البوابة نيوز:
2025-05-08@18:54:17 GMT

الإنسان طيب وشرير

تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 إن الإنسان الطيب لم يكن ولن يكون غبيًا، إذ أن الطيبة ليست من فصيلة الغباء ولا من عائلته. يحتفظ كلاهما بأصول مختلفة.

 إن كون قابيل وهابيل توأمان أورث البشرية جدلًا واسعًا لم ينتهِ حول الأصل في الإنسان: هل هو الطيبة أم الشر؟. إذ أنك حين تقول بأن الأطفال يولدون أبرياء تجد أبحاثًا تثبت أن هناك ما يمكن تسميته بالممارسة الفطرية للشر، وهي ممارسة لأفعال اتفق على أنها شر بين البشر يقوم بها بعض الأطفال دون أن يخبرهم بها أحد.

فكيف تكون أمورًا مكتسبة وهم يقومون بها عن ظهر العلم بها أو الدافع المتعارف عليه لها؟!

    نحن هنا لسنا في معرض مناقشة هل أنت طيب أم شرير. إذ أن الحقيقة المرة تخبرك أن بعض البشر يحبون الشر ويرونه حقًا، ومن ذلك قول أعرابي الكوفة عنهم: 

وأنت إذا همّت يمينُك مرةً

لتفعل خيرًا قاتلتها شمالكَ

 كما تعد الحروب نموذجًا هامًا يشرح لك ذلك بشكل عملي. هؤلاء الذين يقتلون يرون أن هذا القتل قوة ولا يأبهون بأنهم أشرار كثيرًا، ببساطة لأن الضمير يتحرك بشكل نسبي من إنسان لآخر رغم أن كل البشر لآدم. لكن هنا  يمكن القول أن الطيبة ليس عيبًا إذ أحسنت توجيهها. 

    ربما كان فيودور دوستويفسكي أحد أركان هذا التوجيه حين قال: "أما أنا ففي رأيي أن الإنسان الطيب الخيّر هو في ذاته مبدأ من المبادئ، ولا يهمني أي شيء آخر" فالطيبة في حد ذاتها لو رأيتها كمبدأ فإنك ستعمل على توجيهها وضبط عملها كأساس لتصرفاتها مثلها كمثل الصدق أو الأمانة، لتصبح محركًا قويًا لكل تصرفاتك المختلفة. وقد يقول لك البعض: "أليس للأغبياء مبدأ أيضًا؟!" في محاولة لإلحاق الغباء بالطيبة، حينها عليك أن تقول: "أليس هنا أغبياء أشرار أيضًا؟!".

   وقد يدعي البعض أن الطيبة حسن تربية، وهو أمر يمكن أخذه بعين الاعتبار حين تعرف أن جزءًا كبيرًا من التربية يعتمد على توعية من يخضع لها بما لديه من قدرات. فهو قادر هلى مواجهة أمور كثيرة وهو طيب، رغم أنه قد يظن أنه غير قادر. أنت تخبره وتعلمه وتمرنه على ذلك كثيرًا، ثم تتركه يمارس حياته، فإن كان مستجيبًا اكتسبت ممارسًا. لكن البعض لا يستجيب ويصدق فيهم قول الشاعر:

من يصنع المعروف مع من ليس يعرفهُ

كواقدٍ للشمع في بيت عميانِ

   إذن يبدو من كل ذلك أن فكرة الإنسان الطيب المطلق أو الشرير المطلق أسطورة، فالإنسان أيًا ما كان لوحة شطرنج غير متساوية في عدد مربعاتها الأحادية اللون، وكل حسب براعته في الممارسة. لذا أميل لاعتبار المبادئ هي حاجز الحماية. وأنا في هذا مع الفريق الذي يحب أن ينظر للضمير كعضلة إذا توقفت عن الحركة ضمر بعض منها. عليك أن تخاطب ضميرك وتحركه باستمرار حتى لو كنت في عزلة عما تراه مستحقًا لذلك. هي عضلة معنوية تحتاج لضخ الحياة فيها باستمرار لأنها بيت مبادئك. لا شيء ولا أحد يمكنه أن يدلك على الخير أو الشر، فالأمر ببساطة يرجع لما تراه وما تريد أن تراه من حصيلة الحياة لديك وقناعاتك الشخصية، لكن المحك لدى الجميع في الأمر هو أنك يجب ألا تؤذي أحدًا أو تعتدي على مساحاته الشخصية في الحياة مهما كان نُبل هدفك من ذلك. فأنت أنت وهو هو، ولن يتغير هذا الأمر أبدًا. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الغباء الطيبة

إقرأ أيضاً:

صنعاء تكشف موعد استئناف الرحلات عبر مطار صنعاء

وأوضح السياني، في مؤتمر صحفي عقد اليوم في مطار صنعاء، بحضور مسؤولي وزارات النقل والأشغال العامة، والعدل وحقوق الإنسان، والصحة والبيئة، أن فرق الطوارئ باشرت عقب غارات العدوان على المطار عمليات الإطفاء والتقييم الفني، فيما بدأت لجنة فنية الاستعداد لإعادة تأهيل المطار لتسيير أولى الرحلات الإنسانية في أقرب فرصة.

وأشار إلى أن العمل جارٍ على إعادة الجاهزية التشغيلية والفنية والمهنية للمطار، بهدف تسهيل عودة العالقين والمرضى اليمنيين في الخارج.. مبينا أن القصف الجوي أدى إلى تدمير صالات المسافرين، ومرافق المطار، ومدارجه، ومنظوماته الفنية والتشغيلية.

وأفاد نائب الوزير بأن الهجوم استهدف بشكل مباشر عدة طائرات مدنية، منها طائرتان من طراز إيرباص A320 وأخرى من طراز A330، كانت تعمل في نقل المسافرين، بالإضافة إلى طائرات أخرى كانت خارج الخدمة بسبب الحصار، من بينها طائرة شحن جوي وطائرة بوينغ 727.

من جانبه، أكد القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية خليل جحاف، أن الغارات مثلت استهدافا مباشرا للبنية الجوية المدنية.. مشيراً إلى أن الأضرار التي لحقت بالشركة، وفق التقديرات الأولية، تجاوزت نصف مليار دولار، نتيجة تدمير الطائرات والمنشآت التابعة للشركة من هناجر ومعدات وورش صيانة وخدمات أرضية.

ولفت إلى أن الخطوط الجوية اليمنية ستستأنف خدماتها الملاحية والإنسانية قريبًا، وأن الفرق الفنية تعمل حالياً على إعادة جاهزية المطار.

بدوره، اعتبر مسؤول قطاع حقوق الإنسان بوزارة العدل وحقوق الإنسان علي تيسير ، أن العدوان الأمريكي الإسرائيلي البريطاني لم يحقق أي أهداف عسكرية تبرر استهدافه المباشر للأعيان المدنية.

وبين أن الغارات التي استهدفت مطار صنعاء، ومينائي الحديدة ورأس عيسى، ومحطتي كهرباء حزيز وذهبان، ومصنعي إسمنت عمران وباجل، أسفرت عن استشهاد 7 مدنيين وإصابة 93 آخرين، بالإضافة إلى فقدان نحو 20 مدنياً لا يزالون تحت الأنقاض.

واعتبر هذه الهجمات خرقاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية شيكاغو للطيران المدني، واتفاقيات جنيف.. داعياً إلى موقف دولي حازم تجاه استهداف المنشآت الحيوية والمدنية.

بدوره وصف المتحدث باسم وزارة الصحة والبيئة أنيس الأصبحي، الغارات على المطار والأعيان المدنية بأنها "جرائم حرب مكتملة الأركان".. مؤكداً أن استهداف المنشآت الخدمية، لاسيما المنافذ الجوية والبحرية، يفاقم الأزمة الصحية ويزيد من معاناة المرضى والجرحى، خصوصاً من يعتمدون على مطار صنعاء كمنفذ وحيد للعلاج في الخارج عبر الوجهة الوحيدة "الأردن".

وأشار إلى أن المستشفيات استقبلت خلال الساعات الـ24 الماضية 94 جريحاً، في حصيلة غير نهائية.. محمّلاً دول العدوان المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم وما يترتب عليها من آثار إنسانية.

وفي ختام المؤتمر الصحفي، أصدرت وزارات العدل وحقوق الإنسان، والنقل والأشغال العامة، والصحة والبيئة بيانًا مشتركًا أدانت فيه بأشد العبارات العدوان "الصهيو أمريكي" المتعمد على البنية التحتية الحيوية للجمهورية اليمنية.. مشيرة إلى أن الهجمات استهدفت مرافق حيوية على رأسها مطار صنعاء الدولي، ومحطات الكهرباء، ومصانع الإسمنت، وموانئ البحر الأحمر.

وأكد البيان أن هذه الهجمات التي طالت مطار صنعاء الدولي، أدت إلى تدمير مبانيه وصالاته ومدرجه الرئيسي وبرج المراقبة ومنظومات الكهرباء والرادارات وأجهزة الملاحة الجوية، ما أدى إلى توقف الرحلات المدنية والإنسانية، خاصة إلى الأردن، وتوقف حركة سفر المرضى والطلاب والمغتربين.

وذكر أنه وبحسب إحصائيات سابقة فقد توفي أكثر من 120 ألف مريض بسبب منعهم من السفر لتلقي العلاج خارج البلاد. كما أدان البيان استهداف ميناء الحديدة الاستراتيجي وميناء رأس عيسى النفطي، ومحطات الكهرباء المركزية في العاصمة، ومصنعي إسمنت عمران وباجل، والذي أدى إلى استشهاد سبعة مدنيين وإصابة 93 آخرين في حصيلة غير نهائية.

واعتبر هذه الهجمات خرقاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني، وخصوصًا المادة 54 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، والمادة 8 مكرر من نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية، والتي تجرّم استهداف المنشآت الضرورية لبقاء المدنيين.

وحملت الوزارات في بيانها الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم.. داعية أحرار العالم إلى التحرك لوقف العدوان على الشعبين اليمني والفلسطيني، كما طالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان بتحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية تجاه ما يتعرض له المدنيون من انتهاكات صارخة.

مقالات مشابهة

  • هل يمكن للعالم الرقمي أن يُطيل أعمارنا؟
  • صنعاء تكشف موعد استئناف الرحلات عبر مطار صنعاء
  • البلاستيك.. خطر صامت يهدد صحة الإنسان
  • السيد شهاب يستعرض العلاقات الطيبة مع اليابان
  • السيد شهاب يستعرض مع سفير اليابان العلاقات الطيبة
  • هل الموسيقى رؤية بالقلب وسماع بالعين ؟
  • أزمة منتصف العمر
  • فرنسا تخطط لحظر ارتداء الحجاب داخل الجامعات
  • ما أقدسَ .. أم ما أرخص .. التُراب
  • الهُوَ والأنا .. حكاية الوادي الأعلى