أبو يوسف القوقا قائد فلسطيني مقاوم، ولد عام 1962، ونشأ في قطاع غزة، برز اسمه بصفته أحد المقاومين المطلوبين للاحتلال، انشق عن السلطة الوطنية الفلسطينية وأسس لجان المقاومة الشعبية وجناحها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين مع بداية الانتفاضة الثانية.

كان القوقا مسؤولا عن عدد من العمليات التي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال، وكان له الفضل في تصنيع صاروخ "ناصر 3″، اغتيل عام 2006 في تفجير بسيارة مفخخة.

المولد والنشأة

ولد العبد يوسف القوقا عام 1962 في غزة، ونشأ ببيت متواضع في مخيم الشاطئ للاجئين على مقربة من منزل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية.

خرج من قطاع غزة مطاردا عام 1990 إلى مصر، وتنقل بين دول عربية عدة، عاد إلى غزة مع عودة السلطة الفلسطينية عام 1994 برفقة عائلته المكونة من زوجة و8 أبناء.

الدراسة والتكوين العلمي

درس المرحلة الأساسية في مدارس غزة، وحصل على الثانوية من مدرسة الكرمل بمدينة غزة، ثم حصل على بكالوريوس اللغة العربية من كلية الآداب في جامعة بيروت العربية فرع مدينة الإسكندرية.

شعار ألوية الناصر صلاح الدين (الجزيرة) التجربة الجهادية

برز دور القوقا خلال الانتفاضة الأولى، وكان أحد القادة الميدانيين في الساحات، فلاحقه الاحتلال وطارده أعوانه وعملاؤه، واضطر للهرب سباحة وغطسا إلى مصر عام 1990 مع صديقه الشهيد عماد حماد، وهناك عُرف بكنيته "أبو يوسف".

تنقل بعدها بين دول عربية عدة، منها الجزائر وليبيا وتونس، وعاد إلى قطاع غزة عام 1994 مع عودة السلطة الفلسطينية بعد اتفاقية أوسلو، لكنه كان رافضا لها وغير متفق مع التنازلات التي قدمت فيها.

بدأ عمله في جهاز الأمن بالسلطة الفلسطينية بصفته ضابطا، لكن علاقته بالسلطة وجهاز الأمن لم تكن جيدة، إذ نُقل عن المقربين منه "رفضه سياسة جهاز الأمن والاعتقالات التي استهدف بها أبناء الحركتين الإسلاميتين (حماس والجهاد)، مما تسبب بأزمة بينه وبين قيادة الجهاز، وأُمر بحبسه".

تنظيم جديد

مع بداية الانتفاضة ونتيجة لرفض سياسات السلطة وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) شكّل القوقا مع مجموعة من القيادات العسكرية -التي تحمل الفكر ذاته- تنظيما جديدا حمل اسم "لجان المقاومة الشعبية"، وذلك في سبتمبر/أيلول 2000.

وينطلق عمل اللجان من عقيدة إسلامية تهدف إلى مقاومة الاحتلال والحفاظ على راية الإسلام عالية، والعمل والمقاومة لتحرير أرض فلسطين كاملة، وتمكين اللاجئين من حق العودة، وفق البيان التأسيسي الذي أصدرته اللجان.

وانضم إلى اللجان عدد من الوطنيين الرافضين لسياسة فتح، إضافة إلى نشطاء وعناصر من تنظيمات مختلفة ممن يؤمنون بالمقاومة حلا وحيدا للقضية.

ثم أنشأ القوقا مع القادة العسكريين جناحا عسكريا للجان سمي "ألوية الناصر صلاح الدين"، وأُسندت مهمة قيادته إليه، فكان القائد العام للألوية نظرا لميله إلى العمل الجهادي أكثر من السياسي والإعلامي.

برز عمل ألوية الناصر صلاح الدين خلال العامين الأوليين من الانتفاضة الثانية، واللذين مثّلا ذروة عملها، إذ عكف القوقا ومن معه على التخطيط للعمليات المقاومة المختلفة، ولا سيما العمليات الأربع التي استهدفت فيها الألوية الدبابة الإسرائيلية "ميركافا" وقتل في الاستهداف عدد من الجنود وجرح آخرون، مما أدخل الألوية في دائرة الاستهداف الإسرائيلي.

صناعة الصواريخ

بدأت الفصائل الفلسطينية بتصنيع الصواريخ مع تطور العمل العسكري، ولحقتها ألوية الناصر صلاح الدين، إذ صنعت صاروخي "الناصر 1" و"الناصر 2″، أما صاروخ "الناصر 3" فقد كان لأبو يوسف فضل في صناعته، وفق ما أكده عدد من القادة في الألوية.

وتستخدم الألوية صاروخ "الناصر 3" في استهداف المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة.

وتمتع القوقا بعلاقة قوية وتنسيق عال مع أحد أبرز مهندسي كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) عدنان الغول الذي يعود له الفضل في قيادة مشروع تطوير ترسانة القسام الصاروخية.

عدد من مقاتلي ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية (الجزيرة) الاغتيال

حاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي اغتيال القوقا 3 مرات خلال الانتفاضة الثانية، فاستهدفت في المرة الأولى سيارته في حي الزيتون شرق مدينة غزة، لكنه نجا منها.

ثم استهدفت منزله مرتين على التوالي، مرة بطائرة أباتشي، ومرة أخرى بالزوارق البحرية، ونجا كذلك ووضع اسمه على قوائم المطلوبين من قطاع غزة.

ويوم الجمعة 31 مارس/آذار 2006 استطاعت قوات الاحتلال اغتياله، إذ تمكن عملاؤها من تفخيخ سيارة فُجّرت عندما مر أبو يوسف القوقا بجانبها متجها إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة وسط قطاع غزة.

وفي حين توجهت أصابع الاتهام إلى جيش الاحتلال بالضلوع وراء اغتيال القوقا نفى الناطق باسم الاحتلال أي علاقة لإسرائيل بالعملية.

واتهم الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية أبو عبير المسؤول في جهاز الأمن الوقائي طارق أبو رجب بالوقوف خلف عملية الاغتيال، وذلك يوم الأول من أبريل/نيسان 2006، وتعهد أبو عبير بتقديم وثائق للحكومة في حينها.

وبعد نحو شهرين على الاغتيال وفي يوم 26 مايو/أيار 2006 أعلن المتحدث باسم ألوية الناصر صلاح الدين أن وزارة الداخلية أبلغت قيادة اللجان الشعبية بانتهاء التحقيق في قضية اغتيال القائد أبو يوسف القوقا، والتوصل إلى نتائج تتعلق بتأكيد مسؤولية إسرائيل عن العملية، إذ فخخت سيارة من نوع سوبارو بمساعدة عملائها في القطاع الذين سهلوا المهمة ونفذوها.

وفُجّرت السيارة عن بعد من خلال طائرة كانت تتابع تحركات القوقا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ألویة الناصر صلاح الدین لجان المقاومة الشعبیة قطاع غزة عدد من

إقرأ أيضاً:

هكذا وثق الشهيد عودة الهذالين لحظة استشهاده برصاص مستوطن إسرائيلي

نشرت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، فيديو صَوّره الشهيد عودة الهذالين، الفلسطيني المشارك في إنتاج فيلم وثائقي فاز بـ"أوسكار 2025″، يوثق فيه لحظة استشهاده على يد مستوطن إسرائيلي بالضفة الغربية المحتلة.

وأظهر المقطع المصور، وصوره الهذالين بنفسه، المستوطن ليفي وهو يطلق النار عليه، ليقُطِع الفيديو على الفور مع سقوط الهذالين المصاب أرضا.

In video footage obtained by B’Tselem, filmed by al-Hathaleen himself, Levi is seen shooting at him. The footage is immediately cut off as the injured al-Hathaleen collapsed.

Awdah al-Hathaleen, a human rights activist and resident of the village of Umm al-Kheir in the South… pic.twitter.com/uzyArwY02a — B'Tselem בצלם بتسيلم (@btselem) August 10, 2025

والخميس،  أفرج جيش الاحتلال الإسرائيلي عن جثمان الشاب الفلسطيني عودة الهذالين (31 عاما)، الذي قُتل برصاص مستوطن إسرائيلي خلال احتجاجات على تجريف أراضٍ فلسطينية في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، وذلك بعد احتجاز استمر أياما وسط رفض تسليم الجثمان لعائلته.



وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد كشفت أن الشرطة والجيش الإسرائيليين اشترطا على عائلة الهذالين الموافقة على قيود صارمة مقابل تسليم الجثمان، من بينها: منع إقامة بيت عزاء قرب منزله في قرية "أم الخير"٬ ودفنه في مدينة يطا المجاورة٬ وقصر عدد المشيعين على 15 شخصا فقط.

ورغم أن تشريح الجثمان انتهى قبل يوم من إعلان الوفاة، فإن الاحتلال واصل احتجازه في انتهاك واضح للقانون الدولي، ما دفع نحو 70 سيدة فلسطينية من قرية أم الخير إلى خوض إضراب عن الطعام للمطالبة بالإفراج عن الجثمان، إلى جانب إطلاق سراح معتقلين آخرين.

عودة الهذالين، وهو معلّم في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية وأب لثلاثة أطفال، كان من المشاركين في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" (No Other Land)، الذي حاز جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل في جوائز الأوسكار لعام 2025.

ويسلط الفيلم الضوء على سياسة التهجير القسري وهدم المنازل التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي في منطقة مسافر يطا، ضمن إطار الاستيطان والضم الزاحف للأراضي الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • محرز وأبو تريكة ينعيان الشهيد أنس الشريف وطاقم الجزيرة
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تنعي خمسة صحفيين ارتقوا بقصف صهيوني
  • هكذا وثق الشهيد عودة الهذالين لحظة استشهاده برصاص مستوطن إسرائيلي
  • الشهيد أنس الشريف.. الاحتلال يغتال صوت غزة في زمن الإبادة (بروفايل)
  • صلاح الدين تعطل الدوام الرسمي لـ4 أقضية بمناسبة الزيارة الأربعينية
  • عز الدين: سلاح المقاومة هو حق للبنان
  • فين وليه.. صلاح يثير الجدل بعد وفاة الهداف التاريخي للأندية الفلسطينية
  • مصر وتركيا ترفضان الاحتلال العسكري لقطاع غزة
  • مصر وتركيا تؤكدان رفضهما لقرار إعادة الاحتلال العسكري لقطاع غزة
  • أقصر خطبة في تاريخ مساجد الفاشر.. والسبب يستدعي التحرك العاجل