تعتقد الأكاديمية والناشطة وخبيرة شؤون الشرق الأوسط، نيريت أوفير، التي كانت من أوائل الإسرائيليين الوافدين إلى السعودية أن صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية سوف تتم.

وقالت أوفير، التي قدمت براءات اختراع في السعودية، وأمضت نحو 15 عاما في العمل مع دول الخليج: "لا شيء سيوقف الصفقة مع السعودية"، وذلك في تصريحات ضمن مقابلة أجرتها معها صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

وأوفير أكاديمية حاصلة على درجة الدكتوراة في دراسات الشرق الأوسط من جامعة بار إيلان في تل أبيب، وهي أيضا محاضرة في جامعة رايخمان الإسرائيلية. وتمحورت رسالة الدكتوراة حول عمليات التحرير والتحول الديمقراطي في العالم العربي.

وهي متحدثة بارزة في المؤتمرات عن الخليج، وقد عادت لتوها من مؤتمر عن الأمن في السعودية، حيث عرضت براءات اختراع وشركات إسرائيلية.

وتقول عنها الصحيفة إنها "كرست حياتها لبناء الجسور وكسر الجليد مع جيران إسرائيل". 

وتقول الأكاديمية في المقابلة إنها في السنوات الـ15 الماضية، "دخلت منازل عائلات مسلمة في سوريا والمغرب والأردن، وأجريت مقابلات شخصية"، وهو ما قادها إلى فهم المنطقة والتعرف على أهلها أكثر مما كان سيمكنها تحقيقه بأي طريقة أخرى.

وفي سبتمبر من العام الماضي، كانت ضمن أول وفد تجاري إسرائيلي إلى السعودية، وقالت حينها إن الوفد الذي ضم 12 رجل أعمال للمشاركة في مؤتمر تكنولوجي حظي بحفاوة واهتمام بالغ من السعوديين، وتحدث عن علاقات "هادئة" بين البلدين. 

وعن تلك الزيارة التي قامت بها قبل نحو شهر من هجوم حماس الدامي على إسرائيل في أكتوبر 2023، قالت: "كل هذه الشركات قدمت شعاراتها بشكل علني، وأنا مثلتها على المسرح. كان هناك 12 إسرائيليا في المجمل، وهو وفد جميل، وتصدر العديد من العناوين الرئيسية".

وقبل ذلك، كانت ضمن المشاركين في سباق رالي داكار، الذي نظمته السعودية في يناير 2021. ونشرت حينها صورة على حسابها في "إكس" مرفقة بتعليق: "أنا فخورة بتمثيل بلدي في رالي داكار السعودي":

أنا فخورة بتمثيل بلدي في رالي داكار السعودي، الذي انتهى منذ بضعة دقائق. انني أنتمي إلى فريق "Pearl -my heritage"، الذي أنهى بنجاح هذه المنافسة الصعبة والمعقدة. لقد صنعنا التاريخ اليوم: نحن فريق مدني يسعى لتحقيق السلام بين الدول والشعوب. pic.twitter.com/LjyKebGtsS

— Dr. Nirit Ofir (@OfirDr) January 15, 2021

والأسبوع الماضي، شاركت أوفير أيضا في مؤتمر أمن الشرق الأوسط في الرياض.

وقالت: "أنا أمثل شركات التكنولوجيا الإسرائيلية في مجال الأنظمة وبراءات الاختراع... وغالبا ما أعمل مع ممثلي البلدان التي ليس لديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. لا توجد لحظة مملة أبدا. هناك الكثير من العمل عندما يتعلق الأمر باللوائح وحتى بمسائل مثل الاختصاص القضائي وتوقيع العقود وكيفية تحويل الأموال بين الشركات من الدول التي ليس لديها أي علاقات".

وعما إذا كان الأشخاص الذين يعملون معها يعلمون أنها إسرائيلية، قالت "إنهم يعرفون بالتأكيد أنني إسرائيلية، وأحيانا أسافر بجواز سفري الإسرائيلي".

لكنها لفتت إلى أنه "في البداية لم يكن من المفترض أن أتحدث عن المكان الذي أتيت منه، واليوم أنا إسرائيلية بشكل علني".

وفي يناير 2021،  تقول إنها "أحضرت وفدين رياضيين من إسرائيل إلى السعودية، وكان ذلك أول كسر للجليد بالنسبة للإسرائيليين في البلاد".

وكان هذا هو الحال مع رالي أبوظبي، الذي انعقد حتى قبل اتفاقات إبراهيم، "ومنذ ذلك الحين أصبح من الطبيعي جلب وفود رياضية إسرائيلية إلى الإمارات بجوازات سفر إسرائيلية". 

pic.twitter.com/I7TZFEUFba

— Dr. Nirit Ofir (@OfirDr) December 20, 2021

وتقول أوفير: "اتضح أن الرياضة مهمة في عمليات التطبيع".

واعتبرت أن السعودية مرت بتجربة فريدة من "التعددية الاجتماعية"، وهذا يشمل التحول في العلاقة مع وسائل الإعلام، فـ"حتى عام 2013 تقريبا، حاولت المملكة تجنب ( أن تتصدر) العناوين الرئيسية (بالنسبة لملف التطبيع)، لكن ذلك تغير. أعتقد أنهم فهموا أن وسائل الإعلام يمكن أن تصبح أداة لرواية قصتهم، وحتى للترويج للبلاد".

وأوضحت أوفير أيضا أنه بينما كان يطُلب منها في البداية عدم نشر أي شيء عن زياراتها إلى السعودية، إلا أنها في الوقت الحاضر يتم تشجيعها والترويج لها، "على الرغم من أن ذلك لا يحدث إلا بعد عودتها إلى إسرائيل".

وتعتبر أن التطبيع عملية طويلة تحدث منذ 20 عاما، والتفاعلات والتعاون التجاري بين إسرائيل والمملكة "يرتفع ببطء فوق الرادار. هناك جالية يهودية ناشئة في الرياض، ويمكن العثور على طعام الكوشر هناك".

وتتابع: "على أي حال، إنها عملية تحدث هنا والآن. قد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكنني لا أرى أنه سيتوقف. أرى دفئا في العلاقات، وحذرا كبيرا، تحت ضغوط كبيرة جدا، لكن الاتجاه هو نحو التطبيع ولن يوقفه شيء".

وخلصت أوفير إلى القول: "الأمر الأكثر أهمية أن نعرف أن عملية التطبيع لا تبدأ بمصافحة القادة، بل يتم بناؤها ببطء وأمان، طبقة فوق طبقة".

وقالت إنه بعد هجمات أكتوبر، "تلقيت قدرا كبيرا من التعاطف من الأصدقاء في الخليج، وعشرات الرسائل والمكالمات الهاتفية عبر الواتساب، واهتماما حقيقيا بعائلتي".

وتقول إنها "تشعر براحة أكبر أثناء التجول في الرياض مقارنة ببروكسل على سبيل المثال. هناك الكثير من معاداة السامية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الغرب".

وترى أنه: "إذا كان (شيمون) بيريز قد دعا قبل 20 أو 30 عاما إلى "التجرؤ على الحلم"، فلم تعد اليوم الجرأة كافية. يجب علينا الآن أن نجرؤ على تحقيق هذا الحلم، وكسر الجليد مع جيراننا، لأنه لن يقوم أحد بذلك نيابة عنا".

وحذر مقال في صحيفة "هآرتس" إسرائيل، نشر قبل أيام من تفويت فرصة التطبيع مع السعودية، لاسيما أنها دولة ذلت ثقل سياسي كبير في المنطقة، لأن ذلك سيعني رفض الخروج من العزلة وتفويت فرصة الدخول إلى المنطقة كشريك وحليف.

وهذا الطرح تباينت بشأنه آراء عدد من المحللين السياسيين السعوديين والإسرائيليين الذين تحدثوا إلى موقع "الحرة"، إذ اعتبر البعض أن إقامة علاقات مع السعودية فرصة كبيرة لإسرائيل لا يمكنها تفويتها، بينما يرى آخرون أنها ليست ذات أهمية كبرى، فيما اتفق الجميع على أن  المملكة لن تتنازل عن شروطها للتطبيع بإنهاء حرب غزة وإقامة دولة فلسطينية.

لماذا لا يجب أن تفوت إسرائيل فرصة التطبيع مع السعودية؟ حذر مقال رأي لصحيفة "هآارتس" إسرائيل من تفويت فرصة التطبيع مع السعودية، لأن ذلك سيعني رفض الخروج من العزلة والدخول إلى المنطقة كشريك وحليف. وهذا الطرح تباينت بشأنه آراء عدد من المحللين السياسيين السعوديين والإسرائيليين الذين تحدثوا إلى موقع "الحرة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: إلى السعودیة مع السعودیة

إقرأ أيضاً:

نجا عدة مرات.. من هو رائد سعد الذي أعلنت “إسرائيل” اغتياله في غزة؟

#سواليف

أعلن #جيش_الاحتلال، اليوم الخميس، #اغتيال القيادي في #كتائب_القسام، الذراع العسكري لحركة #حماس، #رائد_سعد، في #غارة استهدفت سيارة على شارع الرشيد غرب مدينة غزة، في عملية أسفرت عن #استشهاد 5 #فلسطينيين على الأقل وإصابة نحو 20 آخرين.

ووصف جيش الاحتلال في بيان رسمي، سعد بأنه “الرجل الثاني” في #كتائب_القسام، والذي يتولى حاليا ملف إنتاج السلاح، وإعادة بناء القدرات العسكرية للجناح العسكري لحركة #حماس في قطاع غزة.

ويعد رائد سعد من مواليد العام 1972، وساهم في تأسيس الذراع العسكري لحركة حماس، وتدرج في شغل عدة مناصب ولعب أدوارا قيادية على مدار فترة عمله. وقبل #حرب_الإبادة_الإسرائيلية على غزة، كان سعد يُعتبر الرقم 4 في قيادة “القسام” بعد محمد الضيف ومروان عيسى اللذين اغتالتهما إسرائيل، وبعد عز الدين الحداد الذي تزعم المنظومة الأمنية الإسرائيلية توليه قيادة الذراع العسكرية لـ”حماس”.

مقالات ذات صلة البنتاغون يعلن حصيلة قتلاه الجنود والمصابين في كمين لداعش تعرضوا له في تدمر 2025/12/13

وأصبح سعد الرقم 2 في “القسام” بعد عمليات الاغتيال التي طالت عددا كبيرا من أعضاء المجلس العسكري.

وشغل سعد قيادة لواء غزة، وهو أحد أكبر ألوية كتائب القسام، لسنوات حتى الفترة التي أعقبت الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005 وحتى عام 2021، حينما تولى مهمة جديدة في الذراع العسكرية لـ”حماس”. وانتقل سعد عام 2021، وبعد معركة “سيف القدس” التي يطلق عليها الاحتلال اسم “حارس الأسوار”، لشغل منصب مسؤول ركن التصنيع في الحركة، وهو المسؤول عن وحدة التصنيع التي تُعنى بتطوير وإنتاج الأسلحة، مثل الصواريخ، والقذائف المضادة للدروع، وشبكة الأنفاق.

وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن سعد أمضى في عام 1990 فترة اعتقال قصيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي على خلفية فعاليات تنظيمية. وفي بداية العقد الثاني من الألفية، أسس القوة البحرية التابعة لـ”حماس” في غزة، وتولى قيادتها. وبعد حرب عام 2014، انضم سعد إلى ما يُعرف بـ”هيئة الأركان” في “حماس”، وأصبح عضوا في المجلس العسكري المصغر للحركة.

وبحسب الإعلام العبري فقد “تم تعيينه قائدا لركن التصنيع، وفي إطاره أصبح مسؤولا عن إنتاج كافة الوسائل القتالية لصالح الجناح العسكري لحماس تمهيدا لعملية السابع من أكتوبر”. كما كان أحد مهندسي خطة “جدار أريحا”، التي هدفت إلى إخضاع فرقة غزة التابعة لجيش الاحتلال، خلال طوفان الأقصى.

وزعم الإعلام العبري أن سعد عمل بعد ذلك “لإعادة إعمار قدرات “حماس” في إنتاج الأسلحة خلال الحرب، وكان مسؤولا عن قتل العديد من الجنود الإسرائيليين في قطاع غزة خلال الحرب، نتيجة تفجير عبوات ناسفة قام ركن التصنيع بإنتاجها”.

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الغارة التي استهدفت سعد جاءت بعد سلسلة محاولات اغتيال فاشلة خلال الفترة الأخيرة، من بينها محاولتان خلال الأسبوعَين الماضيين لم تنضجا في اللحظات الأخيرة، كما نجا من عدة محاولات اغتيال خلال الحرب.

مقالات مشابهة

  • السعودية تدين وتستنكر الهجوم الذي تعرض له مقر الأمم المتحدة في السودان
  • تقارير إسرائيلية: تحركات الحوثي تغيّر معادلات البحر الأحمر وتدفع الرياض لخيارات أكثر صرامة
  • طقس السعودية اليوم.. أمطار غزيرة تشمل الرياض ومكة مع تحذيرات من جريان السيول
  • بالحجاب.. نجمة الراب العالمية «كاردي بي» تصل السعودية وتشارك جمهورها استعداداتها لحفل الرياض|شاهد
  • من هو رائد سعد القيادي في "حماس" الذي أعلنت إسرائيل اغتياله؟
  • من رجل القسام الثاني الذي اغتالته إسرائيل؟
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • من هو رائد سعد الذي اغتالته إسرائيل بعد 35 عاما من المطاردة؟
  • نجا عدة مرات.. من هو رائد سعد الذي أعلنت “إسرائيل” اغتياله في غزة؟
  • بن بريك يتحدى الرياض: أول موقف جنوبي رسمي ضد جهود السعودية في حضرموت والمهرة.. عاجل