مدعي الجنائية الدولية يعرب عن "قلق بالغ" إزاء العنف في دارفور
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
الخرطوم- اعرب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الثلاثاء 11يونيو2024،عن "قلقه البالغ" ازاء العنف في إقليم دارفور الشاسع غرب السودان، وحثّ الشهود هناك على ارسال أدلة إلى مكتبه تساعده في التحقيق بشأن الجرائم الدولية.
وتدور حرب في السودان منذ منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
وفي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور والحاضرة الدارفورية الوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم التي لم تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، تدور اشتباكات عنيفة منذ الأسبوع الأول من أيار/مايو بين طرفي الحرب، ما وضع قرابة 800 ألف شخص من السكان تحت حصار شديد.
وقال خان في بيان "أشعر بقلق بالغ إزاء ادعاءات بارتكاب جرائم دولية واسعة النطاق في الفاشر والمناطق المحيطة بها".
وأضاف أن الأدلة التي تم جمعها حتى الآن "تُظهر على ما يبدو أن الادعاءات بشأن هجمات ضد المدنيين تعد ذات مصداقية ومتكررة ومتوسعة ومستمرة".
وبحسب منظمة أطباء بلا حدود الاغاثية، "قُتل ما لا يقل عن 192 شخصاً وأصيب أكثر من 1230 منذ العاشر من أيار/مايو في الفاشر".
وتستمر المعارك العنيفة في مدينة الفاشر على الرغم من دعوات أممية متكررة للطرفين المتحاربين الى تجنيبها القتال.
وتعد الفاشر مركزا رئيسيا للمساعدات في الإقليم الواقع في غرب السودان حيث يقطن ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة.
والاثنين أعلنت منظمة أطباء بلا حدود اغلاق آخر مستشفى كان لا يزال قيد الخدمة في الفاشر بعد هجوم شنته قوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة على هذه المدينة الرئيسية في دارفور، وفق ما أعلنت منظمة أطباء بلا حدود.
وأشار خان إلى إن هناك أدلة أظهرت "على ما يبدو استخداما واسع النطاق للاغتصاب وأشكال العنف الجنسي الأخرى"، إلى جانب الهجمات ضد المستشفيات.
وقال "من المثير للغضب أن نسمح للتاريخ بأن يعيد نفسه مرة أخرى في دارفور"، مضيفا "لا يمكننا ولا يجب أن نسمح بأن تصبح فظائع دارفور في طي نسيان العالم مرة أخرى".
وحثّ خان من يتواجد في الفاشر أو المناطق المحيطة على "إرسال أي معلومات ذات صلة إلينا على منصتنا المخصصة والآمنة، أو تي بي لينك"
أسفرت الحرب في السودان حتى الآن عن مقتل عشرات الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.
لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى "150 ألفا" وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.
كما دفعت الحرب إلى ازدياد عدد النازحين في الداخل ليقترب من 10 ملايين شخص، ووصفت منظمة الهجرة الدولية الوضع بأنه استمرار لـ"أسوأ أزمة نزوح داخلي في العالم".
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
ثمانية قتلى في قصف للدعم السريع على ملجأ في دارفور بالسودان
الخرطوم- قتل ثمانية أشخاص في قصف لقوات الدعم السريع استهدف ملجأ يحتمي به عشرات الأهالي في مدينة الفاشر بشمال دارفور غرب السودان، حسبما أفاد مصدر طبي الخميس 10 يوليو 2025.
وتحتدم المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط الفاشر التي تحاصرها الأخيرة منذ أكثر من عام في محاولة لإحكام السيطرة عليها.
وقال طبيب في مستشفى الفاشر التعليمي تحدث لوكالة فرانس برس عبر الأقمار الصناعية لتخطي انقطاع الاتصالات "قُتل ثمانية مدنيين جراء قصف الدعم السريع ملجأ يحتمي بها المواطنون بواسطة طائرة مسيرة ليل الثلاثاء".
وطلب الطبيب عدم ذكر اسمه بسبب استهداف الكوادر الطبية بشكل متكرر.
وتنتشر في الفاشر ملاجئ حفرها سكان المدينة أمام المنازل للاحتماء بها من الهجمات المتكررة.
وقال شاهد لفرانس برس إن الملجأ الذي تعرض للقصف الثلاثاء "كان يحتمي به عشرات الأشخاص".
وحذرت الأمم المتحدة مرارا من معاناة سكان الفاشر الذين يعيشون في ظل اشتباكات دامية، مع تدهور البنية التحتية ونقص شديد في الموارد الغذائية والمياه النظيفة والوقود.
وانقطعت الاتصالات في مناطق واسعة من إقليم دارفور منذ سيطرة الدعم السريع عليها عام 2023.
وتكثف الدعم السريع هجماتها على الفاشر ومخيمات اللجوء المحيطة بها التي تعاني المجاعة، منذ خسارتها السيطرة على العاصمة الخرطوم في آذار/مارس.
وتحاصر الدعم السريع الفاشر منذ أيار/مايو من العام الماضي.
ولا تزال الفاشر المدينة الرئيسية الوحيدة بإقليم دارفور الشاسع الواقعة تحت سيطرة الجيش بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء الإقليم.
وأفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، وهي شبكة من المتطوعين تعمل في توصيل المساعدات، بأن القصف لم يتوقف على المدينة طوال يوم الأربعاء.
- على شفا المجاعة -
وبحسب الأمم المتحدة، يعاني 40 في المئة من الأطفال دون الخامسة في الفاشر من سوء التغذية الحاد، بينهم 11 بالمئة يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.
ووفقا لأحدث تقديرات الأمم المتحدة، يعيش مليون شخص في شمال دارفور على شفا المجاعة.
وتفيد مصادر إغاثية فرانس برس باستحالة إعلان المجاعة بشكل رسمي بسبب انعدام المعلومات الدقيقة.
ومنذ بداية الحرب، نزح نحو 780 ألف شخص من الفاشر، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
وبين نيسان/أبريل وأيار/مايو، نزح أكثر من نصف مليون من مخيمات اللجوء المحيطة بالمدينة، إثر هجمات عنيفة لقوات الدعم السريع.
وأسفرت الحرب التي دخلت عامها الثالث عن مقتل عشرات الآلاف وتسببت في أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم وفقا للأمم المتحدة.
ونزح داخل السودان أكثر من 10 ملايين شخص بينما تستضيف دول الجوار أكثر من 4 ملايين نزحوا إلى خارج السودان.
وتقدر الأمم المتحدة أن 20 في المئة من بين 10 ملايين من النازحين داخليا في السودان يعيشون في شمال دارفور.