#سواليف

عند مشاهدة هذه الأشكال السوداء متوزعةً عبر الطبيعة الصحراوية في مدينة #العلا_السعودية، ستعتقد للحظات أنها سقطت من السماء. لكنها في الواقع تُحاكي الأجسام الغريبة التي حيّرت أحد المستكشفين قديمًا في سلطنة عُمان.

Credit: Monira Al Qadiri ما قصّتها؟

في ثلاثينيات القرن العشرين، عبر المستكشف البريطاني، هاري سانت جون فيلبي، مساحة شاسعة من صحراء الربع الخالي بحثًا عن أطلال مدينة قديمة، تُعرف بـ”أطلنطس الرمال”.

وكان قد سمع قصصًا عن ثقافة عظيمة ازدهرت هناك ذات يوم، حيث بُنيت فيها القصور والقلاع، وعاش سكانها حياة مترفة.

مقالات ذات صلة 60 ثانية على الكارثة.. مشهد يحبس الأنفاس في مطار مشهور (فيديو) 2024/06/10

وبحسب ما ذكرته المعتقدات القديمة، دُمرت المدينة، ولم يتبق سوى لآلئ سوداء محترقة لقلائد السيدات اللاتي عشن هناك.

Credit: Monira Al Qadiri

رغم أن رحلة فيلبي كانت شاقّة ومنهكة، إلّا أنه نجح بالوصول إلى موقع المدينة أخيرًا.

وهناك، تفاجأ المستكشف البريطاني بعدم وجود أي أطلال قديمة. ورأى فقط عدة حفر ضخمة في الأرض، اعتقد أنها بركانية.

شعر فيلبي بخيبة أمل كبيرة. وقبل عودته إلى المنزل، التقط بعض حبّات “الخرز” السوداء المنتشرة على الأرض، حيث عرضها على أحد المُختصّين بالمتحف البريطاني في لندن. وأخبره حينها أن الآلئ هي في الواقع #نيازك من #الفضاء الخارجي. 

وبعد ذلك، أطلق عليها فيلبي اسم “لآلئ وأبار”، نسبة إلى موقع “أوبار” حيث وجدها. 

Credit: Monira Al Qadiri

وأصبحت هذه الفكرة هي أساس مشروع الفنانة الكويتية، منيرة القديري، والذي يُعرف باسم “W.A.B.A.R”، أي “و.أ.ب.أ.ر”.

واستُوحيت أشكال المنحوتات، وهي مصنوعة من البرونز المصبوب المُجوّف مع طبقة “باتينا” سوداء ولامعة، من نيازك حقيقية. 

وتواجدت في طبيعة صحراوية، حتى تبدو كأنها سقطت من السماء.

وقالت القديري: “أردت أن أُثير مشاعر الدهشة والغموض ذاتها التي شعر بها الأشخاص عند مصادفتهم للآلئ أول مرّة”.

Credit: Monira Al Qadiri

وعلى مدار اليوم، تبدو المنحوتات مختلفة تمامًا، حيث تنعكس البيئة المحيطة على أسطحها اللامعة.

وحازت على إعجاب العديد من متابعي الفنانة الكويتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن هناك الكثير من القصص التاريخية التي لا يعرفها الناس.

Credit: Monira Al Qadiri مدينة “أوبار” المفقودة

وظلّت قصة مدينة أوبار المفقودة طوال قرون أكبر أسرار الشرق الأوسط الغامضة، بحسب ما ذكرته وزارة السياحة العُمانية.

ويُرجع الباحثين تاريخ بناء هذه المدينة إلى ما قبل 5 آلاف عام، وقد لعبت دوراً بارزاً في الماضي. وطوال قرون ماضية، استحوذ لغز أوبار على أذهان المستكشفين وعلماء الآثار.

وبحسب وزارة السياحة العُمانية، هناك عدة حملات خرجت بحثاً عن المدينة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، واستمر البحث والتنقيب حتى أواخر عام 1991، وقد تمت الاستعانة بوكالة الفضاء الأمريكية للتصوير عبر الأقمار الاصطناعية، حيث تم اكتشاف مدينة كاملة دُفنت تحت الرمال.

Credit: Monira Al Qadiri “و.أ.ب.أ.ر” في السعودية

وتم رفع الستار عن عمل القديري في معرض “صحراء X العلا” 2024.

ويُذكر أنه يدعو الفنانين لتوظيف حسّهم الإبداعي في إظهار ما لا يُمكن رؤيته بالعين المجرّدة، وتوصيل الأفكار التي يصعب على اللسان التعبير عنها. 

ووفقًا للموقع الإلكتروني “Experience Al Ula”، بحث المبدعون المشاركون في الموسم الثالث عن المعاني المخفية في الطبيعة الخلابة، والأسرار المختبئة بين التضاريس الصحراوية المهيبة، وتجسّدت رؤيتهم المبتكرة في مجموعة أعمال فنية استضافتها ثلاث وجهات ساحرة في العُلا.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف العلا السعودية نيازك الفضاء

إقرأ أيضاً:

كريم وزيري يكتب: صُنع في السماء السابعة

ليست عقيدة الجيوش نصوصًا جامدة تُحفظ في الأدراج، ولا شعارات تُرفع في المناسبات، بل هي روح تسكن المقاتل، ومنهج تفكير يسبق السلاح، وإيمان راسخ بأن حماية الدولة مسؤولية لا تقبل المساومة، وعندما نتأمل عقيدة الجيش المصري، ندرك أننا أمام مدرسة خاصة، صُنعت عبر آلاف السنين، وتبلورت بتجارب قاسية، حتى باتت أقرب إلى منظومة قيم وطنية شاملة، يمكن القول إنها صُنعت في السماء السابعة، حيث يلتقي الواجب بالإيمان، والانضباط بالوعي، والقوة بالحكمة.

الجيش المصري ليس وليد اللحظة، ولا نتاج مرحلة سياسية بعينها، بل هو امتداد تاريخي لدولة عرفت معنى التنظيم العسكري قبل أن تُعرف الجغرافيا الحديثة، من جيوش الفراعنة التي حمت مصر علي مر العصور.

العقيدة القتالية للجيش المصري تقرم على مبدأ واضح لا لبس فيه جيش للدفاع لا للعدوان، وهذا المبدأ ليس مجرد توصيف دبلوماسي، بل قاعدة حاكمة لكل ما يُبنى عليه الجيش من تدريب وتسليح وانتشار، فالقوة هنا ليست استعراضًا، وإنما ردع، والجاهزية ليست تهديدًا، بل طمأنة، والرسالة الأساسية هي أن مصر لا تبدأ حربًا، لكنها لا تسمح أبدًا بفرضها عليها.

اللافت في العقيدة المصرية أنها لا تفصل بين الأمن القومي بمعناه العسكري، والأمن الشامل بمعناه الاجتماعي والاقتصادي، فالجندي الذي يحمل السلاح على الحدود، هو ذاته ابن هذا الشعب، الخارج من بيئته، العارف بقيمه وتقاليده، والمدرك أن حماية الوطن تعني أيضًا حماية استقراره ووحدته، ومن هنا جاء الارتباط الوثيق بين الجيش والمجتمع، وهو ارتباط لم تصنعه الدعاية، بل صاغته التجربة، ورسخته اللحظات الفارقة في تاريخ الدولة.

وفي قلب هذه العقيدة تقف فكرة الجاهزية الدائمة، فالجيش المصري لا ينتظر الخطر حتى يتحرك، بل يبني قدراته على افتراضات متعددة، وسيناريوهات متغيرة، وبيئة إقليمية مضطربة، لذلك كان التنوع في مصادر التسليح، والتوازن بين الأفرع الرئيسية، والتحديث المستمر للقدرات، انعكاسًا طبيعيًا لعقيدة تؤمن بأن الاستقلال في القرار العسكري لا يتحقق إلا بالقدرة على الحركة بحرية، دون ارتهان لطرف أو مدرسة واحدة.

لكن السلاح وحده لا يصنع عقيدة، ما يصنعها حقًا هو الإنسان، والمقاتل المصري هو حجر الزاوية في هذه المنظومة، يُربى منذ لحظة دخوله المؤسسة العسكرية على الانضباط، واحترام التسلسل، والإيمان بأن ما يقوم به ليس وظيفة، بل رسالة، ولهذا لا تُقاس كفاءة الجندي فقط بقدرته على تنفيذ الأوامر، بل بوعيه بطبيعة المرحلة، وإدراكه لحساسية الدور الذي يؤديه.

العقيدة المصرية تبرز بوضوح في تعامل الجيش مع التحديات غير التقليدية، وعلى رأسها الإرهاب، فهنا لم يكن الحل أمنيًا صرفًا، بل مقاربة شاملة، تمزج بين القوة العسكرية، والعمل الاستخباري، والتنسيق مع مؤسسات الدولة الأخرى، فالمعركة لم تكن ضد جماعات مسلحة فقط، بل ضد فكر، ومحاولة لاختراق الدولة من الداخل، وهو ما كشف مرونة العقيدة وقدرتها على التكيف دون التفريط في الثوابت.

كما أن العلاقة بين القيادة والجنود تمثل أحد أهم ملامح هذه العقيدة، فهي علاقة تقوم على الثقة المتبادلة، والوضوح، وتحمل المسؤولية، القيادة هنا لا تُدار من أبراج عاجية، بل من الميدان، حيث القرار مرتبط بالواقع، والإنسان حاضر في كل معادلة، وربما كان هذا ما منح الجيش المصري قدرته على الصمود في لحظات الضغط، والعبور من أزمات معقدة دون انكسار.

وحينما نقول إن هذا الجيش صُنع في السماء السابعة، فالمقصود ليس المبالغة، بل الإشارة إلى تلك المنطقة العليا التي تلتقي فيها الأرض بالسماء، والواجب بالعقيدة، والسلاح بالإيمان. 

مقالات مشابهة

  • كأنك لم تخسر شيئا..منة عرفة تثير الجدل برسالة غامضة
  • بالدانتيل الشفاف.. ريم سامى تخطف الأنظار بإطلالة سوداء
  • التقلبات الجوية.. تعليق الدراسة في 36 مدينة ومحافظة بالسعودية حتى الآن
  • كريم وزيري يكتب: صُنع في السماء السابعة
  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • مصرع عامل سقطت عليه سيارة نقل أثناء العمل بالدقهلية
  • النعيمات بغرفة التدريب: “بالروح الكأس ما بروح”
  • إليكم 23 صورة من ملف إبستين وترامب وبيل كلينتون وبيل غيتس التي كُشف عنها الجمعة
  • مصرع شخص سقطت به شرفة المنزل وإصابة 4 آخرين
  • دراسة: الحسابات المزيفة على الإنترنت تحول المعلومات المضللة إلى سوق سوداء مزدهرة