الانتخابات المبكرة: تحديات التمثيل الشعبي ومقترحات للمستقبل
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
15 يونيو، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
ليث شبر
تشهد الساحة السياسية في العراق تصاعدًا في دعوات بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة في نهاية العام. وتثير هذه الدعوات تساؤلات حول مدى تمثيلها لإرادة الشعب العراقي وماهي مبرراتها، خاصة وأن الحكومة تعارض هذا الاقتراح على الرغم من وجوده في برنامجها الحكومي، وفي الوقت نفسه يتجه رئيس الوزراء الحالي نحو تعزيز سلطته السياسية من خلال تأسيس كتلة برلمانية وصلت إلى 60 نائبا والسعي الحثيث لتشكيل تحالف سياسي (الفراتين) لتعزيز شعبيته لغايات تجديد ولاية جديدة في الحكم.
إحدى التحديات الرئيسية التي تواجه هذا السيناريو هي تمثيل إرادة الشعب العراقي بشكل شفاف وديمقراطي. فهل سيعكس إجراء انتخابات مبكرة فعلًا تطلعات وآمال الشعب؟ وهل ستكون هذه الانتخابات نزيهة وغير مزيفة؟
والأهم من ذلك مافائدة انتخابات مبكرة أو غير مبكرة لايشارك فيها سوى أقل من 20 بالمئة من الشعب وفقدان الثقة الشعبية بنتائجها..
بالمقابل، يثير تأسيس كتلة برلمانية جديدة من قبل رئيس الوزراء الحالي تساؤلات حول دوافعه وتأثير ذلك على توازن القوى السياسية في البلاد. هل يهدف هذا الإجراء حقًا لخدمة الصالح العام وتحقيق التنمية والاستقرار؟ أم أنه يهدف ببساطة لتعزيز سلطته الشخصية؟
من الواضح أن هناك حاجة ملحة للحوار والتفاهم بين جميع الأطراف السياسية في العراق ولكن لا حوار مثمر من دون مشاركة القوى الشعبية المعارضة.. وعلى أساس هذا الحوار الوطني يمكن تعزيز ثقافة الديمقراطية والمشاركة المجتمعية في صنع القرارات السياسية.. كما ينبغي أن تكون الانتخابات شفافة ونزيهة من خلال قانون انتخابي عادل وتفعيل قانون الأحزاب، بمشاركة فعالة من المجتمع المدني ورصد دولي لضمان نزاهتها.
لذلك، يجب على القوى السياسية في العراق أن تعمل بروح تعاونية ووطنية لتجاوز هذه التحديات السياسية. ويجب أن تكون الأولوية القصوى هي خدمة مصلحة الشعب العراقي وتحقيق التنمية والاستقرار في البلاد.
في النهاية، إن إجراء انتخابات مبكرة في العراق يمكن أن يكون خطوة هامة نحو تحقيق التغييرات المطلوبة وتلبية طموحات الشعب.. ومن المهم أيضًا تعزيز الحوكمة الرشيدة وتعزيز الشفافية في العمل الحكومي، من أجل بناء دولة قوية ومزدهرة تعكس تطلعات وطموحات الشعب العراقي.
إن كل تحد يمكن أن يكون فرصة للنمو والتطور، ولكن يجب أن يكون الهدف النهائي هو تعزيز الديمقراطية وبناء مستقبل أفضل للعراق ولشعبه.
كما ينبغي على المجتمع الدولي دعم العراق في هذه المرحلة الحرجة، وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لتحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد.
وعلى الأطراف السياسية سواء أكانت في السلطة أو المعارضة أن تتعاون من أجل تحقيق استقرار سياسي واقتصادي في العراق، وألا تضع مصالحها الشخصية فوق مصلحة البلاد والشعب.. ويجب أن تكون الأولوية دوما هي بناء دولة ديمقراطية قائمة على مبادئ الحرية والعدالة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الشعب العراقی السیاسیة فی فی العراق
إقرأ أيضاً:
العراق يواجه خطر الانكماش الاقتصادي
30 مايو، 2025
بغداد/المسلة: تفاقمت المخاوف الاقتصادية في العراق مع استمرار ظاهرة التضخم السلبي، التي تحولت من نمط شهري إلى سنوي، مما يثير القلق بشأن دخول البلاد في مرحلة انكماش اقتصادي. هذا التحول يُعزى إلى تراجع أسعار النفط، وانخفاض الإنفاق الحكومي، وتقلص الطلب الكلي، مما أدى إلى انخفاض الرقم القياسي العام لأسعار المستهلك من 108.2 في فبراير إلى 107.9 في مارس 2025، وفقًا للخبير الاقتصادي نبيل المرسومي.
ويُعرف التضخم السلبي، أو الانكماش، بأنه انخفاض عام في مستوى الأسعار للسلع والخدمات، مما يؤدي إلى تقليل الاستهلاك والاستثمار، ويزيد من معدلات البطالة، ويؤثر سلبًا على قيمة الأصول مثل الأسهم والعقارات. كما يؤدي إلى انخفاض الإيرادات الضريبية نتيجة تراجع أرباح الشركات والاستهلاك.
وتشير بيانات صندوق النقد الدولي إلى أن الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في العراق قد يتباطأ إلى 1% في عام 2025، بسبب انخفاض أسعار النفط والقيود على التمويل، مما يثقل كاهل الإنفاق الحكومي ومعنويات المستهلكين. كما يُتوقع أن يتقلص الفائض في الحساب الجاري بشكل حاد من 7.5% إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي.
IMF
في ظل هذه الظروف، يُحذر الخبراء من أن استمرار الانكماش قد يؤدي إلى ركود اقتصادي طويل الأمد، مما يتطلب تدخلًا حكوميًا عاجلًا لتحفيز الطلب الكلي، وزيادة الإنفاق الاستثماري، وتنشيط الأسواق المحلية.
ويُعتبر التضخم السلبي تحديًا خطيرًا للاقتصاد العراقي، حيث يُشير إلى ضعف في النشاط الاقتصادي، ويُهدد الاستقرار المالي والاجتماعي. لذلك، من الضروري أن تتخذ الحكومة إجراءات فعالة لمعالجة هذه الظاهرة، وضمان استقرار الأسعار، وتحفيز النمو الاقتصادي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts