المناطق_وكالات

بعد أيام من إعلان الجيش الإسرائيلي تعليق المعارك على نحو مؤقت في طريق رئيسي للسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة، أدت الفوضى في القطاع الفلسطيني المحاصر إلى تكدس الإمدادات الضرورية في درجات الحرارة الخانقة وفي غياب القدرة على توزيعها.

أوجدت الحرب المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر إثر هجوم غير مسبوق لحماس في 7 أكتوبر في الدولة العبرية، ظروفا إنسانية بائسة في قطاع غزة فيما تحذر الأمم المتحدة على نحو متكرر من مجاعة وشيكة وسط تشديد القيود على دخول المساعدات.

أخبار قد تهمك البحرين ترحب باعتراف جمهورية أرمينيا رسميًا بدولة فلسطين 22 يونيو 2024 - 12:41 مساءً شهيدان في قصف إسرائيلي على جنوب مدينة غزة 22 يونيو 2024 - 11:32 صباحًا

وتتفاقم معاناة أهالي غزة البالغ عددهم 2,4 مليون مع تواصل المعارك، وحذرت وكالات إغاثة من أنها غير قادرة على تسليم المساعدات ومنها الخضار.

وتقول إسرائيل إنها سمحت بدخول إمدادات ودعت الوكالات إلى تسريع إجراءات التسليم.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في إيجاز صحافي إن “حالة الفلتان وانعدام الأمن يعرضان العمال والعمليات الإنسانية في غزة لخطر أكبر”.

وتابع “إضافة إلى المعارك حالت أنشطة إجرامية ومخاوف من السرقة والسطو دون وصول العاملين الإنسانيين إلى المواقع المهمة”.

لكن إسرائيل تقول إنها سمحت بدخول المئات من شاحنات المساعدات إلى جنوب غزة، وتقاذفت المسؤولية مع الأمم المتحدة بشأن أسباب تكدس المساعدات.

ونشرت لقطات جوية تظهر حاويات بيضاء وسوداء تصطف في الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم، مع وصول مزيد من الشاحنات لتنضم إليها.

اندلعت الحرب في غزة إثر شنّ حماس هجوماً غير مسبوق داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر، أسفر عن مقتل 1194 شخصاً، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وتردّ إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ عن 37551 شخصا في قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

تقاذف المسؤولية
مع انهيار المؤسسات المدنية التي كانت تتولى تأمين الوضع في القطاع تقول الأمم المتحدة إنها لم تتمكن من الحصول على أي إمدادات منذ الثلاثاء من معبر كرم أبو سالم حيث تُركت المساعدات مكانها في حين السكان أحوج ما يكونون إليها.

وقال مساعد متحدث باسم الأمم المتحدة هذا الأسبوع إن المعبر “لا يعمل بكامل طاقته، لأسباب من بينها القتال في المنطقة”.

وأكد المنسق الإسرائيلي للشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية الخميس إن “حمولة 1200 شاحنة مساعدات” موجودة على الجانب الفلسطيني للمعبر متهما المنظمات الدولية “بعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين قدرتها التوزيعية”.

وصرح شيمون فريدمان المتحدث باسم وحدة تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية وتعرف باسم “كوغات” للصحافيين في معبر كرم أبو سالم إن التعليق المؤقت اليومي للمعارك هدفه “السماح للأمم المتحدة بجمع وتوزيع المزيد من المساعدات” مع تواجد عسكري إسرائيلي.

لكن وكالات الإغاثة أشارت إلى الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب القطاع والذي أدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص وإغلاق المعبر الحدودي مع مصر، في وقت أعاقت الأزمة الإنسانية المتفاقمة جهود الإغاثة.

كذلك أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي فرض عقوبات على مجموعة إسرائيلية متطرفة اتهمتها بعرقلة القوافل ونهب وحرق الشاحنات التي تحاول إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في غزة.

بدورها قالت وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة إن قوافل المساعدات التابعة لها تعرضت للنهب داخل غزة من جانب “أشخاص يائسين”. ومع مماطلة الجانبين فإن المدنيين في غزة هم من يدفع الثمن.

وقالت أم محمد زملط (66 عاما) النازحة من شمال غزة إلى خانيونس في الجنوب “عن أي مساعدات تتحدثون. لا نرى مساعدات، لا نرى أبيض ولا أسود. كل ما نحضره للأكل من أموالنا الخاصة وكله مكلف علينا خاصة أن الأموال والسيولة غير متوفرة”.

وأضافت “حتى أن نقاط الوكالة المتخصصة بتوزيع بعض المساعدات على المواطنين لا نرى منها شيئا. ذهبنا وراجعنا وقدمنا أسماءنا أنا وأبنائي لكن يقولون لنا لا يوجد لكم أسماء”.

وتابعت “حسبي الله ونعم الوكيل. نتمنى ان تنتهي الحرب ونعود لمنازلنا ولا نريد مساعدات من أحد”.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: غزة فلسطين الأمم المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الإندبندنت: المساعدات الإسرائيلية وسيلة قتل وتهجير في غزة

الجديد برس| وسط دمار شامل وانهيار كامل للنظام الغذائي في قطاع غزة، تتحول نقاط توزيع المساعدات الإنسانية إلى مصائد موت للفلسطينيين، حيث يجد المدنيون أنفسهم بين خيارين: الجوع أو الرصاص. وفي تقرير مفصل نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، كشفت الصحيفة عن أن ما يفترض أن يكون طوق نجاة لأهالي القطاع المحاصرين تحول إلى أداة قتل جماعي، وسط صمت دولي مريب وتواطؤ أمريكي واضح. التقرير افتتح بسرد مأساة إياد أبو درابي، وهو أب لستة أطفال، فقد ابنه موسى (25 عامًا) عندما غادر منزله في جنوب غزة بحثًا عن الدقيق، فعاد إليه في نعش. يقول الأب المفجوع: “ذهب دون علمي بسبب الجوع الشديد. لكن هذه ليست مساعدة، بل فرصة لمزيد من القتل”. موسى كان يحاول الوصول إلى نقطة توزيع غذاء تشرف عليها مؤسسة أمريكية مثيرة للجدل تُدعى “صندوق غزة الإنساني” (GHF)، والتي تدعمها إسرائيل وتديرها شركات أمنية أمريكية خاصة بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي. وبدلاً من أن توفر هذه المواقع الإغاثة للفلسطينيين، باتت تُعرف بين السكان بـ”مناطق الموت الأمريكية”. أرقام مفزعة: 400 شهيد وآلاف الجرحى بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد استشهد ما لا يقل عن 400 مدني فلسطيني وأصيب أكثر من 3000 آخرين منذ بداية مايو، خلال محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات التي تُنصب في مناطق مكشوفة تحت رقابة عسكرية مشددة. وتُظهر مقاطع فيديو مسرّبة من بعض المواقع مشاهد مروعة لمواطنين يركضون مذعورين تحت نيران القناصة، يسقط بعضهم أرضاً والآخرون يواصلون الركض حاملين أكياساً صغيرة من الطحين أو السكر، وكأنهم في حقل إعدام جماعي لا في طابور إغاثة. دعم أمريكي مشبوه ما يزيد فداحة الوضع، بحسب التقرير، هو أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تكتفي بغض الطرف عن هذه الجرائم، بل تدرس تقديم 500 مليون دولار كمخصصات مالية إضافية لصندوق GHF، في ما اعتبرته الصحيفة تواطؤاً مباشراً في استخدام المساعدات كأداة حرب. ويقول مسؤولون أمريكيون سابقون إن هذه السياسة تعتمد على استخدام الإغاثة كوسيلة لإعادة تشكيل الجغرافيا السكانية في غزة، عبر إجبار السكان على التوجه جنوباً، بعيداً عن الشمال الذي تدمر بالكامل خلال العدوان الإسرائيلي المستمر. توزيع “إنساني” بتكلفة إنسانية باهظة التقرير يؤكد أن نقاط التوزيع غير مؤهلة إنسانياً ولا تتوفر فيها أي معايير سلامة، بل تبدو مصممة لاستدراج الحشود نحو مناطق مفتوحة يسهل استهدافها بالقنص أو القصف. ويقول جيريمي كونينديك، المسؤول السابق في إدارة أوباما: “عندما تدفع المدنيين الجياع إلى التجمع في مناطق مفتوحة قريبة من مواقع عسكرية، فإنك تصنع مجازر. وهذا بالضبط ما يحدث الآن في غزة”. فيما وصف أحد الدبلوماسيين الأوروبيين البارزين، رفض الكشف عن اسمه، ما يجري بأنه “أكبر عملية استخدام سياسي للمساعدات في صراع مسلح منذ حرب البلقان”. شهادات دامية تنقل الصحيفة شهادات مباشرة من داخل القطاع، ترسم صورة لجحيم حقيقي يعيش فيه المدنيون. تقول سلوى الدغمة من خان يونس إن شقيقها خالد، وهو أب لخمسة أطفال، قُتل برصاصة في الرأس وهو في طابور للحصول على كيس دقيق. وتضيف “أُصيب في رأسه واستُشهد على الفور. هذا ليس توزيع مساعدات، بل فخ قتل جماعي”. أما رندا يوسف من رفح، فتروي كيف فقدت ابن عمها محمد أثناء انتظاره حصته من الطعام قبل أيام من زفافه. “كان ينتظر كيس أرز، فعاد محمولاً على الأكتاف”، تقول بغصة. الإغاثة كأداة تهجير مع الحصار المشدد، وانقطاع الإمدادات الغذائية، وصل سعر كيلو السكر إلى 70 دولاراً، بحسب التقرير. فيما أصبحت أبسط المواد كالطحين والأرز حكرًا على من يستطيع المخاطرة بحياته في طوابير الموت. وتشير الإندبندنت إلى أن هذا الوضع الكارثي يُنذر بمجاعة جماعية وشيكة، خصوصاً في ظل انهيار النظام الصحي، وتدمير البنية التحتية، وغياب الإرادة الدولية للضغط على إسرائيل لوقف المجازر، أو فتح ممرات إنسانية آمنة. تحذيرات الخبراء، بحسب الصحيفة، تتجاوز البُعد الإنساني إلى ما هو أعمق سياسيًا، إذ يرى كثيرون أن توزيع المساعدات في مناطق محددة جنوب القطاع يُستخدم كوسيلة لإعادة ترسيم خريطة سكانية جديدة في غزة، عبر التهجير القسري المبطن. وهو ما يُعيد للأذهان نكبة عام 1948، ولكن بأدوات “إنسانية” مزيفة. وتقول هيذر مكفيرسون، مديرة منظمة “مراقبة النزاعات الإنسانية”: “تحولت المساعدات إلى آلية قتل، وإلى وسيلة تلاعب ديموغرافي. هذه كارثة مزدوجة: أخلاقياً وإنسانياً”. دماء تسيل تحت غطاء إنساني تختم الصحيفة تقريرها بتحذير شديد اللهجة من أن الجرائم المرتكبة في مراكز توزيع المساعدات ترقى إلى جرائم حرب مكتملة الأركان. ومع استمرار تجاهل المجتمع الدولي، وصمت الأمم المتحدة، ودعم واشنطن، فإن غزة تُذبح تحت راية الإغاثة. “لقمة العيش أصبحت مشبعة بالدماء”، تقول إحدى الأمهات الثكالى في غزة، مضيفة: “يطلبون منا أن نعيش على فتاتهم، ثم يقتلوننا ونحن نحاول الحصول عليه. لم يبق شيء من الإنسانية”. وبينما تتواصل الإعلانات عن “مبادرات إنسانية” جديدة، يظل الواقع في غزة: طوابير على الموت، وأكياس طحين مغموسة بالدم. المصدر: وكالة سند.

مقالات مشابهة

  • وفد أممي يزور شرق البلاد لتعزيز جهود الاستجابة الإنسانية والتنمية المستدامة
  • بعد فشلها.. مؤسسة غزة الإنسانية تعلن استعدادها للتعاون مع منظمات أخرى
  • بعد فشلها.. مؤسسة غزة الإنسانية تعلن استعدادها للتعاون من منظمات أخرى
  • مفوضية اللاجئين تدعو للتهدئة بين إسرائيل وإيران وتحذر من العواقب الإنسانية للصراع
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تمنع دخول شحنات الوقود إلى غزة منذ 16 أسبوعا
  • تقليص المساعدات يفاقم أزمة اليمن الإنسانية
  • منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: ملتزمون بمساعدة سوريا على التعافي
  • 44 شهيدًا فلسطينيًا في "مذبحة مساعدات" إسرائيلية.. و"اليونيسف": أطفال غزة يموتون عطشًا
  • الإندبندنت: المساعدات الإسرائيلية وسيلة قتل وتهجير في غزة
  • تقليص المساعدات يفاقم أزمة اليمن الإنسانية