كشفت شهادة طفلين ناجين من مجزرة النصيرات وسط غزة عن وحشية جيش الاحتلال الإسرائيلي وتعمده التنكيل واستهداف المدنيين الفلسطينيين بالتعاون مع الولايات المتحدة، وذلك في إطار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" ضد القطاع المحاصر للشهر التاسع على التوالي.

والسبت، ارتكب الاحتلال مجزرة مروعة بحق الفلسطينيين في مخيم النصيرات راح ضحيتها أكثر من 274 شهيدا وأكثر من 368 مصابا بجروح مختلفة، من أجل تحرير 4 من أسراه من قبضة المقاومة الفلسطينية.



ويقول الطفل الفلسطيني الناجي من المذبحة الهمجية، محمد مطر (15 عاما)، إن جنود الاحتلال أصابوه بالرصاص في كتفه وبطنه وقتلوا شقيقه الأصغر، في حين يؤكد محمد السموني (9 أعوام) وهو طفل آخر كتب له النجاة من المجزرة، إن "الجيش الإسرائيلي قتل والده وشقيقه وألقوا نحوه كرة متفجرة تسببت فورا بتمزق بيده"، حسب حديثهما إلى وكالة الأناضول.

وبعد مرور 3 أيام، ما زال الطفل محمد مطر يستذكر أهوال المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في مخيم النصيرات، والتي نجا منها بأعجوبة كما قال للأناضول.

وعلى سرير بمستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، يستلقي مطر لتلقي العلاج بعد أن أصابه الاحتلال من مسافة صفر برصاصتين بشكل مباشر في كتفه وبطنه حيث دخلت الرصاصة وخرجت من ظهره.

"إطلاق قذائف نحونا"
ويوم السبت، كان الطفل مطر يتجول في الشارع عندما كانت تسمع أصوات انفجارات ناجمة عن غارات مكثفة يشنها جيش الاحتلال  الإسرائيلي على مناطق قريبة منه آنذاك، إلا أنه لم يكن يتوقع في ذلك الوقت أن تتحول المنطقة التي يقطن فيها بمخيم النصيرات إلى ساحة معركة محتدمة.

وفي غضون ثوانٍ، شاهد محمد نحو 7 طائرات مروحية تحلق في سماء المنطقة وتطلق قذائفها بشكل عشوائي في الشارع الذي كان يتجول فيه، ويضيف في حديثه للأناضول: "بدأت الطائرات بإطلاق القذائف نحونا (هو ومن كان يتجول في الشارع)، بمسافة تبعد عنا حوالي 5 إلى 10 أمتار".


ومسرعا توجه محمد نحو المنزل، وتجمع برفقة أفراد أسرته في الطابق السفلي ليحتموا من شظايا القذائف التي كانت تتطاير نحوهم. وبعد دقائق، سمعت العائلة أصوات الدبابات الإسرائيلية تتقدم في المنطقة، فهرعوا مسرعين نحو الطابق الأول ليكونوا في مأمن عن أي رصاص ممكن أن يطلق صوبهم.

إطلاق مباشر للنار
لم يمض الكثير من الوقت حتى اقتحمت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي منزل الطفل وعائلته وبدأت بارتكاب الجرائم، كما يقول مطر موضحا: "كنا في المنزل نحو 10 أشخاص، فجأة سحبت قوة الجيش شقيقي ووالدي وجدي، وقاموا بعصب أعينهم ووضع أكياس سوداء فوق رؤوسهم".
وذكر أن أحد جنود جيش الاحتلال توجه نحوه دون سابق إنذار، وأطلق رصاصة نحو كتفه وأخرى نحو بطنه لتخرج من ظهره.

وبعد إصابته بالرصاصتين، طلب منه الجندي مباشرة بأن يقف على قدميه لكنه لم يستطع، قائلا: "جسدي كان مشلولا في ذلك الوقت، لكن قسرا رفعني ومن ثم ألقاني أرضا بقوة".
وتابع مستكملا: "كما أطلقوا الرصاص نحو شقيقي الأصغر وأردوه شهيدا، فيما أصيبت خالتي بالرصاص أيضا".

وأشار إلى أن المصابين بقوا ينزفون لأكثر من نصف ساعة حتى تم نقلهم إلى المستشفيات، موضحا أن القوة التي اقتحمت منزلهم كان ضمنها جنود أمريكيون، مضيفا: "كانت إشارة الصاعقة الأمريكية على كتفهم".

"ألقوا صوبي كرة متفجرة"
في جهته، يقول الطفل محمد السموني، الذي نجا هو الآخر من هذه المجزرة، لكنه أصيب بيده اليمنى: "كنا نجلس في خيمة نزحنا إليها في المخيم، وفجأة شاهدنا الدبابات والجنود الإسرائيليين أمامنا".


ويضيف أن "بعض الجنود الإسرئيليين ألقوا صوبه كرة متفجرة أدت على الفور لإصابة أدت لتمزق شديد في يده اليمنى"، مشيرا إلى والده وشقيقه استشهدا على الفور خلال المجزرة، وفقا للأناضول.

ولليوم الـ248 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على 36 ألف شهيد، وأكثر من 83 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية النصيرات غزة الاحتلال الفلسطينيين فلسطين غزة الاحتلال النصيرات المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

مجزرة جديدة في غزة: الاحتلال يستهدف منتظري الإغاثة ومرافق الصحة تنهار

استشهد 27 فلسطينيًا، بينهم خمسة كانوا ينتظرون مساعدات غذائية، وأُصيب آخرون، في قصف نفّذه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم الجمعة، وفق ما أفادت به مصادر طبية في مستشفيات القطاع.

ويأتي هذا التصعيد بعد يوم دامٍ أمس الخميس، قُتل فيه أكثر من 100 فلسطيني، أكثر من نصفهم سقطوا قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، بحسب المصادر ذاتها.

وكشف مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم، أنه وثّق ما لا يقل عن 613 شهيدًا منذ بداية الحرب في محيط نقاط توزيع المساعدات التي تشرف عليها مؤسسة غزة الإنسانية، أو بالقرب من قوافل الإغاثة في القطاع. وأكدت المتحدثة باسم المكتب، رافينا شامداساني، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، أن هذا العدد تم تسجيله حتى 27 يونيو، لافتة إلى وقوع حوادث أخرى دامية منذ ذلك التاريخ.

وفي التفاصيل الميدانية، أفاد مراسل الجزيرة بأن مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي شنت صباح اليوم "حزامًا ناريًا" على حي التفاح شرقي مدينة غزة، ضمن سلسلة غارات استهدفت مناطق مكتظة بالسكان.

وقالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إن مستشفى ناصر في خان يونس تحوّل فعليًا إلى "جناح ضخم لعلاج الإصابات"، بسبب توافد أعداد كبيرة من المصابين، معظمهم من مواقع توزيع المساعدات "غير التابعة للأمم المتحدة"، التي تُستهدف بشكل متكرر.

وقال ريك بيبركورن، ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن الطواقم الطبية في المستشفى "تتعامل مع إصابات يومية، بعضها شديد الخطورة، وسط نقص حاد في المعدات والوقود". وأضاف أن "العديد من العمليات الجراحية الضرورية متوقفة، والمستشفيات بحاجة ماسة إلى الحماية والإمدادات".

من جانبها، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من تفاقم كارثة الجوع في غزة، مشيرة إلى أن أشخاصًا "يُغمى عليهم في الشوارع من شدة الجوع والإجهاد"، وفق وصفها.

وقالت الوكالة في بيان: "الوقت ينفد، الطعام ينفد، والدواء ينفد... أما الأماكن الآمنة، فقد نفدت منذ وقت طويل"، مضيفة أن نظام توزيع المساعدات الحالي "أهان العائلات الجائعة والمصابة والمنهكة، وجردها من كرامتها وإنسانيتها".


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند مجزرة جديدة في غزة: الاحتلال يستهدف منتظري الإغاثة ومرافق الصحة تنهار شلل جوي في فرنسا مع استمرار إضراب مراقبي الحركة الجوية مقتل 3 جنود إسرائيليين في غزة وسط تعتيم على "حادث خطير" باكستان تعلن مقتل 30 مسلحًا وتتهم الهند بدعم الإرهاب غزة: حدث أمني شمال خان يونس يُشعل الاشتباكات ويستدعي تدخلًا جويًا إسرائيليًا Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • مجزرة جديدة في غزة: الاحتلال يستهدف منتظري الإغاثة ومرافق الصحة تنهار
  • شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
  • قصف عنيف على عدة مواقع في غزة.. و17 شهيدا في مجزرة ضد النازحين
  • النصيرات 274.. وثائقي يكشف تفاصيل جديدة لمجزرة ارتكبت بوضح النهار
  • "النصيرات 274: مجزرة الرهائن" استقصائي جديد من إنتاج الجزيرة 360
  • مجزرة في غزة: 23 شهيدًا وعشرات الجرحى في قصف إسرائيلي استهدف نازحين ومنتظري مساعدات
  • الاحتلال يرتكب 26 مجزرة في 48 ساعة
  • أكثر من 300 شهيد خلال 48 ساعة.. إسرائيل ترتكب 26 مجزرة دموية في غزة
  • استشهاد ثمانية فلسطينيين بقصف الاحتلال مخيم النصيرات الجديد
  • مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على الجزيرة 360