رأي اليوم:
2025-07-04@08:28:57 GMT

شوقية عروق منصور: الجزيرة والكلب وبينهما رصاص

تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT

شوقية عروق منصور: الجزيرة والكلب وبينهما رصاص

شوقية عروق منصور سأل شاعرنا محمود درويش ” ماذا تُسمى الجزيرة إذا جف البحر؟ ” بصراحة لم أجد الجواب، فالجزيرة ستبقى جزيرة مهما جفت المياه، ولكن عندما رأيت ذلك الياباني الذي أنفق 2 مليون دولار لكي يتحول إلى كلب ويعتبر تحوله إلى كلب هو تحقيق حلم كان يراوده منذ زمن، والآن تحقق حلمه وأصبح يخرج إلى الحدائق والطرقات بحرية حيث يقوم الجميع  بالطبطبة عليه ولمس شعره والتحديق بأطرافه ومشيته – قلت الجنون فنون –  .

  ولا نعرف السر وراء إصرار هذا الشاب الياباني الذي تخلى عن كونه الانسان القوي الخارق الذي احتل الأرض والسماء ويفرض نفوذه على الضعفاء ويحاول الهيمنة على كل شيء في هذا الوجود ، لكي يتحول إلى كلب ولكن الذي نعرفه يجوز أنه قد سئم حياة الانسان وأراد أن يعيش حياة الكلاب، فحياة الكلاب أفضل في هذا الزمن . وإذا أرادنا أن ننظر إلى العالم من فوق ،  ونتأمل ما يجري عليه  من أحداث دامية واقتتال وحروب وخراب ودمار ومعاناة وشقاء الانسان قد نغفر لهذا للشاب الياباني هروبه من جنة الانسان  ونقول أنه على حق، لأن الكرة الأرضية  دخلت إلى مستشفى الامراض العقلية ولم يعد العلاج بأقراص الإنسانية والدينية ينفع الأرواح التي أصبحت تائهة في وديان ومستنقعات وصحاري المصالح والمناصب والجشع المادي والقوى التي تريد السيطرة وسرقة ما تبقى من إنسانية الانسان . قديماً كنت معجبة  بأدب المهجر خاصة أدب وأدباء الرابطة القلمية ، من شعر ونثر وقصص وكان الكتاب والشعراء جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وايليا أبو ماضي وغيرهم قد شكلوا في داخلي مساحات من النور والقيمة والفضيلة والرقة والجمال الإنساني ، حيث كانت كلماتهم تخترق دمي و عظامي وتفتت ما يتبقى من الانانية وحب الذات وتقوم بصهري في نار الإنسانية . ولكن بعد سنوات حين بدأت تأخذنا زلازل السياسة ورياح القهر الاجتماعي وصواعق القادة والزعماء الذين يمتلكون الخطابات النارية ويعبثون بالسلاح كأنه من العاب الكراهية والسيطرة النفوذ  ، أصبحت أشعر أن كلمات وعبارات هؤلاء الكُتاب والأدباء والشعراء وغيرهم  مثل العصافير الخشبية في الساعات التي كانت تفتح فيخرج العصفور ويقول ” كوكو” دون إحساس ومشاعر . بعيداً عن العالم الذي يتوارث القسوة   والياباني الذي فرح واحتفل لأنه تحول إلى كلب ، قريباً منا هنا مجتمعنا الذي يرقص يومياً على ازيز الرصاص وينصب المشانق لمجتمع يطوي جسده في حقائب الاحتلال والخوف واللجوء والتشتت . لن أكتب عن الاقتتال  في مخيم ” عين الحلوة ” في لبنان ، ولن أكتب عن عارنا في الانقسام الفلسطيني الذي تحول إلى مأساة تضاف إلى مآسي  الشعب الفلسطيني وعلى قضيته التي أصبحت مثل قصة ” ابريق الزيت ”  ولا على الاتفاقيات والمفاوضات التي تدخل سنة بعد إلى أجواء الكرنفالات وقد احترفت الثرثرة واتقان الوعود التي سئم منها الشعب الفلسطيني . ولكن سأكتب عن أزقة قرانا ومدنا الفلسطينية عام 1948 التي سُلبت أراضيها والآن تُسلب أروح أولادها ، اليوم وأمام ” كورس” الوزراء والمسؤولين والقادة في الحكومة الإسرائيلية يعلنون أنهم لا يستطيعون السيطرة والقبض على رجال الاجرام الذين يطلقون الرصاص علناً دون خوف حتى وصل عدد القتلى الى 136- حتى هذه اللحظة –  قتيل منذ بداية العام 2023 ، و أصبح المواطن الفلسطيني  يعيش بين الرصاصة والرصاصة، لا يعرف من أي جهة تأتي وفي أي ساعة وفي أي مكان  . من يصدق أن الحكومة  الإسرائيلية لا تعرف من يطلق الرصاص، يرفع اصبعه … !! كلنا نعرف أن الحكومة  تعرف دبة النملة في المجتمع العربي،  وتعرف كل الزوايا والخبايا ، ولكن بما أن شعبنا مرصود للمذابح فلماذا لا تشجع وتطلق أصابع من يريد أن يصبح فارساً وقائداً  في مجموعة تنشر الرعب والخوف وتوقف مسيرة الحياة . لم نكن ندري أن جرحنا نحن البقية الباقية في الوطن 48 سيخط بأصابع ملعونة وأننا سنتحول من قضايا الصراع حول وجودنا وتشبثنا بالأرض والحفاظ على مقدساتنا وعلى جذورنا ورفضنا لسلب أرضنا ورفع شأن أولادنا والتحدي بالعلم والعمل رافضين مقولة ” بن غوريون ” سيكون العرب حطابين وسقاة ماء ، تقلص شعارنا إلى ” بدنا نعيش ” هل اختصرنا الشهداء والأسرى في السجون و500 قرية اختفت عن وجه الأرض وتحول سكانها إلى لاجئين في العالم وفي الداخل الفلسطيني إلى مقولة يتيمة ، بائسة ” بدنا نعيش ” ، لا نريد أن يسيطر الرصاص الأعمى على حياتنا وأصبح ” العيش ” هدفنا .. لا يهم كيف ..؟؟!!  المهم أن نبقى نتنفس الهواء . ذلك الياباني الذي أصر أن يتحول إلى ” كلب ” لو جاء الى مجتمعنا ورأى الدماء والاحزان واليتم اليومي لأصر أن يتحول إلى قط يخرمش ويضع أظافره في عيون رئيس الوزراء والوزراء ، هؤلاء الذين يرددون لا نستطيع معرفة عصابات الاجرام في الوسط العربي، سيقول لهم القط ”  يكفي كذباً وخداعاً ” . بصراحة وجدت أن الياباني أشجع و أصدق واحد على الكرة الأرضية .. اختصر الطريق واعترف بأنه ” كلب ” ولكن نحن غداً ماذا سنكون في ظل هذه الحكومات والأنظمة السياسية . فلسطين

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: یتحول إلى إلى کلب

إقرأ أيضاً:

العدل .. مناقشة الرؤية المستقبلية لما بعد الحرب

انعقد الاجتماع الاول لمجلس وزير العدل للعام 2025 بقاعة وزارة العدل بمجمع الوزارات ببورتسودان برئاسة وكيل وزارة العدل مولانا هويدا علي عوض الكريم وزير العدل المكلف بحضور جميع اعضاء المجلس حضوريا واسفيرياً . وذلك الاثنين.في البدء رحبت مولانا هويدا بكل اعضاء المجلس وقالت ان انعقاد هذا الاجتماع يجئ بهدف التشاور مع الادارات المتخصصة حول رؤية وزارة العدل في المرحلة القادمة وفقاً للتطورات التي تشهدها البلاد.واكدت مولانا هويدا أن وزارة العدل هي مستشار الدولة وأن استقرار السودان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بسيادة حكم القانون وبسط هيبة الدولة وهنا يكمن في دورها في الاطار القانوني والدستوري وضبط الاداء القانوني في الدولة .ناقش الاجتماع عددا من التقارير المهمة ابرزها رؤية وزارة العدل الاستراتيجية التي قدمتها رئيس ادارة التخطيط والتطوير الاستراتيحي وأبانت أن رؤية وزارة العدل التي تتمثل في سلطة عدلية مستقلة لضمان استقرار السودان ببسط سيادة حكم القانون وتحقيق العدالة كما اشارت الي اهمية الولاية علي الاعمال القانونية لضمان النزاهة والشفافية والحكم الرشيد .كما قدم المحامي العام لجمهورية السودان تقرير عن الدعاوي الدولية والاقليمية والرؤية المستقبلية حول التقاضي الدولي والأقليمي.و قدم رئيس ادارة التشريع تقرير عن موقف عن مشروع الطبعة المراجعة العاشرة للقوانين مشيرا الي أن القوانين التي تم تعديلها وتلك التي ألغيت والتي عدلت والتي صدرت جديدة بعد الطبعة المراجعة التاسعة بلغت عدد 270 قانون من جملة 363 وبهذا نجد عدد القوانين السارية في السودان 363 قانونا وبعد الانتهاء من طباعة المجلدات ستكون هنالك نسخة الكترونية توضع في قرص مدمج ومحمي لتسهل الوصول الي المعلومة المطلوبة وستكون هنالك ترجمة لقوانيين الطبعة العاشرة .كما قدم رئيس ادارة حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني مقرر الالية الوطنية تقرير عن المشاركة في الدورة (59) لمجلس حقوق الانسان بجنيف وقال انه تم تقديم عدد (6) بيانات وجدت الاشادة و التعاون من بعثة السودان بجنيف ” كما أكد علي ضرورة التنسيق بين الالية الوطنية لحقوق الانسان و الجهات المعنية بمجلس حقوق الانسان .وفي ختام الاجتماع أشاد المجلس بالتقارير المقدمة من رؤساء الادارات المتخصصة والادارات القانونية بالولايات المتاثرة بالحرب والولايات المستضيفة التي بذلت جهدا مقدرا في الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • خلال توزيع مساعدات غزة.. جدل بشأن "الرصاص الحي"
  • الداخلية تضبط المتهم باطلاق رصاص فى حفل زفاف
  • خلال توزيع مساعدات غزة.. جدل بشأن "الرصاص الحي"
  • عاجل| مراسلة الجزيرة: البرلمان البريطاني يحظر حركة بالستاين أكشن المؤيدة للحق الفلسطيني
  • بحوزتهما هيروين.. ضبط شخصين لإطلاقهما رصاص فى القليوبية
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • فتح باب التقدم لبرامج التعاون العلمي المصري الياباني في مجالات البحث والابتكار
  • العدل .. مناقشة الرؤية المستقبلية لما بعد الحرب
  • منصور بن زايد يعيد تشكيل مجلس إدارة شركة الجزيرة لكرة القدم
  • حالة الطقس اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025