في الرد على كبوة الأستاذة رشا عوض وسخريتها بالدين!
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
حيدر بدوي صادق
haydarbadawi@gmail.com
في الرد على كبوة الأستاذة رشا عوض وسخريتها بالدين!
*يحتاج القارئ لهذا البوست الرجوع لصفحة الأخت العزيزة رشا.
—————
تتهم الأخت العزيزة أمثالي هناك بالواعظين لأننا أدنّا استخدامها للدين كوسيلة للتوعية! وهذا فيه تجنٍ علينا ما بعده تجني.
ما كتبته فيه استهزاء واضح.
التهكم ما حبابو في سياق ثورة عارمة، جادة!
ثورتنا لن تبقي للشر ولن تدز، بفضل رشا، وبفضل من سبقوها في مقاومة الهوس الديني والطائفية. والطائفية، تاريخياً، هي الحاضن الأول للهوس في السودان. ولنتذكر احتضان السيد الصادق المهدي للترابي، دينياً، وسياسياً، وفكرياً!
حين كانت الأستاذة رشا تنتمي لواحد من أحزاب الطائفية كانت طلائع الثورة الفكرية-الثقافية — بخاصة الجمهوريين — تقاوم الطائفية والهوس معاً لعقود طوال (منذ العام ١٩٤٥، يوم أنشئ الحزب الجمهوري). كان هؤلاء يقاومون بأدب واحترام ومحبة للطائفين والمهووسين أنفسهم، وبإشفاق عليهم. وهؤلاء المناضلون وأمثالهم هم ملح أرض السودان، بل ملح الأرض قاطبة! ولا مبالغة أبداً في ذلك! أن يُتهم هؤلاء، أو بعضهم، او أحدهم، بأنهم واعظون، أي مأفونين بالدين، فهذا عين الوعظ، وإن تلبس بلبوس الحرية والديمقراطية!
الحرية لابد أن تمارس بمسؤولية حتى يُحتَرم من يمارسها. أما السخرية الهازلة، التي تلصق بالآخرين ما ليس فيهم أو منهم، حتى لو كانوا مهووسين، فهي ليست حرية. ذلك لأنها تخرج من الأطر الموضوعية التي يمكن الأخذ والرد حولها في إطار محترم، يجلله الجد، وتكلله المسؤولية والسؤال هو: لم السخرية، وهل كانت تحتاج الأخت القديرة رشا لها؟ وهل مثلها، من يملك أدوات نافذة في التعبير، وهي المعروفة بجديتها، وصمامتها، وثوريتها المعدية، تناسب مقامه السخرية المهلكة لمسيرة النضال الحر؟
أولم يكن بالإمكان استخدام المُلَح والطُرَف المفيدة دون السخرية؟ ولماذا استخدام الخطاب الديني، وإلصاق رؤية نبوية بشخص لم يدعي إنه رأها؟ ثم هل يجوز أن تسمي الزميلة رشا المصباح بالمصباع، باسم لم يُسمَ به، وإن كان مهووساً، دموياً، مدمراً؟
في تقديري أن هناك طرق عديدة وأطر ومضامين غير ذلك يمكن بها توظيف المهارات الكبيرة التي تتمتع بها أختنا رشا لإيصال رسائلها المؤثرة.
أما الاندفاع بالاتهام لنا بأننا "واعظون،" فلا أملك غير أن أقول إنه جارح، ويصب في خانة إعانة أعداء الثورة. وهذا لا يليق بإنسانة في مقام رشا. وهو يضعف من قدرها ولا يضيف للثورة غير ثورة مضادة. بعض هذه الثورة المضادة يصب في مسيرة ثورة ديسمبر، كما نفعل هنا. وبعضها يترصد أخطاء رشا للكسب الرخيص. فهل كنا نحتاج لمن يشوش على ثورتنا عبر ثائرة محترمة؟
ما فعلته رشا خطأ، أرجو ألا تكابر بالإصرار على إنه حق. هذا إن أرادت أن نستمر في احترامها! وإلا فلا!
سامح الله رشا في ظنها أننا واعظون!
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
ثورة الهواتف المتوسطة.. هل تموت فئة الهواتف الرائدة؟
تغير عالم الهواتف المحمولة كثيرا في السنوات العشر الماضية، وبعد أن كانت الهواتف المحمولة كلها تنتمي إلى الفئة ذاتها، أصبحنا اليوم نرى هواتف رائدة وأخرى متوسطة وهواتف اقتصادية، حتى إن الهواتف الغبية عادت إلى الساحة مجددا.
ولا يمكن القول إن هناك معيارا واحدا يحكم قطاع الهواتف المحمولة أو يحدد سبب الاختيار، سواءً كان إيجابيا أو سلبيا، ولكن بشكل عام، فإن العديد من المستخدمين يسعون لاقتناء هواتف ذكية تقدم أفضل قيمة مقابل سعر قليل، فلا يدفعون أكثر من اللازم في مزايا موجودة في الهواتف الأخرى بسعر أقل.
ورغم أن الهواتف الرائدة هي التي تحقق المكسب الأعلى لشركات تصنيع الهواتف المحمولة، إلا أن ثمن هذه الهواتف كان يشكل حاجزا يمنع المستخدمين من اقتنائها، ومن هنا ولدت فئة الهواتف المتوسطة، أي الهواتف التي تأتي بسعر أقل قليلا من الهواتف الرائدة وتقدم مزايا مناسبة، ومع تطور التقنيات وانتشار الشركات المصنعة لمكونات الهواتف وانتشار شركات صناعة الهواتف المحمولة بشكل عام، ولدت فئة جديدة، أصبحت تدعى باسم "قاتل الهواتف الرائدة".
يشير هذا المفهوم الفريد من نوعه إلى هاتف متوسط الثمن أو أقل سعرا من الهواتف الرائدة، ولكن يقدم مزايا توازيها في الأداء، ليصبح اقتناؤها منطقيا أكثر من اقتناء الهاتف الرائد الذي تقدمه الشركة نفسها أو بعض الشركات المنافسة.
لاقت هذه الفئة من الهواتف المحمولة شعبية واسعة بين المستخدمين، إذ كانت توفر لهم خيارات متنوعة إلى جانب انخفاض قيمتها مقارنةً بالمنافسين، ومع ازدياد الإقبال، سعت جميع الشركات لتقديم هذه الفئة من الهواتف، لذا بعد أن كانت حكرا على الشركات الصينية، أصبحنا نراها اليوم في هواتف "سامسونغ" و"آبل".
تختلف مواصفات فئة قاتلة الهواتف الرائدة بحسب الشركة التي تقدمها، فبعض الشركات تركز على العتاد والمعالج والذاكرة العشوائية، والبعض الآخر يركز أكثر على الكاميرا والشاشة والتصميم، وهناك من يحاول الجمع بين كل هذه المزايا معا في هاتف واحد.
ربما يكون غريبا وصف هواتف "آبل" بأن أحدها هو قاتل للهواتف الرائدة رغم كون "آيفون" دوما من الهواتف الرائدة، ولكن مع تطور الشركة وطرح المزيد من طرز "آيفون"، ولدت هذه الفئة داخلها، وبشكل عام، يمكن القول إن "آيفون" المعتاد أو "آيفون إي" الجديد هما قاتلا الهواتف الرائدة في "آبل".
إعلانفسعر "آيفون 16" المعتاد يأتي عند 800 دولار تقريبا مقارنة مع ألف دولار و1200 دولار لفئات هواتف "برو" و"برو ماكس"، ورغم أن فارق السعر ليس كبيرا، إلا أن النسخ المعتادة من الهاتف تعد قاتلة للهواتف الرائدة، إذ لن تحتاج لاقتناء النسخة الرائدة ما دمت راغبا في التضحية ببعض المزايا، وكذلك ينطبق الأمر على "آيفون 16 إي" الجديد الذي يأتي بسعر 600 دولار تقريبا.
ولكن هواتف "آبل" حالة خاصة بسبب اعتمادها على النظام البرمجي الخاص بها، وهو ذو ثمن باهظ أكثر من أنظمة "أندرويد" مفتوحة المصدر، لذلك قد لا تنطبق عليها فكرة قاتلة الهواتف الرائدة بشكل دقيق.
هناك العديد من طرز "أندرويد" التي تأتي بمواصفات قادرة على قتل الهواتف الرائدة والتغلب عليها، بدءا من هواتف "وان بلاس" (Oneplus) التي تأتي بأسعار اقتصادية، وتحديدا، هاتف "آيس 5" (Ace 5) الذي يأتي بمعالج "سناب دراغون 8 غين 3" (Snapdragon 8 Gen 3) المستخدم في الهواتف الرائدة وبسعر يقترب من 350 دولارا، ومن الجدير بالذكر أن هذا المعالج هو نفسه المستخدم في هواتف "سامسونغ" الرائدة وحتى هواتف "وان بلاس" التي يزيد سعرها على 800 دولار.
ورغم وجود العديد من الطرز من الهواتف قاتلة الفئات الرائدة، إلا أن شركة "نوثينغ فون" (Nothing Phone) استطاعت طرح أكثر من طراز مميز يمكن وصفه فعلا بكونه قاتلا للهواتف الرائدة، ومن بينه "نوثينغ فون 3 إيه" (nothing phone 3a) الذي يأتي بشاشة كبيرة بحجم 6.77 بوصات من نوع "آموليد" (AMOLED) ودقة سطوع تصل إلى 3 آلاف شمعة ومعدل تحديث 120 هرتزا ومعالج "سناب دراجون 7 إس غين 3" (Snapdragon 7s Gen 3) الذي ما زال يعد معالجا رائدا مع ذاكرة عشوائية ملائمة وذاكرة تخزين ملائمة وبسعر لا يتخطى 380 دولارا.
إعلانوكذلك، سعت "سامسونغ" في السنوات الماضية لتقديم هذه الهواتف (قاتلة الفئات الرائدة)، إذ طرحت "غالاكسي إيه 56″ (galaxy A56) و"غالاكسي إس 24 إف إي" (Galaxy S24 FE)، وكلها تحمل داخلها مواصفات قوية ومعالجات رائدة توازي في أدائها معالجات "إس 24 ألترا" (S24 Ultra) و"إس 25 ألترا" (S25 Ultra).
ويمكن اعتبار هاتف "بيكسل 9 إيه" (Pixel 9a) من "غوغل" أيضا من الهواتف قاتلة الفئات الرائدة، إذ يأتي بمواصفات رائدة تصميم أنيق وعصري بسعر 500 دولار، ناهيك عن وجود العديد من الهواتف الصينية التي تنتمي إلى هذه الفئة من شركات "شاومي" (Xiaomi) و"ريلمي" (Realme) و"أوبو" (Oppo) وغيرها.
لماذا الابتعاد عن الهواتف الرائدة؟شهدت السنوات الماضية تطور الهواتف المحمولة بشكل غير مسبوق، إذ أصبحت الآن تأتي بقوة توازي تلك الموجودة في الحواسيب المحمولة فضلا عن الإسراف في بقية المواصفات سواء كانت حجم الشاشة والهاتف بشكل عام أو حتى مساحات التخزين وحجم الكاميرا وجودتها.
ورغم أن هذه المزايا تجذب قطاعات مختلفة من المستخدمين، إلا أن هناك قطاعات لا ترغب في امتلاك هذه المواصفات المفرطة، وتسعى للاعتدال في المواصفات وامتلاك مواصفات ملائمة بسعر ملائم.
كما أن ارتفاع سعر الهواتف الرائدة الذي أصبح يتجاوز ألف دولار في كافة الشركات الآن كان سببا كفيلا لتوجه العديدين إلى الهواتف المتوسطة التي تقدم مزايا تنافس تلك الرائدة.