الجارديان تسلط الضوء على تهديد روسيا بحرب نووية حال استهداف مواقع داخل أراضيها
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على التهديد الروسي بشن حرب نووية في حال استهداف مواقع داخل أراضيها وذلك في أعقاب التحول الذي طرأ على الموقف الأمريكي فيما يخص السماح للقوات الأوكرانية بضرب مواقع داخل الأراضي الروسية باستخدام أسلحة أمريكية خلال الصراع الدامي بين القوات الروسية والأوكرانية.
وأشار كاتب المقال بيجوتر سوير إلى أن الجانب الروسي عبر عن رفضه القاطع لتلك الخطوة من جانب الإدارة الأمريكية مؤكدا أن ذلك القرار سوف يكون له عواقب وخيمة وينذر بمزيد من التصعيد في حرب أوكرانيا.
وأكد الجانب الروسي في هذا السياق أنه يجب على الدول الغربية أن تأخذ التهديد الروسي باستخدام السلاح النووي التكتيكي على محمل الجدية، موضحا أن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح للقوات الأوكرانية باستهداف مواقع داخل الأراضي الروسية باستخدام أسلحة أمريكية الصنع يوضح بما لا يدع مجالا للشك تورط الولايات المتحدة الصريح في الصراع في أوكرانيا.
ويبرز المقال في هذا الخصوص تصريحات المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس الجمعة والتي يؤكد فيها أن موسكو على وعي تام بكل المحاولات التي تقوم بها أوكرانيا من أجل ضرب مواقع داخل العمق الروسي باستخدام الأسلحة التي تحصل عليها من الولايات المتحدة.
ويعيد المقال إلى الأذهان تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة لأوزبكستان منذ عدة أيام من أن السماح للقوات الأوكرانية بضرب مواقع داخل الأراضي الروسية يشكل تصعيدا متزايدا سوف يؤدي إلى عواقب وخيمة، واصفا ما يحدث من جانب دول حلف شمال الأطلنطي (الناتو) بأنه "لعب بالنار".
ويشير المقال في الوقت نفسه إلى تصريحات تحمل نفس المعني من جانب نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف التي يقول فيها إن موقف الدول الغربية من حرب أوكرانيا لا يقتصر على تقديم مساعدات عسكرية لكييف فحسب ولكنه تورط واضح في الحرب ضد روسيا، مؤكدا أن موسكو سوف تقوم بتدمير كل الأسلحة الغربية التي تستخدمها القوات الأوكرانية في هجماتها على الأراضي الروسية.
وأوضح ميدفيديف أن الدول الغربية يجانبها الصواب إذا ما تصورت أن روسيا غير قادرة على تنفيذ تهديدها باستخدام السلاح النووي التكتيكي في حرب أوكرانيا.
ويلفت المقال إلى أن قرار الرئيس الأمريكي أمس أول الخميس بالسماح لقوات أوكرانيا بشن هجمات داخل الأراضي الروسية لصد هجمات القوات الروسية على منطقة خاركييف الحدودية يمثل تطورا خطيرا في الصراع في أوكرانيا ولاسيما بعد تهديد موسكو أنه قد يؤدي إلى نشوب صراع عالمي.
ويتطرق المقال كذلك إلى موقف الدول الغربية الأخرى من تلك التطورات حيث يبرز إعلان ألمانيا أمس الجمعة أن برلين سوف تحذو حذو واشنطن وتسمح للقوات الأوكرانية باستخدام أسلحة ألمانية الصنع لاستهداف مواقع عسكرية داخل الأراضي الروسية.
ويوضح المقال في الختام أن التغير الذي طرأ على الموقف الأمريكي في هذا الصدد يأتي في أعقاب ضغوط متزايدة على الولايات المتحدة من جانب العديد من قادة الدول الغربية فضلا عن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلنسكي للسماح للقوات الأوكرانية بشن هجمات داخل روسي لصد ضربات القوات الروسية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا حرب نووية أسلحة أمريكية داخل الأراضی الروسیة للقوات الأوکرانیة الدول الغربیة مواقع داخل من جانب
إقرأ أيضاً:
روسيا تتهم حكومة الدبيبة الليبية بدعم أوكرانيا.. هل تحشد ضدها دوليا؟
طرح اتهام روسيا رسميا للحكومة الليبية في طرابلس برئاسة، عبدالحميد الدبيبة بدعم اوكرانيا وتنفيذ عمليات مسلحة في منطقة الساحل الكثير من التساؤلات حول تداعيات هذه الاتهامات وما إذا كانت موسكو ستقوم بحشد موقف دولي ضد الحكومة الليبية لإسقاطها.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية رسميا بأن هناك أدلة جديدة تثبت أن حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا برئاسة الدبيبة تتعاون مع أوكرانيا لتنفيذ هجمات "إرهابية" في دول منطقة الساحل، وأن قوات الأمن التابعة لحكومة الدبيبة تعاونت مع المسلحين في أوكرانيا، وأن هذا التعاون شمل قيام النظام في أوكرانيا بتوريد طائرات مسيرة هجومية، وإجراء تدريبات بإشراف مدربين من إدارة الاستخبارات الرئيسية التابعة لوزارة الدفاع في كييف، وفق الوزارة.
وسطاء ومسارات معقدة
وكشف تقرير سابق لمجلة "أجانب" المتخصصة في الشؤون السياسية والأمنية الدولية، أن "حكومة الدبيبة حصلت مؤخرًا على دفعات من طائرات مسيرة أوكرانية الصنع، يُعتقد أنها وصلت إلى طرابلس عبر مسارات معقدة، بينها طريق مر عبر الأراضي الجزائرية".
وذكرت أن "جزءا من هذه المسيرات دخل ليبيا عن طريق وسطاء في أذربيجان، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن دفعات منها نُقلت عبر الحدود الجزائرية، بمساعدة خبراء أوكرانيين في التشغيل والصيانة يُشتبه في دخولهم طرابلس في إطار تعاون تقني غير معلن.
ووفق المجلة، فإن المسيرات استُخدمت في تنفيذ عمليات استطلاع وهجمات دقيقة داخل العاصمة ومحيطها، لتعزيز قدرات حكومة الدبيبة.
صمت حكومي رسمي
ورغم أن هذه الاتهامات رسمية وجاءت لأول مرة على لسان الخارجية في روسيا إلا أن حكومة الدبيبة وأجهزتها الأمنية المقصودة في الاتهام التزمت الصمت حتى كتابة التقرير، ولم تصدر أي بيانات توضيحية رغم ردود الفعل المحلية على الاتهامات.
وجاءت هذه الاتهامات قبيل أيام من إحاطة المبعوثة الأممية لدى ليبيا، هانا تيتيه أمام مجلس الأمن الدولي والمتوقع أن تستعرض فيها العراقيل التي تقابل خارطة الطريق الأممية والتي تقضي بتغيير الحكومتين في ليبيا والذهاب نحو الانتخابات.
فهل تحشد روسيا موقفا دوليا داخل مجلس الأمن لإسقاط حكومة الدبيبة والتسريع بتغييرها بسبب دعمها لأوكرانيا؟
لن تحدث أي تداعيات
من جهته، قال وزير الدفاع الليبي الأسبق، محمد البرغثي إن "اتهامات الخارجية الروسية للحكومة في طرابلس بدعم أوكرانيا أعتقد أنها مجرد تصريحات إعلامية عبر المتحدثة باسم الوزارة الروسية وأنها ستذهب مع الريح فإن الدول الكبرى تهمها مصالحها وفقط".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "روسيا بالذات لها مصالح كبيرة في ليبيا وأن تحقيق مصالحها هذه يتطلب تواصلها مع الحكومتين في طرابلس وبنغازي، كما أن تاريخ العلاقة مع أوكرانيا ليس وليد اليوم وخاصة في مجال التعاون العسكري، حيث كانت ليبيا تستورد قطع غيار ومعدات الطائرات الروسية عندما تضامنت روسيا مع الغرب في حصار حادثة "لوكيربي"، وفق معلوماته العسكرية.
صدام وصراع روسي - أمريكي
في حين أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعات الليبية، رمضان بن طاهر إن "ما يجري في جوهره ليس خلافا بين حكومة الدبيبة وروسيا، بل جزءا من صراع أوسع بين الولايات المتحدة وروسيا على الجغرافيا الليبية، ويعكس هذا الاتهام غضب روسيا من محاولات واشنطن احتكار الملف الليبي وتوسيع نفوذها عبر توظيف أطراف متعددة".
وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أنه "حتى الآن، لا توجد أدلة مادية تؤكد صحة الاتهامات الروسية، ما يجعلها أقرب إلى أداة ضغط سياسي منها إلى كشف حقائق استخباراتية، فموسكو تستخدم هذا الخطاب لردع طرابلس عن أي تعاون محتمل مع أوكرانيا، ولتوجيه رسالة مباشرة إلى واشنطن بأنها لن تسمح بإقصائها من المشهد الليبي أو من عمقها الإفريقي"، حسب تقديراته.
وأضاف: "وبالتالي، المشهد الليبي اليوم يعكس اشتباكا استراتيجيا بين قوتين دوليتين، يفوق قدرة أي فاعل محلي على التحكم بمسار الأحداث"، كما صرح.
اظهار ألبوم ليست
تحركات ليست في صالح موسكو
الأكاديمي والكاتب الليبي، فرج دردور قال من جانبه إن "الأخبار عن تعاون حكومة الدبيبة مع أوكرانيا تفتقد إلى الدقة، فلا أعتقد أن العلاقة قد تجاوزت شراء بعض المعدات العسكرية من كييف، خاصة أن الأخيرة غارقة في حرب وجودية مع روسيا وليست في باب أنها تخوض حروبا أخرى خارج أراضيها بالاشتراك مع أيا كان".
وأوضح أن "تصريحات وزير خارجية روسيا الأخيرة لم تشر أن موسكو اتخذت موقفا معاديا ضد حكومة الدبيبة، بل أكد أن بلاده لازالت تحتفظ بحالة من التوازن بين البرلمان في الشرق وحكومة الدبيبة في الغرب، ولم يشر لوجود توتر في العلاقة بين بلاده وحكومة الدبيبة، حسب كلامه.
وتابع دردور لـ"عربي21": "لابد أن روسيا تتفهم أن حاجة حكومة الدبيبة لشراء السلاح لا يمنعها من التعامل حتى مع الطرف المعادي لروسيا، مادام في مصلحة ليبيا ولا يضر بشكل مباشر بموسكو ومصالحها، وليس في صالح روسيا أن تفقد التوزان في علاقاتها الدبلوماسية التي تدعيه، لأن هذا يفقدها عامل المنافسة في ليبيا مع أميركا وأوروبا"، وفق قوله.