بعد 8 أشهر من الحرب.. كيف تستمر المقاومة في إلحاق الخسائر بجيش الاحتلال؟
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
تتوالى إعلانات فصائل المقاومة الفلسطينية عن استهدافات تلحق الخسائر بجيش الاحتلال، كان آخرها إعلان كتائب القسام -أول أمس الأربعاء- قتل وجرح أكثر من 15 جنديا شرق رفح، في حين أكدت الأحد الماضي أسر وقتل وجرح جنود خلال عملية مركبة بعد استدراج جنود لأحد الأنفاق في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وذلك رغم 8 أشهر من الحرب توقع الجيش الإسرائيلي أن تُضعف المقاومة.
ورغم ادعاء جيش الاحتلال أنه تمكن من دراسة أساليب القتال التي تتبعها فصائل المقاومة بعد مقتل وإصابة جنود في الشهر الأول من بدء العملية البرية يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ليعود بأساليب قتالية "أكثر نجاعة" بعد الهدنة التي انتهت في الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي، فإن عمليات المقاومة المركبة استمرت في تكبيد إسرائيل الخسائر العسكرية.
خطط مستدامة وتصنيع عسكريفالعقيدة العسكرية والقتالية المتقدمة لدى فصائل المقاومة تراعي خصوصية القطاع وحجم التهديد الإسرائيلي والتسليح المتوفر لديه، وبالتالي اعتمدت خططا عسكرية في هذا السياق بشكل مستديم ومنظم، وفق المختص في الشؤون العسكرية والأمنية أسامة خالد.
ففي رفح (جنوبي القطاع) التي بدأ الاحتلال عمليته العسكرية شرقها في السابع من مايو/أيار الجاري متجاهلا التحذيرات الدولية وزاعما أن الضغط العسكري سيدفع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للموافقة على شروطه، أعلنت المقاومة عن عشرات العمليات ضد قوات الاحتلال، كان أبرزها الإجهاز على 15 عسكريا يوم 18 من الشهر ذاته بعد اشتباك من المسافة صفر باقتحام منزل كان يتحصن فيه الجنود الإسرائيليون.
وفي هذا الصدد، يذكر أن كتائب القسام عملت لمدة 50 يوما في الإعداد والتخطيط والمراقبة لتنفيذ الكمين المركب في الزنة بخان يونس جنوبي القطاع في أبريل/نيسان الماضي، الذي أدى لمقتل أكثر من 10 عسكريين، بعد مهاجمتهم وتفجير منزل مفخخ بهم.
وبالإضافة إلى العقيدة العسكرية التي جعلت عمليات المقاومة تستمر في إيقاع الخسائر بالقوات الإسرائيلية، يشير أسامة خالد إلى أن التصنيع العسكري الذاتي في مجالات السلاح بأنواعه عزز عملية الإسناد القتالي للقوات في الميدان، وهذا التصنيع كان خطًا إستراتيجيا تعتمده المقاومة منذ 24 عاما.
تغيير التكتيكاتويشرح الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد أن قدرة فصائل المقاومة على تنفيذ عمليات تُلحق الخسائر بالجيش الإسرائيلي تأتي من قدرتها على تغيير تكتيكاتها العسكرية بما يفقد الاحتلال قوة العمل الاستخباراتي، لأن المعلومات التي يجمعها عن المقاتلين وطرق عملهم، سرعان ما تتغير وقائعها.
ويردف أن فصائل المقاومة استطاعت تعديل خططها العسكرية بعد دراسة تكتيكات الجيش الإسرائيلي وفهم أسلوبه العسكري لتقاتل بقوة أكبر بعد انتهاء الهدنة، موضحا أنها في بداية العملية البرية اعتمدت على تقسيم القطاع إلى 3 مناطق دفاعية تتمتع كل منها بشكل قتالي خاص.
لكن بعد انتهاء الهدنة، قسّمت القطاع إلى بقع قتالية مستقلة، بحيث تقاتل كل بقعة بشكل مركزي مستقل، وتقوم البقع الأخرى بدور الإسناد فقط، وذلك ما يجعل وصول فصائل المقاومة إلى مرحلة الاستنزاف صعبا جدا، وذلك ما نراه في خوض الفصائل عمليات مختلفة في كل من رفح وجباليا في الوقت نفسه، حسب زياد.
ويتابع أن أهم ميزات الفصائل هو أنها جيش غير نظامي، على عكس الجيش الإسرائيلي الذي يتحرك بثقل نتيجة التدريب الطويل، فذلك ما يمكنها من التطور التكتيكي السريع والتكيف مع متغيرات ساحة المعركة، مضيفا أن هذه الميزة اتضحت مع تنفيذ القسام ضربات أشد قوة في معركتي جباليا وحي الزيتون الثانيتين عن المعركتين في الشهور الأولى من العملية العسكرية.
ويتضح التغيير بتكتيكات المقاومة القتالية، مع اتجاهها نحو العمليات والكمائن المركبة التي قتلت عددا كبيرا من الجنود والضابط، وذلك بدلا من الضربات المتفرقة.
ولا يعترف الجيش الإسرائيلي بعدد قتلاه، وفق تأكيدات المستشفيات التي أعلنت أنها تستقبل عددا أكبر من المصابين مما يقر به الجيش، وحسب ما أكدته أيضا وسائل إعلام إسرائيلية.
إذ أعلن جيش الاحتلال مقتل 644 عسكريا وإصابة 3657 آخرين منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منهم 293 قتلوا و1843 أصيبوا خلال العملية البرية المستمرة، غير أن كتائب القسام قالت إن العدد أكبر من ذلك.
والجدير بالذكر أن النسبة الكبرى من قتلى الجيش الإسرائيلي الذين يُعلن عنهم من الضباط، وهو ما يشكّل خسارة تحتاج سنوات لتعويضها بالتدريب والخبرة العسكريَّين.
ففي منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، نفّذت القسام كمينا في حي الشجاعية بغزة، فجّروا خلاله عبوات ناسفة بمجموعة من لواء غولاني الإسرائيلي، وأعلن الاحتلال حينها مقتل 6 ضباط مقابل 4 جنود فقط.
ويوضح زياد أن جيش الاحتلال لم يستطع حتى الآن فهم طرق عمل المقاومة، لذلك لم يحقق أهدافا عسكرية حاسمة أو يحمي جنوده، لا سيما مع اعتماد الفصائل الكمائن المركبة واستهداف عدد من فرق الاحتلال وليس فصيل واحد في العملية، مثل عمليات بيت حانون وتدمير الدبابات في جباليا.
الروح المعنويةوفي حين يقاتل المقاومون بروح معنوية عالية تجعل تنفيذ العمليات المركبة بالنسبة لهم ممكنة، يقاتل الجنود الإسرائيليون بمعنويات منخفضة، لا سيما أن مجتمعهم وعائلات الأسرى تطالب بإنهاء الحرب، وفق زياد.
ويشرح أن السلطات الإسرائيلية تعمد لإخفاء عدد المصابين والقتلى الحقيقي، في محاولة منها للتلاعب بالروح المعنوية في الجيش الإسرائيلي.
من جانبه، يؤكد المختص في الشؤون العسكرية والأمنية أسامة خالد أن الروح المعنوية العالية لدى مقاتلي المقاومة كسرت حاجز الخوف بينهم وبين دبابات الاحتلال، مما يرفع مستوى القتال في المعارك، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه خسر نصف عدد الدبابات التي كان يملكها قبل 10 سنوات نتيجة معارك غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی فصائل المقاومة جیش الاحتلال الأول الماضی
إقرأ أيضاً:
الحوثي يوجه رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها ويؤكد: عملياتنا العسكرية مستمرة
#سواليف
أكد زعيم حركة “انصار الله” اليمنية #عبدالملك_الحوثي الخميس أن ” #المعركة من قطاع #غزة إلى #إيران واحدة والقضية واحدة والأمة واحدة”، موجها رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها.
الحوثي يوجه رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها ويؤكد: عملياتنا العسكرية مستمرة
زعيم حركة “انصار الله” اليمنية عبد الملك الحوثي
وفيما يلي، أبرز ما جاء في كلمة عبد الملك الحوثي حول “مستجدات العدوان الإسرائيلي على #غزة وإيران والتطورات الإقليمية والدولية”:
في ما يخص فلسطين:
مقالات ذات صلة وصول “طائرة يوم القيامة” إلى واشنطن يثير تكهنات حول شن هجوم عسكري أمريكي على إيران 2025/06/19المعركة من قطاع غزة إلى إيران واحدة، والقضية واحدة، والأمة واحدة.. المهمة الرئيسة للعدو الإسرائيلي الذي يدعمه الغرب من أجلها هي استهداف أمتنا والعمل على إخضاعها والسيطرة عليها.. نحن أمة واحدة يستهدفنا عدو واحدٌ مدعوم من جبهة معادية تستخدم كل الوسائل في استهداف أمتنا. هذا الأسبوع يعتبر من أشد الأسابيع في مجال الإجرام اليهودي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني بحصيلة تجاوزت 3 آلاف شهيد وجريح.. العدو الإسرائيلي يركز على الإبادة الجماعية في قطاع غزة ويستهدف بشكل متعمد الجميع ومن ضمنهم الأطفال والنساء.. حصيلة الجرائم في قطاع غزة تكشف عن حجم الإجرام اليهودي الصهيوني، وأنه إبادة جماعية بكل ما تعنيه الكلمة. العدو الإسرائيلي جعل من مراكز المساعدات مراكز للإعدام، وللإبادة وللقتل ومصائد للموت.. الشعب الفلسطيني الذي يتضور جوعا في غزة يضطر الكثير منه للذهاب إلى المراكز بهدف الحصول على الغذاء الضروري.. فيتم استهداف المتجمعين بأعداد كبيرة في مراكز المساعدات بالقصف المدفعي والرصاص وأحيانا بالغارات.. مراكز المساعدات باتت من أكثر الأماكن التي يقتل فيها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبشكل يومي.. الأمريكي داعم للعدو الإسرائيلي وشريك له في فكرة تحويل مراكز المساعدات الإنسانية إلى مصيدة للإبادة الجماعية. ينبغي أن يكون هناك نشاط كبير وتحرك مستمر وواسع للضغط لإيقاف هذه المهزلة البشعة التي يستخدمها العدو الإسرائيلي.. ينبغي أن يكون هناك نشاط واسع دولي بشكل عام وضغط من العالم الإسلامي لأن المعاناة كبيرة جدا للشعب الفلسطيني.
في ما يخص سوريا:
العدو الإسرائيلي نفذ عملية عسكرية كبيرة في ريف دمشق وهذا تطور خطير.. نفذ عملية ترويع للأهالي ومداهمات للمنازل بعد منتصف الليل في ريف دمشق الغربي.. العدو الإسرائيلي قام بإعدام أحد الشبان واختطف 7 آخرين بينهم شاب معاق في عمليته العسكرية العدوانية في ريف دمشق الغربي. التوجهات في المواقف بسوريا لا تسعى أن يكون هناك أي شيء إطلاقا يستفز الإسرائيلي في محاولة طمأنته أنه لن يستهدف بأي شكل من الأشكال من سوريا. العدو الإسرائيلي توغل في قرى بريفي القنيطرة الجنوبي والشمالي وقام بعمليات اختطاف وأنشأ نقاط تفتيش.. العدو الإسرائيلي مستمر بتنفيذ غارات استباحت الأجواء السورية بشكل كامل
في ما يخص الضربات بين إسرائيل وإيران:
العدو الإسرائيلي يستبيح الأجواء السورية في العدوان على إيران كما هو الحال في أجواء الأردن وأجواء العراق.
ما قبل العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران قام الأمريكي بأسلوب الخداع بالدخول في مفاوضات معها بوساطة عمانية.. الغرب يكرر الأخذ والرد والنقاش حول الملف النووي ليجعل منه مشكلة كبيرة وذريعة في مواقفه العدائية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران.. الغرب يتخذ مواقف عدائية ضد إيران في الملف النووي رغم أنه مع دول أخرى وكذا العدو الإسرائيلي يمتلكون السلاح النووي وينتجونه.
الجمهورية الإسلامية تؤكد مراراً وتكراراً أنها لا تريد إطلاقاً أن تنتج السلاح النووي ولا أن تمتلكه وأن ذلك محظور في رؤيتها الدينية.. الجمهورية الإسلامية في إيران أتاحت المجال للرقابة القوية على منشآتها النووية وحملات التفتيش، وغير ذلك من الإجراءات التطمينية..الموقف الغربي من الجمهورية الإسلامية في إيران راجع لعدة نقاط مهمة وجوهرية وذات أهمية لكل بلدان أمتنا الإسلامية.
إيران ليست دولة خانعة وخاضعة للغرب بل دولة متحررة مستقلٌة تبني نهضة إسلامية على أساس من الاستقلال.. إيران لا تشبه حال بعض الأنظمة التابعة للغرب في توجهاتها السياسية وفي مواقفها بل في كل نشاطها.. من أهم الدوافع العدائية للغرب ضد الجمهورية الإسلامية في إيران هو الموقف الداعم للشعب الفلسطيني.
الجمهورية الإسلامية في إيران ثبتت بشكل مستمر ولم تتراجع عن دعم الشعب الفلسطيني إطلاقا وهو أحد مبادئها الإسلامية.. تبني إيران لقضايا الأمة والمظلومين والمستضعفين مقلق للأعداء وهو من أكبر أسباب الحقد ضدها.. وعوامل العداء ضد الجمهورية الإسلامية في إيران تتعلق بنهضتها العلمية.. الملف النووي ذريعة غربية وإيران تقدم كل الآليات المتاحة للاطمئنان إلى عدم سعيها لامتلاك سلاح نووي.
بعيدا عن الاعتبارات الشرعية والقيمية لإيران، لكن لماذا يُتاح لأمريكا أن تمتلك السلاح النووي وتستخدمه؟ أمريكا وإسرائيل تملكان السلاح النووي وهما يشكلان الخطر على المجتمع البشري.. أمريكا استخدمت السلاح النووي لإبادة المجتمعات البشرية كما حصل في اليابان.. إذا كان التعاطي مع السلاح النووي من باب ما يشكله من تهديد للبشرية، فأول من ينبغي أن يمنع من امتلاكه هو العدو الإسرائيلي.
هم يعادون إيران طالما هي في الاتجاه المتحرر المتبني لقضايا الأمة على أساس من الانتماء الإسلامي.. الأمريكي قدم الغطاء للعدوان الإسرائيلي على إيران.
تزامن مع العدوان على إيران هجمة إعلامية وحرب نفسية بهدف تحقيق إنجاز كبير لكن العدو فشل.. العدوان على إيران فاشل، والخسائر والأضرار لن تحقق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية.. مع الصمود الإيراني وتماسكه اتجه للرد الفاعل المدمر القوي ضد العدو الإسرائيلي.
مستوى الرد الإيراني في حجمه وقوته وفاعليته وتأثيره جعل العدو الإسرائيلي في وضع غير مسبوق.. لم يسبق للعدو الإسرائيلي حتى في كل جولاته العدوانية التي دخل فيها في معركة مع الأنظمة العربية أن كان في وضعية مثل هذه.. الرد الإيراني المدمر والقوي والفعال بزخمه الكبير ألحق بالعدو الإسرائيلي دمارا هائلا.. الصهاينة في كل أنحاء فلسطين هم في حالة رعب وخوف إلى درجة أن البعض منهم باتوا يهربون بالتهريب عبر الزوارق إلى قبرص.. العدو الإسرائيلي يسعى بكل جهد إلى التعتيم الإعلامي ويمنع عمليات التصوير، وما يخرج من تصوير هو خارج نطاق المنع.
الحالة الداخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية مطمئنة ومستوى التفاعل الشعبي كبير جدا.. حالة العدوان الإسرائيلي حالة مستفزة جدا وردة الفعل تجاهها هي ردة فعل مقاومة مجاهدة غاضبة ومستاءة.
الشعب الإيراني لم يتجه للاستسلام والخنوع والرضوخ بل للاستياء والغضب والتحرك في إطار الدفاع ورد الفعل المشروع الطبيعي.. الجمهورية الإسلامية في إيران تمتلك كل عناصر القوة والثبات المعنوية والمادية والعدو الإسرائيلي لن يتمكن من إلحاق الهزيمة بها أو السيطرة عليها.
ما يقوله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هراء وتهريج عندما يطرح مسألة الاستسلام غير المشروط على إيران وهو كلام غير عقلاني.
عملية اليوم هي عملية قوية قالت عنها بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها أكبر عملية من منذ بداية عمليات الرد الإيراني.. 14 موجة من موجات القصف الصاروخي في الرد الإيراني تتم بزخم كبير وبعمليات هادفة مؤثرة تضرب أهدافا مؤثرة على العدو.. الرد الإيراني مؤثر على العدو في الجانب العسكري وفي الجانب الاستخباراتي وفي التصنيع العسكري.
عمليات اليوم كانت من أهم العمليات والعدو الإسرائيلي يصيح منها ويحاول أن يحرف الحقائق بشأنها.. تضرر مستشفى عسكري للعدو من موجة انفجار على مستوى الزجاج لا يقارن مقابل ما يفعله العدو الإسرائيلي تجاه المستشفيات في غزة.. العدو الإسرائيلي يقتحم المستشفيات في غزة ويقتل كوادرها الطبية والصحية ويقتل المرضى ويستهدف حتى الحضانات ويدمرها.. العدو الإسرائيلي ليس مؤهلا لأن يتحدث مع الآخرين عن أنهم استهدفوا مستشفى عسكريا لأنه تأثر بموجات انفجار على أهداف مشروعة.
الأمريكي يطرح طرحا سخيفا جدا حينما يتحدث عن الاستسلام غير المشروط وهو طرح لا يمكن أن يتحقق إطلاقا.. الاستسلام غير المشروط يعني أن تكون الأمة الإسلامية مستباحة بالكامل لهم وألا يكون هناك اعتراض على أي شيء يعملونه بها مهما كان إجراميا وعدوانيا وغير مشروع.
لو كان حجم هذه الهجمة التي حصلت ضد إيران على بلد عربي، كيف سيكون وضعه؟ هل سيتحمل بهذا المقدار؟ ولا سيما البلدان التي لم تبن واقعها على أساس مواجهة الخطر الصهيوني.. المفترض أن يكون الإسرائيلي هو العدو الفعلي لكل الدول العربية وأن تبني قدراتها العسكرية وواقعها بما يؤهلها لمواجهة هذا الخطر.. ينبغي على كل الدول الإسلامية الثبات على موقفها المعلن من العدوان الإسرائيلي على إيران.. موقف الدول الإسلامية من العدوان على إيران جيد وينبغي الثبات على هذا الموقف.
ينبغي للدول العربية المستباحة أجواؤها وفي المقدمة العراق أن تسعى لمنع العدو الإسرائيلي من استباحة أجوائها لأن هذا اعتداء عليها.. بعض البلدان تصدر مواقف بأنها لا تريد أن تكون طرفا في هذا الصراع لكن عندما تكون أجواؤها مستباحة للإسرائيلي فهو لم يحقق ما أعلن عنه من حياد.. العدو الإسرائيلي استباح أجواء الأردن وسوريا والعراق ويفترض أن يكون هناك سعي لمنع هذه الاستباحة ولو بتبني الموقف.. لا يجوز لأحد أن يبرر استباحة العدو الإسرائيلي لأجواء بعض البلدان لأن بمقدورها أن تفعل مواقف معينة مقابل الاستباحة وانتقاص السيادة.
على الشعب العراقي أن يسعى ولو في المستقبل للخروج من وضعية الاستباحة وألا يبقى الوضع كما هو الحال في سوريا والأردن.. من المهم لكل أبناء أمتنا ولكل شعوبنا أن تسهم هذه الأحداث في رفع مستوى الوعي تجاه حقيقة الأعداء وعناوينهم المخادعة.
عملياتنا العسكرية ضد العدو الإسرائيلي مستمرة، وحظر ملاحة العدو مستمر ومسيطر عليه بشكل تام في مسرح العمليات.