في تطور مثير للجدل ووسط تصاعد الانتقادات الدولية، كشفت تحقيقات إعلامية وشهادات من موظفين سابقين في "مؤسسة غزة الإنسانية"،  وهي مبادرة أمريكية-إسرائيلية لتوزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة، عن انتهاكات جسيمة بحق المدنيين الفلسطينيين، وصلت إلى حد وصفها بـ"جرائم حرب". 

وفضحت تقارير متعددة من قنوات عالمية مثل بي بي سي وسكاي نيوز وأسوشيتد برس تفاصيل "صادمة" حول ما يدور خلف جدران مواقع التوزيع التي يمنع الصحفيون من دخولها وتقع تحت سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي.

إطلاق نار وذخيرة حية

ففي مقابلة خاصة مع هيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي"، كشف أنتوني أجيلار، ضابط متقاعد من القوات الخاصة الأمريكية، عن مشاهداته خلال عمله ضمن فرق تأمين مواقع التوزيع التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية خلال شهري مايو ويونيو الماضيين.

وقال أجيلار: "شاهدت القوات الإسرائيلية تطلق النار على حشود المدنيين أثناء انتظارهم المساعدات. رأيت استخدام الذخيرة الحية، قذائف الهاون، ونيران الدبابات ضد المدنيين العزل".

وأكد أنه لم يشهد في حياته العسكرية هذا المستوى من "الوحشية واستخدام القوة المفرطة وغير الضرورية ضد مدنيين جائعين"، مشيرًا إلى أن ما رآه يمثل "جرائم حرب دون شك".

استهداف المدنيين عمدًا

وفي تقرير بثته قناة12 الإسرائيلية، ظهر موظف أمريكي آخر، خدم 25 عامًا في الجيش الأمريكي، تحدث عن حوادث مروعة، منها: إطلاق النار عمدًا تجاه الفلسطينيين بعد تسلمهم المساعدات، لإجبارهم على المغادرة، و رش رذاذ الفلفل الحار على رجل كان يلتقط إبرة من الأرض، بالإضافة إلي إلقاء قنبلة صوتية وسط حشد لتصيب امرأة مباشرة، فسقطت على الأرض فاقدة الوعي.

وقال الموظف: "هذه المراكز ليست إنسانية. إنها فخ موت. لا يمكن إصلاح هذا النظام، يجب وقفه فورًا." وأضاف أن مواقع التوزيع أقيمت في مناطق نائية، لا يسمح للفلسطينيين بالوصول إليها بالمركبات، مما يضطرهم لحمل أكياس المساعدات على الأقدام وسط مناطق قتال نشط، أحيانًا حفاة وبدون ماء.

وأشارت تقارير وكالة أسوشيتد برس إلى أن أفراد الحراسة الذين تم التعاقد معهم لحماية مواقع التوزيع هم في الغالب غير مؤهلين أو لم يخضعوا للفحص الأمني الكافي، وهم مسلحون بشكل مفرط ويتصرفون بتهور واضح.

وفي وقت سابق من يوليو الجاري، نقلت تقارير عن ضباط كبار في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي اعترافهم بأن بعض عمليات إطلاق النار على الفلسطينيين قرب مواقع التوزيع كانت "غير محسوبة وغير دقيقة"، وأسفرت عن إصابات بين المدنيين.

طباعة شارك غزة جرائم حرب إسرائيل الاحتلال مؤسسة غزة الإنسانية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة جرائم حرب إسرائيل الاحتلال مؤسسة غزة الإنسانية جرائم حرب

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تستدعي وفدها المفاوض.. هل تتوقف المحادثات؟

قالت وسائل إعلام إن إسرائيل استدعت، الخميس، وفدها المفاوض مع حركة حماس في الدوحة، بعد أن تلقت إسرائيل رد حماس على اقتراح هدنة الـ60 يوما.

اقرأ ايضاً10 جنود إسرائيلية حصيلة حدث أمني غير عادي في غزة

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "تقرّر إعادة فريق التفاوض إلى إسرائيل لمواصلة المشاورات"، مقدراً بحسب بيان له، "جهود الوسطاء، قطر ومصر، وجهود المبعوث (الأميركي ستيف) ويتكوف في السعي لتحقيق اختراق في المحادثات".

وأعلنت إسرائيل في وقت سابق أنها تدرس ردّ حماس على اقتراح الهدنة الذي يُناقَش في الدوحة منذ أكثر من أسبوعين. وأكدت الحركة، فجراً، في بيان على منصة "تلغرام"، أنّها سلّمت الوسطاء "ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار".

وجاء في بيان مقتضب صدر عن مكتب نتنياهو: "قدّم الوسطاء ردّ (حماس) إلى فريق التفاوض الإسرائيلي، وهو قيد الدرس حالياً".

من جانبه، نقل موقع "أكسيوس" الإخباري تلميحات عن مسؤول إسرائيلي حول "توقف المحادثات لفترة طويلة" بناء على استدعاء وفد التفاوض من الدوحة.

وأضاف الموقع أن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا ويتكوف رفض بلادهم لعدد الأسرى الذين تريد "حماس" إطلاق سراحهم من سجون إسرائيل ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.

في المقابل، قال مصدر رفيع المستوى في حركة "حماس" لوكالة "رويترز"، الخميس، إن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكن الأمر سيستغرق بضعة أيام بسبب ما وصفها بالمماطلة الإسرائيلية.

وأضاف المصدر أن رد "حماس" على مقترح وقف إطلاق النار الأحدث تضمن طلب بند يمنع إسرائيل من استئناف الحرب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال فترة الهدنة البالغة 60 يوماً، مشيراً إلى أن الرد يتضمن خرائط معدلة للانتشار العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة.

اقرأ ايضاًإلى أين وصلت مباحثات وقف إطلاق النار في غزة؟

ومنذ ثلاثة أسابيع يواصل وفدان من حماس وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة في الدوحة بوساطة قطرية ومصرية وأميركية؛ بهدف الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار.

وتشن إسرائيل حرب إبادة جماعية ضد قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر 2023 أسفرت عن استشهاد وجرح أكثر من 200 ألف فلسطيني في غزة فيما لا يزال آلاف تحت الأنقاض.

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند إسرائيل تستدعي وفدها المفاوض.. هل تتوقف المحادثات؟ انفجار يهز إدلب.. أكثر من 100 قتيل وجريح 10 جنود إسرائيلية حصيلة حدث أمني غير عادي في غزة أوزجان دينيز في قبضة أزمة مالية بسبب شقيقه: الفنانون أيضًا لا ينجون من مرارة العائلة شيرين رضا ترد بحسم على الانتقادات: الشتائم لا تعكس إلا أصحابها Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • أستاذ سياسة: التجويع الممنهج سلاح تستخدمه إسرائيل لإخضاع المدنيين
  • ضابط أميركي متقاعد لـبي بي سي: شاهدت جرائم حرب في غزة
  • المبعوث الأمريكي لسوريا يحذر من سيناريو مشابه لليبيا أو أفغانستان
  • كندا: منع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية لغزة انتهاك للقانون الدولي
  • إسرائيل تستدعي وفدها المفاوض.. هل تتوقف المحادثات؟
  • الاتحاد الأوروبي: ندعو إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء وضمان سلامة المدنيين واتخاذ خطوات فورية لمنع أي تحريض وخطاب طائفي آخر
  • تقارير عبرية تزعم هروب زوجة يحيى السنوار من غزة إلى تركيا
  • مسؤول أممي سابق: إسرائيل ترتكب أسوأ جرائم القرن الـ21
  • روبيو والصفدي يدعوان لتثبيت وقف النار وحماية المدنيين جنوب سوريا