أدوية الاكتئاب تتسبب بأعراض عديدة عند توقف تناولها
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
يمانيون – منوعات
يعاني واحد من كل ستة مرضى أعراضاً جانبية في مرحلة التوقف عن تناول الأدوية المضادة للكآبة المرضية، كنتيجة مباشرة لذلك التوقف. ويقلّ ذلك المعدل عما أظهرته دراسات سابقة عن الموضوع نفسه، وفق الدراسة هي الأوسع من نوعها أخيراً.
تضمنت الدراسة التي نشرتها مجلة “لانسيت للطب النفسي” تحليلاً جديداً جرى وفق اختبارات عشوائية مضبوطة، وأظهرت أنّ 15% من المرضى يعانون عارضاً انسحابياً مباشراً أو أكثر، بأثر مباشر من إنهاء تناول مضادات الاكتئاب، فيما يكابد ما يراوح بين 2% و3% من المرضى أعراضاً انسحابية شديدة.
وفي بحوث سابقة أصاب ذلك النوع من الأعراض الانسحابية 56% ممن توقفوا عن تناول مضادات الاكتئاب، مع الإشارة إلى اعتراض خبراء على مدى موثوقية تلك النسبة.
بين عامي 2022 و2023 أعطيت وصفات الأدوية المضادة للكآبة لنحو 8.6 مليون مريض في بريطانيا، بحسب أرقام هيئة “الخدمات الصحية الوطنية” (أن أتش أس).
خلال البحث الجديد تبيّن أنّ مضادات الاكتئاب من الأنواع الأكثر استعمالاً في المملكة المتحدة، لم تتسبب إلّا بأدنى معدل من الأعراض الانسحابية خلال الفترة التي شملتها الدراسة.
وقد ينجم عن وقف تناول مضادات الاكتئاب إمّا أعراض انسحابية متنوعة، أو عدم حدوثها على الإطلاق.
وتتمثل الأعراض التي يبلغ عنها المرضى أكثر من سواها: الدوخة والصداع والغثيان والأرق والتوفز مع الإحساس بعدم الاستقرار.
بصورة نموذجية تظهر أعراض التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب خلال أيام قليلة، وبيّنت الدراسة الجديدة أنها تستمر بين 15 يوماً و196 يوماً.
ففي ألمانيا دقق باحثون في تأثيرات مروحة من مضادات الاكتئاب، خلال دراسة شملت بيانات من 21 ألف مريض، شاركوا في 79 جزءاً من ذلك البحث. وشكلت النساء النسبة الأكبر (72%) ممن شملتهم الدراسة، وبلغ معدل العمر لديهن 45 عاماً.
ومن بين قائمة ضمت 11 دواء مضاداً للاكتئاب، تبين أنّ من تناولوا عقاقير “سيتالوبرام” citalopram و”سيرترالين” sertraline و”فلوأكزتين” fluoxetine، وهي الأنواع الأكثر استعمالاً في المملكة المتحدة، تدنت إمكانية معاناتهم أعراضاً انسحابية إلى الحد الأدنى.
ووفق الباحثين، يخرج دواء “فلوأوكزتين” من الجسم بأبطأ من الأدوية الأخرى، وقد يتسبب في أعراض انسحابية أقل.
في المقابل حلّ دواء “فينلافاكزين” venlafaxine المتداول في المملكة المتحدة، في المرتبة الثانية بين الأدوية الأكثر تسبباً للأعراض التي يعانيها من يتوقفون عن تناوله.
ونقلت وكالة “برس أسوسيشن” للأنباء عن بروفيسور الإحصاءات الوبائية للطب النفسي في “كلية جامعة لندن” غلين لويس، قوله إنّ الأدوية الأكثر استخداماً في المملكة المتحدة هي “سيرترالين” و”سيتالوبرام” و”فلوأوكزتين”، وهي كلها علاجات الاكتئاب التي تنخفض خطورة تسببها بأعراض انسحابية إلى الحدود الأدنى.
وفي المقابل يشيع نسبياً استخدام دواء “فينلافاكزين” في المملكة المتحدة، لكنه يستعمل كخط (خيار ثان) بين مضادات الاكتئاب، ويُعطى لمن لا يتجاوبون مع أدوية الجبهة الأولى”.
وقال بروفيسور لويس: “يبدو أن (فينلافاكزين) يوصل إلى أعراض انسحابية أكثر حين التوقف عن تناوله. وبالتالي سيميل الأطباء إلى نصح مرضاهم بإطالة مدة التوقف التدريجي عن تناوله”. كذلك يتوفر “فينلافاكزين” في السوق بتركيبة تطلقه في الجسم ببطء، مما يخفض إمكانية ظهور أعراض متعلقة بالتوقف عن تناوله.
وبحسب دكتور جوناثان هنسلر من الجمعية الخيرية “يونيفرسيتاتسمدزين برلين”، شارك في الدراسة، “ثمة أدلة قوية على فاعلية مضادات الاكتئاب، بالنسبة إلى كثيرين ممن يعانون اضطرابات اكتئابية، إما منفردة أو بالتشارك مع علاجات أخرى كالعلاج النفسي”. وفي المقابل، “لا يستفيد المرضى كلهم بالطريقة نفسها، بالتالي يعاني بعض المرضى أعراضاً جانبية غير مريحة”، وأنه “في الحالات التي شفيت بمساعدة مضادات الاكتئاب، يبقى قرار وقف تناول تلك الأدوية وتوقيته، بيد الأطباء والمرضى”.
وأضاف هنسلر: “بالتالي من المهم بالنسبة للأطباء والمرضى الحصول على صورة دقيقة مستندة إلى الأدلة عما قد يحدث حينما يتوقف المرضى عن تناول مضادات الاكتئاب. ومن المهم ملاحظة أنّ أعراض التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب لا تأتي من أي تأثير إدماني لهذه العقاقير”.
وأردف: “هنالك حاجة ملحة بالنسبة إلى كل المرضى الذين يتوقفون عن تناول مضادات الاكتئاب، لأن يحصلوا على استشارة طبية، ومتابعة ودعم من المتخصصين في الرعاية الصحية”، مشيراً إلى أنه “في المقابل، لم تسجل معدلات مرتفعة من تلك الأعراض الانسحابية، بالمقارنة مع ما بلغته في بعض المراجعات والدراسات المنفردة السابقة، في بحثنا الذي جمع معطيات عدد كبير من الدراسات، وذلك من شأنه يبعث بالطمأنينة”.
ومن الناحية السريرية، ستسمر حاجة الأطباء إلى الحوارات في شأن وقف الأدوية والطرق المأمونة لتنفيذ ذلك، على رغم الشعور بالرضا مع معرفة أنّ معدلات الأعراض الانسحابية أقل بكثير مما سجل في الماضي”، وفق الدكتور سامر جوهار، من “كينغز كوليدج، لندن”.
ووجدت الدراسة أنّ التوقف عن تناول أدوية “إيمبرامين” و”باروأوكزيتين” و”فينلافاكزين”، ارتبطت مع ارتفاع في خطر معاناة أعراض شديدة بالمقارنة مع مضادات الاكتئاب الأخرى.
ويفيد موقع “الخدمات الصحية الوطنية” بأنّ الأشخاص الذين يرغبون في التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب يجب أن يتحدثوا مع أطبائهم الذين يوصون بتوقف تدريجي يستمر عبر أسابيع عدة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی المملکة المتحدة التوقف عن تناول فی المقابل عن تناوله
إقرأ أيضاً:
التفاح.. فاكهة تقي من الأمراض المزمنة
يُقال دائمًا إن “تفاحة في اليوم تُغنيك عن الطبيب”، وهي مقولة تثبتها الدراسات الحديثة يومًا بعد يوم، فالتفاح من أكثر الفواكه فائدة لصحة الإنسان، لما يحتويه من عناصر غذائية تساهم في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة وتعزيز مناعة الجسم.
يحتوي التفاح على الألياف القابلة للذوبان التي تساعد في خفض مستوى الكوليسترول الضار في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين كما أن مضادات الأكسدة مثل الفلافونويد والبوليفينول الموجودة فيه تعمل على حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، وهو ما يبطئ من علامات الشيخوخة ويحافظ على صحة الجلد.
ويُعد التفاح أيضًا صديقًا للجهاز الهضمي، إذ يُنظّم حركة الأمعاء ويمنع الإمساك بفضل احتوائه على الألياف. كما أنه يُساهم في ضبط مستوى السكر بالدم، مما يجعله خيارًا ممتازًا لمرضى السكري أو مَن يسعون للوقاية منه.
أما بالنسبة لصحة الدماغ، فقد كشفت أبحاث أن تناول التفاح بانتظام يساعد في تحسين الذاكرة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض العصبية مثل الزهايمر، بفضل محتواه من مضادات الأكسدة التي تحافظ على صحة الخلايا العصبية.
ولا نغفل عن دوره في تعزيز المناعة لاحتوائه على فيتامين C، وفي دعم خسارة الوزن نظرًا لانخفاض سعراته الحرارية وقدرته على منح الشعور بالشبع لفترة أطول.
وفي النهاية، يظل التفاح فاكهة متكاملة الفوائد، فهو يحمي القلب، ويُنشّط الذاكرة، ويمنح البشرة نضارة، ليُثبت فعلاً أن الوقاية تبدأ من الطبيعة، ومن ثمرة بسيطة تُعيد للجسم توازنه وصحته.