الحروب تدفع أعداد النازحين قسرا لأعلى مستوياتها منذ عقد
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
أدت الحروب والنزاعات إلى تضاعف عدد الأشخاص الذين نزحوا قسراً في أنحاء العالم خلال العقد الماضي، في ظل ضعف تمويل مفوضية اللاجئين.
التغيير: وكالات
وصلت أعداد النازحين قسرا جراء الحروب والعنف والاضطهاد في جميع أنحاء العالم إلى مستويات مرتفعة يصعب تصورها، لا سيما مع تبخر التمويل الإنساني، بينما يكمن الجانب المشرق الوحيد في انتعاش العودة الطوعية إلى الوطن، لا سيما إلى سوريا.
ووفقا لتقرير “الاتجاهات العالمية” السنوي الصادر عن مفوضية شؤون اللاجئين اليوم الخميس، فقد بلغ عدد النازحين قسرا 122.1 مليون شخص بحلول نهاية أبريل 2025 – بزيادة عن الفترة نفسها من العام الماضي والتي بلغ فيها العدد 120 مليونا – وهو ما يمثل ارتفاعا سنويا على مدى حوالي عقد من الزمن في أعداد اللاجئين وغيرهم من المجبرين على الفرار من ديارهم.
ولا تزال النزاعات الكبيرة في السودان وميانمار وأوكرانيا من العوامل الرئيسية للنزوح، بالإضافة إلى الفشل المستمر في وقف القتال.
سوريا والسودان: تبادل الأماكن في أزمة النزوح العالميةبعد أكثر من 13 عاما من الصراع الأهلي، اعتُبرت سوريا سابقا أكبر أزمة نزوح عالمية، حيث نزح 13.5 مليون شخص. لكن هذا لم يعد الحال.
في ديسمبر الماضي، أحيت الإطاحة بنظام الأسد أملا جديدا في عودة معظم السوريين إلى ديارهم قريبا. حتى مايو، عاد نحو نصف مليون لاجئ و1.2 مليون نازح داخليا إلى مناطقهم الأصلية.
ولكن هذا ليس السبب الوحيد الذي جعل سوريا تفقد لقبها بوصفها أكبر أزمة نزوح في العالم.
فقد أدت أكثر من عامين من الحرب الأهلية في السودان إلى تجاوزه لسوريا في أعداد النازحين ليسجل أكبر أزمة نزوح داخلي على الإطلاق. فمنذ أبريل 2022، نزح 14.3 مليون شخص – منهم 11.6 مليون نازح داخليا. هذا العدد يمثل ثلث إجمالي سكان السودان،
يُسلط تقرير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الضوء على الحجم الهائل لهذه المشكلة، مشيرا إلى حالات نزوح “مرتفعة بشكل لا يُطاق”.
ومع ذلك، يحمل التقرير أيضا “بصيص أمل”، على الرغم من التأثير المباشر لتخفيضات المساعدات في عواصم العالم هذا العام.
يقول المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي: “نحن نعيش في زمن يتسم بتقلبات شديدة في العلاقات الدولية، حيث تخلق الحروب الحديثة مشهدا هشا ومروعا يتسم بمعاناة إنسانية حادة”.
البحث عن مكان للعيش بسلامصادقة وابنها لاجئان واجها نزوحا متكررا. فرا من ميانمار بعد مقتل زوج صادقة في عام 2024. في بنغلاديش، عاشا في مخيم للاجئين الروهينجا المسلمين، لكن المخيم كان مكتظا، مما دفعهما إلى الفرار مرة أخرى عبر قارب.
صعدت على متن القارب دون أن تعلم إلى أين يتجه. في النهاية، تم إنقاذ السفينة بعد أسابيع في البحر، والآن، تعيش هي وابنها في إندونيسيا. قالت صادقة: “نحن نبحث عن مكان يمكننا العيش فيه بسلام.”
هناك قصص لا حصر لها مثل قصة صادقة. ومع ذلك، قال غراندي إن هناك “بصيص أمل” في التقرير. هذا العام، تم إعادة توطين 188,800 لاجئ بشكل دائم في البلدان المضيفة في عام 2024، وهو أعلى رقم يتم تسجيله على مدى 40 عاما.
علاوة على ذلك، عاد 9.8 مليون شخص إلى ديارهم في عام 2024 – بمن فيهم 1.6 مليون لاجئ و8.2 مليون نازح داخليا – معظمهم في أفغانستان وسوريا.
البحث عن حلول دائمةبينما يمثل عودة 8.2 مليون نازح داخلي إلى ديارهم ثاني أكبر عدد مسجل في عام واحد، أشار التقرير إلى استمرار التحديات التي يواجهها العائدون. على سبيل المثال، شهد العام الماضي ترحيل العديد من اللاجئين الأفغان والهايتيين من بلدانهم المضيفة.
وأكد التقرير أن العودة يجب أن تكون طوعية وأن كرامة وسلامة العائد يجب أن تُصان بمجرد وصوله إلى منطقته الأصلية. وهذا يتطلب بناء سلام طويل الأمد وتقدم أوسع في التنمية المستدامة.
قال غراندي: “يجب أن يكون البحث عن السلام في صميم جميع الجهود الرامية إلى إيجاد حلول دائمة للاجئين وغيرهم ممن أجبروا على الفرار من ديارهم.”
تخفيضات قاسية في التمويلفي العقد الماضي، تضاعف عدد الأشخاص الذين نزحوا قسرا في جميع أنحاء العالم، لكن مستويات التمويل التي تلقتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ظلت دون تغيير إلى حد كبير.
وأوضح التقرير أن هذا النقص في زيادة التمويل يعرض المجتمعات النازحة الضعيفة أصلا للخطر ويزيد من زعزعة استقرار السلام الإقليمي.
وقالت المفوضية إن “الوضع لا يطاق، الأمر الذي يفاقم من حالة الضعف التي يمر بها اللاجئون وغيرهم من الفارين من الخطر”.
* مركز أخبار الأمم المتحدة
الوسومأفغانستان إندونيسيا الروهينجا السودان المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بنغلاديش تقرير الاتجاهات العالمية سوريا فليبو غراندي ميانمار نظام الأسدالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أفغانستان إندونيسيا الروهينجا السودان المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بنغلاديش سوريا ميانمار نظام الأسد لشؤون اللاجئین ملیون نازح ملیون شخص فی عام
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: الحروب شردت 122 مليون شخص حول العالم
جنيف (الاتحاد)
أخبار ذات صلةقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس، إن عدد النازحين بسبب الحروب والاضطهاد في جميع أنحاء العالم ارتفع إلى أكثر من 122 مليوناً هذا العام بسبب الفشل في حل الصراعات المستمرة منذ سنوات مثل تلك الموجودة في السودان وأوكرانيا.
وأشارت المفوضية إلى أن التمويل المخصص لمساعدة اللاجئين انخفض إلى مستويات عام 2015.
وذكر تقرير المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي أن أكثر من مليونين نزحوا حول العالم بحلول نهاية أبريل 2025 مقارنة بالعام الماضي، رغم عودة العدد نفسه تقريباً من السوريين بعد الإطاحة بالنظام السابق.
وعزا التقرير هذا الارتفاع إلى صراعات كبرى لا تزال دائرة في السودان وميانمار وأوكرانيا والفشل المستمر في وقف القتال.
وقال جراندي في بيان صدر مع التقرير «نعيش في وقت اضطرابات شديدة في العلاقات الدولية، إذ رسمت الحرب الحديثة مشهداً هشاً ومروعاً تخيم عليه المعاناة الإنسانية الحادة».
ويشكو عاملون في المجال الإنساني من أن الافتقار إلى القيادة السياسية في التوسط في اتفاقيات السلام يطيل أمد الصراعات ويرهق منظمات الإغاثة المكلفة بمعالجة تبعات تلك الصراعات.
وقالت المفوضية، إن الارتفاع في أعداد النازحين يأتي في وقت انخفض فيه التمويل المخصص لمساعدتهم إلى مستويات 2015 عندما بلغ إجمالي عدد اللاجئين في جميع أنحاء العالم نحو نصف المستويات الحالية.
وخفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب معظم المساعدات الخارجية في وقت تنفق فيه بريطانيا ودول أوروبية أخرى مبالغ أقل على المساعدات وأكثر على الدفاع.
ووصفت المنظمة خفض المساعدات بأنه «وحشي ومستمر».
وقالت، إن الوضع لا يمكن تحمله ويعرض اللاجئين وغيرهم للخطر. ولم تسم المفوضية تفصيلاً الجهات المانحة التي خفضت تمويلها.
وقال ديفيد ميليباند الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية، إن التخفيضات في الدعم المقدم للدول الأكثر فقراً من شأنها أن تؤدي إلى المزيد من عمليات النزوح.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي كانت الولايات المتحدة أكبر مانح لها على الإطلاق، في وقت سابق، إن خفض المساعدات يعرض ملايين الأرواح للخطر ويزيد خطر تعرض اللاجئات للعنف، ويرتفع خطر تعرض الأطفال للاتجار بالبشر.
وأوضح يان إيجلاند الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين «ننجز بالفعل المزيد بموارد أقل، لكن لا يمكننا الاستمرار في ذلك إلى أجل غير مسمى».
وأفاد تقرير المفوضية بأنه «خلال الفترة المتبقية من العام 2025، سيعتمد الكثير على التطورات الرئيسية ومن بينها ما إذا كان من الممكن تحقيق السلام، أو على الأقل وقف القتال، خصوصاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وأوكرانيا، كما سيعتمد الأمر على ما إذا كانت ظروف العودة ستتحسن في كل من أفغانستان وسوريا».
وهناك أيضاً عامل آخر وهو «مدى خطورة تأثير تخفيضات التمويل الحالية» على الاستجابة للنزوح وإنشاء ظروف ملائمة لعودة آمنة وكريمة، إذ تواجه الأمم المتحدة، مثل العديد من المنظمات الإنسانية، أزمة سيولة كبيرة.
وفي المجموع، عاد 9,8 مليون نازح قسراً إلى ديارهم في العام 2024، من بينهم 1,6 مليون لاجئ، وهو العدد الأعلى منذ أكثر من عقدين.