بتعديلات مهمة.. العربية للمسرح تطلق استمارة الدورة 15 لمهرجان المسرح العربي
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أطلقت الهيئة العربية للمسرح استمارة المشاركة في الدورة 15 من المهرجان، الدورة التي ستنظمها في العاصمة العُمانية مسقط من 10 إلى 16 يناير 2025، بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب والجمعية العُمانية للمسرح، وذلك بعد إجرائها تعديلين هامين على شروط المشاركة في مهرجان المسرح العربي.
وتتضمن شروط المشاركة وآليات التقدم للتنافس والتأهل، وشروط ما بعد التأهل، وتوضح كافة تفاصيل التزامات الفرقة المسرحية والهيئة العربية للمسرح التي كانت قد أعلنت في وقت سابق عن تعديلها لشرطين من شروط المشاركة، وتمثل هذا التعديل بإلغاء شرط تاريخ الإنتاج والذي كان محدداً في الدورات السابقة بعام واحد فقط، لكن الاستمارة أيضاً حددت شرطاً بالمقابل هو أن لا يكون هذا العمل قد تقدم للمهرجان في دوراته السابقة، مع قبول العمل إذا كان قد تمت إعادة إنتاجه بالكامل بعد ذلك التقديم. كما فتحت شروط الاستمارة المجال أمام العروض التي تستند على نص عالج درامياً نصاً مسرحياً غير عربي، للتنافس ضمن المسار الأول على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وهو الأمر الذي لم يكن مسموحاً به في الدورات السابقة.
هذا وقد احتفظ المهرجان بوجود مسارين للتقديم، الأول للعروض التي تتنافس على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والثاني للعروض المستضافة، وظل المهرجان محافظاً على عدم قبوله أعمال المونودراما ومسرح الطفل.
من الجدير بالذكر أن باب التقديم مفتوح من مطلع شهر يوليو المقبل حتى مساء 20 نوفمبر 2024.
قال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، الكاتب إسماعيل عبد الله: لقد تم تعديل شرطين مهمين هذا العام، مما يكسب التقدم للمهرجان حيوية ودينامية جديدة، فالعروض القائمة على نصوص غير عربية تمت معالجتها درامياً، سيوسع الخيارات أمام المسرحيين وسيساهم في رفع المحتوى الدرامي للعروض وتنوعه.
وتابع: أما الشرط الثاني فقد جاء لفتح الباب أمام عروض مهمة مُنْتًجةٌ من فترات سابقة للموعد الذي كنا نعتمده في الدورات السابقة، عروض ما زالت تنبض بالحياة على خشبات المسارح، أو عروض تمت إعادة إنتاجها بعد سنوات من تقديمها، مما يمنح الفرصة لأعمال مهمة أن تكون في مهرجان المسرح العربي، بغض النظر عن المسار الذي تختار. كذلك سوف يطور المهرجان في هذه الدورة عمل استوديو البث ليشمل برامج حيوية تهم المهرجان والمسرح بشكل عام، وسيحتفظ المهرجان بالندوات التطبيقية الحية.
وأضاف عبدالله، أن الهيئة التي تقوم بمراجعة كل دورة بعد انتهاء أعمالها مراجعة نقدية عميقة، تدرس الإيجابيات وتعمقها، وتعالج ما لم يكن مناسباً لحيوية المهرجان، ومن الأمور التي يجب تأكيدها هو أنها تأخذ على محمل الجد توصيات مجلس الأمناء، وكذلك مقترحات المسرحيين العرب.
إن مهرجان المسرح العربي يشكل دينامية هامة للمشهد المسرحي العربي ويتجول بين المدن العربية، سيبقى وفياً لشعاره "نحو مسرح عربي جديد ومتجدد".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الهيئة العربية للمسرح الدورة 15 مسقط اسماعيل عبد الله العربیة للمسرح المسرح العربی
إقرأ أيضاً:
المسرح الجامعي بالدار البيضاء.. ذاكرة تهجس بالحداثة والتجريب
الدار البيضاء- اختتمت قبل أيام قليلة بمدينة الدار البيضاء فعاليات الدورة الـ37 من "المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء" باعتباره واحدًا من أبرز التظاهرات الفنية التي ظلّت تطبع تاريخ الحركات المسرحية بالمغرب.
فالمهرجان يُعدّ في طليعة المهرجانات الصغرى التي لعبت دورًا كبيرًا في إيجاد مساحة فنية مغايرة للشباب، من أجل خلق أفق مسرحي جديد، لا يجد ملامحه الفنية وخصائصه الجمالية في المسرح الحديث، بل يتطلع إلى القفز صوب اختراق باب الحداثة وآفاقها الفنية اللامتناهية.
وعلى الرغم من هشاشة الواقع الفني بالمغرب اليوم، بعدما غدت مجمل التظاهرات الفنية تحرص على تبنّي نوع من الأفق الفني المختلف والتعامل مع المسرح وفق آلية تقوم على الترفيه والاستهلاك، يعثر المُشاهد على عدد من المهرجانات التي تتشبث منذ تسعينيات القرن الـ20 بأفكارها ومواقفها، إذ تحاول جاهدة تكريسها والتعامل مع الثقافة بنوع من الالتزام الفكري الهادف. لكن في مقابل ذلك، نعثر على سلسلة مهرجانات فنية تراهن على ثقافة الفرجة عبر دعوة جملة من النجوم.
إن هذه النظرة أسهمت إلى حد كبير في تغيير ملامح المسرح المغربي وجعلته مسرحًا مبنيا على الكوميديا والهزل، إذ نادرًا ما يعثر المشاهد على مسرحيات أصيلة تطرح أسئلة حقيقية عما يحبل به الواقع العربي من قضايا وإشكالات وتصدّعات. فالمسرح المغربي الحديث وإن كان مشغولًا بسؤال الكوميديا، فإنه يظل في عمقه أمينًا للواقع الذي ينتمي إليه.
يسعى المهرجان الدولي للمسرح الجامعي إلى أن يخرج الناس من قفص الكوميديا والهزل ويزج بهم في عوالم الجنون والسياسة والواقع والتاريخ والذاكرة والسياسة، إنه يعمل بطريقة ذكية على توجيه المشاهد صوب مسرحيات شبابية حقيقية تنتقد الواقع وتسعى فنيا إلى تأسيس مسرحي جديد ومعاصر.
إعلانلذلك، يعتبر هذا المهرجان الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن امسيك بالدار البيضاء أحد أهم التظاهرات الفنية التي تنشط الذاكرة المسرحية للدار البيضاء، لأنه مهرجان لا ينسف مجهودات المسرحيين الكبار الذين يحضرون في إطار الورشات والتكريمات والندوات، ولكنه يراهن بشكل أساس على الأجيال الجديدة من الطلبة الذين يتوسلون مفاهيم مختلفة ولغة متفردة للتعبير عن هواجسهم الذاتية وإشكالات ذات صلة بالواقع وتحولاته السياسية والاجتماعية.
أُسّس المهرجان عام 1988، ومنذ تلك اللحظة استقطب آلافا من التجارب المسرحية الشابة من مختلف دول العالم والتي تأتي سنويا للمشاركة في هذا الحفل الفني. ونظرًا إلى الإقبال الكبير على المشاركة، فإن اللجنة العلمية تجد نفسها في وضع صعب وهي تُنقّب عن أعمال مسرحية مختلفة وعلى درجة عالية من الابتكار الفني.
وفي كل سنة يجد الطلبة والباحثون والمسرحيون والسينمائيون أنفسهم أمام وجبة مسرحية عالمية دسمة أكثر اتصالًا بواقعهم وذاكرتهم، حتى لو كانت المسرحية بلغةٍ إيطالية أو فرنسية أو ألمانية.
جماليات المسرح المعاصروفي الوقت الذي يتراجع فيه الفعل الفني والممارسات الثقافية بالدار البيضاء، يخترق فريق المهرجان ضحالة الواقع اليومي والتصحّر الثقافي والتفكير في بناء فرجة مسرحية تمنح الناس أملا جديدا حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن في حياتهم.
وبوجود المهرجان في قلب مدينة لها تاريخ كبير مثل الدار البيضاء، باعتبارها قطبًا اقتصاديا للبلد وذاكرة فنية لا تشيخ، فإن ذلك يعطي للمهرجان بعدا رمزيا ويجعله يبلور هوية مسرحية خاصة به. فقد أسهمت المدينة في ظهور كوكبة من المسرحيين المغاربة الكبار ممّن لبعوا دورًا كبيرًا في تأسيس فرجة مسرحية نابعة من أحراش المجتمع المغربي وواقعه المعيش.
وبمجرد الحديث عن الذاكرة الفنية للمدينة، يبرز المسرح باعتباره ممارسة فنية اشتهرت بها المدينة، فالعديد من الفرق المسرحية المعروفة في تاريخ المسرح ظهرت أفكارها وبواكيرها الأولى على ردهات مقاهي المدينة لتخترق الواقع، وتصبح بعد ذلك فرقا مسرحية مؤثرة في تاريخ المدينة.
يأتي المهرجان الدولي للمسرح الجامعي باعتباره أفقًا معاصرًا يحرر الممارسة المسرحية من تقليديتها ويدفع بها صوب تجريب أشكال مسرحية جديدة. فعلى الرغم من الأفق الفني اشتهر به المسرح المغربي منذ الثمانينيات، فإن العديد من التجارب المسرحية ما تزال غارقة في المسرح الحديث، شكلًا ومضمونًا.
أما التجارب الجديدة فحرصت على إقامة نوع من الثورة على الشكل واخترقت بنية الواقع، بعدما جعلت الكتابة الدرماتورجية بمنزلة مختبر للتفكير في الواقع. لذلك يُسجّل المتابع للأعمال المسرحية المتوّجة عربيا بجوائز مهمة أنها قامت بالثورة على الشكل القديم ودفعت العمل المسرحي إلى الخروج من الموضوعات التنميطية صوب الاهتمام بإشكالات مفصلية في علاقة الفرد بمجتمعه.
حرصت الأعمال المسرحية المشاركة في الدورة الـ37 على نقد المجتمع وتشريح الذاكرة وتخييل الذات، بهدف اجتراح لغةٍ مسرحية جديدة تُدين الواقع وفداحته. وعلى مدار أيام استطاع فريق المهرجان تقريب المهتمين بالشأن الفني بالمغرب من عوالم المسرح المعاصر، حيث للجسد فتنته وسلطته على المتفرج.
تتميز الدورة الـ37 في كونها راهنت من جديد على الوجوه المسرحية الجديدة من المغرب وإيطاليا وأرمينيا وألمانيا مثل "الدرس" و"التعاسة من العقل" و"قصص رائعة لبقية الحياة" و"فتيات كاليفورنيا" و"ريد" و"منامات جحجوحة" و"رجال في العمل" و"الريح" وغيرها من الأعمال التي تتمي فكريا إلى المسرح المعاصر، بوصفها أفقا فنيا يخلق للمرء نوعا من التوازي بين الواقعي الذي ننتمي إليه وواقع متخيل تتحكم في تخيله العناصر المشكّلة للعمل المسرحي.
ونظرًا إلى الدور الذي أصبح يلعبه المسرح في بناء أفق جديد للدول والحضارات، فإن الدورة 37 جعلت من "المسرح والدبلوماسية والثقافية والفنية" عنوانا كبيرًا. لذلك اكتست الدورة الجديدة أهمية بالغة إذ إنها تعاملت مع المسرح المعاصر بكونه دعامة دبلوماسية تلعب دورًا مدهشًا في تجذير العلاقات الدولية وفق مقاربة سياسية مختلفة، تعطي قيمة للعمل المسرحي في بناء شرعية جديدة للعلاقات الدبلوماسية بين الدول.
إعلان