لماذا تتراجع أسعار النفط رغم تمديد تخفيضات الإنتاج ؟
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
تراجعت أسعار النفط الخام عالميا منذ مطلع جلسات الأسبوع الماضي وذلك على الرغم من إعلان تحالف أوبك+ تمديد العمل باتفاقية خفض إنتاج النفط الإلزامي عاما إضافياً.
وسيكون موعد انتهاء اتفاقية خفض إنتاج النفط الإلزامية في ديسمبر(كانون أول) 2025، بدلا من الموعد السابق الذي كان مقرراً في نهاية عام .2024
وحتى قبل التمديد الأخير، كان التحالف في 2023 أقر تمديد اتفاقية الخفض حتى نهاية 2024 بدلا من نهاية العام الماضي، بسبب ظهور مؤشرات في السوق تدلل على ضعف الطلب.
ويبلغ مقدار خفض إنتاج النفط ضمن هذه الاتفاقية التي بدأت في نوفمبر(تشرين ثاني) 2022، نحو 3.7 ملايين برميل يوميا موزعة على الأعضاء الـ 22، بقيادة السعودية وروسيا.
وتشارك 8 دول في التحالف في اتفاقية طوعية لخفض إنتاج النفط مقدارها 2.2 مليون برميل يوميا، بدأ العمل بها في يوليو(تموز) من العام الماضي، وتنتهي في الربع الثالث 2024. بيانات «أوبك» تشير إلى أن متوسط الطلب العالمي على النفط الخام، يبلغ 103 ملايين برميل يوميا، مقارنة مع قرابة 102.6 مليون برميل في 2023.
وفي أول جلسة تداول بعد قرار «أوبك+»، بتاريخ 3 من الشهر الجاري، تراجعت أسعار النفط بنسبة 2 في المئة دون 80 دولارا لبرميل نفط برنت، متجاهلة قرار التحالف.
وفي تعاملات الأربعاء الماضي، تراجعت أسعار البرميل إلى 77.9 دولارا للبرميل، قبل أن تغلق تعاملات الجمعة عند 79 دولارا للبرميل، مقارنة مع متوسط 82 دولارا للبرميل قبيل قرار التحالف.
وفي التعاملات المبكرة أمس، بلغ سعر برميل برنت قرابة 79 دولارا للبرميل، أي أن الأسعار ما تزال أقل من تلك المسجلة قبيل إعلان التحالف تمديد اتفاقية خفض الإنتاج. ويعود السبب الرئيس لتراجع أسعار النفط الخام، إلى أن قرار التمديد يعكس تحديات يواجهها تحالف «أوبك+» بشأن الطلب العالمي على النفط الخام.
هذه التحديات المرتبطة بظهور تباطؤ في نمو الطلب العالمي على النفط، دفعت التحالف إلى تمديد اتفاقية خفض إنتاج النفط، وهو ما أوصل رسالة للأسواق إلى أن الطلب الضعيف سيبقى لفترة أخرى من الزمن. ويحاول التحالف من خلال اتفاقيات خفض إنتاج النفط، الحفاظ على توازن عرض وطلب النفط الخام، ومنع تراكم أية مخزونات لدى المستهلكين. كما يحاول الوصول إلى ما يصفه بالسعر العادل للبرميل، والبالغ قرابة 95 دولاراً، مقارنة مع المستويات الحالية البالغة دون 80 دولارا للبرميل.
كذلك تراجعت الأسعار، مع استمرار بعض التحديات الاقتصادية التي تواجه الصين داخليا، بصدارة أزمة العقارات، والتي أثرت على مفاصل الاقتصاد ككل. الصين، هي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، بأكثر من 10 ملايين برميل يوميا، وهي ثاني أكبر مستهلك بعد الولايات المتحدة، بمتوسط يومي 14.5 مليون برميل.
كذلك، أضافت التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة على سلع صينية، نهاية الشهر الماضي، مزيدا من الضغوط على طلب الخام من جانب الصين.
هذه العوامل مجتمعة، ضغطت على الأسعار، وتجاهلت قرار التحالف بتمديد اتفاقية خفض الإنتاج، ما يعني أن استمرار الأسعار عند المستويات الحالية، قد يدفع التحالف لتغير سياسته الحالية، نحو بنود جديدة أكثر تشدداً.
سبب آخر دفع الأسعار إلى التراجع، يتعلق بالخفض الطوعي للإنتاج البالغ 2.2 مليون برميل يوميا، وهو قرار التحالف إلغاء الخفض الطوعي لإنتاج النفط بشكل تدريجي على أساس شهري بداية من أكتوبر(تشرين أول) المقبل وحتى سبتمبر(أيلول) 2025، في إطار السعي لاستقرار سوق النفط العالمية. وعانت أسعار النفط على مدى الشهرين الماضيين من تراجع ملحوظ، مع هدوء التوترات الجيوسياسية وإشارات تباطؤ الطلب على الخام، خاصة مع الأزمات التي يشهدها اقتصاد الصين في الآونة الأخيرة.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط تقفز بأكثر من 12% عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران
قفزت أسعار النفط أكثر من 12 % في أعقاب هجوم شنه الطيران الحربي الإسرائيلي -فجر اليوم الجمعة- واستهدف مواقع في العاصمة الإيرانية.
وتخشى الأسواق تصعيدا في المنطقة واضطرابات كبيرة في إمدادات النفط بعد الضربة الإسرائيلية على مواقع عسكرية ونووية في إيران.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الدينار العراقي ينخفض مقابل الدولار بختام تعاملات الأسبوعlist 2 of 2تراجع سوق الأسهم والسندات الإسرائيلي على خلفية المخاوف الأمنيةend of listوصعدت العقود الآجلة لخام برنت فوق 77 دولارا قبل أن تقلص مكاسبها قليلا.
وقفز سعر خام برنت إلى نحو 75 دولارا للبرميل بارتفاع 8.2%، في حين صعد الخام الأميركي 8.5% إلى 73.8 دولارا للبرميل عند الساعة 5:18 بالتوقيت العالمي.
وقال سول كافونيك، كبير محللي الطاقة في "إم.إس.تي ماركي": "لقد زاد الهجوم الإسرائيلي على إيران من علاوة المخاطر".
وتوقع أن يؤدي تصاعد الصراع إلى تأثر إمدادات النفط بشكل ملموس، مشيرا إلى أن طهران قد تُعيق ما يصل إلى 20 مليون برميل يوميا من إمدادات النفط عبر هجمات على البنية التحتية أو تقييد المرور عبر مضيق هرمز في سيناريوهات قصوى.
لا ضرر بمصافي النفط الإيرانية
في غضون ذلك أعلنت وزارة النفط الإيرانية أن الهجوم الإسرائيلي لم يلحق أي ضرر بالمصافي والمستودعات الرئيسية للنفط.
وقالت الوزارة في بيان لها "لم يلحق أي ضرر بمنشآت التكرير وخزانات النفط في البلاد، وتستمر حاليا أنشطة هذه المرافق وإمدادات الوقود في كافة أنحاء البلاد من دون انقطاع".
إعلانوتجاوزت تأثيرات الضربة الإسرائيلية أسواق النفط لتشمل حركة الطيران، في وقت أعلن فيه كل من الأردن والعراق وإسرائيل إغلاق المجال الجوي مؤقتا بسبب تصاعد التوتر بالمنطقة.
وأعلنت شركة الاتحاد للطيران إلغاء رحلتين بين أبو ظبي وتل أبيب وتأجيل مغادرة 4 رحلات أخرى، في حين علقت فلاي دبي الإماراتية رحلاتها إلى عَمان وبيروت ودمشق وإيران وإسرائيل.
وتم وقف القطار الخفيف في القدس وتل أبيب حتى إشعار آخر، بحسب ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية.
كما أعلن مطار دلهي تأثر مواعيد بعض الرحلات الجوية بسبب التطورات في المجالات الجوية لإيران والعراق وحولهما.
من جانبها تأثرت أسواق آسيا بتداعيات الضربة الإسرائيلية حيث انخفض المؤشر نيكاي الياباني 1.5% وتراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.28%.
وفي كوريا الجنوبية انخفض المؤشر القياسي للأسهم بأكثر من 1% في التعاملات المبكرة، بعد 7 جلسات من المكاسب، كما تراجع الوون وسط عزوف عن المخاطرة.