الأمم المتحدة تعتزم إدراج إسرائيل في قائمة العار
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أبلغ مسؤولين إسرائيليين بأن المنظمة تعتزم تصنيف إسرائيل ضمن القائمة السوداء للدول التي تقتل الأطفال، وإدراجها ضمن ما يعرف بـ"قائمة العار".
نية غوتيريس استنفرت جهودا إسرائيلية لمنع إدراجها على القائمة السوداء التي تضم الأطراف المتورطة في نزاعات ترتكب فيها انتهاكات جسيمة في حق الأطفال.
وإذا رأى القرار الأممي النور رسميا، فإنه يصبح ساري المفعول لمدة 4 سنوات، وهو ما يُثير قلقا كبيرا لدى تل أبيب، بالنظر لتداعياته العملية، وعلى رأسها إضرار مرجح بإمدادات الأسلحة إلى إسرائيل.
كماأن الخطوة تأتي في سياق سلسلة من القرارات الدولية ضد إسرائيل.
تل أبيب تبذل جهودا لمنع صدور القرار
القناة 13 الإسرائيلية، نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن تل أبيب تبذل جهودا لمنع صدور القرار، المرتقب هذا الأسبوع، لكن فرص نجاح تلك الجهود تبدو ضئيلة بحسب المسؤول الإسرائيلي.
التقديرات التي نتجت عن النقاشات في إطار مجلس الأمن القومي والجيش الإسرائيليين، تشير إلى أن الأمم المتحدة ستعلن فعلا أن الجيش الإسرائيلي هو منظمة تؤذي وتقتل الأطفال، لتوضع ضمن قائمة تشمل بشكل أساسي المتورطين في تجنيد الأطفال واستغلالهم جنسيا وقتلهم وتشويههم، والقيام بالهجمات على المدارس أو المستشفيات، وغير ذلك من الانتهاكات.
الأطفال بأخطر مكان في العالم
واعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أن قطاع غزة غدَا المكان الأخطر في العالم على حياة الأطفال، مشيرة إلى أن 90 بالمئة من أطفال غزة يفتقرون إلى الغذاء اللازم للنمو السليم.
وفق تقديرات الأمم المتحدة فإن نحو 15 ألف طفل قتلوا خلال الحرب، ونزح منهم قرابة 900 ألف آخرين لا يحصلون على ما يكفي من الماء والغذاء والدواء.
انهيار النظامين الغذائي والصحي
وأضافت اليونيسف "في قطاع غزة، أدت أشهر من الأعمال القتالية والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية إلى انهيار النظامين الغذائي والصحي مما أدى إلى عواقب كارثية على الأطفال وأسرهم".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة تعتزم إدراج إسرائيل قائمة العار الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تستهدف العائلات وتقتل الأطفال في غزة
في خضمّ الدمار والموت الذي لا ينتهى في غزة منذ أكتوبر 2023 م، تمسك الأمهات بأطفالهن، يتصفحن صورهم القديمة على هواتفهنّ. تلك الصور التي التُقطت قبل الحرب على غزة، حين كان الأمن والأمان، والضحكات غير مختلطة بالرعب.
الآن، أصبح موت الأطفال تذكيرًا يوميًا بأنَّ الحرب لا تقتل الأجساد فقط؛ بل تقتل الطفولة نفسها.
أطفال غزة أصبحوا أهدافا عسكرية تُقصف منازلهم فوق رؤوسهم وتباد عائلاتهم بصواريخ وقذائف محرّمة دوليا في واحدة من أبشع فصول الإبادة الجماعية في العصر الحديث.
يُمسك الطفل محمد ذو الخمسة أعوام، بثوب أمه بشدّة، يبكى بينما عيناه تتابعان المشهد المروّع أمامه: المصابون يصرخون، الدماء تتناثر على الأرض، والوجوه واجمة بالرعب. نار تشتعل ولا تتوقف، جثث محترقه يخرجها رجال الدفاع المدني تباعًا، تصرخ والدة محمد بحثًا عن زوجها، الذي يظهر فجأةً بين الزحام، رأسه ينزف وجسده يشتعل، يصمت الطفل فجأة، وكأنّ الصمت أصبح لغته الوحيدة بعد المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدرسة فهمى الجرجاوي التى تضم مئات النازحين من شمال قطاع غزة، أدى القصف الإسرائيلي بالقنابل الحارقة الى استشهاد اكثر من 30 شهيدًا معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ وجرح عدد كبير من النازحين.
منذ تلك المجزرة اصبح محمد يعاني من صعوبات كبيرة في التحدث دائم الصراخ ولا يستطيع النوم، ويحتاج إلى تدخل عاجل، قلق، تبول لاارادي، صراخ لا يتوقف.
لم تكن تلك سوى البداية، نقل والد محمد لتلقى العلاج داخل مجمع الشفاء الطبي غرب غزة، واضطرت الأسرة للنزوح مجددًا الي ساحة المستشفى، بعد ساعات قليلة بدأت الأحزمة النارية العنيفة تهز محيط المستشفى حيث كانت أسرة محمد تنزح، وقف الصغير عند نافذة المستشفى، وهو يصرخ: "صاروخ! راسي دم!"، مشيرًا بيديه المرتعشتين إلى السماء، نصحهم الأطباء بالابتعاد عن المستشفى؛ لكن أين يذهبون؟ الحرب في كل مكان، اصيب محمد وأصبح يتلقى العلاج علىّ السرير المقابل لوالده.
الطفل محمد ليس استثناءً. فوفقًا لمنظمة اليونيسيف، يعاني 85% من أطفال غزة من اضطرابات نفسية حادّة بسبب الحرب، أمّا منظمة "أنقذوا الطفولة" فأشارت أنّ الحروب المستمرة تتسبب في جملة من العواقب على الصحة العقلية والجسدية للأطفال كاضطرابات الاكتئاب وارتفاع مستويات التوتر التي تظهر على شاكلة آلام جسدية، وصعوبة في التنفس.
اسبوع دمودي مر على قطاع غزة بعد الاعلان عن بدء عملية عربات جدعون من قبل جيش الإحتلال الإسرائيلي، آلاف السكان هُجروا تحت نيران القصف الإسرائيلي المتواصل من شمال وشرق وجنوب قطاع غزة، في الوقت الذي خرجت فيه معظم المستشفيات عن الخدمة بسبب حصارها من قبل جيش الاحتلال.
من داخل قسم الطواريء في مجمع ناصر الطبي أشعلت قصة الطبية آلاء النجار، 38 عاما، طبيبة أطفال، مواقع التواصل الاجتماعي عندما وصل أطفالها التسعة شهداء "يحيى، راكان، رسلان، جبران، حواء، ريفال، سادن، لقمان، وسدرة"، بينما ما زال زوجها في العناية المركزة.
أثناء عملها داخل المستشفى بعد قصف منزلهم من قبل جيش الإحتلال الإسرائيلي في مدينة خانيونس.
منصات التواصل حملت آلاف التغريدات تعبير عن وجع الأم الطبيبة، بعض النشطاء والصحفيين استُحضرا تصريحات عضو الكنيست السابق، المجرم "موشيه فيغلين" الذي قال صراحة: "كل طفل رضيع في غزة هو عدو"، واعتُبرو هذا التصريح العلني دليلاً على النية المبيتة للإبادة.
لم تقف الدكتورة آلاء النجار امام اي وسيلة اعلام، لم تتحدث عما جرى، اكتفت بصمت غريب واصرت على الذهاب لعملها بعد فقد ابنائها لتقدم الخدمة للمحتاجين لتؤكد أن المرأة الفلسطينية صامدة، طبيبة، نبيلة تعالج جراح الآخرين، وتتحمل آلامها في صمت.
شهادات من قلب المجزرة
معظم التصريحات وردت عن الأهل، الأقارب، الجيران، الزملاء و رجال الدفاع المدني.
سحر النجار، شقيقة الدكتورة آلاء، تعمل صيدلانية في قطاع غزة، قالت وهى تبكى أن شقيقتها " تلقت نبأ مقتل أطفالها التسعة وهي تحاول إنقاذ حياة أطفال آخرين في مجمع ناصر الطبي حيث تعمل طبيبة أطفال، عندما سمعت نبأ قصف منزلها، أخذت تركض في الشارع باتجاه المنزل كي تتمكن من إلقاء نظرة وداع عليهم، لكننا لم نستطع تمييز الجثث. كلهم كانوا عبارة عن أشلاء كلهم متفحمون".
روت سحر اللحظات الأولى التي مرت بها الدكتورة آلاء بعد تلقى النبأ المفجع: "قلت لها من هول الصدمة: "الأولاد راحوا يا آلاء، فأجابتني بإيمان وتسليم: (هم أحياء عند ربهم يرزقون) ساد صمت غريب بعدها حديثها".
اما شقيق زوجها يوسف النجار الذي كان من اوائل من وصلوا الى مكان الحادثه فقال واصفًا المشهد عبر فيديو انتشر عبر وسائل الإعلام المختلفة: "وقفتْ ورايا تتحامي فيّ لما طَلّعوا ابنتها ريفان، طلبت من رجال الدفاع المدني أن يُروها إياها على أساس أنها حية، هي في الأصل طبيبة أطفال إحنا كنا مطلّعين أطفال متفحمين، هي شافت 4 متفحمين أمامها، زوجها وشقيقي وصّلها في الصباح ثم عاد للأطفال، وكان يوصّلها وياخدها من المستشفى لمكان النزوح".
وتابع حديثه قائلا: "لقيت شقيقي مصاب هو وابنه، ولم أجد باقي الأولاد، ثم وصلوا متفحمين".
وتابع الشقيق: "مش عارف أخويا ليش انقصف واندبح ولاده بالطريقة هذه؟! إلى الآن لا أعرف كيف تحملت الصدمة. العَشرة أكبر واحد فيهم 12 سنه، كانوا محروقين ومشوهين، لا يوجد وجه ولا يد".
ومضى قائلاً بحسرة:" لم نتمكن سوى من انتشال سبع جثث دفناهم جميعاً في قبرين، ولا يزال اثنان من الأطفال مفقودين، أتعهد بالبحث عنهما حتى أجدهما وأكرم مثواهما".
وفي سياق متصل، روت تيزيانا روجيو، الطبيبة الإيطالية المتطوعة بمستشفى "ناصر" الطبي بقطاع غزة، أن حالة الدكتورة آلاء "ليست الأولى التي يُكسر فيها قلب أحد العاملين بالمجال الطبي بمقتل أو جرح أحد الأقارب، الدكتورة آلاء كانت تعمل حين وصل أطفالها قتلى للمستشفى. هذا شيء لم نكن نتمنى أن يحدث".
وصرح غرايم غروم، الجراح البريطاني الذي يعمل في المستشفى بأنه أجرى عملية جراحية لابنها الناجي البالغ من العمر 12 عاماً. وأضاف غروم أنه أُبلغ بأن الأب، وهو طبيب أيضاً، "ليست له أي ارتباطات سياسية أو عسكرية، ولا يبدو أنه بارز على مواقع التواصل الاجتماعي".
في سياق متصل قال محمد صقر، رئيس قسم التمريض بمستشفى ناصر في خان يونس: "شاهدتِ الدكتورةُ آلاء النجار بأمّ عينيها جثث أطفالها السبعة المتفحمة تُنتشل من تحت الأنقاض، بينما لا يزال اثنان في عداد المفقودين، كل ذلك خلال قيامها بمناوبتها في مجمع ناصر الطبي ".
وتابع قائلا: "التفاصيل المروعة التي شاهدتها الدكتورة آلاء تُجسّد واحدة من أشد المآسي التي حلّت بطبيبة أطفال كرّست حياتها لإنقاذ الأطفال، لتُسلب أمومتها في لحظة صمتٍ مُطبقٍ ونارٍ عارمة".
وفي بيان صدر عن مكتب الإعلام الحكومي السبت الماضي يوضح تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة بعد مرور 600 على الإبادة الجماعية، صرح أن عدد الشهداء والمفقودين بلغ اكثر من 63,000 فيما بلغ عدد الشهداء الأطفال اكثر من 18,000، وصل منهم للمستشفيات 16,854، أما عدد الشهيدات من النساء فقد بلغ اكثر من 12,400 وصل منهم للمستشفيات 8,968 شهيدة، في حين بلغ عدد الأطفال الذين استشهدوا وكانت أعمارهم أقل من عام واحد 932 طفل بالاضافه إلى 356 طفلاً رضيعاً وُلِدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة الجماعية.
لقد أدى العدوان الإسرائيلي على غزة الي فقد أكثر من 39 ألفا و400 طفل أحد والديهم أو كليهما، من بينهم 17 ألف طفل حرموا كلا الوالدين، نتيجة قصف الاحتلال للمنازل فوق رؤوس ساكنيها.
ان ما يحدث في قطاع غزة من مجازر وجرائم اصبحت واضحه للعالم ادت الى ارتفاع المطالبات بمحاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب، في حين وُصف المتظاهرون في العديد من الدول الصمت الدولي بأنه شراكة غير مباشرة في المجزرة.