لجريدة عمان:
2025-06-03@09:51:41 GMT

الأضاحي في ميثولوجيا الأديان

تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT

تثير الشعائر الدينية والطقوس المرتبطة بها الأسئلة والبحث عن أصولها في الثقافة الإنسانية لغاية معرفية بالدرجة الأولى، ومن ضمن الشعائر الدينية لدى المسلمين عادة النحر والذبح، وقد دلت المصادر والمراجع على أن تقديم القرابين والأضاحي عادة قديمة منتشرة في العديد من الديانات وقد وثقتها الآثار المكتشفة والرسومات التي توضح تلك العادة.

كما كشفت البعثات الأثرية عن العديد من الكشوفات التي تدل على انتشار عادة الأضاحي وتقديم القرابين، واستنتج علماء الآثار والإنثربولوجيا إلى أن العديد من المجتمعات البشرية كانت تمارس التضحية بالأطفال أو الابن الأكبر، ثم استعاض التضحية بالحيوان عن الإنسان.

كرست الديانات الإبراهيمية التضحية بالحيوانات بدلا عن الإنسان، ففي التوراة ذُكر في التكوين الثامن بأن النبي نوح ضحّى ببعض الحيوانات أثناء الطوفان، أما إبراهيم عليه السلام فقد أمره ربه بذبح ابنه إسحاق وحين استجاب إبراهيم للنداء افتدى الرب الغلام بكبش وضحى به إبراهيم، وفي الديانة المسيحية يحضر القربان كفكرة للتطهر من الآثام والخطايا. أما في ديننا الإسلامي الحنيف فإن الأضحية ركيزة أساسية في شعائر الحج، وهي مستمدة من قصة تنفيذ سيدنا إبراهيم لرؤية التضحية بابنه إسماعيل تنفيذا لأوامر ربانية كما تدل على ذلك الآية الكريمة (102 من سورة الصافات) وأيضا ذكر النحر في الآية (الثانية من السورة الكوثر).

وأُشير إلى النسك في الآية (162 من سورة الأنعام) والآية (34 من سورة الحج)، والنسك يأتي بمعنى الذبح، وأيضا بمعنى الطاعة والتعبد كما ورد في الآية (128 من سورة البقرة).

هذا دلائل الأضاحي في الكتب المقدسة، أما في المراجع الميثولوجية فقد ربطت التضحية بالبشر أو بالحيوان إلى طقوس التطهر ودفع الضرر عن الجماعة، وأيضا محاولة لاسترضاء الطبيعة كالأنهار والبحار والأجرام السماوية وخاصة الشمس والقمر وبعض النجوم التي يعتقد أنها تجلب له الخير وتمنع عنه الشر، وقد وثق الإنسان القديم معتقداته وطقوسه في الأشعار وفي الرسوم المكتشفة على جدران الكهوف، واللقى المقدمة إلى بيوت العبادة.

كما دلت تسمية بعض الذكور قبل الإسلام بأن العرب كانوا يعبدون الشمس ويتقربون لها فعرفوا بـ(عبد شمس)، وكانوا يستقبلون الشمس ضحى، ويقدمون لها القرابين وخاصة الشعوب التي عرفت الاستقرار والزراعة، نظرا لحاجتهم إلى الشمس لنضوج المحاصيل الزراعية. أما شعوب جنوب الجزيرة فكان يقدمون الأضاحي للقمر، إذ ذكر الباحث والمؤرخ العراقي جواد علي (1907-1987) في الجزء (11) من موسوعته المعنونة بالمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام «أن الثيران كانت تُقدم قرابين إلى معابد الإله (المقه) أي القمر، وهناك من ربط بين الثور وبين أسماء بعض القبائل التي حملت اسم الحيوان المضحى به تقربا للإله القمر، والتسمية هنا لها دلالة دينية مثل عبد شمس.

وقد تنافست ممالك جنوب الجزيرة العربية في تقديم الأضاحي لآلهتها فمثلا حين تولى أقيال همدان الحكم سموا أنفسهم بالملوك ورفعوا الإله (ود) إله معين «فنحروا له الذبائح وقدموا له النذور وتنافسوا في بناء معبده».

إن فكرة تقديم الأضاحي تدل على إيمان بوجود إله يسعى إليه الإنسان لنيل رضاه وتجنب معصيته، فالعقل البشري أو الفطرة الإنسانية تؤمن بوجود خالق سواء دُعمت بكتاب سماوي، أو اهتدت إلى الرب دون كتاب.

محمد الشحري كاتب وروائي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من سورة

إقرأ أيضاً:

معهد الفلك: فصل الصيف يبدأ السبت 21 يونيو وطوله 92 يومًا

كشفت الحسابات الفلكية التي أعدها معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن موعد حدوث الانقلاب الصيفي لهذا العام، والذي سيحدث يوم السبت الموافق 21 يونيو الجاري في الساعة الخامسة و43 دقيقة صباحا بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة.

وأوضح الدكتور ياسر عبد الهادي، رئيس معمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن عدد أيام فصل الصيف لهذا العام يبلغ 92 يوما و39 ساعة و37 دقيقة، وذلك وفقًا للحسابات الفلكية الدقيقة.

وأشار إلى أن الشمس ستصل في هذا اليوم إلى أقصى موضع لها شمالا في السماء، حيث تكون عمودية تماما على مدار السرطان، وهو ما يعد ذروة فصل الصيف فلكيا في نصف الكرة الشمالي.

وأضاف أن يوم الانقلاب الصيفي يُعد أطول نهار وأقصر ليل خلال العام في نصف الكرة الشمالي، في حين يمثل في الوقت ذاته ذروة فصل الشتاء فلكيًا في نصف الكرة الجنوبي، ويُعد فيه هذا اليوم أطول ليل وأقصر نهار في السنة.

ولفت الدكتور عبد الهادي إلى أن حركة الشمس الظاهرية في السماء تبدأ بعد هذا التاريخ بالانقلاب نحو الجنوب، ولهذا السبب يطلق على هذا اليوم يوم الانقلاب الصيفي، حيث يكون النهار أطول من الليل في نصف الكرة الشمالي، وتستمر الشمس في حركتها الظاهرية نحو الجنوب بشكل يومي حتى يحين موعد الاعتدال الخريفي، والذي يوافق في العادة يوم 22 سبتمبر من كل عام تقريبا، وهو الموعد الذي يتساوى فيه طول الليل والنهار.

وفي هذا السياق، نبه الدكتور عبد الهادي إلى خطأ شائع بين الناس، وهو الاعتقاد بأن الفصول، وبخاصة الصيف والشتاء، تنشأ نتيجة قرب أو بعد الأرض عن الشمس، موضحا أن الحقيقة العلمية تتمثل في أن هذه الفصول تنشأ نتيجة لانحراف محور دوران الأرض حول نفسها بزاوية مقدارها 23 درجة ونصف.

اقرأ أيضاًاستمر نحو 20 ثانية.. «معهد الفلك» يوضح تفاصيل زلزال اليوم

معهد الفلك: برامج بحثية متقدمة لرصد الأهلة وتحديد بدايات الأشهر الهجرية

معهد الفلك: بدء فصل الربيع 20 مارس ويستمر لأكثر من 92 يوما

مقالات مشابهة

  • قبل عيد الأضحى.. ما هي الصيغة الصحيحة لتكبيرات العيد
  • العراق يسخّر الشمس للتحرر من سطوة إيران
  • دعاء يوم عرفة للمريض.. إحرص عليه حتى غروب الشمس
  • استشاري يوضح طرق الوقاية من ضربات الشمس
  • معهد الفلك: فصل الصيف يبدأ السبت 21 يونيو وطوله 92 يومًا
  • عبادة بسيطة وأجرها كبير في العشر الأوائل من ذي الحجة .. اغتنمها
  • متى تبدأ؟.. موعد تكبيرات عيد الأضحى المبارك 2025 في مصر
  • دعاء المطر والرعد.. كلمات كان يرددها النبي وقت العواصف
  • ما هي الصيغة الصحيحة لتكبيرات عيد الأضحى؟
  • موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 في مدن ومحافظات مصر