هذه التنسيقيات يمكن أن تقود لسلام حقيقي في دارفور وفي باقي السودان
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
تنسيقيات القبائل العربية بدارفور بموقفها المضاد مليشيا عيال دقلو ولكل ما تمثله والداعم للجيش هو البداية الحقيقية للمصالحة والسلام بدارفور.
إدانة وتجريم المليشيا واستنكار جرائمها بحق الشعب عامة ومجتمعات دارفور بشكل خاص، وتحميل المسئولية للمتورطين في هذه الجرائم مع عدم توفير أي نوع من الحماية لهم بوصفهم مجرمين مطلوبين للعدالة هو الموقف الصحيح والسليم والذي يصلح كأساس للتصالح والسلام في دارفور ومن ثم التوافق على قضية السلطة والحكم بين مكونات الإقليم وذلك في إطار تسوية وطنية شاملة.
الحرب وجرائمها يتحملها عيال دقلو وقيادات المليشيا ومن تابعهم من القيادات الأهلية من نظار وعمد وغيرهم، وهي جرائم تتعلق بالحرب على الدولة والاعتداء على المواطنين في أنفسهم وأعراضهم وممتلكاتهم، هذه جرائم يحاسب عليها القانون وعلى من تورطوا فيها أن يدفعوا الثمن. في النهاية القانون لا يحاسب إلا من أجرم وثبتت عليه الجريمة.
موقف تنسيقيات القبائل العربية يوفر مخرجا آمنا لهذه القبائل من الورطة التي أوقعها فيها عيال دقلو ومن يقف خلفهم. وذلك على أسس سليمة تسمي الأشياء بمسمياتها؛ فالحرب هي عبارة عن تمرد قامت بها قوات الدعم السريع ضد الدولة، وكل ما تخلل هذه الحرب من جرائم وانتهاكات تمثل من قاموا بها ويجب أن يتحملوا المسئولية ويدفعوا الثمن، والقبائل لا توفر أي حصانة من أي نوع لكل من تورط في هذه الحرب مهما كانت مكانته ناظر، عمدة أو غيره.
هذه أفضل صيغة لإنهاء الحرب بهزيمة المليشيا والتخلص منها نهائيا ومن كل ما تمثله وكل من يقف معها، دون الدخول في تفاوض أو مساومات مع المليشيا أو مع من يتبنون مواقفها من مجتمعات عرب دارفور. أنت هنا لا تتكلم عن سلام ومصالحة مع الذين أشعلوا الحرب، وإنما عن عزلهم وتحميلهم المسئولية ومحاسبتهم. وفي المقابل استعادة قبائل عرب دارفور إلى مكانهم الطبيعي كمواطنين في الدولة بكامل الحقوق وكامل الواجبات تجاه الدولة.
هذه صيغة مختلفة تماما عن صيغة صلح تتبنى فيه هذه القبائل مواقف المليشيا بالكامل وتجلس للتفاوض مع الدولة كقبائل متمردة ترفع البندقية ويمثلها الدعم السريع وعيال دقلو وتابعيهم. من الممكن أن تمضي الأمور في هذا الاتجاه وقد ينتج عنه اتفاق سلام بموجب توازن قوى تفرضه المعادلات العسكرية على الأرض والتي لن تكون بالضرورة في مصلحة المليشيا، وسيكون بالتالي سلاما مرا على الجميع، ولن يقود إلى تعافي وتصالح لأنه مفروض بواسطة البندقية مهما كانت موازين القوة بين الأطراف.
بينما الصيغة المنطلقة من الإقرار بالحقائق وتسمية الأشياء بمسمياتها؛ تسمية التمرد بالتمرد والجرائم بالجرائم والإنحياز للحق وهذه هي الصيغة التي انطلقت منها هذه التنسيقيات يمكن أن تقود لسلام حقيقي في دارفور وفي باقي السودان وهو سلام سيضمن للمجتمعات العربية في دارفور وجوها وحقوقها ومكانتها في الدولة.
حليم عباس
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی دارفور
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تعرب عن قلقها بعد قصف منشآت برنامج الأغذية العالمي في الفاشر بالسودان
أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن الصدمة والقلق العميقين إزاء تعرض منشآت تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور في السودان للقصف والضرر، نتيجة هجمات متكررة من قبل قوات الدعم السريع، مشددًا على أن هذا القصف غير مقبول ويجب أن يتوقف فورًا.
وقال دوجاريك، في بيان صحفي صدر الليلة الماضية، إن برنامج الأغذية العالمي أفاد بأن القصف لم يسفر عن وقوع إصابات بين موظفيه، إلا أنه ألحق أضرارًا بالممتلكات والمنشآت، مؤكدًا ضرورة عدم استهداف العاملين في المجال الإنساني أو ممتلكاتهم أو عملياتهم أو إمداداتهم، مضيفًا: "يجب أن يتوقف هذا الآن، خاصة في أماكن مثل السودان، حيث يعاني أكثر من ثلاثة ملايين طفل من سوء التغذية الحاد".
وزير السياحة والآثار يهنئ شيخة النويس بمناسبة توليها منصب أمين منظمة الأمم المتحدة للسياحة الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية في غزة بلغت أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب الإسرائيلية الوضع الإنساني في السودان: مجاعة مؤكدة وملايين معرضون للخطروأوضح المتحدث الأممي أن فرق برنامج الأغذية العالمي تواصل بذل جهود استثنائية لتوسيع نطاق المساعدات الغذائية، بهدف الوصول إلى سبعة ملايين شخص شهريًا، مع إعطاء أولوية قصوى للمجتمعات الأكثر تضررًا والتي تواجه خطر المجاعة.
وأشار دوجاريك إلى أن المجاعة قد تأكدت بالفعل في عشرة مواقع داخل السودان، بينها ثمانية مواقع في شمال دارفور، بما في ذلك مخيم زمزم، إضافة إلى موقعين في جبال النوبة الغربية.
كما حذر من أن هناك 17 منطقة أخرى معرضة لخطر المجاعة، من بينها مناطق في دارفور، جبال النوبة، الخرطوم، والجزيرة.
الأمم المتحدة: السبيل الوحيد هو وقف الأعمال العدائية
وفي ختام تصريحه، شدد دوجاريك على أن الأمم المتحدة ترى أن السبيل الوحيد لإنهاء معاناة المدنيين في السودان يتمثل في الوقف الفوري للأعمال العدائية، مطالبًا جميع الأطراف بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام إلى المتضررين في جميع أنحاء البلاد.