لجريدة عمان:
2025-06-01@19:07:37 GMT

كرنفال المؤتمرات والندوات على الأبواب

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

لم تبقَ إلا أيام معدودة على قدوم موسم الخريف الذي يحل ضيفا كريما في صيف حارق ولاهب في العديد من مناطق العالم، وقد أوجد الموسم الاستثنائي المحمل بالرذاذ أنشطة مصاحبة لقدومه كالمهرجانات واللقاءات والندوات وجلسات العمل وقائمة طويلة من الفعاليات الضبابية، والضبابية هنا ليس لغموضها وإنما لارتباطها بالضباب في جبال ظفار، فحين ينقشع الضباب ويتلاشى مع بداية شهر سبتمبر تتلاشى معه الفعاليات والأنشطة والمؤتمرات وغيرها من البرامج التي يُصرف عليها آلاف الريالات ولا يبقى لها أثر ولا ذكر.

هنا نحن لسنا ضد هذه الفعاليات ولا البرامج، فهي تدخل ضمن سياحة المؤتمرات والندوات التي غزت المنطقة الخليجية مؤخرا، ونجح فيها من نجح وأخفق فيها من أخفق، وأيضا لسنا بصدد مناقشة أعمال وأفعال الآخرين فهم أدرى وأعلم بما يفعلون، لكننا معنيون بمنطقتنا وما يحدث فيها والمستجدات التي تُكلف ميزانية الدولة المال والجهد دون أي عائد مالي أو تنمية حقيقية.

إن المتابع للفعاليات المقامة تحت مظلة مهرجان ظفار السياحي أو المصاحبة للمهرجان وقبله مهرجان الخريف أو وريثه مهرجان صلالة، يجد قائمة طويلة من الفعاليات التي لا تتضمن أي محتوى ولا يجمع بينها جامع ولا رابط إلا التشابه في الافتتاح والختام للحدث والتقاط الصور، ويكون التركيز على راعي الحفل لا الحفل ولا المضمون، وهذا أمر آخر يُترك لأصحاب الشأن، أما الذي يثير التحسر والأسى فهي الأفكار التي تُلقى والتوصيات التي تُكتب والاقتراحات التي تتلا على المسامع، ولكن كل تلك الفعاليات لا تخضع للتقييم ولا توجد جهة تتابع تنفيذ المقترحات والتوصيات، وكأن الغاية من الفعالية إقامتها وليس تحقيق الأهداف على أرض الواقع. فهل يعني ذلك أن العشوائية لا تزال مهيمنة على فعاليات الخريف أو أن الظاهرة لا يلاحظها إلا من يعنيه التطوير والتغيير لمواكبة الرؤية الوطنية والاستراتيجيات التنموية؟

وحتى لا يقال بأننا نشير إلى المعضلة ولا نجد لها حلولا للحيلولة دون استمرارها واستمرائها فإننا نقترح تشكيل لجنة منبثقة عن المجلس البلدي ومكتب محافظ ظفار تهتم بمتابعة توصيات الندوات المقامة في الخريف والعمل على تنفيذها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في المحافظة، فالمتابعة تعمل على تحقيق الأفكار على أرض الواقع أو البحث عن الحلول للتغلب على العوائق والمثبطات، وإذا كانت الأفكار المطروحة في اللقاءات السابقة لا يؤخذ بها ولا يُحتفظ بها في موقع إلكتروني أو في أرشيف مؤسسة من المؤسسات، فقد حان الوقت لإنشاء بنك للأفكار والمقترحات المنبثقة من الندوات والفعاليات التي ستقام في المستقبل. أضف إلى ذلك لم نرَ إلى الآن أي تقييم فعلي لفعاليات المهرجان الممتدة لما يقارب ربع قرن منذ بداية الألفية وإلى الآن.

ونقترح أن تُضاف إلى مهام اللجنة تقييم الأنشطة قبل تنفيذها والموافقة على إقامة الفعالية ذات الجدوى والاعتذار للجهات التي تركز على المظهر لا الجوهر، والهدف الأسمى من ذلك التقليل من رعاية المناسبات التي تقام لأجل راعي المناسبة لا المناسبة ذاتها، فكثرة الافتتاحات تؤثر على أداء بعض المؤسسات خاصة إذا أقيمت في أوقات العمل الرسمي، فوجود مديري بعض المؤسسات في تلك المناسبات يسهم في تأخر أداء المؤسسة وتراخي موظفيها في العمل بسبب وجود القائد خارج مؤسسته وميدان عمله.

إذا كان لنا من حُلم فإننا نأمل باستحداث منتدى سنوي في ظفار يحمل اسم «منتدى ظفار الاقتصادي» يخضع لشروط وأنظمة المنتديات الدولية التي تستضيف العلماء والمفكرين والسياسيين وأهم الكوادر البحثية في العالم، والاستماع لآخر ما توصل إليه العالم من نتائج وحقائق في كافة المجالات التي تشغل العالم في الوقت الراهن وأهمها المناخ، والاقتصاد، والأمن والثقافة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التی ت

إقرأ أيضاً:

تصاميم فريدة تجسد الاهتمام بعمارة المسجد النبوي

البلاد ــ المدينة المنورة
يُجسد المسجد النبوي الشريف وما يحتويه من تصاميم معمارية فريدة حرص الدولة على الاهتمام بعمارته وتطويره, حيث يتميز بتفاصيل معمارية تجسد الهوية الإسلامية بجميع أركانه وجوانبه.
وتبرز من هذه المعالم أبواب المسجد التي تمثل هوية خاصة لمسجد الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، التي يبلغ عددها اليوم مئة باب موزعة بشكل متناسق حول المسجد من جهاته الأربع وتوسعاته وسطحه، يعمل بها 280 موظفًا على مدار الساعات الـ 24 خلال شهر رمضان.
وفي توسعة الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- جُعلت سبعة مداخل واسعة، ثلاثة منها في الجهة الشمالية واثنان في كل من الشرقية والغربية، وفي كل مدخل سبعة أبواب، اثنان منها متباعدان، وبينهما خمسة أبواب، يبلغ عرض الباب الواحد (3) أمتار، وارتفاعه (6) أمتار، وسماكته أكثر من (13) سنتمترًا، ويبلغ وزن الباب والواحد طنًّا ورُبعًا، ويمكن فتح وإغلاق الباب بيد واحدة لما تمثله المكرة الخاصة بالباب من مرونة في عملية الفتح والإغلاق، حيث صُنعت هذه الأبواب بأكثر من (1600) متر مكعب من خشب (الساج)، استهلك الباب الواحد منها أكثر من (1500) قطعة مذهبة منقوشة، جُمعت في قالب دائري تحتوي على اسم (محمد رسول الله).
ومزجت هذه الأبواب بين النحاس المذهّب في فرنسا وأفضل أنواع الأخشاب (الساج)، التي جُمعت في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم نُقلت إلى مدينة برشلونة في إسبانيا، ووُضِعَت في أفران خاصة لتجفيفها في مدة لا تتجاوز خمسة أشهر، ثم قصها بمناشير مزودة بخاصية الليزر، وبعدها تُصب القطع النحاسية، ثم صقلها وتلميعها قبل أن تأخذ الشكل النهائي بطلائها بالذهب، وتثبيتها على الأبواب، وثُبتت الأبواب باستخدام طريقة التعشيق القديمة بدون استخدام المسامير.
وتقف اليوم هذه الأبواب بما تحتويه من تفاصيل معمارية شاهدةً على حجم الرعاية والعناية المستمرة من المملكة بالمسجد النبوي الشريف، والعمل على عمارته باستمرار لتقديم الأعمال الجليلة لخدمة قاصديه لتأدية عبادتهم بكل يُسر واطمئنان.

مقالات مشابهة

  • بنك ظفار يقدم خدمات ومزايا حصرية لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • الشوربجي: الثورة الرقمية بدأت في الصحف القومية.. والأرباح تطرق الأبواب
  • “السيفونات” .. 19 مليار جنيهاً لطوارئ الخريف بالجزيرة
  • "الشباب والرياضة" تواصل الفعاليات التدريبية لأندية العلوم بمختلف المحافظات
  • بعد جهود وطنية استمرت لأيام.. العثور على الصياد المفقود في طاقة مفارقًا للحياة
  • تصاميم فريدة تجسد الاهتمام بعمارة المسجد النبوي
  • "الأرصاد" تصدر تنبيها.. وأمطار متفرقة على ظفار
  • تضامن الدقهلية " تطلق عددا من الفعاليات بمناسبة لدعم الفئات والأسر الأولى بالرعاية.
  • كيا كرنفال 2026 تصل إلى السعودية بأسعار تبدأ من 149 ألف .. صور
  • دعاء الجمعة الأولى من ذي الحجة.. كلمات تفتح لك الأبواب المغلقة