الثورة نت:
2025-06-27@14:58:31 GMT

بين الصين “القادمة” وأمريكا “المتقادمة”

تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT

 

منذ انضمام جمهورية الصين الشعبية للأمم المتحدة ودخولها التلقائي في عضوية مجلس الأمن، أقرت الأمم المتحدة مبدأ «الصين الواحدة» وأمريكا تعترف بمبدأ الصين الواحدة.. ولكن!
أمريكا تشجع على انفصال تايوان وتدعم الانفصاليين بالسلاح، غير الدعم السياسي، وهي بكل هذا تدفع تايوان إلى الرفض القاطع للوحدة مع الصين، ورفض مبدأ الصين الواحدة المقر أممياً.


وحين تضمن أمريكا هذا الموقف من تايوان الرافض للوحدة ولمبدأ الصين الواحدة فحينها تقول: إنها لا تعارض مبدأ «الصين الواحدة»، ولكنها ترفض ضم تايوان للصين بالقوة، بل وتؤكد أنه في حال استعمال القوة صينياً لضم تايوان، فأمريكا ستتدخل عسكرياً لمنع توحيد الصين كحرب ومواجهة عسكرية مع الصين، وأياً كانت نتائج وعواقب هذه الحرب.
أمريكا – وليس تايوان- هي من يرفض مبدأ الصين الواحدة، وتهدد بحرب مع الصين وهي حرب عالمية إذا سعت الصين لتطبيق مبدأ الصين الواحدة من طرفها!.
من المعروف أن أشرس وأطول حرب خيطت في أمريكا كانت حرب الحفاظ على الوحدة الأمريكية، وكانت عدد من ولاياتها قد شرعت بل وشرعنت للانفصال، فتصوروا لو أن الصين أو غير الصين تدخلت لتشجيع أو التهديد بحرب من أجل إبقاء انفصال كان فعلاً قد تحقق، فهل من أحد في العالم يذكر أمريكا بهذا؟، وهل تعرف أمريكا أن الصين هي أمة وهي حضارة ولم يستوطن أبناؤها أرض غيرهم، وأن الوحدة الصينية كتاريخ وحضارة وأرض وجغرافيا وأصالة ومعاصرة هي ذات قدسية ومقدسة أكثر من الوحدة الأمريكية وهي بين لفيف من البشر، وهي فرضية استعمارياً أساساً وتأسيساً!.
الموضوع ليس في فرض الوحدة بالقوة صينياً، ولو أن أمريكا لم تتدخل بكل السبل والوجوه وتركت الشعب الصيني للتعاطي مع هذه المسألة، لكانت الصين توحدت منذ زمن وأصبحت تايوان أهم مرتكزات التوحد والوحدة.
المشكلة هي في القوة الأمريكية الداعمة للانفصال والرافضة واقعياً لمبدأ الصين الواحدة، بل وهي تهدد بالحرب إن تحققت وحدة الصين، أو أريد تحقيقها.
هل تثق أمريكا في الانتصار إن وصلت التطورات إلى الحرب التي تهدد بها الصين؟
أجزم أن أمريكا تدرك أنها ستنهزم في حرب كهذه، ولكن نقطة ضعف الصين هي أنها لا تريد الحرب لتحقيق وحدة الصين وتراهن على سلمية تحققها، وأمريكا تضغط على نقطة الضعف –التي ليست ضعفاً- لتمنع تحقق الوحدة الصينية إلى أي مدى، أو بأي سقف زمني ممكن.
أمريكا إذاً بيدها وبمقدورها تعطيل التنفيذ لمبدأ الصين الواحدة، كما بيدها وبمقدورها التهديد بالحرب في حال استعمال القوة لضم تايوان، كما تزعم.
ولكن قرار الحرب لضم تايوان أو لمواجهة أمريكا في آسيا وبحر الصين الجنوبي هو قرار صيني يراقب التطورات، وقد يؤخذ أو يتخذ على ضوء هذه التطورات، وبالتالي فالاستراتيجية وحتى التكتيك الصيني غير الحالة والآلية الأمريكية بابتزاز وخداع واستعمال أوراق.
وبالتالي فالصين لا تنفعل ولا تمارس مجرد ردود أفعال بقدر أمريكا التي تمدد أو تمطط السقف الزمني لإبقاء هذا الانفصال في الصين والتلاعب بمبدأ الصين الواحدة، فالصين في تقديري قد حسمت أمرها في تحقيق سقف زمني لتحقيق الوحدة سلمياً أو بالقوة، وهذا السقف سيظل سراً غير ما يقال سياسياً وإعلامياً حتى وإن من قبل مسؤولين صينيين، ولا أتصور أن الصين تستطيع تحمل هذا التمديد والتمطيط أمريكياً ربطا بتهديد الصين في البحر الجنوبي وعبر أدوات أمريكية، كما الفلبين والمسألة بضع سنوات وقبل انتهاء العقد الحالي تكون وحدة الصين.
ليس أمام أمريكا إلا أن تنسحب من بر الصين وبحرها، أو تنهزم في بر الصين وبحرها، وعلى كل من يعنى بالتطورات أن يستحضر ويتذكر بسقف بضع سنوات وكما يقال: “من عاش خبر”.
الصين معروفة ومشهورة بالحكمة والحلم والصبر، والمثل يقول: “احذر من صبر الحليم إذا نفد”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

يوميات جاري “أبو فرح” في الحرب(1)

#يوميات جاري “أبو فرح” في #الحرب(1)
من قلم د. ماجد توهان الزبيدي
………………………………………………………………………..
راهنني جاري المتقاعد من قسم الرقابة الصحية بالبلدية “أبو فرح” بعد اقل من ساعتين على عملية القصف الأولى الغادرة الصهيونية على مواقع عسكرية ومدنية إيرانية فجر الجمعة قبل الماضية ،من ان إيران لن ترد أبداً! وان المعركة إنتهت من الضربة الأولى!
قلتُ له في ضوء إرتجافه :أكره الرهان،ولا أجيزهُ،لكنني اقول لك أن إيران من وحي تجاربها الماضية مع من إعتدى عليها سترد بقوة غير مسبوقة ولو إستمرت الحرب سنوات!
رد أبو فرح:ياسيدي إعتبر الرهان طبخة مركزية مُثقفة مقلوبة او منسف مقابل أُخرى!
رددتُ:موافق!
في مساء اليوم ذاته ،ليلاً، زعقت زوامير الخطر في أرجاء المنطقة،وباتت السماء مضاءة بكواكب لا تُحصى، قادمة، تُزمجر ،من الشرق غائرة للغرب ،تُسوّي أبراج حيفا وتل أبيب بالأرض، فقمتُ على جناح السرعة هابطاً من شقتي بالطابق الرابع لشقة جاري “أبو فرح” في الطابق الثاني، دون ان أجده،إلى أن دلتني عليه إبته “فرح”:”عمّوه :أبوي مع أغراضه ،طلع مع أول “زامور” على السطح”!
قلت لنفسي:ربما إصطحب جاري قهوته وفراشه ليستمتع بالصواريخ ،من عل ،وهي تنقل اللهب للغزاة المجرمين الذين لم يفلت عربي ومسلم من جرائمهم !حاله كحال ملايين العرب ببلاد الشام والخليج العربي وبلاد الرافدين ممن هم الآن على اسطح بيوتهم يستمتعون بما تمنّوه من سنوات بمن يقصف عمر الغزاة الصهاينة الذين مايزالون من 625 يوم يذبحون بأشقاءنا العرب الآمنين العُزل بقطاع غزة من دون مساعدة من أحد ولو بكيس من طحين!
عدتُ القهقرى صاعداً لسطح بنايتنا المشتركة بحي الشيخ خليل بمدينة إربد عاصمة شمال الأردن،باحثاً في الأرجاء دون، أن أجد ، أثراً لجاري الذي راهنني على طنجرة مقلوبة أو منسف مثقف إن ردت إيران على قصف العدو الصهيوني لها ،ثم تسلقتُ السلم الحديدي نحو خزانات الطابق الأخير للبناية التي تتموضع على سقف أعلى من سطح البناية بمترين ،فلم اجد من أثر للرجل ،فهبطتُ السلم الحديدي ثانية،بعد ان سلّمني الله من السقوط أرضا عندما شبكت دشداشتي بطرف حفاية قدمي الأيسر،واخذتُ أصرخ بصوت عالٍ:”أبو فرح،اين انت؟”!
جاوبني الصدى:”هيّني هون…هينّي هون”!
تتبعتُ مصدر الصوت ،فإذا بالرجل قد إفترش “جنبية”إسفنج مترهلة،وقد غطّى رأسه بشرشف ربيعي،،وحاشراً جسده بين عمودين من الإسمنت المسلح بالباطون والحديد،وإلى جانبه “ثيرموس “من الماء سعة 5 ليتر!
ـ ياستار ياخوي!عسى ماشر يارجل؟ شو تعمل هون يارجل؟!
ـ رد الرجل بصوت مُرتعش مُرتجف مهزوز:”فعلوها “الفرس”،والله ماكنت واثق من انهم سيردون” ثم اضاف جملة يقولها كل يائس من مواجهة العدو :”أللهم إضرب الظالمين بالظالمين”!
رددتُ عليه : يارجل قبل أن أرد عليك وعلى إجابتك المهزومة ،قلّ لي :لماذا أنت في هذا الوضع العجيب الغريب؟!لماذا لا تفرح وتسمتع مثلي ومثل ملايين العرب والمسلمين بقصف مواقع العدو الإستراتيجية بصواريخ مُزلزلة؟
وبينما ما أزال فوق رأسه أنتظر إجابة منه،زعق “زمور” الخطر ثانية بشكل متقطع ،مما يعني وجبة أخرى من صواريخ ومُسيّرات إيرانية قادمة من الشرق بإتجاه أهدافها المُحددة بفلسطين المحتلة،فإندس جاري “ابو فرح” تحت شرشفه بعد أن غطّى رأسه، وتكوّر جسدة بشكل حرف “زد” او شعار سيارتي “الأوبل” الألمانية ،من طراز عام 1990م،وأخذت أعضاء جسده الطويلة والقصيرة ترتجف وترتعش من تحت الغطاء الربيعي،وبات غير قادر على إيصال كلمات تامة المعنى لتراقص شفتيه،فأشفقتُ عليه،وعدثُّ هابطاً درج السطح لبلكونة شقتي بالطابق الرابع أتناول الشاي بالنعناع مع صحن من الفزدق السوداني ،مُمتّعاً نظري بالسماء المضاءة بمصابيح غائرة بحممها ولهبها على الغُزاة المجرمين، الذين أذلّوا أمتنا من القرن العشرين ومايزالون!تاركاً جاري وخسارته لرهانه معي إلى وقت آخر من الليلة أو لوقت آخر من غدٍ!(25 حزيران)

مقالات مشابهة

  • ترامب يتوقف عن السير للاستماع الى معزوفه “الرب يحفظ أمريكا”..فيديو
  • حذف عبارة “صنع في أمريكا” من هاتف ترامب.. ما السبب؟
  • بعد رواج قصّتها في ليبيا.. الدبيبة يوجه بعلاج الطفلة “سهى أبو السعود” في إيطاليا
  • هل تنجرف الولايات المتحدة نحو حرب ضد الصين بسبب تايوان؟
  • السالفادور.. برلمان أمريكا الوسطى يصادق على قرار يؤيد الوحدة الترابية للمملكة ويدعم مبادرة الحكم الذاتي
  • يوميات جاري “أبو فرح” في الحرب(1)
  • الصين ترغب بـربط الزر الأول بشكل صحيح في العلاقة مع أمريكا
  • “بشائر الفتح” فتحت باب النصر المبين على أمريكا وأدواتها الصهيونية
  • وسط أزمة مع اليونان.. تعاون ليبي-تركي جديد: “الوطنية للنفط” و”TPAO” التركية توقّعان مذكرة تفاهم للاستكشاف البحري
  • إيران وإسرائيل وأمريكا بعد الحرب: لا رابح.. ولكن معادلات جديدة