صحيفة إسرائيلية: تاريخ ترامب الطويل في تسريب المعلومات السرية
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريرا يتناول سجلا حافلا بالتصريحات المرتجلة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وتسريبه معلومات سرية في عدة مناسبات.
وفي التقرير، ذكرت الصحفية سابير بنيامين، أن كثيرين ذُهلوا من ادعاء ترامب، يوم الأربعاء، بأن عملاء إسرائيليين زاروا فعليا المنشأة النووية الإستراتيجية الإيرانية في فوردو عقب قصفها في غارة أميركية بقنابل خارقة للتحصينات، مؤكدا أن البرنامج النووي الإيراني قد قُضي عليه.
وفي كلمته في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مدينة لاهاي بهولندا أمس الأربعاء، قال ترامب إن إسرائيل "لديها رجال يذهبون إلى هناك [فوردو]". وأضاف أنه بفضل هذا الوجود على الأرض، ستقدم إسرائيل قريبا تقريرا عن حجم الدمار الذي لحق بالموقع.
زلات وتصريحات مرتجلةووصفت الصحيفة الإسرائيلية تصريح الرئيس الأميركي بأنه فصل آخر في سلسلة طويلة من التصريحات المرتجلة والزلات الواضحة التي ظل يدلي بها على مر السنين، والتي كشف خلالها عن معلومات حساسة للعامة.
وسرعان ما دحض آرييه درعي، رئيس حزب شاس الديني الإسرائيلي في أقصى اليمين، هذا الادعاء نافيا أن يكون أي أحد قد زار حتى الآن الموقع النووي.
وفي تصريح آخر أدلى به الشهر الماضي في حفل أقيم في المكتب البيضاوي لتعيين ستيف ويتكوف رسميا مبعوثا له إلى الشرق الأوسط، ادعى ترامب أنه لم يتبق سوى 21 أسيرا إسرائيليا فقط على قيد الحياة محتجزا في قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة، أن إسرائيل كانت قد أكدت رسميا في ذلك الوقت أن 24 من أصل 59 أسيرا يُفترض أنهم أحياء.
الغواصات النووية وقضية الوثائق السريةونقلت يديعوت أحرونوت عن تقرير بثته شبكة (إيه بي سي) الأميركية في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن ترامب ناقش بعد انتهاء ولايته الرئاسية الأولى، معلومات حساسة عن الغواصات النووية الأميركية مع الملياردير الأسترالي أنتوني برات، المنضوي في عضوية نادي "مار-أ-لاغو" الذي يمتلكه الرئيس.
إعلانووفقا لمصدر مطلع على الموضوع -لم تفصح الصحيفة الإسرائيلية عن هويته- فإن برات شارك المعلومات لاحقا عشرات آخرين، منهم مسؤولون أجانب وموظفون تابعون له والعديد من الصحفيين.
وقد قيل إن الملياردير مرّر تلك المعلومات إلى 45 شخصا على الأقل، منهم 6 صحفيين و11 من موظفي شركته و10 مسؤولين أستراليين و3 رؤساء وزراء أستراليين سابقين.
وقبل ذلك بعام تقريبا، داهم عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) مقر ترامب في منتجع مار-أ-لاغو، حيث عثروا على نحو 11 ألف وثيقة تعود إلى فترة ولايته الأولى، منها أكثر من مئة، بعضها مصنّف على أنها "سري" و "سري للغاية"، وبعضها الآخر يحتوي على مصادر استخبارية حساسة.
ومن التصرفات الأخرى التي أوردتها الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها، أن ترامب اقترح على محاميه -كما يُزعم- تضليل مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن مكان وجود الوثائق، وأمر أحد مساعديه بنقل الصناديق لإخفائها عن المحققين وعن أحد محاميه.
التغريدة المتهورةوعندما فشلت إيران أواخر أغسطس/آب 2019 في ثالث محاولة لإطلاق صاروخ إلى الفضاء، قالت يديعوت أحرونوت، إن ترامب نشر على منصة تويتر آنذاك صورة عالية الدقة تُظهر بالتفصيل حجم الدمار الذي حدث في موقع الإطلاق شمالي البلاد، الأمر الذي أصاب خبراء الاستخبارات والأمن بالذهول وأثار تساؤلات فورية عن مصدر الصورة.
ووصف هؤلاء الخبراء تفاصيل الصورة بأنها "مذهلة"، وتؤكد القدرات "الهائلة" التي تتمتع بها المخابرات الأميركية ولم يُكشف عنها من قبل. وقالوا إن الكشف عن صورة كان من المفترض أن تبقى سرية، يمكن أن تساعد خصوم الولايات المتحدة على حماية أنفسهم من الرصد والمراقبة.
ولاحظ المراقبون -بمن فيهم مسؤولو الاستخبارات والخبراء والمستخدمون العاديون- وجود ظل ووهج في وسط الصورة، مما يشير إلى أن الرئيس ربما يكون قد صوّر نسخة مطبوعة خلال إحاطة إعلامية، على الرغم من أنه غير مصرح له بذلك.
وبحسب موقع "ياهو نيوز" الإخباري، فقد شاهد ترامب الصورة أثناء إحاطة استخبارية يومية، وطلب نسخة منها وشاركها أكثر من 60 مليون متابع على تويتر بعد ساعة تقريبا.
ونقلت الصحيفة عن تقرير نشرته مجلة (فانيتي فير) الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أن ترامب كشف لمسؤولين روس إبان ولايته الأولى، تفاصيل عملية استخبارية سرية في سوريا نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي بالاشتراك مع وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي المسماة "سايريت ماتكال".
وقد كشفت العملية عن خطط تنظيم الدولة الإسلامية لاستخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة كعبوات ناسفة. وأفاد تقرير أن ترامب أطلع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وسفير روسيا في واشنطن آنذاك سيرغي كيسلياك على المعلومات السرية أثناء اجتماعه بهما في مايو/أيار 2017 في البيت الأبيض.
واستنادا إلى المعلومات الاستخبارية التي قدمتها إسرائيل، فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا حظرا على أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأكبر من الهاتف المحمول على متن الرحلات الجوية المغادرة من عدة دول ذات أغلبية مسلمة.
إعلانولم يُرفع الحظر إلا بعد أن اعتمدت المطارات في تلك الدول بروتوكولات أمنية جديدة وأكثر صرامة، حسبما ورد في تقرير يديعوت أحرونوت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات یدیعوت أحرونوت أن ترامب
إقرأ أيضاً:
خلافات حادة في واشنطن بعد تسريب تقرير تقييم الضربات على منشآت إيران النووية
في تصعيد جديد للأزمة النووية بين إيران والولايات المتحدة، فجرت تسريبات استخباراتية خلافات حادة داخل الأوساط السياسية والأمنية في واشنطن، بلغت حدّ توجيه اتهامات بـ"الخيانة" على خلفية الكشف عن تقييمات سرّية بشأن آثار الضربات الأميركية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية. اعلان
ووفقًا لما نشرته شبكة "NBC"، فقد أُحيل إلى الكونغرس الأميركي تقرير استخباراتي سرّي استعرض نتائج الهجوم، وأكد أن الضربات الجوية الأميركية أخّرت البرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر، لكنها لم تُعطِّله بالكامل. التقرير، الذي اطلع عليه أعضاء في مجلس الشيوخ خلف أبواب مغلقة، جاء متناقضًا مع التصريحات الرسمية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين أكدا أن البرنامج "دُمّر كلياً".
من جانبها، أفادت وكالة "أسوشيتد برس" أن تقريرًا لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية كشف أن الضربات، التي استهدفت منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، ألحقت أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية، لكنها لم تُحدث دمارًا شاملاً. وبيّن التقرير أن كميات من اليورانيوم عالي التخصيب نُقلت قبل الهجوم، كما أن الجزء الأكبر من أجهزة الطرد المركزي ظل سليمًا.
Relatedنتنياهو بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية: لقد تحقق الوعد وترامب صديق عظيم لإسرائيل ولا مثيل لهما حجم الخسائر التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية جراء الضربات الإسرائيلية؟بعد ساعات من استهداف المنشآت النووية الإيرانية.. واشنطن تقلّص وجودها في العراق وتحذّر رعاياهاوأشار التقرير إلى أن منشأة فوردو، التي تقع داخل جبل وعلى عمق يزيد عن 80 مترًا، تعرضت لتدمير جزئي في مداخلها وبعض بنيتها التحتية، في حين لم يُصَب الهيكل الداخلي للمنشأة بأضرار جسيمة.
مصادر تحدثت إلى الوكالة لفتت إلى أن تقييمات سابقة كانت قد نبهت إلى صعوبة تدمير منشأة فوردو بضربة جوية تقليدية بسبب تحصينها الفائق.
هذا التباين في التقديرات فجّر موجة انتقادات داخلية، أبرزها من السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن، الذي أعرب لموقع "أكسيوس" عن "قلق بالغ من تلاعب الرئيس ترامب بالمعلومات الاستخباراتية". بدوره، صعّد المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، من لهجته، متهمًا مُسرّب المعلومات بـ"الخيانة"، مطالبًا بمحاكمته.
وفي المقابل، وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو التقارير الاستخباراتية بأنها "كاذبة"، مؤكدًا، في تصريحات لمجلة "بوليتيكو"، أن إيران أصبحت "أبعد من أي وقت مضى عن حيازة سلاح نووي" بعد الضربة الأخيرة. كما رفض البيت الأبيض بشدة ما ورد في تقرير وكالة استخبارات الدفاع، واعتبرته "خاطئًا تمامًا"، وقالت المتحدثة باسمه، كارولين ليفيت، إن "تسريب هذه المعلومات يهدف إلى تقويض الرئيس ترامب والتقليل من نجاح العملية العسكرية الدقيقة".
وأكدت ليفيت أن الضربة استخدمت 14 قنبلة بوزن 30 ألف رطل لكل منها، مما يعني، على حد تعبيرها، "دمارًا شاملاً"، في حين شدد ترامب مرارًا خلال الأيام الماضية على أن "منشآت فوردو ونطنز وأصفهان قد دُمّرت بالكامل، ولن تتمكن إيران من إعادة بنائها". وهو ما أكده نتنياهو في خطاب متلفز قال فيه: "وعدتكم لعقود بأن إيران لن تملك سلاحًا نوويًا، وقد أوفينا بالوعد ودمرنا البرنامج".
ويأتي هذا الجدل بعد أن شنت إسرائيل، عدة ضربات جوية على إيران بدأت في 13 يونيو/حزيران واستمرت 12 يومًا، استهدفت خلالها منشآت عسكرية ونووية ومدنية، واغتالت عددًا من العلماء والقادة العسكريين. وأسفرت الضربات عن مقتل 606 أشخاص وإصابة 5332 آخرين، وفق وزارة الصحة الإيرانية.
الرد الإيراني لم يتأخر، إذ أطلقت طهران وابلًا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على مواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية، اخترقت أعداد منها الدفاعات الجوية وأوقعت دمارًا وذعرًا واسع النطاق، فضلاً عن سقوط 28 قتيلًا و3,238 جريحًا، بحسب بيانات إسرائيلية رسمية.
وفي أعقاب الضربات الإيرانية، شنّت الولايات المتحدة هجومًا على منشآت نووية داخل إيران، مدعية "نهاية" البرنامج النووي، وردّت طهران بقصف قاعدة العديد الأميركية في قطر، مما زاد من خطورة التصعيد. وفي 24 يونيو/حزيران، أعلنت واشنطن رسميًا التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد أسابيع من التصعيد الذي أعاد المنطقة إلى حافة الحرب المفتوحة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة