غارديان: ثلاثة سيناريوهات محتملة لانتخابات ماكرون المفاجئة
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
قالت صحيفة "غارديان" البريطانية إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يجد نفسه محاصرا ببرلمان منقسم، قد يبطئ بدعوته المفاجئة لانتخابات برلمانية جديدة صعود اليمين المتطرف، وربما لا ينجح في ذلك.
ورأت الصحيفة -في تقرير بقلم مراسلها في أوروبا جون هينلي- أن هناك عدة أمور وراء مقامرة ماكرون الخطيرة، عددت منها تدني شعبيته قبل 3 سنوات من نهاية فترة ولايته الثانية، وإصابة برلمانه بالشلل، مما اضطر الحكومة لاتباع أدوات دستورية غير مرغوبة لتمرير تشريعات لا تحظى بشعبية.
ويسعى ماكرون، من خلال هذه الدعوة، لإرغام حزب اليمين المتطرف –حزب التجمع الوطني– على مواجهة حقيقية، وإبطاء زخمه التصاعدي، مشيرا إلى أن الانتخابات الوطنية ليست مثل الانتخابات الأوروبية، التي حصلت فيها قائمة التجمع الوطني على 32% من أصوات الفرنسيين، مقابل 15% للقائمة الموالية للرئيس.
علاوة على ذلك، يبدو أن ماكرون يحسب أنه إذا تمكن من إضفاء طابع درامي على الاختيار الذي يواجه الفرنسيين، سوف يخيفهم، وبالفعل قال: "في كل انتخابات تصوتون لهم بأعداد أكبر. والآن حان الوقت لتقرروا، هل تريدون حقا أن يحكمكم اليمين المتطرف؟".
وقدمت الصحيفة 3 سيناريوهات محتملة لمقامرة ماكرون:
السيناريو الأولمع أن مستشاري ماكرون يصرون على أنهم يخوضون هذه الانتخابات من أجل الفوز، ويعتقدون أن مشاركة الرئيس شخصيا في الحملة ستعطيهم الأغلبية، فإن الأمر لا يبدو كما يتوقعون هذه المرة بسبب التغيرات الكثيرة.
ولا ترى الصحيفة أن تنجح المناشدة العاطفية بالقيم الديمقراطية والجمهورية في مواجهة حزب يميني متطرف مناهض بشدة لأوروبا وموال لموسكو، ومعاد للمهاجرين وسلطوي، لأن اليمين المتطرف أصبح الآن طبيعيا إلى حد كبير في جميع أنحاء أوروبا.
السيناريو الثاني
كان عديد من نشطاء حزب الجبهة الوطنية متحمسين، عندما قال ماكرون إنه سيحل الجمعية الوطنية -البرلمان- وذلك لاعتقادهم أنهم قادرون على الفوز بالأغلبية المطلقة من مقاعد البرلمان البالغة 577 مقعدا، ومن ثم حصولهم على منصب رئيس الوزراء الذي أعلن رئيس قائمتهم جوردان بارديلا استعداده لشغله.
ورغم أن هذا يبدو بالنسبة لليبراليين بمثابة كابوس، فإن بعض المحللين يرون أن ماكرون على وعي بذلك، وهو يتصور أن التعايش سيظهر أن حكومة يرأسها بارديلا، لن تكون قادرة على أداء مهامها في مواجهة الحقائق الصعبة التي تعيشها البلاد، وسيكون هو، ماكرون، بالطبع جالسا في قصره بالإليزيه يشير إلى عثرات الحكومة.
ومع ذلك، ترى الصحيفة أن حزب الجبهة الوطنية أثبت انضباطه في المعارضة، وسوف يكون البرلمان الذي يسيطر عليه مسؤولا فعليا عن قسم كبير من عملية صنع السياسات الداخلية الفرنسية كالمعاشات وإعانات البطالة والتعليم والضرائب ومتطلبات الهجرة والجنسية، والتوظيف، لأنها من اختصاصات البرلمان والحكومة.
السيناريو الثالثيعتقد أغلب المحللين أن السابع من يوليو/تموز سوف يتمخض عن برلمان زاد فيه حزب لوبان عدد أعضائه من دون أن يتمتع بأغلبية مطلقة، وأن الرئيس الحر، نظريا، في تعيين من يريده رئيسا للوزراء، سيجب عليه اختيار شخص مقبول للبرلمان، لأن البرلمان قادر على فرض استقالة الحكومة.
وخلصت الصحيفة إلى أن ماكرون ربما يحاول البحث عن تحالفات مع تيار يمين الوسط أو يسار الوسط، لكن لا أحد يستطيع تخمين مدى نجاحه في ذلك، ولعل النتيجة الأكثر ترجيحا هي برلمان أكثر انقساما، وفي نهاية المطاف الوصول إلى طريق مسدود.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الیمین المتطرف
إقرأ أيضاً:
لمواجهة حرارة الصيف.. سيناريوهات الكهرباء والبترول لتأمين توفير الوقود لمحطات التوليد
مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتجه الأنظار إلى مدى قدرة الحكومة على تأمين التغذية الكهربائية للمواطنين والمؤسسات، في ظل زيادة متوقعة في الأحمال واستهلاك الطاقة.
وتتخذ الحكومة، ممثلة في وزارتي الكهرباء والطاقة المتجددة والبترول والثروة المعدنية، خطوات استباقية مكثفة لتجنب تكرار مشاهد الانقطاعات التي شهدتها بعض المناطق خلال أعوام سابقة، وذلك من خلال خطة عمل مشتركة تهدف إلى السيطرة وتوفير الوقود اللازم لمحطات التوليد وتحقيق استقرار الشبكة الموحدة.
في إطار هذه الجهود، استقبل الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، في مقر الوزارة بالعاصمة الإدارية، حيث عقد اجتماع موسع بحضور عدد من قيادات الوزارتين، منهم المهندسة صباح مشالي، والمهندس جابر دسوقي، والمهندس صلاح عبد الكريم، والمهندس ياسين محمد.
تناول الاجتماع مراجعة خطة الاستعداد لصيف 2025، والآليات المشتركة لتأمين الوقود اللازم، وتقييم سيناريوهات الأحمال القصوى المتوقعة، مع الإشارة إلى مؤشرات زيادة الطلب مقارنة بالعام الماضي.
أكد الدكتور محمود عصمت خلال الاجتماع أن هناك تنسيقًا دائمًا بين الجهات المعنية لتأمين التغذية الكهربائية، خاصة في أوقات الذروة، مشيرًا إلى أن الوزارة تواصل تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للطاقة التي تشمل تنويع مصادر التوليد، وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، وتطبيق تقنيات تخزين الطاقة، بالإضافة إلى مكافحة سرقات التيار التي تمثل عبئًا مفاجئًا على الشبكة وتؤثر على استقرار الخدمة.
وأضاف أن الوزارة تركز على تحسين جودة الخدمة ورفع كفاءة الأداء التشغيلي لكافة الشركات التابعة، إلى جانب تعزيز التواصل مع المواطنين لنشر ثقافة ترشيد الاستهلاك وتغيير أنماط التشغيل بما يحقق وفورات في استهلاك الوقود.
من جانبه، أكد المهندس كريم بدوي أن التنسيق بين وزارتي الكهرباء والبترول يجري على مدار الساعة لتأمين الوقود اللازم لمحطات التوليد، سواء من الغاز الطبيعي أو المازوت.
وأوضح أن هناك استعدادات فنية ولوجستية متكاملة، شملت تجهيز موانئ استقبال شحنات الغاز المستورد، ومد خطوط الأنابيب من ميناء العين السخنة لإعادة ضخ الغاز إلى الشبكة القومية، كما يجري العمل على توفير المازوت وفقًا للاحتياجات التي تحددها وزارة الكهرباء مسبقًا.
وشدد الوزير على أن فرق العمل المشتركة تعمل على وضع سيناريوهات مسبقة للتعامل مع الارتفاعات غير المتوقعة في درجات الحرارة والاستهلاك.
وفي إطار المتابعة الميدانية، أجرى الدكتور محمود عصمت زيارة مفاجئة إلى فرع شبكات وإيرادات القاهرة الجديدة التابع لشركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء، حيث تفقد سير العمل، واطلع على معدلات الطاقة المشتراة والمباعة، ونسب الفقد الفني والتجاري، وسرعة الاستجابة للبلاغات، ومستوى خدمة العملاء.
وأوضح الوزير خلال الجولة أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لإعادة بناء قطاع الكهرباء، ويجب أن ينعكس ذلك في مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين، مشيرًا إلى أن تحسين جودة التشغيل ورفع كفاءة استغلال الوقود يعد من أهم أولويات الوزارة في هذه المرحلة.
كما أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، توافر المهمات الكهربائية وقطع الغيار اللازمة لضمان استمرارية التشغيل وسرعة الاستجابة للأعطال، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على تعزيز المخزون الاستراتيجي من المهمات في جميع شركات التوزيع، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية أو التي تشهد زيادة مستمرة في الأحمال. ولفت إلى أن مخازن الشركات جرى تزويدها بالكوابل والمحولات والمفاتيح والمهمات الاحتياطية، ضمن خطة استباقية لمواجهة أي طوارئ قد تطرأ خلال فصل الصيف، بما يضمن سرعة التدخل وتفادي انقطاع التيار وتحقيق استقرار التغذية الكهربائية.
ورغم تأكيدات الحكومة بتوافر الوقود وجاهزية الشبكة، يبقى صيف 2025 اختبارًا حقيقيًا لقدرة منظومة الكهرباء على الصمود أمام الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة والاستهلاك، في ظل تحديات إقليمية وعالمية متعلقة بالطاقة.
وبينما تواصل الحكومة خططها للتطوير والمراقبة، يظل دور المواطن في ترشيد الاستهلاك شريكًا حاسمًا في عبور هذه المرحلة بسلام.
اقرأ أيضاًبحث: بطارية الملح يمكن أن تخزن حرارة الصيف للاستخدام الشتوي
ظاهرة جديدة.. وضع قوالب من الثلج على قبور الموتى للتغلب على حرارة الصيف «صور»