قالت مصادر محلية بمدينة الفاشر -عاصمة إقليم دارفور غرب البلاد- إن قوات الدعم السريع قامت فجر اليوم الخميس بقصف المدينة عشوائيا، وسط تواصل التحذيرات الأممية من الكوارث الإنسانية الفادحة الناجمة عن الحرب.

وأشارت المصادر المحلية إلى أن القصف انطلق من الناحية الشمالية الشرقية للمدينة واستمر لمدة قصيرة، قبل أن يعود الهدوء للمنطقة.

من جهتها، قالت قوات الدعم السريع في حسابها على منصة "إكس" إن قواتها سيطرت اليوم الخميس على اللواء 91 مشاة، التابع للجيش السوداني بمدينة الفُولة، عاصمة ولاية غرب كردفان وسط البلاد.

قوات الدعم السريع تحرر اللواء (91) مشاة التابع لقيادة الفرقة (22) بابنوسة من مليشيا البرهان الإرها*بية بغرب كردفان

The RSF liberates 91 Infantry Brigade belonging to the 22 Babanosa Headquarters Command from the SAF terrorist militia in Western Kordofan#معركة_الديمقراطية… pic.twitter.com/YxlCVkhzpN

— Rapid Support Forces – قوات الدعم السريع (@RSFSudan) June 20, 2024

وفي وقت سابق، قالت مصادر للجزيرة إن قوات الدعم السريع بسطت سيطرتها على مدينة الفولة بعد اشتباكات اندلعت بين الجيش والدعم السريع، صباح اليوم، استمرت لعدة ساعات، أعقبها انسحاب الجيش من المدينة ودخول قوات الدعم للسيطرة علي مقر قيادة الجيش ومقر الحكومة الولائية، وفق رواية المصادر.

تزامنا مع ذلك، قالت مصادر محلية بالفولة إن 50% من سكان المدينة نزوحوا سيرا على الأقدام، على خلفية مهاجمتها من قبل قوات الدعم السريع.

وأكدت غرفة طوارئ مدينة بابنوسة، وهي من أبرز مدن ولاية غرب كردفان، في تعميم صحفي، أن هناك سكانا بالفولة لم يتمكنوا من الفرار بعد اندلاع الاشتباكات صباح اليوم.

ولم يصدر أي تعليق من الجيش السوداني حيال إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على المدينة.

استهداف المدنيين

من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية السودانية في بيان صحفي إن مندوب السودان في الأمم المتحدة أبلغ اجتماع مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء الماضي أن هجمات ما سماها مليشيا الدعم السريع تستهدف المدنيين والقرى والمدن الآمنة وتعيق الموسم الزراعي، مما يزيد من الفجوة الغذائية ويضر بالقطاعات الهشة.

وأشار بيان الخارجية إلى التزام الحكومة السودانية بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والتزامها بالقانون الدولي وحقوق الإنسان وحماية المدنيين والسماح للعاملين في المجال الإنساني بالوصول إلى المحتاجين، بشرط إدخال الإغاثة عبر المعابر المتفق عليها .

وأشارت الخارجية السودانية إلى أن مندوب السودان طالب بدعم دولي أكبر لمواجهة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة.

كما أبلغت الخرطوم مجلس الأمن باستعداد الحكومة السودانية لوقف إطلاق النار بشرط التزام ما سماها مليشيا الدعم السريع بإعلان جدة.

في سياق مواز، قال رئيس منظمة أطباء بلا حدود الإغاثية كريستوس كريستو، اليوم الخميس، إن السودان يشهد "إحدى أسوأ الأزمات التي عرفها العالم منذ عقود".

Many refugees fleeing Sudan are women who are solely responsible for their families.

Sheltering in Aboutengue and Metche camps in eastern Chad, they are heavily reliant on humanitarian aid to provide basic needs like food and clean water to their children. #TalkAboutSudan… pic.twitter.com/2paWVfviiB

— Doctors w/o Borders (@MSF_USA) June 19, 2024

ونشر حساب المنظمة على موقع "إكس" نقلا عن كريستو أن السودان يشهد "إحدى أسوأ الأزمات التي عرفها العالم منذ عقود.. إلا ان الاستجابة الإنسانية غير كافية على الإطلاق".

ويشهد السودان منذ 15 أبريل/ نيسان من العام الماضي معارك بين القوات المسلحة بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

مفوضية أممية تعلن ارتفاع معدلات عودة اللاجئين إلى أوطانهم خلال عام 2024

قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عدد الأشخاص الذين يعودون إلى أوطانهم في العالم بعدما نزحوا بسبب الصراعات ارتفع خلال العام 2024.

ووفقًا لتقرير المفوضية السنوي بشأن التوجهات العالمية، فإن 1.6 مليون لاجئ عادوا من الخارج خلال عام 2024، فيما يعد أعلى عدد منذ أكثر من عقدين في هذه الفئة.

كما عاد الأشخاص الذين نزحوا داخل بلادهم، ليسجل عددهم ثاني أعلى مستوى للعودة الداخلية.

وأفادت المفوضية بأن نحو مليوني سوري عادوا إلى بلدهم.

122 مليون نازح

يشار إلى أنه حتى نهاية أبريل الماضي، بلغ عدد النازحين حول العالم 122 مليون شخص، بارتفاع طفيف مقارنة بالعام الماضي.

وذكرت المفوضية إنه من بين هؤلاء، 60% كانوا من النازحين داخليا في حين عاش ثلثي الذين عبروا الحدود في الدول المجاورة.

ومع ذلك، فإنه على مدار عام 2024 بأكمله، ارتفع عدد النازحين بواقع 7 ملايين ليصل إلى 123.2 مليون شخص.

وقال فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "إن هذا الاتجاه استمر حتى مطلع عام 2025، بزيادة في العودة إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024".

ووصف غراندي هذا الأمر بأنه بادرة أمل.

وصرح غراندي بأن "الأسباب الرئيسية للنزوح ما زالت ترجع إلى النزاعات الكبرى الدائرة في بلدان مثل السودان وميانمار وأوكرانيا".

وأوضح أن الكثير من العائدين وجدوا بلدانهم في حالة دمار، مضيفا أنه "نتيجة لذلك قد لا يكون أمام العائدين خيار سوى المغادرة مرة أخرى".

السودان تحتل الصدارة

بحلول نهاية 2024، تجاوزت السودان سوريا لتصبح الدولة صاحبة أكبر عدد نازحين بعد صراع عنيف على السلطة بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع.

وبلغ عدد النازحين في السودان نحو 14.3 مليون شخص مقارنة بـ 13.5 مليون في سوريا و10.3 مليون أفغاني و8.8 مليون أوكراني.

وفي السياق، قالت وزيرة التنمية الألمانية ريم العبلي رادوفان، إن دولا مثل الأردن ولبنان وإثيوبيا وكينيا تتحمل العبء الأكبر وتقوم بعمل بالغ الأهمية.

وأوضحت رادوفان أن المساعدات الألمانية للدول التي تستضيف لاجئين نابعة من التعاطف والتضامن، لكن هناك أيضا مصلحة لألمانيا.

وأضافت: "لا شيء يقلل من الهجرة أكثر من توفر الفرص وآفاق المستقبل في الوطن"

مقالات مشابهة

  • داير أوجّه رسالة صغيرة لأهلنا في الدعم السريع الحاربونا برعاية دول أجنبيّة؛ وللإخوة في تشاد
  • المثلث الحدودي بين ليبيا والسودان ومصر.. صهر الجغرافيا في أتون الحرب
  • الجيش السوداني والدعم السريع يتنازعان السيطرة على منطقة المثلث الاستراتيجية
  • المثلث السوداني المصري الليبي.. هل يصبح مسرحا جديدا للصراع الإقليمي؟
  • ما تداعيات سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي بمساعدة حفتر؟
  • مثلث العوينات في السودان... ما أهمية سيطرة الدعم السريع على المنطقة؟
  • الدعم السريع تعلن فتح معبر المثلث الحدودي لعبور المساعدات وتخصيص قوات لتأمينه
  • لفتة إنسانية.. قوات الحماية المدنية تنقذ سيدة مسنة لعدم قدرتها على الحركة في مدينة نصر
  • مفوضية أممية تعلن ارتفاع معدلات عودة اللاجئين إلى أوطانهم خلال عام 2024
  • سقوط ضحايا بالفاشر وتصعيد عسكري بالمثلث الحدودي.. السودان يواجه تهديدات متعددة الأبعاد