تحذيرات من تسريح جماعي لموظفي طيران اليمنية و”الشركات المرتبطة بها” بعد نقل ما تبقى من إداراتها في صنعاء إلى عدن
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
الجديد برس:
أدان الاتحاد العام لنقابات عمّال اليمن بشدة قرار وزير النقل في الحكومة الموالية للتحالف السعودي الإماراتي بنقل ما تبقى من نشاط شركة الخطوط الجوية اليمنية من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن.
واعتبر الاتحاد في بيان له، أن هذا القرار “تجاوز خطير” يهدف إلى تدمير شركة وطنية عريقة وإلحاق الضرر الجسيم بالاقتصاد الوطني اليمني.
واستنكر الاتحاد ما تضمنه القرار من توجيهات لشركة الخطوط الجوية اليمنية باستكمال تحويل ونقل ما تبقى من إدارات الشركة في صنعاء وتوريد حصيلة مبيعات تذاكر الطيران إلى حسابات الشركة في البنك المركزي بعدن أو حساباتها الخارجية، بدءاً من 2 يونيو 2024م.
وحذّر الاتحاد من أن هذه الإجراءات ستُلحق الضرر بشريحة كبيرة من أبناء الشعب اليمني، من مرضى وطلاب وعمال ومغتربين، بالإضافة إلى موظفي شركة الخطوط الجوية اليمنية والجهات التابعة لها وموظفي شركات الطيران والسفر.
وأكد الاتحاد أن هدف هذه الإجراءات هو تدمير شركة الخطوط الجوية اليمنية ومكانتها، وضرب حركة سوق السفر، وتشديد الحصار القاتل والمدمر على الشعب اليمني بكافة أطيافه، وإلحاق المزيد من المعاناة والمتاعب بالمسافرين اليمنيين للخارج، خاصةً ذوي الأمراض المستعصية الذين لا يتحملون عناء السفر براً إلى عدن، وما قد يتعرضون له في طريق سفرهم من مصاعب.
كما شدد الاتحاد على أن هذا القرار “غير المدروس” سيؤدي إلى تسريح عدد كبير من موظفي الخطوط الجوية اليمنية والشركات المرتبطة بها، كون أغلبهم لن يتمكنوا من الانتقال للعمل في عدن لأسباب اقتصادية وأمنية ومعيشية.
وأشار الاتحاد إلى أن هذا القرار سيُلحق ضرراً كبيراً بسوق السفر اليمني، وسيضطر العديد من مكاتب السفر إلى إغلاق أبوابها وإنهاء نشاطها وتسريح موظفيها، في إشارة إلى أن أكثر من 80% حركة سوق السفر تتركز في مناطق حكومة صنعاء.
ودعا الاتحاد حكومة صنعاء إلى سرعة معالجة الوضع واتخاذ ما تراه مناسباً لضمان عدم تنفيذ هذا القرار، لما له من آثار اقتصادية وخيمة ومتاعب على المواطن اليمني، وتنفيذاً لتوجيهات خارجية تهدف إلى تدمير الإقتصاد الوطني، حسب تعبيره.
وحمل الاتحاد “الطرف الآخر” المسؤولية الكاملة عن تبعات هذه القرارات، داعياً العقلاء إلى عدم السير وراء ما يحاك من مخططات لتدمير الوطن بكافة أطيافه.
وأكد الاتحاد أنه يسعى من خلال مواقفه الوطنية والإنسانية إلى استشعار المسؤولية وحماية المؤسسات الوطنية والعاملين فيها لتتمكن من أداء أعمالها وفقاً لقوانين إنشائها بعيداً عن التجاذبات السياسية، وأن استنساخ تلك المؤسسات خطوة خطيرة تهدد باستنزاف أموالها وإفلاسها مستقبلاً.
وأصدر وزير النقل في الحكومة الموالية للتحالف السعودي، الأحد الماضي، قراراً يُلزم إدارة الخطوط الجوية اليمنية بنقل أرصدتها في مناطق سيطرة حكومة صنعاء إلى البنك المركزي في عدن أو إلى حسابات الشركة خارج اليمن.
كما نص القرار على توريد إيرادات مبيعات تذاكر الطيران إلى عدن أو إلى حسابات الشركة في الخارج.
وجاء هذا القرار في أعقاب قيام إدارة اليمنية في عدن بوقف أنظمة وكلاء مبيعات التذاكر في مناطق سيطرة حكومة صنعاء، وإجبار المسافرين من تلك المناطق على الذهاب إلى عدن لشراء التذاكر ليتمكنوا من السفر عبر مطار صنعاء الدولي.
ويُثير هذا القرار قلق عمال الخطوط الجوية اليمنية، خاصةً مع تركيز 80% من سوق السفر في مناطق سيطرة حكومة صنعاء، حيث يعمل أغلب موظفي الشركة البالغ عددهم أكثر من 4 آلاف موظف.
يُشار إلى أن مطار صنعاء الدولي يخدم وحده نحو 75% من اليمنيين، وتتجاوز نسبة مبيعات الخطوط الجوية اليمنية في صنعاء 60%، وفقاً لما أكده المدير التجاري في شركة الخطوط الجوية اليمنية محسن حيدرة في حديث صحفي نشرته صحيفة “عدن الغد” في الـ26 من أغسطس الماضي.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: شرکة الخطوط الجویة الیمنیة حکومة صنعاء هذا القرار صنعاء إلى فی مناطق إلى عدن
إقرأ أيضاً:
” القبيلة اليمنية.. الرمح الثاقب والصخرة الصماء في وجه الاستكبار “
يمانيون| بقلم: أحمد الضبيبي
في لحظةٍ تاريخيةٍ فارقة، تتشظَّى فيها الأممُ تحت وطأةِ الهوانِ السياسي وتتفشى عدوى المساومةِ الرخيصة، تظل القبيلةُ اليمنيةُ هي الرمحَ الثاقبَ الذي يرفضُ الانكسار، وقلعةَ الصمودِ التي تبصق على مشاريعِ الاستعمار الجديدةِ وأدواتها.. إنها الذاكرةُ الحيةُ للأُمَّـة، ومستودعُ القوة التي تتدفقُ كلما احتاجت الأرض إلى طوفانٍ يجرفُ الظلمَ ويقيمُ ميزانَ العدلِ بحد السيف.
هكذا كانت على مر الدهور، وهكذا هي اليومَ في معركةِ العزةِ الشاملة، متوَّجةً بالبسالة، تنبضُ في عروقِها دماءُ أشجعِ فرسانِ التاريخِ وأصلبهم عودًا.
إنها حكايةُ الأرض التي لا ترضخُ لغاصب، وسيرةُ القومِ الذين جعلوا من الضراوةِ المقدسةِ منهاجًا، ومن المواجهةِ الفاصلةِ مصيرًا.
إننا لسنا بصددِ الحديثِ عن قبائلَ عادية، بل عن القبيلةِ اليمنيةِ التي تُعد صلب العروبة، والميزاب الذي يصب منه فيضانُ النخوةِ على جبينِ الأُمَّــة كلما استدارت بها الخطوب، والكيانُ الصلب الذي لا تهزه الأعاصيرُ، ولا تثنيهِ عادياتُ الزمان؛ فهي نسغ الشجرةِ الطيبةِ التي ضُربت جذورُها في أعمقِ أعماقِ الكرامةِ الأزلية.
حيث شهد العقدُ الماضي تجلي هذه العزيمةِ في أبهى صورها، حين انبرى هذا الكيانُ الأصيلُ ليتصدى بصدورِ رجالهِ لتحالفِ العدوانِ السعوديّ الأمريكي، في ملحمةٍ فارقةٍ غيرت وجهَ المنطقة.
لقد كانت القبيلةُ هي المعينَ الفياضَ الذي رفدَ جبهاتِ العز والكرامة؛ إذ سيرت مئاتِ الآلاف من فلذاتِ الأكباد، مجاهدين شجعانًا كأنهم قِطَعٌ من حديدٍ ونار، لا يعرفون النكوص.
ولم تكتفِ القبيلةُ بتقديمِ الرجال، بل سيّرت عشراتِ الآلاف من قوافلِ الإسنادِ والدعم، مترجمةً معنى النفير العام بالمالِ والغذاءِ والتموين، ليصبحَ كُـلّ بيتٍ يمنيٍّ ثكنةً، وكلُّ فردٍ فيهِ مشروعَ شهادة، ورسالتُها واضحة: لا دمارَ ولا ركامَ ولا قوةَ عظمى تنالُ من عزيمتِها.
وفي هذا المنعطفِ التاريخي الفاصل، تخرجُ القبيلةُ اليومَ بوزنها التاريخي وعمقها الإيماني، منخرطةً بالكاملِ في معركةِ الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدس، نصرةً لغزةَ وفلسطين.
حينَ ظن العدوّ، الأمريكي والإسرائيلي وأحذيتهم من بعران الخليجِ وأدواتهم الرخيصة، أن الحصارَ والتجويعَ وخنقَ الشعبِ اليمني سيثنيهِ عن موقفهِ المتجسدِ في المشروعِ القرآني تحت قيادةِ سليلِ الطهر، حفيدِ فاتحِ خيبر، سماحةِ السيدِ عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- خرجت القبيلةُ بموقفِ اليمنِ الواثقِ بالله.
إن نفيرَ القبائلِ اليومَ ليس مُجَـرّد حشد، بل هو تكوينٌ عسكري لجيشٍ عظيمٍ يمثلُ زلزالًا بشريًّا لا يوصف، صفوفٌ كجبالِ اليمنِ الشامخةِ المترابطة، تشكلُ كتائبَ كسيلِ العرمِ الجارف، لا تُحصى ولا تُرد.
هذا المد القبلي يثبتُ للعالمِ أن المجالَ اليومَ ليسَ للكلمةِ وحدها، بل هو للرصاصةِ والبندقية التي تعيدُ التوازنَ وترعبُ الطغاة.
تخرجُ القبيلةُ اليمنيةُ اليومَ وهي تشحذُ أسلحةَ الثأرِ والقصاص، بجموعٍ تتدفقُ غضبًا وحقدًا مقدَّسًا.
يتأكّـد للعالمِ أجمعَ أن القبيلةَ اليمنيةَ ليست مُجَـرّد بنيةٍ اجتماعية، بل هي معادلةُ القوةِ التي تبددُ أوهامَ الهيمنة، والصخرةُ الصماءُ التي تتكسرُ عليها مؤامراتُ الاستكبار.
إن هذا النفيرَ الكاسح، الذي يتجذرُ في عمقِ الإيمانِ والضميرِ الحي، ليسَ مُجَـرّد ردِ فعلٍ عابر، بل هو إيذانٌ تاريخي بميلادِ توازنٍ جديدٍ ترسمُهُ دماءُ الشهداءِ وبسالةُ المجاهدين، وإنَّها شهادةٌ دامغةٌ تسجلُ في سجل الدهرِ أن مجدَ الأمم لا يصادر، وأن قضيةَ الأقصى لا تقبلُ المساومةَ ولا الانثناء.
فليعلمِ القاصي والداني أن الرمحَ اليماني سيظلُ مشرعًا لا يخبو، وأن الكيانَ القبلي سيبقى الحصنَ المنيعَ الذي منهُ تصنعُ الملاحم، وعليهِ يرتكزُ المشروعُ القرآني لصنعةِ الفجرِ القادم.
وفي الختام، يبقى اليمنُ قبلةَ الموقفِ الثابت، ورايةَ العزةِ الأزلية؛ نخوةٌ لا تستكين، وعزمٌ لا يلين، حتى النصرِ المؤزرِ أَو الفتحِ الموعود، وهو ماضٍ قدمًا بثقةِ الواثقينَ باللهِ تحتَ قيادةِ سليلِ الدوحةِ النبوية.
موقفٌ لا ينتهي، بل يبدأُ معهُ التاريخُ حقبةً جديدةً من الكرامةِ والإباء.