هل يقبل جعجع بطرح فرنجية الرئاسي؟
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
ما طرحه رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية في الذكرى الـ 46 لحادثة اهدن 1978 لا يمكن وضعه إلاّ في خانة الطروحات الرئاسية المتقدّمة، والتي تتخطّى في وضعيتها الراهنة ما يحاول الآخرون طرحه من مبادرات لم تلامس الواقع، وإن كانت النوايا التي تحرّك كل هذه المبادرات أكثر من حسنة. فالمبادرات التي طرحتها كتلة "الاعتدال الوطني"، ومن بعدها كتلة "اللقاء الديمقراطي"، وأخيرًا وليس آخرًا الحركة التي بدأها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل من "بكركي"، ويستكملها اليوم في "عين التينة" وفي "الصيفي"، لم تبلغ مرحلة التسمية المباشرة كما فعل مرشح "الثنائي الشيعي" بالأمس من أهدن، الذي ذهب بعيدًا في طرحه الرئاسي، الذي هو البديل الوحيد من الحوار المرفوض من قِبل البعض، والتوافق على سّلة كاملة، والذي يقول بالذهاب الى انتخابات بين الخيارين السياسيين الأساسين في البلد، على أن يمثل هو والدكتور سمير جعجع المنافسين السياسيين على هذا الصعيد، "ومنهنّي يللي بيربح"، وقال: "شو منكون عملنا بالهالطريقة؟ منكون ردينا الاعتبار للانتخابات الرئاسية ولمعركة الرئاسة ولهيبة الرئاسة ومنكون احترمنا حالنا كموارنة.
فهذا الخيار الجديد في السباق الرئاسي سيفتح حتمًا صفحة جديدة من البحث الجدّي لدى الجميع؛ من جهة، لدى قوى "ممانعة" موحدّة إلى حدّ كبير تحت عباءتي "حزب الله" وحركة "أمل"، والتي تمكّنت في آخر جلسة انتخابية من تأمين 51 صوتًا لفرنجية، المرشح الوحيد لهذه القوى، بالأمس واليوم وغدًا، وأيًّا تكن الظروف السياسية وطبيعة المرحلة، ومن جهة ثانية، لدى قوى "معارضة" غير موحدّة بما يكفي لتبنّي ما طرحه فرنجية من حصر الانتخابات الرئاسية بينه وبين جعجع.
وفي رأي بعض الأوساط السياسية فإن طرح فرنجية، وإن بدا للوهلة الأولى متقدّمًا من حيث المضمون والشكل، سيحرج قوى "المعارضة"، التي سبق لها أن توافقت على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، وبالأخصّ "التيار الوطني الحر"، الذي سيرفض رفضًا قاطعًا وجازمًا هذا الخيار بكل مضامينه لسبب وحيد، وهو أن النائب باسيل لا يزال يعتبر نفسه المرشح الطبيعي الأكثر تمثيلًا للمسيحيين واللبنانيين.
أمّا "القوات اللبنانية"، والتي تتحرّك واقعيًا من خلال تحرّكها الرئاسي، فترى، وفق ما يقول مقرّبون من "معراب"، في ما تقدّم به فرنجية قولًا حقًّا يُراد به باطلًا، وهو يهدف إلى شرذمة صفوف "المعارضة" بوضعيتها الراهنة أكثر مما هي عليه، خصوصًا أنه سبق لأكثر من قيادي قواتي أن أكد في أكثر من مناسبة أن "القوات" ترى ترشيح الدكتور جعجع هو الأكثر ملاءمة لوضعية لبنان الغارق حتى أذنيه في كمّ هائل من المشاكل والتعقيدات، لكنها رأت أن ترشيح النائب ميشال معوض في مرحلة أولى، ومن ثم الوزير السابق جهاد أزعور، قد يخدم القضية التي على أساسها كان هذان الترشيحان أفضل مما لو طُرح اسم الدكتور جعجع، وذلك نظرًا إلى عدم الاجماع اللبناني على اسمه في الظروف الراهنة.
فهذا ما يعرفه سليمان فرنجيه، ومعه بالطبع الرئيس نبيه بري والأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذين يقرأون جيدًا في كتاب الواقع السياسي في لبنان. وإذا كان جعجع مرفوضًا من قِبل الثنائي الشيعي"، فإن فرنجية غير مقبول من قِبل قوى "المعارضة"، وبالأخصّ من قِبل "القوات" و"التيار الوطني"، وحزب "الكتائب اللبنانية"، على أن يبقى موقف كل من كتلتي "اللقاء الديمقراطي" و"الاعتدال الوطني" وعدد من النواب "التغييريين" و"المستقلين" بيضة القبان في كل استحقاق رئاسي من ضمن معادلة 51 و59 ، أو معادلة 20 في المئة و80 في المئة، أو 60 في المئة أو 40 في المئة، لهذه الجهة السياسية أو لتلك.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی المئة من ق بل
إقرأ أيضاً:
واشنطن تشير إلى إحراز "تقدم جوهري" في المحادثات التجارية مع الصين
تحدث الجانب الأميركي عن إحراز « تقد م جوهري » في نهاية محادثات مع الصين استمر ت يومين وعقدت في جنيف في إطار السعي إلى خفض التوترات التي أج جتها الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في تصريح مقتضب لصحافيين عقب محادثات مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ « أحرزنا تقد ما جوهريا ».
من جهته، شد د الممثل التجاري الأميركي جاميسون غرير على أن الخلافات بين الجانبين « ليست كبيرة بالقدر الذي كنا نتصور ».
ولم ي جب بيسنت ولا غرير على أي سؤال، وقد لفت الأول إلى أن تفاصيل خطة قيد المناقشة ستقد م الإثنين.
في معرض تعليقه السبت على المحادثات، بدا كأن ترامب يسعى إلى عود على بدء، بعدما فرض رسوما جمركية باهظة على صادرات صينية إلى الولايات المتحدة بمئات مليارات الدولارات. وهو ما استدعى ردا بالمثل من جانب بكين.
ووصف ترامب المحادثات في جنيف بأنها « جيدة جدا » واعتبرها « إعادة ضبط كاملة جرى التفاوض عليها بطريقة ودية لكن بناءة ».
وأوضح في منشور على منصة تروث سوشال مساء السبت « نريد أن نرى انفتاح الصين على الأعمال التجارية الأميركية، لصالح كل من الصين والولايات المتحدة »، مضيفا « تم إحراز تقدم كبير ».
وقال نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ الأحد للصحافيين في جنيف إن واشنطن وبكين ات فقتا على إنشاء « آلية تشاور » في ملف التجارة.
وأوضح الممثل التجاري للصين لي تشينغانغ أن الآلية ستتيح التواصل في ما يت صل بالتجارة والمسائل التجارية.
وعكس التمثيل الرفيع للبلدين في المحادثات أهمية هذا التواصل بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
وعقدت المحادثات المغلقة في مقر إقامة الممثل الدائم لسويسرا لدى الأمم المتحدة في جنيف على ضفاف بحيرة ليمان.
وقال الخبير الاقتصادي في سيتي غروب ناثان شيتس لوكالة فرانس برس « تعكس هذه المفاوضات حقيقة أن وضع العلاقات التجارية، مع هذه الرسوم الجمركية المفروضة، ليست في صالح الولايات المتحدة، ولا في صالح الصين ».
وتمثل المحادثات أول لقاء مباشر بين مسؤولين رفيعي المستوى في البلدين منذ فرض ترامب الشهر الماضي تعرفات إضافية وصلت إلى 145 في المئة على السلع الواردة من الصين، إضافة إلى الرسوم المفروضة في الأساس.
ورد ت بكين التي تعه دت محاربة رسوم ترامب الجمركية « حتى النهاية »، من خلال فرض رسوم بنسبة 125 في المئة على المنتجات الأميركية.
ونتيجة لذلك، تراجع التبادل التجاري بشكل ملحوظ بين البلدين، كما شهدت الأسواق العالمية اضطرابات قوية.
واعتبر شيتس أن « فرض مثل هذه التعرفات الجمركية طرح خاسر للطرفين ».
والجمعة، أبدى ترامب ني ته التهدئة باقتراحه خفض الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية، من 145 في المئة إلى 80 في المئة.
لكن سرعان ما أشارت المتحدثة باسمه كارولاين ليفيت إلى أن واشنطن لن تخفض تعرفاتها الجمركية من جانب واحد، وأن على الصين تقديم تنازلات أيضا.
واعتبر غاري هوفباور من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي أن مجرد عقد المباحثات « يعد خبرا جيدا للتجارة والأسواق المالية »، لكنه أعرب مع ذلك عن « شكوكه الكبيرة بشأن عودة العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة إلى وضعها الطبيعي ».
وأكد أن « الرسوم الجمركية البالغة 145% باهظة جدا »، مضيفا أنه حتى لو تم خفضها إلى 70 أو 80% بحسب ما ي طرح حاليا، فإن مستوى المعاملات بين البلدين سينخفض إلى النصف.
ودخلت الصين المباحثات مدفوعة بإعلانها الجمعة ارتفاع صادراتها بنسبة 8,1 في المئة في نيسان/أبريل، أي أعلى بأربع مرات مما توقعه المحللون، بينما تراجعت صادراتها إلى الولايات المتحدة بحوالى 18 في المئة.