على حافة الغابة البدائية: الحلقة (21)
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
الفصل التاسع
على حافة الغابة البدائية: الحلقة (21)
تجارب وملاحظات طبيب الماني في أفريقيا الإستوائية
كتبها: آلبرت شفايتزر
نقلها من الإنجليزية د. أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري – السودان
• ديباجة
تعرفنا على كثير من الجوانب المظلمة في الحقبة التي تكالب فيها الإستعمار الأوربي على أفريقيا. وقد توالت الأحداث الجسام من تهجير وقهر وقتل، دأب المستعمر الأبيض على ممارستها، ليفرض سيطرته على إنسان أفريقيا ومقدراته وموارده التي نهبت - ردحاً من الزمن - ليعمّر بها العالم الأوربي، بينما يرزح الأفريقي صاحب كل ذاك الخير في فقر لا يدانيه فقر.
كانت سيرة الاستعمار طوال وجوده في أفريقيا، ليست بالسيرة العطرة، غير أنه قد تخللت هذه السيرة غير المحبوبة، بعض الفضاءات المضيئة من أفراد بيض، آثروا أن يغلّبوا الجانب الانساني في علاقتهم بالانسان الأسود، بطرق عديدة، كالخدمات الطبية التي قدمها الطبيب والفيلسوف الألماني (آلبرت شيفايتزر) وزوجه، للانسان الأفريقي في الجابون الحالية، إذ قاموا ببناء مستشفى لخدمة السكان المحليين، هذا المجهود أهّله للترشيح والفوز بجائزة (نوبل) تقديراً لهذا العمل الإنساني الكبير.
هذه الصفحات هي ترجمة لمذكراته التي صدرت في كتاب بعنوان:
(On the Edge of the Primeval Forest)
*********************************
· عيد الميلاد، 1915
عيد ميلاد آخر في الغابة، ولكن مرة أخرى عيد ميلادٍ حربي! استُهلِكت أطراف الشموع التي حفظناها من العام الماضي في شجرة عيد الميلاد (نخلة) لهذا العام.
كان عاماً من الصعوبات، مع الكثير من العمل الإضافي خلال الأشهر الأولى. تسببت العواصف المطرية الشديدة في حفر القاعدة التي كان يقف عليها أكبر عنابر المستشفى لدينا، مما اضطّرني لاتخاذ قرار ببناء جدار حوله، وأيضاً وضع مجاري حجرية في جميع أنحاء المستشفى لتصريف المياه التي تتدفق من الجبل الواقع فوقه. كان هذا الأمر يتطلب كمية من الحجارة، بعضها كبير، وكان علي دائمًا أن أكون في الموقع، وغالباً ما أمد يد المساعدة للعمال.
كان هدفنا التالي هو الجدار، للذي حصلنا على مساعدة لبنائه من بعض السكان المحليين الذين يعرفون شيئاً عن هندسة البناء، ولحسن الحظ كان لدينا على المحطة برميل من الإسمنت نصف متضرر، و في غضون أربعة أشهر تم الانتهاء من العمل.
· النمل الأبيض. النمل المهاجر
كنت أعشم في قضاء قليل من الراحة، عندما اكتشفت أن النمل الأبيض قد اخترق الصناديق التي نحتفظ فيها بمخزون الأدوية والضمادات. استدعى هذا الأمر فتح وفك جميع الصناديق، واستغرق العمل كل وقت فراغنا لعدة لأسابيع. ولحسن الحظ،فقد لاحظت ذلك في الوقت المناسب، وإلا لكان الضرر الذي سيلحق بنا سيكون أكبر بكثير؛ لكن الرائحة الدقيقة الغريبة، مثل رائحة الحريق، التي ينتجها النمل الأبيض كانت قد لفتت انتباهي. لم تكن هناك أي علامة من الخارج تدل علي وجود النمل؛ كان الغزو قد حدث من تحت الأرض من خلال فتحة صغيرة، اخترق النمل من اللحظة الأولى وشق طريقه إلى الصناديق الأخرى التي كانت تقف بجانبها وعليها. وعلى ما يبدو، قد جذبته زجاجة من شراب طبي، انفصل عنها غطاء الفلين.
يا له من صراع يجب خوضه في أفريقيا مع الحشرات المتسللة! كم من الوقت يضيع في عمل التدابير الوقائية الشاملة التي يجب اتخاذها! ومع ما يحدث من غضب بسبب العجز الذي يجب أن نعترف به مرة وأخرى تجد أنك قد خدعت!
تعلمت زوجتي عمل اللحام، لتستطيع إغلاق الطحين والذرة في العلب. ولكن يحدث بعض الأحيان أن تجد سرباً من الخنافس المروعة الفرنسية(charanons) حتى في العلب الملحومة، وتتحول علف الدواجن من الذرة سريعاً إلى غبار. كذلك هناك الكثير من الهلع تسببه العقارب الصغيرة وغيرها من الحشرات السامة. ويتعلم الإنسان أن يكون حذراً حتى لا يضع يده مباشرة في درج أو صندوق كما في أوروبا. يجب أن تسبق العين اليد.
وعدو آخر خطير هو النمل المهاجر، الذي ينتمي إلى فصيلة Dorylus، ونعاني منه كثيراً. فهم يمشون في هجراتهم الكبيرة بخمسة أو ستة صفوف متوازية بشكل مثالي، ورأيت مرة رتلاً بالقرب من منزلي استغرق ثلاثة وثلاثين ساعة ليمر. فإذا كان مسارهم عبر الأرض المكشوفة وكان عليهم عبور ذلك المسار، يتشكل الجنود في عدة صفوف على كلا الجانبين وبفأفكاكهم الكبيرة يشكلون نوعاً من سوار لحماية القافلة، التي تحمل النمل المهاجر العادي الصغار. يعطي الجنود في تشكيل السوار ظهورهم للقافلة--مثل الخوازيق التي تحمي القيصر - ويبقون لساعات عديدة في تلك الوضعية في كثير من الأحيان.
وكقاعدة عامة، تكون هناك ثلاثة أو أربعة صفوف تسير جنباً إلى جنب مع بعضها البعض، لكن بشكل مستقل، في مسافة من خمسة إلى خمسين ياردة. ويتفككون ويتفرقون في لمح البصر بالرغم من أننا لا نعرف بعد كيفية إعطاء الأمر بذلك. وعلى أي حال، تُغطى في لمح البصر مساحةٌ ضخمة بكتلةٍ سوداء تتموج، ويُحكم علي كل كائن حي، حتى العناكب الكبيرة في الأشجار لا يمكنها الهرب، لأن هؤلاء الناهبين الرهيبين يتبعونهم في أعداد كبيرة حتى إلى الفروع الأعلى للغاية. وإذا قفزت العناكب، في يأس، من الأشجار، تصبح ضحية للنمل الذي على الأرض. إنه منظر فظيع. تكاد فنون العسكرية في الغابة أن تقارن بتلك التي في أوروبا!
يقع منزلنا على إحدى الطرق الرئيسية للنمل المهاجر، والذي يسري في الغالب أثناء الليل. ويعطينا صوت غريب صادر من قن الدجاج إنذاراً بالخطر، وبعدها لا يوجد وقت للضياع. أقفز من السرير، وأجري إلى حظيرة الدواجن، وأفتح الباب، حيث تندفع الطيور هاربة. وإذا أغلق عليها، تصير حتماً فريسة للنمل، الذي يتسلل إلى أفواهها وأنوفها حتى تختنق، ثم يلتهمها بعد ذلك، بحيث لا يتبقى منها ولو شيء يسير في وقت قصير سوى العظام البيضاء. وتسقط صغار الدجاج عادة ضحايا للغزاة. ويمكن للدواجن الدفاع عن نفسها حتى يأتي الفرج.
تناولت زوجتي في هذا الأثناء البوق من الحائط ونفخته ثلاث مرات، وهو الإشارة لنكيندجو وبعض الرجال من المستشفى لجلب دلاء مليئة بالماء من النهر. عندما يصلون، يخلط الماء مع الليسول، ويتم رش الأرض حول المنزل وتحته. وأثناء ذلك نجد غلظة ونعامل سيئ للغاية من قبل الغزاة، لأنهم يتسللون فوقنا ويعضوننا بشدة؛ وقد حسبت مرة واحدة خمسين نملة تقريباً على جسدي. تنشب بقوة أفكاكها في اللحم بحيث لا يمكن سحبها بسهولة. وإذا حاولت فعل ذلك ينفصل الجسم بعيدًا، ويبقى الفك في اللحم ويجب أن يخرَج بشكل منفصل بعد ذلك.
يتحرك النمل في النهاية ، ويترك الآلاف من الجثث في البرك، لأنهم لا يستطيعون تحمل رائحة الليسول. وهكذا تنتهي الدراما الصغيرة التي كنا نلعبها في الظلام، بدون ضوء سوى تلك الاضاءة التي كانت زوجتي تحملها في يدها. وفي مرة أخرى هاجمنا النمل ثلاث مرات في أسبوع واحد، وقام السيد كويلارد، المبشر، بتسجيل في مذكراته، التي أقرأها الآن، أنه كان يعاني منه بشدة في منطقة زامبيزي.
تحدث أكبر الهجرات لهذا النمل في بداية ونهاية موسم الأمطار، وبين هاتين الفترتين ليس هناك الكثير من الأسباب لتوقع أي هجوم. وفيما يتعلق بالحجم، ليس لهذا النمل حجم كبير مقارنة مع النمل الأحمر الأوروبي، لكن أفكاكها تطوّرت بصورة أكبر بكثير، ويمشون بسرعة أكبر بكثير، وهو الفارق الذي لاحظته وهو شائع في جميع أنواع النمل الأفريقي.
تركني جوزيف بسبب انقطاع اتصالي بشتراسبورغ، مصدر أموالي، وكي لا أدخل في الديون، وجدت نفسي مضطراً لتخفيض أجره من 70 فرنكًا إلى 35 فرنكاً، قائلاً له أنني اتخذت هذا القرار فقط بسبب الضرورة المطلقة. وعلى الرغم من ذلك، قدم استقالته، مضيفًا أن "كرامته لا تسمح له بخدمتي مقابل مبلغ صغير جداً." فهو يعيش مع والديه على الضفة المقابلة للنهر، وكان يدير صندوقاً للمال بهدف شراء زوجة. كان يحتوي على ما يقرب من 200 فرنك (حوالي 8 جنيهات إسترلينية)، لكن تمت إضاعتها في غضون أسابيع قليلة جميعاً.
· أحداث في المستشفى
الآن يجب علي الاعتماد فقط على مساعدة نكيندجو. إنه مفيد ومفيد تماماً، باستثناء الأيام التي يكون فيها غاضباً، حيث لا يجدي فعل أي شيء معه. وعلى أي حال، يجب علي القيام بالعديد من الأشياء التي كان يقوم بها جوزيف.
وجدت أن البيرولين النقي مفيداً للغاية.في علاج القرح والجروح التي تتقيح، وهذا هو دواء يعرف باسمه التجاري بالبيوكتانين ميرك. يعود الفضل في إجراء التجارب الحاسمة المتعلقة بقوة تطهير الأصباغ المركزة إلى البروفيسور ستيلينغ، من جامعة شتراسبورغ، المتخصص في أمراض العين. وقد وضع تحت تصرفي كمية من بيوكتانين تم تحضيرها تحت إشرافه - لأجربها هنا - ووصلتني قبل فترة قصيرة من اندلاع الحرب. بدأت باستخدامها ببعض الريبة في البداية، لكن كانت النتائج مشجعة بحيث أقبلنا عليه بسعادة رغم اللون غير الجميل.
يتميز البيرولين بالقدرة على قتل البكتيريا دون أن يؤثر أو يضر بالأنسجة أو يكون ساماً على الإطلاق؛ وفي هذا الصدد، فهو أفضل بكثير من الزئبق الزائف، وحمض الفينول، وكحول اليود. وبالنسبة للطبيب في الغابة، فإنه لا غنى عنه. بالإضافة إلى ذلك، يعزز بيوكتانين بشكل كبير، حسب ملاحظاتي، نمو الجلد الجديد عندما تتعافى القرح.
بدأت قبل الحرب في فرض بعض الرسوم الرمزية على الدواء على أولئك المرضى المقتدرين، وهذا كان يجلب مبلغاً حوالي 200 فرنك (8 جنيهات إسترلينية) في الشهر. حتى وإن كان ذلك فقط جزءاً صغيراً من القيمة الحقيقية للأدوية الموزعة، فإنه كان شيئًا مقدراً. الآن لا يوجد مال في البلاد، ويجب علي أن أواصل علاج السكان المحليين مجاناً تقريباً.
يقضي العديد من البيض، من الذين تم منعهم من العودة إلى ديارهم بسبب الحرب أربعة أو خمس سنوات تحت خط الاستواء وهم مرهقون تماماً، بحيث يضطرون إلى اللجوء إلى الطبيب "لاجراء بعض الإصلاحات"، كما نقول في أوجوي. ويقيم مثل هؤلاء المرضى في بعض الأحيان معنا لأسابيع، ويأتون في بعض الأحيان اثنين وثلاثة معاً. وأسمح لهم باستخدام غرفة نومي وأنام في جزء من الشرفة التي تمت حمايتها من البعوض بالسلك الشائك. لكن ذلك ليس تضحية كبيرة، لأن هناك المزيد من الهواء هنا يأتي من الداخل. وغالباً ما يعود شفاء المرضى إلى طعام الحميات الممتاز الذي توفره زوجة الطبيب - لحسن الحظ لا يزال لدينا إمداد جيد من علب الحليب المكثف لمرضانا-- وقد اضطررت لفترة طويلة للتحقق من أن المرضى الذين يأتون إلينا ليسوا من شلة لوبيز القادمين من أجل الغذاء بدلاً من تلقي العلاج من الطبيب هناك - عندما يكون هناك طبيب. أصبحت قريباً جداً من كثير من مرضاي، وكنت دائماً أتعلم شيئاً جديداً من المحادثات مع أولئك الذين يقيمون هنا لفترة طويلة عن البلد ومشكلة الاستعمار.
aahmedgumaa@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: التی کان
إقرأ أيضاً:
ختام حلقة الأسس العلمية بصحار
عمان: اختُتمت اليوم في قاعة التدريب بالمجمع الرياضي بصحار حلقة "الأسس العلمية لوضع البرامج التدريبية"، التي نظمتها دائرة شؤون المنتخبات الوطنية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، بمشاركة 25 مدربًا من مختلف مراكز إعداد الرياضيين التابعة للأندية الرياضية، والتي استمرت على مدى أربعة أيام، وتضمنت محاضرات نظرية وتطبيقات عملية متخصصة في الإعداد البدني وأساليب التدريب الحديثة.
وشهدت الحلقة حضور نخبة من المحاضرين في مجال فسيولوجيا التدريب وعلوم الحركة، أبرزهم الدكتور معاذ بن المولدي هرواي، أستاذ بيولوجيا الرياضة والصحة في جامعة بيكاري جول فرن بكندا، إلى جانب الدكتور وليد بن خميس الكيومي، المتخصص في الإعداد البدني والصحي. وهدفت الحلقة إلى تزويد المشاركين بالمعرفة العلمية اللازمة لوضع خطط تدريبية فعالة، وتقييم قدرات اللاعبين، والارتقاء بكفاءة التدريب في الفئات السنية.
وفي ختام الحلقة، عبّر المحاضر وليد الكيومي الحلقة التي امتدت على مدار ثلاثة أيام قدّمت محتوى علميًّا يستهدف تمكين المدرب من أدوات التخطيط والتقييم والتطبيق العملي في العمل الميداني.
وقال الكيومي: إن الهدف من هذه الحلقة أن يغادر المتدرب وهو قادر على تصميم الوحدة التدريبية، وتقييم متطلبات اللعبة التي يعمل بها، إضافة إلى فهم كيفية توزيع الحمل التدريبي وتنفيذه بطريقة علمية منظمة، تتماشى مع خصوصية كل رياضة سواء فردية أو جماعية.
وأشار إلى أن محتوى الحلقة تم تقديمه بطريقة مبسطة؛ نظرًا لكون المشاركين من المدربين المبتدئين أو مساعدي المدربين الذين ما زالوا في بداية مشوارهم التدريبي.
وأضاف: ركزنا على رفع الجانب المعرفي لديهم وتثقيفهم بأسس التدريب الحديثة، وقد لاحظنا رغبة كبيرة لدى المشاركين في التعلم، وشغفا واضحا تجاه تطوير أنفسهم.
وأكد الكيومي أن عملية التكوين تمر بمراحل متعددة، وهذه الحلقة تمثّل المرحلة الأولى فقط، داعيًا المشاركين إلى مواصلة البحث والاجتهاد وعدم التوقف عند هذه المحطة، ومن المهم أن يبدأ المدرب في هذه المرحلة بتكوين فلسفته الخاصة في التدريب، بناءً على ما تعلمه وجرّبه وطبّقه، ليتمكن من تطوير اللاعبين الذين يشرف عليهم، ويساهم بالتالي في تحقيق نتائج مميزة على المستويين البدني والفني.
وبيّنت جمانة بنت سالم بن زايد آل عبدالسلام، معلمة تربية رياضية بقولها: كانت الاستفادة من الحلقة كبيرة حيث تعلمت من خلالها أسس الإعداد البدني بشكل منهجي، وقد قدّم المحاضر معلومات قيّمة في مجال التخطيط للوحدات التدريبية، تضمنت مفاهيم تُطرح للمرة الأولى، مما شكل إضافة معرفية مهمة، كما تعلمت كيفية التخطيط وإعداد المهارات، وسأعمل على تطبيق هذه المعلومات في ميدان العمل لتحقيق نتائج أفضل، كما أكد المدرب يحيى بن سالم النوفلي، مدرب في مركز إعداد المواهب التابع للاتحاد العماني لألعاب القوى أهمية حلقة "الأسس العلمية لوضع البرامج التدريبية"، موضحا أن الحلقة تُعد إضافة نوعية لتطوير المعرفة النظرية والعملية لدى المدربين في مختلف الرياضات، لا سيما في مجال الإعداد البدني.
وقال نادر بن حمد الشحي، مدرب الهوكي بنادي صحم إن الحلقة ثرية جدًا بالمعلومات، وقد استفدنا منها بشكل كبير في كيفية تصميم البرامج التدريبية الحديثة وتطوير الجوانب البدنية للاعبين، وهي لا تقتصر على لعبة معينة، بل تخدم مختلف التخصصات الرياضية. وأضاف: من النقاط المهمة التي ركزت عليها الورشة هي كيفية التعامل مع اللاعبين في الفئات السنية، وفهم خصائصهم البدنية في كل مرحلة عمرية، مع التركيز على نوعية التمارين المناسبة لكل فئة لضمان تطورهم بشكل سليم.
وأوضح الشحي أن الحلقة تعتمد منهجية متكاملة تجمع بين المحاضرات النظرية صباحًا والتطبيقات العملية في المساء، وهو ما يتيح للمدربين فرصة لتجربة ما يتعلمونه مباشرة، مشيرًا إلى أن هذه التجربة سيتم تطبيقها مستقبلًا في مراكز إعداد المواهب والأندية التي يعمل بها؛ بهدف تحسين الجوانب البدنية للرياضيين ورفع كفاءتهم.
وحول كيفية وضع الخطط المستقبلية بناءً على ما تم طرحه في الورشة، قال: نحن بصدد إعداد خطة تدريبية مبنية على مراحل الموسم الرياضي، تشمل مرحلة الإعداد قبل انطلاق الموسم، ومرحلة المنافسات، وكذلك أثناء المباريات، بحيث نُوظف المعرفة النظرية التي اكتسبناها في الميدان بشكل علمي ومنهجي.
وأكد أن تأثير هذه الحلقة سيظهر مستقبلًا من خلال جودة الإعداد الذي يتلقاه اللاعبون في سن مبكرة، ما سينعكس إيجابًا على أدائهم عند وصولهم إلى الفئات الأعلى والمنتخبات الوطنية. وأضاف: "المدرب بحاجة إلى إلمام شامل بجوانب الإعداد البدني الحديث، خاصة إذا كان يعمل مع لاعبين صغار؛ لأن التأسيس العلمي السليم هو ما يصنع الفارق لاحقًا".
وفي ختام حديثه، قدم شكره للوزارة على إتاحة هذه الفرصة المهمة، آملا في استمرار تنظيم مثل هذه البرامج لما لها من دور كبير في تطوير المدربين واللاعبين، ورفع مستوى الثقافة الرياضية بشكل عام، لأنها عامل أساسي في بناء أجيال رياضية قادرة على التنافس وتحقيق الإنجازات.
وقد اختتمت الحلقة بإجراء اختبار نظري للمشاركين، لقياس مدى استيعابهم للمحتوى التدريبي، وسط إشادة واسعة من المشاركين بثراء المادة العلمية وتنوع الأساليب التعليمية.
وتأتي هذه الحلقة ضمن سلسلة من البرامج التدريبية التي تنفذها الوزارة لتطوير الكوادر الفنية في مختلف الرياضات، وتعزيز الأداء الرياضي للفئات السنية باعتبارها قاعدة البناء الأساسية للمنتخبات الوطنية المستقبلية.