين أفضل من التوقعات، في حين تطابقت أرقام طلبات إعانة البطالة الأسبوعية مع توقعات المحللين. وعلى جانب آخر هدأت حدة الصراع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبين جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بعد إعلانه أنه قد يتراجع عن فكرة إقالته، مع استمرار الضغط من أجل تخفيض نسبة الفائدة على الدولار، مما أدى لتضارب التوقعات بين المحللين حول مصير الدولار.
إلا أن تحولات مفاجئة جديدة طرأت على الساحة الدولية عشية الخميس زادت من ارتباك المشهد وضاعفت من حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي، لتحيي من جديد مخاوف المستثمرين الذين لا يجدون ملاذا آمنا حتى الآن بنفس قوة معدن الذهب، فبعد لحظات من إعلان الهجوم الإسرائيلي على مواقع شديد ة الحساسية في الداخل الإيراني واغتيال عدد من العلماء والعسكريين الإيرانيين. الأمر الذي أدى بجميع المحللين لإعادة تقييم الأمور في ظل التطورات الخطيرة الأخيرة.
فقد أدى الهجوم على المؤسسات الإيرانية إلى ارتفاع فوري في سعر الذهب الي قفز بنسبة ١٫٧٪ ليصل إلى ٣٫٤٤٤ دولارا للأوقية، وكان قد افتتح عند سعر ٣٫٣٨٣ دولار للأوقية محققا أعلى مستوى له منذ بداية شهر مايو الماضي، ليتداول وقت كتابة التقرير عند مستوى ٣٤٣٦ دولار للاوقية مقتربا من حاجز ٣٥٠٠ دولار.
كما دفعت الاحداث الدولار للصعود الطفيف بنسبة ٠٫٩٪ أمام اليورو والاسترليني. وإن كان بعض المحللين يتوقعون أن هذا الارتفاع قابل للتراجع في حالة تهدئة الأحداث المشتعلة، كما يرجح الهبوط مع صدور قرارات الفيدرالي المنتظر اتخاذها يوم الأربعاء ١٨ يونيه القادم.
انعكست الارتفاعات العالمية في سعر الذهب وتوجه الدولار نحو الارتفاع على السوق المصري، حيث ارتفع سعر الذهب خلال تداولات اليوم، وجاء سعر عيار ٢١ ب ٤٨٥٠ جنيها مصريا للجرام، وسعر عيار ١٨ حقق ٤١٥٧,١٤ جنيها مصريا للجرام، وسعر عيار ٢٤ حقق ٥٥٤٢,٨٦ جنيها مصريا للجرام، في حين بلغ سعر الجنيه الذهب ٣٨٫٨٠٠ جنيها مصريا. وقت كتابة التقرير.
وتعليقا على الارتفاعات الحالية يقول المهندس هاني ميلاد رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية:
من الطبيعي أن يتأثر السوق المصري بشكل فوري بالأسواق العالمية لارتباط تسعير الذهب في مصر بالدولار، وتأثير الأحداث الجيوسياسية والخاصة بالاقتصاد العالمي على سعر الذهب عموما، فلا يزال الذهب هو الملاذ الآمن بالنسبة للمستثمرين والدول والأفراد خاصة في ظل حالة عدم اليقين التي تسود كافة أنواع الاستثمار الأخرى سواء كانت عملات رقمية أو أسهم أو سندات حكومية، لذلك جاءت عملية ارتفاع السعر في السوق المحلي رد فعل طبيعي لحالة التوتر العالمية، ويظل نمو الارتفاع مرهونا باستمرار حالة التوتر، أما في حالة التهدئة في أي من الظروف المؤثرة في السعر سيتم التراجع وإعادة تصحيح الأسعار لتسير في مسارها الطبيعي.