التضخم المستمر يجبر "الفيدرالي" على تقليص خطط خفض الفائدة
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
من المرجح أن يعلن مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي اليوم الأربعاء رسميا ما كان واضحا لعدة أسابيع،وهو ثبات أسعار الفائدة دون تغيير، مع بقاء التضخم عند مستوى أعلى من هدفهم البالغ 2 %، فإنهم يخفضون توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة.
وفي مجموعة من التوقعات الاقتصادية الفصلية التي سيصدرونها بعد انتهاء اجتماعهم الأخير، من المتوقع أن يخفض صناع السياسة سعر الفائدة القياسي مرة أو مرتين فقط بحلول نهاية العام، بدلا من المرات الثلاث التي تصوروها في مارس.
عادة ما يكون لسياسات أسعار الفائدة التي يتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي تأثير كبير في تكاليف الرهون العقارية وقروض السيارات وأسعار بطاقات الائتمان وغيرها من أشكال الاقتراض الاستهلاكي والشركات. إن تخفيض توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة يعني أن تكاليف الاقتراض هذه من المرجح أن تظل مرتفعة لفترة أطول، وهو ما يمثل خيبة أمل لمشتري المنازل المحتملين وغيرهم.
ومع ذلك، فإن توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي الفصلية بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل ليست ثابتة بأي حال من الأحوال في الوقت المناسب. وكثيرا ما يراجع صناع السياسات خططهم لخفض أسعار الفائدة - أو رفعها - اعتمادا على كيفية تطور النمو الاقتصادي ومقاييس التضخم مع مرور الوقت.
ولكن إذا ظلت تكاليف الاقتراض مرتفعة في الأشهر المقبلة، فقد يكون لها أيضا عواقب على السباق الرئاسي. على الرغم من أن معدل البطالة منخفض عند 4 %، والتوظيف قوي والمستهلكون مستمرون في الإنفاق، فقد اتخذ الناخبون وجهة نظر سيئة بشكل عام للاقتصاد في عهد الرئيس جو بايدن.
ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن الأسعار لا تزال أعلى بكثير مما كانت عليه قبل تفشي الوباء. وتفرض معدلات الاقتراض المرتفعة عبئا ماليا إضافيا.
من المرجح أن تتأثر التوقعات الاقتصادية المحدثة لبنك الاحتياطي الفيدرالي، التي سيصدرها بعد ظهر الأربعاء، ببيانات التضخم الحكومية لشهر مايو التي سيتم نشرها في الصباح.
يظهر تقرير التضخم أن أسعار المستهلكين باستثناء تكاليف الغذاء والطاقة المتقلبة - ما يسمى بالتضخم الأساسي - ارتفاع بنسبة 0.3 % في الفترة من أبريل إلى مايو. سيكون هذا هو نفسه كما كان في الشهر السابق وأعلى مما يفضل مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي رؤيته.
ويعتقد أن معدل التضخم الإجمالي، الذي ظل منخفضا لانخفاض أسعار الغاز، قد ارتفع بنسبة 0.1 % فقط. وقياسا على العام السابق، من المتوقع أن ترتفع أسعار المستهلكين بنسبة 3.4 % في مايو، وهو نفس المستوى الذي كانت عليه في أبريل.
لقد انخفض معدل التضخم بشكل مضطرد في النصف الثاني من العام الماضي، الأمر الذي عزز الآمال في قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على تحقيق "الهبوط الناعم"، حيث يتمكن من التغلب على التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة من دون التسبب في الركود. ومثل هذه النتيجة صعبة ونادرة.
لكن التضخم جاء مرتفعا بشكل غير متوقع في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، ما أخر التخفيضات المأمولة في أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي وربما يعرض للخطر الهبوط الناعم.
في أوائل شهر مايو، قال رئيس البنك جيروم باول إن البنك المركزي يحتاج إلى مزيد من الثقة في أن التضخم يعود إلى هدفه قبل أن يخفض سعر الفائدة القياسي. وأشار باول إلى أن اكتساب هذه الثقة على الأرجح سيستغرق وقتا أطول مما كان يعتقده مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي في السابق.
وأوضح باول وغيره من صناع السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضا إنه ما دام بقي الاقتصاد في صحة جيدة، فإنهم لا يرون حاجة لخفض أسعار الفائدة قريبا.
يعتمد نهج بنك الاحتياطي الفيدرالي في سياسات سعر الفائدة بشكل كبير على التحول الأخير في البيانات الاقتصادية. في الماضي، كان البنك المركزي سيضع وزنا أكبر على تصوره للتضخم والنمو الاقتصادي في الأشهر المقبلة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: منازل يارا مستوى الناخبون الاستهلاك النمو الاقتصادي فصل الفائدة فترة الاحتياطي الفيدرالي بعد دون بدل سياسات السباق الرئاسي العقارية ملين صعبة نادر بنک الاحتیاطی الفیدرالی لخفض أسعار الفائدة ما کان
إقرأ أيضاً:
الإغلاق الحكومي الأمريكي يفاقم أزمة الوظائف ويكشف ضعف الجهاز الفيدرالي
واشنطن"أ.ف.ب": مرّت على مارك، الموظف الحكومي منذ أكثر من 20 عاما عدة إغلاقات حكومية في الماضي، إذ فشل الكونجرس مرارا في الاتفاق على الموازنة ليُجبَر بالتالي العديد من الموظفين الفدراليين على الحصول على إجازة موقتة غير مدفوعة.
لكن الإغلاق الحالي سيكون الأخير بالنسبة الى مارك الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل، بعدما قرر الاستقالة من وظيفته الحكومية.
يرى الموظف الخمسيني صاحب الخبرة الطويلة أن الإغلاق مختلف هذه المرة، منتقدا مساعي إدارة الرئيس دونالد ترامب لما قال إنه "تحقير الموظفين الفدراليين والتقليل من قيمة مواصفاتهم لإظهار أنهم لا يستحقون الخدمة الفدرالية، وهو أمر لا يشبه أي تجربة سابقة لي كموظف فدرالي".
يأتي الإغلاق الأخير بعدما استهدف إيلون ماسك الذي كان حليفا لترامب، في وقت سابق هذا العام القوة العاملة الفدرالية فأقال آلاف الموظفين بتفويض من البيت الأبيض.
وغالبا ما يتحدّث ترامب باستخفاف عن البيروقراطية الحكومية المتضخمة وغير الفعالة، بحسب قوله.
ويبحث مارك الذي كان يتولى مسألة التمويل المخصص للمتاحف عن وظيفة جديدة حاليا.
ويقول "أعتقد أن هناك فرصا أكبر خارج الحكومة الفدرالية حاليا لخدمة بلادنا".
بدأ الإغلاق يوم الأول من أكتوبر عندما فشل الجمهوريون والديموقراطيون في الاتفاق على خطة إنفاق موقتة تحافظ على التمويل الحكومي.
أما بالنسبة إلى الموظفين الحكوميين الذين يعتبرون أساسيين ولا يمكن منحهم إجازة، على غرار العاملين في مجال مراقبة الطيران، فسيواصلون عملهم من دون أن يحصلوا على أجورهم.
لكن مئات الآلاف سواهم يجبرون على أخذ إجازات غير مدفوعة.
ويقول مارك الذي حضر للتو ندوة للتطوير الوظيفي لأمثاله ممن أصبح لديهم فجأة كثير من وقت الفراغ "إنه شعور فظيع".
ويشير موظف حكومي آخر يعمل في "مكتب الإحصاء" أحيل على إجازة غير مدفوعة ويدعى يوهان هرنانديز، إلى أنه يتبنى مقاربة تقوم على مواجهة "كل يوم على حدة".
أما نيكول غارسيا التي توقف عملها في وزارة الخارجية، فتشير إلى أنها تشعر بالإحباط حيال الإغلاق وإن كان ذلك يعني أنه بات لديها الوقت الكافي لإيصال ابنها إلى المدرسة.
من جهة اخرى، نجح موظف آخر أحيل على إجازة غير مدفوعة أيضا، يعمل في إدارة الأعمال التجارية الصغيرة، في إقناع مصرفه بتجميد أقساط الرهن العقاري التابع له.
ويؤكد الموظف الذي لم يرغب في أن يتم الكشف عن اسمه على غرار كثيرين غيره ممن تحدّثت إليهم فرانس برس، أن العمل في وظيفة حكومية بات أمرا صعبا منذ عاد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير.
وتباهى مدير "مكتب الإدارة والميزانية" التابع للبيت الأبيض راسل فوت الذي يشار إلى أنه يقف وراء التحرّك لخفض عدد الموظفين الفدراليين، بأنه تسبب "بصدمات نفسية" في أوساط الموظفين الحكوميين.
وأقال ماسك أعدادا كبيرة من الموظفين عندما ترأس ما أُطلق عليه "إدارة الكفاءة الحكومية" في وقت سابق هذا العام.
وتم تشجيع موظفين آخرين على المغادرة أو كانوا يعملون في هيئات أُغلقت بالكامل على غرار الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
ومع الإغلاق حاليا، تواجه القوة العاملة الفدرالية الأمريكية فصلا جديدا من عمليات التسريح التي قال البيت الأبيض إنها بدأت بالفعل.
وتم تسريح إميلي أبراهام، وهي دبلوماسية عملت في السعودية وإندونيسيا وجمهورية الدومينيكان، خلال الصيف، لكن كان من المفترض أن تتقاضى رواتبها حتى نوفمبر.
ونتيجة الإغلاق، لن تحصل على الرواتب بانتظار خسارة وظيفتها في وضع وصفته بأنه "إجازة مزدوجة".
وتعلق "إضافة إلى أنني لا أعمل، أصبحت الآن لا أتلقى أجرا أيضا".
وتضيف "لدي ثلاث بنات وقرض علي سداده. لدي سيارة، كل هذه الأمور ينبغي علي الاهتمام بها. أنا في مرحلة حيث لدي استعداد للقيام بأي عمل".
وتلفت إلى أن سوق التوظيف في واشنطن تعاني ضغطا نتيجة الأعداد الكبيرة من الموظفين الحكوميين الذين تم تسريحهم.
وتقول "أعرف عددا من كبار الدبلوماسيين السابقين الذين يقودون سيارات أوبر أو ليفت بينما يبحثون عن وظيفة".