سودانايل:
2025-05-08@18:41:44 GMT

القيادة: والله جد

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

كتبها مسهد باعتصام القيادة فات عليّ تدوين اسمه

عبد الله علي إبراهيم- 25 ديسمبر 2021)

قال لي الرجل الصالح الشيخ عبد الباقي العجيمي مرة وددت لو كانت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم هي ما نجتمع عنده في ليالي أذكارنا لا مولده. وزاد قائلاً إنه في وفاته العبر الغراء. وعندي أن العبر الغراء في الاعتصام لا في فضه.

وسعيت في وقت من عام 2021 إلى التقاط ما يكتبه شباب هنا وهناك عن معناه في أنفسهم لأنشره. ودعوت غيرهم إلى الكتابة عن تجربتهم فيه حتى تكون عندنا صورة للاعتصام من تحت لا تقصره على سياساته في حيز القيادة أو الصدام مع النظام الذي كان يلفظ أنفاسه.

قرأت الكلمة التالية لأحدهم في قروب ما. وهي عن ذكرى اعتصام القيادة التي تلاحق الكاتب. واستحسنتها. وودت أن اقرأ المزيد عما يسمى اليوم العاقب للواقعة. وأطلعتني الكلمة على صناعة الجيل للتاريخ لن يحتاج بعدها إلى لعن تاريخ من سبقوه في السكة. بل لربما تلطف، وقد عارك التاريخ رحباً وجبراً، مع ثوريين سبقوه إلى الإيمان. بل لربما رأى الأكتاف الأنيقة التي وقف من فوقها في القيادة.

وهي تلك الأكتاف التي قال شاعر جيلنا عبد الله شابو عنها:

سيكتب فوق الشواهد من بعدنا

بأنَّا عشقنا طويلا

وأنَّا كتبنا بدم الشغاف

ما لم يقل شاعر بعدنا

وأنّا برغم الجفاف

ملأنا البراري العجاف صهيلاً صهيلا

وإنا مشينا إلى حتفنا

رعيلاً يباري رعيلا

وإنا وقفنا بوجه الردى

وقوفاً جميلا

سيكتب فوق الشواهد من بعدنا

بأنا كذبنا قليلا

وانَّا انحينا قليلا

لتمض الرياح إلى حتفها

وأنَّا سقطنا سقوطاً نبيلا

وقلت يوما عن هذا المقطع: "وأنا آه آه ،أنا آه ,آه من الصهيل الشهيد"

وتجد أدناه كلمة مسهد بالقيادة أنقلها كما هي:

بصراحة ي جماعة انا لسه ما قادر اطلع من الاعتصام. طوالي بجيني احساس انو نحن لسه في القيادة ... الصباح بصحا مخلوع وبتخايل لي صوت القطر (وفي ناس كتار هنا عارفين حكايتي مع القطر شنو). ولا اتخيل مخاطبة لمحمد خليفة وحسن بكري قبل الشمس تطلع .....وحكاية الشاي ياخال.. الشاي بي جاي✵ كل ما أغمض دقيقة بالنهار بسمع صوت موكب جاي وهتاف بعيد واصحا وانا بهتف .... المغرب وجوطة الافطار علي صوت الاذان ونشيد العلم وهتافات المدنية.✵ لحدي الان براقب الساعة 9 مساء بالدقيقة عشان الوقفة علي ارواح الشهداء قدام البحرية ...وكل ما يجيني تلفون من رقم غريب بتخيلو دا واحد من ناس المواكب عايز يقول لي انا جمب خيمتكم عايز اسلم عليك ... ✵ بالليل بجيني احساس أني عايز اتفقد المتاريس عشان اشوف الحاصل شنو والوضع الامني كيف .....✵ لحدي الان الفترة من 2 صباحا ولحدي م الشمس تطلع بتوقع هجوم لفض الاعتصام ذي ما كان بحصل في الايام الأوائل. والمشكلة قبل يومين سمعتا صوت ذخيرة طوالي جريت لحدي الباب متوقع دا هجوم في ترس شارع النيل. طلع دا ضرب نار في عرس جمبنا واكتشفتا اني في البيت ما في القيادة.

* الجمبي طوالي هتف. بصراحة حسيت إني في القيادة واتذكرتا لمن كنا بنعمل الحركة دي ونردد نشيد العلم كل نص ساعة في ايام الاعتصام الاوائل عشان نقول للامنجية نحن صاحيين وجاهزيين .... ✵ ياخ حتي لمن نحاول ننسي وتكون قاعد في مكان يجي واحد يسلم عليك ويقول ليك اتقابلنا في القيادة ..كانت ومازالت وستبقي ال58 يوم القضيناها في القيادة هي المسيطرة علي كل ملامح حياتنا القادمة

المجد للشهداء.

والله جد. ...

(ربما سنحت فرصة لنشر كتاب حاو لمذكرات قصيرة في حجم ما ننشر هنا لذكريات من شهدوا اعتصام القيادة. فإذا كنت طرفاً في واقعة من ذلك الاعتصام (داخله أو خارجه اتصلت به) في أيامه أو تداعياته فأبعث بحكايتها لننظر في نشرها)

 

IbrahimA@missouri.edu  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی القیادة

إقرأ أيضاً:

التعلّم.. جوهر القيادة وسبيل السمو

 

 

د. ذياب بن سالم العبري

في زحمة الحياة وتسارع التحوّلات من حولنا، تبقى رحلة التعلّم هي النبض الأصدق الذي يحفظ للإنسان وعيه، ويقوده إلى السمو في فكره وسلوكه، والتعليم- كما أراه- ليس مرحلة زمنية محصورة ولا شهادة تُعلّق على الجدار؛ بل هو امتداد طبيعي للعقل الباحث، والقلب المتأمل، والروح التي لا ترضى بالتوقّف.

لقد أدركتُ من خلال تجربتي الشخصية، واحتكاكي بالعديد من النماذج القيادية والإنسانية، أنَّ النجاح الحقيقي في أي مجال لا يتحقّق إلّا عندما يستقرّ في وجدان الإنسان إيمانٌ بأنَّ العلم لا يتوقّف، وبأنَّ كل مرحلة من الحياة تحمل في طيّاتها دروسًا وفرصًا جديدة للتعلّم. فالقائد الذي يسعى إلى التأثير، لا بد أن يكون أوَّل من ينفتح على المعرفة، وآخر من يكتفي بما لديه.

اليوم، لم يعد التعلّم حكرًا على المقاعد الدراسية، ولا مُقتصرًا على أسلوبٍ تقليديٍ بعينه. لقد منحتنا التقنية أبوابًا واسعة للدخول إلى عوالم معرفية غنية: الكتب السمعية ترافقنا في التنقّل، والحوارات النوعية عبر "البودكاست" تُنير أذهاننا، والمنتديات الإلكترونية تفتح لنا المجال لتبادل الخبرات، وتوسيع المدارك. هذه الوسائل، وغيرها كثير، شكّلت بيئة معرفية متجددة، تُسهم في تعميق الإدراك العلمي والوعي الثقافي لدى الأفراد، وتدعم ديمومة التعلم كمسار لا ينضب.

كم من موظف طوّر ذاته خارج أوقات عمله، فتقدّم في مسيرته؟ وكم من أب أو أم قرأوا وتعلّموا كيف يربّون أبناءهم على وعيٍ واحتواء؟ وكم من شابٍ انضم إلى منصات رقمية أو حلقات حوار إلكترونية، فبنى فكره، ووسّع رؤيته، وغيّر من طريقة تعاطيه مع الحياة؟

القيادة الحقيقية لا تُقاس بمنصب؛ بل بمقدار ما يضيفه القائد إلى نفسه ومن حوله. والقائد الذي لا يتعلّم، لا يستطيع أن يُلهم، ولا أن يتقدّم، ولا أن يسمو. إن أجمل ما في القيادة، ذلك الوعي الذي يُولّد التواضع، وتلك الحكمة التي لا تُبنى إلا على تجارب ومعارف متراكمة، تُكتسب في مسيرة لا تنتهي.

ومن هنا.. أجدُ أن رسالتنا اليوم، في منازلنا ومؤسساتنا ومجتمعاتنا، هي في إعادة تشكيل العلاقة مع العلم، وأن نغرس في نفوسنا ونفوس أبنائنا أن العلم لا يُؤخذ من جهة واحدة، ولا بأسلوب واحد، ولا في زمن واحد؛ بل هو ممارسة حياتية يومية، نحيا بها ونرتقي بها.

إنَّ من أراد أن يقود فعليه أن يتعلّم، ومن أراد أن يسمو فعليه أن يستمر، فإن لم نكن نحن، قادةً ومسؤولين وآباء وأبناء، من يجعل من التعلّم سلوكًا يوميًا ونهجًا دائمًا.. فمن؟ ومتى؟ وكيف نُحدِث الفرق؟

مقالات مشابهة

  • روضة الحاج: قريباً سوف تنتصرُ نعم واللهِ يا وطني ستنتصرُ! فلا تحزن
  • تفسير حلم صوت القطط في المنام
  • تفسير حلم السفر إلى الأردن في المنام
  • تفسير رؤية الكرز الأخضر في المنام للعزباء والمتزوجة والحامل والمطلقة
  • تفسير حلم الدود في البطيخ
  • تفسير رؤية السيول الجارفة في المنام
  • تعرف على دلالات حلم شخص يعطيك ملابس
  • التعلّم.. جوهر القيادة وسبيل السمو
  • تفسير رؤية الأميرة حصّة بنت فيصل في المنام
  • من كلّ بستان زهرة -99-