بعد سجنه 17 عاما.. بريطاني يحصل على البراءة في قضية اغتصاب شنيعة
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
اعتذرت شرطة مانشستر الكبرى، من الرجل البريطاني، أندرو مالكينسون، الذي قضى 17 عاما من حياته داخل السجن، لإدانته، بجريمة اغتصاب وقتل، لم يرتكبها، بعد أن اعتقلت الشرطة مرتكب الجريمة الحقيقي.
وأفادت عدد من التقارير الإعلامية، أن "مالكينسون، رغم أنه لم يكن هناك أي حمض نووي يربطه بالجريمة، إلا أنه اتهم بارتكابها لتصادف وجوده في المكان"، مشيرين إلى أنه "هذا الأسبوع وبعد ما يقرب من عقدين من اعتقاله، لأول مرة، أنقذه تطوّر العلم، بعد أن أحيلت قضية مالكينسون إلى محكمة الاستئناف من قبل لجنة استعادة القضايا الجنائية".
إلى ذلك، تؤكد التقارير، "تطابق عينة من الحمض النووي من ملابس الضحية مع رجل في قاعدة البيانات الوطنية، وتم اعتقال القاتل الحقيقي الذي اعترف بجريمته، فيما أطلق سراح أندرو الذي عيّن فريقًا من المحامين لمحاكمة السلطات في مانشستر، وتعويضه عن فترة سجنه وانتزاع حكم بالبراءة".
سنوات من الأمل
وعلى أمل مُغادرة زنزانته، كان مالكينسون، البالغ من العمر الآن 57 عاما، يعيش كل ليلة وهو يصارع ألمه، حيث قضى عقوبة السجن، لسنوات طوال، بتهمة اغتصاب امرأة تبلغ من العمر 33 عاما، تُركت لتموت على حافة طريق سريع، في سالفورد، خلال عام 2003.
وقال مالكينسون، في تصريحات صحفية، إنه "تم التعرف عليه بشكل إيجابي من قبل الضحية، كما زعم شخصان آخران أنهما شاهداه بالقرب من مكان الجريمة، التي وقعت على جسر الطريق السريع في سالفورد في الساعات الأولى من الصباح".
وأشار إلى أنه قد أمضى فترة سجنه "في حالة يقظة مفرطة، ضد الهجمات العنيفة"، مردفا أنه رغم ذلك كان يأمل دائما في ظهور شيء يثبت براءته.
ويسترسل مالكينسو، بالقول: "17 عاما و4 أشهر و16 يوما أمضيتها في السجن.. طوال ذلك الوقت الطويل، كان مرتكب الجريمة الحقيقي، والشخص الخطير الحقيقي حرا، والآن أنا خارج هذه المحكمة دون أي اعتذار، ولا أي تفسير، عاطل عن العمل، وبدون مأوى".
وبسبب فترة السجن الطويلة، عاش مالكينسو، في حالة من الخوف والأحلام المليئة بالكوابيس، فضلا عن نوبات الهلع التي تصيبه؛ وبعد الحكم ببراءته، خرج من السجن ليتوجّه للعيش داخل خيمة في إسبانيا، فيما بات يعيش حاليا داخل شقة مكونة من غرفة نوم واحدة، متواجدة في جنوب إنجلترا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية اسبانيا الحكم بالبراءة جنوب انجلترا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
القبة الزجاجية.. دراما نفسية تأسر المشاهد بتفاصيل الجريمة والاختطاف
من المرعب أن تظل حبيسا في داخل صندوق زجاجي، لا ترى من خلاله إلا انعكاس وجهك إذا اشتدت حلكة المكان، والمرعب أكثر أن تظل تشعر أنك ما زلت مطوقا في المكان المغلق ذاته رغم هربك منه منذ مايزيد عن 20 عام، ومع توهمك بمقدرتك على التجاوز إلا أنك تبقى أسيرا لوحشة عشتها طفلا، وكبرت معك حتى تمكنت منك.
هكذا يصور لنا المسلسل السويدي "القبة الزجاجية" قصة فتاة اختطفت في طفولتها، وكان الخاطف يحتجزها في صندوق زجاجي لم تتمكن فيه من رؤيته، ورغم هربها وعيشها برفقة والديها بالتبني، إلا أنها كانت تستعيد تلك الذكرى حتى كبرت، وأصبحت باحثة في علم الإجرام والشؤون المتعلقة بعمليات اختطاف الأطفال، سعيا منها ألا تقع أي حادثة مشابهة لطفل ويعيش ذات تجربتها المريرة، ومع عودة الباحثة "ليلى" إلى مسقط رأسها بعد وفاة والدتها بالتبني، يصادف أن تقتل إحدى صديقاتها، واختفاء ابنتها الوحيدة، مع الاشتباه أنها مختطفة.
تبدأ خيوط الحكاية بالتشابك كثيرا، لا سيما حين بدأت عمليات البحث عن الفتاة المفقودة "إليسيا"، والتي تتشارك "ليلى" ووالدها بالتبني المتقاعد من الشرطة في عملية البحث، وتنتقل أصابع الاتهام لمن يكون القاتل والمختطف، ومن هو المتسبب في عمليات إجرامية متتالية في قرية يعملها الهدوء، ولكن سير التحقيق في القضايا كان يعيد شيئا من الذكريات إلى "ليلى"، وكأن المختطف يعيد سيناريو اختطافها وهي طفلة، وهو فعلا ما حدث أخيرا، حين تقع في وكره مجددا، مع صدمة أشد وأقوى حين تكتشف من يكون المختطف الحقيقي.
المسلسل يمتلك قدرة فذة على التشويق والإثارة، ورغم أحداثه المتصاعدة بشكل ديناميكي، إلا أنه يثير الكثير من التساؤلات في ذهن المشاهد، ويفتح بابا للتفكير والتحليل كحال الأعمال المرتبطة بالجريمة، والتي من شأنها أن تجذب المشاهد ليكون جزءا من فريق التحقيق والتحري.
ويمتاز مسلسل "القبة الزجاجية" باعتماده على جذب العاطفة، وله مقدرة على ملامسة الجانب النفسي، لا سيما أن "ليلى" تمر بالعديد من النواحي النفسية المضطربة التي من شأنها أن تمثل عنصر جذب واهتمام من المشاهد، كما ان مسألة اكتشاف من يكون المختطف والقاتل تسبب حالة من الصدمة النفسية على بطلة العمل، وكذلك على المشاهد أيضا، وهو ما يجعلنا على يقين أن السيناريو مدروس بعناية ليكون ذو تأثير نفسي على المشاهد.
المسلسل الذي اختير له عنوان "القبة الزجاجية" يستطيع التعبير عن عدة تفاصيل، فانطلاقا من فكرة الاحتجاز في الصندوق المغلق الزجاجي، إلى الحاجز النفسي الذي بقى يطوق حياة "ليلى" حتى بعد تمكنها من إكمال حياتها الطبيعية إلا أن تبقى تعيش حالات العزلة والانفصال عن الواقع، وملاحقتها للذكريات في يقظتها ومنامها.
ومن الجماليات التي تتضح في العمل الدرامي، هو امتلاكه القدرة على صنع جمالية بصرية، في اختيار الجو العام، الموسيقى الهادئة والمتصاعدة أحيانا، والإضاءة الخافتة، والألوان الباردة، وهي عناصر في مجملها تستطيع أن تلامس نفسية المتلقي وإيصال فكرة العزلة والتوتر، وتصنع حيزا قريبا من الشخصيات من خلال صورة واضحة لأحساسيس التوتر والاضطراب والخوف.
كما يمتلك العمل القدرة على التمازج الدقيق بين الماضي والحاضر، وهو ما يسهم في إيصال الفكرة من العمل، ويساعد على جذب المشاهد لمشاهدة الحلقات تواليا، كما أن انكشاف الحقائق بكل بطء، وعدم إظهارها في آن واحد، مع التشتيت في بعض الحقائق التي اتضح لاحقا عدم صحتها، أدى إلى نوع من الغموض المحبب للمشاهد، والذي يعشيه في حالة من الترقب والتوتر.
المسلسل ليس مجرد عمل درامي عن جريمة بأسلوب تقليدي مكرر، بل هو شعور نفسي يلامس عاطفة المشاهد، ويبحث في كثير من الأفكار، ويناقش مجموعة من القضايا الاجتماعية والنفسية، اجتمعت فيه بعض عناصر القوة والجذب الجماهيري من فكرة وسرد متقن، وأداء تمثيلي قوي، ورؤية إخراجية مبتكرة.