رأي اليوم:
2025-05-09@11:02:38 GMT

شوقية عروق منصور: الجزيرة والكلب وبينهما رصاص

تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT

شوقية عروق منصور: الجزيرة والكلب وبينهما رصاص

شوقية عروق منصور سأل شاعرنا محمود درويش ” ماذا تُسمى الجزيرة إذا جف البحر؟ ” بصراحة لم أجد الجواب، فالجزيرة ستبقى جزيرة مهما جفت المياه، ولكن عندما رأيت ذلك الياباني الذي أنفق 2 مليون دولار لكي يتحول إلى كلب ويعتبر تحوله إلى كلب هو تحقيق حلم كان يراوده منذ زمن، والآن تحقق حلمه وأصبح يخرج إلى الحدائق والطرقات بحرية حيث يقوم الجميع  بالطبطبة عليه ولمس شعره والتحديق بأطرافه ومشيته – قلت الجنون فنون –  .

  ولا نعرف السر وراء إصرار هذا الشاب الياباني الذي تخلى عن كونه الانسان القوي الخارق الذي احتل الأرض والسماء ويفرض نفوذه على الضعفاء ويحاول الهيمنة على كل شيء في هذا الوجود ، لكي يتحول إلى كلب ولكن الذي نعرفه يجوز أنه قد سئم حياة الانسان وأراد أن يعيش حياة الكلاب، فحياة الكلاب أفضل في هذا الزمن . وإذا أرادنا أن ننظر إلى العالم من فوق ،  ونتأمل ما يجري عليه  من أحداث دامية واقتتال وحروب وخراب ودمار ومعاناة وشقاء الانسان قد نغفر لهذا للشاب الياباني هروبه من جنة الانسان  ونقول أنه على حق، لأن الكرة الأرضية  دخلت إلى مستشفى الامراض العقلية ولم يعد العلاج بأقراص الإنسانية والدينية ينفع الأرواح التي أصبحت تائهة في وديان ومستنقعات وصحاري المصالح والمناصب والجشع المادي والقوى التي تريد السيطرة وسرقة ما تبقى من إنسانية الانسان . قديماً كنت معجبة  بأدب المهجر خاصة أدب وأدباء الرابطة القلمية ، من شعر ونثر وقصص وكان الكتاب والشعراء جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وايليا أبو ماضي وغيرهم قد شكلوا في داخلي مساحات من النور والقيمة والفضيلة والرقة والجمال الإنساني ، حيث كانت كلماتهم تخترق دمي و عظامي وتفتت ما يتبقى من الانانية وحب الذات وتقوم بصهري في نار الإنسانية . ولكن بعد سنوات حين بدأت تأخذنا زلازل السياسة ورياح القهر الاجتماعي وصواعق القادة والزعماء الذين يمتلكون الخطابات النارية ويعبثون بالسلاح كأنه من العاب الكراهية والسيطرة النفوذ  ، أصبحت أشعر أن كلمات وعبارات هؤلاء الكُتاب والأدباء والشعراء وغيرهم  مثل العصافير الخشبية في الساعات التي كانت تفتح فيخرج العصفور ويقول ” كوكو” دون إحساس ومشاعر . بعيداً عن العالم الذي يتوارث القسوة   والياباني الذي فرح واحتفل لأنه تحول إلى كلب ، قريباً منا هنا مجتمعنا الذي يرقص يومياً على ازيز الرصاص وينصب المشانق لمجتمع يطوي جسده في حقائب الاحتلال والخوف واللجوء والتشتت . لن أكتب عن الاقتتال  في مخيم ” عين الحلوة ” في لبنان ، ولن أكتب عن عارنا في الانقسام الفلسطيني الذي تحول إلى مأساة تضاف إلى مآسي  الشعب الفلسطيني وعلى قضيته التي أصبحت مثل قصة ” ابريق الزيت ”  ولا على الاتفاقيات والمفاوضات التي تدخل سنة بعد إلى أجواء الكرنفالات وقد احترفت الثرثرة واتقان الوعود التي سئم منها الشعب الفلسطيني . ولكن سأكتب عن أزقة قرانا ومدنا الفلسطينية عام 1948 التي سُلبت أراضيها والآن تُسلب أروح أولادها ، اليوم وأمام ” كورس” الوزراء والمسؤولين والقادة في الحكومة الإسرائيلية يعلنون أنهم لا يستطيعون السيطرة والقبض على رجال الاجرام الذين يطلقون الرصاص علناً دون خوف حتى وصل عدد القتلى الى 136- حتى هذه اللحظة –  قتيل منذ بداية العام 2023 ، و أصبح المواطن الفلسطيني  يعيش بين الرصاصة والرصاصة، لا يعرف من أي جهة تأتي وفي أي ساعة وفي أي مكان  . من يصدق أن الحكومة  الإسرائيلية لا تعرف من يطلق الرصاص، يرفع اصبعه … !! كلنا نعرف أن الحكومة  تعرف دبة النملة في المجتمع العربي،  وتعرف كل الزوايا والخبايا ، ولكن بما أن شعبنا مرصود للمذابح فلماذا لا تشجع وتطلق أصابع من يريد أن يصبح فارساً وقائداً  في مجموعة تنشر الرعب والخوف وتوقف مسيرة الحياة . لم نكن ندري أن جرحنا نحن البقية الباقية في الوطن 48 سيخط بأصابع ملعونة وأننا سنتحول من قضايا الصراع حول وجودنا وتشبثنا بالأرض والحفاظ على مقدساتنا وعلى جذورنا ورفضنا لسلب أرضنا ورفع شأن أولادنا والتحدي بالعلم والعمل رافضين مقولة ” بن غوريون ” سيكون العرب حطابين وسقاة ماء ، تقلص شعارنا إلى ” بدنا نعيش ” هل اختصرنا الشهداء والأسرى في السجون و500 قرية اختفت عن وجه الأرض وتحول سكانها إلى لاجئين في العالم وفي الداخل الفلسطيني إلى مقولة يتيمة ، بائسة ” بدنا نعيش ” ، لا نريد أن يسيطر الرصاص الأعمى على حياتنا وأصبح ” العيش ” هدفنا .. لا يهم كيف ..؟؟!!  المهم أن نبقى نتنفس الهواء . ذلك الياباني الذي أصر أن يتحول إلى ” كلب ” لو جاء الى مجتمعنا ورأى الدماء والاحزان واليتم اليومي لأصر أن يتحول إلى قط يخرمش ويضع أظافره في عيون رئيس الوزراء والوزراء ، هؤلاء الذين يرددون لا نستطيع معرفة عصابات الاجرام في الوسط العربي، سيقول لهم القط ”  يكفي كذباً وخداعاً ” . بصراحة وجدت أن الياباني أشجع و أصدق واحد على الكرة الأرضية .. اختصر الطريق واعترف بأنه ” كلب ” ولكن نحن غداً ماذا سنكون في ظل هذه الحكومات والأنظمة السياسية . فلسطين

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: یتحول إلى إلى کلب

إقرأ أيضاً:

الرعب يعود إلى ألكاتراز.. هل تتحول الجزيرة من متحف إلى سجن قريبا؟

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه إعادة فتح سجن "ألكاتراز" الشهير، الذي تحوّل منذ أكثر من 6 عقود إلى متحف سياحي ومعلم تاريخي بارز في خليج سان فرانسيسكو، ليعود إلى وظيفته الأصلية كمركز لاحتجاز "أشد المجرمين عنفا وخطورة في أميركا"، على حد وصفه.

وكان السجن الفدرالي الواقع على جزيرة نائية في خليج سان فرانسيسكو، قد أُغلق في عام 1963 بعد 29 عاما من استخدامه لعزل المجرمين الذين يُصنفون من بين "الأخطر"، ومنذ ذلك الحين، تحول إلى مقصد سياحي يجتذب أكثر من مليون زائر سنويا.

وعبر منصته الخاصة "تروث سوشيال"، كتب ترامب أن النسخة الجديدة من "ألكاتراز" ستكون موسّعة وستعيد للولايات المتحدة قدرتها على عزل المجرمين المتسلسلين الذين، حسب تعبيره، "ينشرون الرعب والدماء في الشوارع". وأضاف أن أميركا في الماضي لم تتردد في حماية مواطنيها عبر عزل هؤلاء الأفراد الخطرين، وأنه لا مكان بعد الآن للتسامح مع من ينشرون العنف والفوضى في المجتمع.

كان سجن "ألكاتراز" يحتوي على زنازين ضيقة لا تتعدى مساحتها 1.5 × 2.7 متر ولم يتجاوز عدد نزلائه 300 سجين (غيتي إيميجز) ماضٍ مُكلف.. وحاضر سياحي

ولم يُغلق سجن "ألكاتراز" في ستينيات القرن الماضي، بسبب قسوته فقط، بل أيضا لتكلفته الباهظة. فحسب بيانات "مكتب السجون الفدرالية"، فإن تشغيل السجن كان يكلّف 3 أضعاف السجون الأخرى، إذ بلغت التكلفة اليومية لكل سجين نحو 10 دولارات، مقابل 3 دولارات في مؤسسات أخرى مثل سجن "أتلانتا" الفدرالي. كما أن الجزيرة كانت تعتمد كليا على نقل المواد الغذائية والمياه عن طريق القوارب، مما ضاعف أعباء التشغيل.

أضف إلى ذلك أن مباني السجن بدأت في التآكل بفعل الرطوبة البحرية، وتدهورت ظروف العيش داخله، مما دفع وزير العدل آنذاك، روبرت كينيدي، إلى إصدار قرار الإغلاق، ثم تحولت الجزيرة إلى معلم تاريخي عام 1972.

ورغم إعلان ترامب، لم تحدد الجهات المعنية بعد موعدا رسميا لإعادة تأهيل السجن أو استخدامه، كما لم تقم "هيئة المتنزهات الوطنية" بأي تغييرات على جدول الزيارات أو على نشاط المتحف القائم على الجزيرة. وتشير التقديرات إلى أن المشروع سيتطلب أعمال ترميم شاملة، نظرا لتدهور البنية التحتية للمباني القديمة.

إعلان

في هذا السياق، قالت الأستاذة الجامعية في علم الاجتماع بجامعة هاواي، آشلي روبن، إن إعادة تشغيل "ألكاتراز" لن تتم قبل سنوات، ومن المحتمل أن يتجاوز الجدول الزمني مدة ولاية ترامب الرئاسية إذا أعيد انتخابه. كما أكدت أن الهدف من هذه الخطوة أقرب إلى الرمزية السياسية منه إلى التطبيق الفعلي، خاصة أن قدرة السجن الاستيعابية لم تتجاوز 336 نزيلا في أفضل حالاته.

أُغلق سجن "ألكاتراز" في عام 1963 بعد 29 عاما من استخدامه لعزل المجرمين الذين يُصنفون من بين "الأخطر" (غيتي) سجن "ألكاتراز": بين الأسطورة والواقع

وعلى مدى 29 عاما، عُرف سجن "ألكاتراز" بأنه المكان الذي يُرسل إليه أخطر المجرمين وأكثرهم تمردا على الأنظمة الإصلاحية الأخرى. ومن أبرز من نزلوا فيه: آل كابوني، وجورج كيلي "رشاش"، وألفين كاربيس "المرعب"، وروبرت ستراود المعروف بلقب "رجل الطيور". هؤلاء لم يكونوا مجرد أسماء مشهورة، بل كانوا رموز لعصر الإجرام في أميركا.

كان السجن يحتوي على زنازين ضيقة لا تتعدى مساحتها 1.5 × 2.7 متر، ولم يتجاوز عدد نزلائه في أي وقت 300 سجين. وكان الحراس يعيشون مع عائلاتهم على الجزيرة المعزولة، التي شكلت بيئة صعبة ومعزولة للأطفال والأسر.

ورغم تأمينه المشدد، شهد السجن 14 محاولة هروب فاشلة شارك فيها 36 سجينا، انتهى أغلبهم إما بالقبض عليهم أو موتهم أثناء المحاولة. لكن ما يضفي على السجن هالته الأسطورية هو العملية التي نُفذت عام 1962، حين نجح 3 سجناء في حفر جدار الزنزانة بملاعق بدائية، وصنعوا طوقا من معاطف مطاطية، وهربوا عبر مياه الخليج. لم يُعثر عليهم بعدها، ولا تزال قصتهم غامضة حتى اليوم، رغم ترجيح السلطات أنهم غرقوا.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن عزمه إعادة فتح سجن "ألكاتراز" الذي تحوّل منذ أكثر من 6 عقود إلى متحف سياحي (بيكسابي) أي مستقبل ينتظر الجزيرة؟

أصبحت جزيرة "ألكاتراز" رمزا ثقافيا حاضرا في المخيلة الأميركية، خاصة من خلال أفلام مثل "طائر ألكاتراز" (Birdman of Alcatraz)، و"الهروب من ألكاتراز" (Escape from Alcatraz)، و"جريمة قتل من الدرجة الأولى" (Murder in the First)، و"الصخرة" (The Rock) التي جسدت قصصا مستوحاة من السجن الشهير. وتحولت الجزيرة لاحقا إلى محمية طبيعية لطيور البحر، التي تملأ المكان بحرية بعدما كان رمزا للقيد.

إعلان

وقد أطلق البحارة الإسبان على الجزيرة اسم "لا إيسلا دي لوس ألكاتراس"، أي "جزيرة البجع"، تيمنا بالطيور التي كانت تملأ سماءها ومياهها.

اليوم، تعود الجزيرة إلى الواجهة، ليس من باب السياحة هذه المرة، بل كرمز جديد لسياسة "الصرامة" التي يتبناها ترامب، والتي تسعى إلى إعادة الاعتبار لفكرة العزل العقابي عبر سجن يحمله التاريخ والرمزية، في وقت يتصاعد فيه الجدل حول العدالة الجنائية في الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • الصفدي يلتقي كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني
  •  إصابات برصاص العدو الصهيوني خلال اقتحام البلدة القديمة بنابلس
  • ولي العهد يلتقي برئيس الوزراء الياباني في طوكيو
  • الرصاص يشيد بتفاعل واهتمام الطلاب بالدورات الصيفية بمدينة البيضاء
  • كيف يمكن زيادة الوزن بسرعة ولكن بشكل صحي؟
  • السفير الياباني:زيارة ولي العهد لليابان محطة مهمة بتاريخ العلاقات بين البلدين
  • وزيرة التعليم اليابانية تشيد بتطبيق النموذج الياباني بالمدارس المصرية
  • الجزيرة السورية.. من تراجع الزراعة إلى خطر الأمن الغذائي
  • الرعب يعود إلى ألكاتراز.. هل تتحول الجزيرة من متحف إلى سجن قريبا؟
  • كاشيما أنتلرز يعزز صدارته للدوري الياباني بفوز صعب على أفيسبا فوكوكا