قال تقرير في مجلة "لوبوان" الفرنسية إن قرار إقصاء المشاركين الإسرائيليين من معرض يوروساتوري للدفاع -إلى جانب إلغاء عقود من قِبل الشركات على خلفية دعوات المقاطعة- أحدث صدمة في إسرائيل.

وأضاف الكاتب دانييل كريجل، في تقريره نشرته أن استبعاد العارضين الإسرائيليين من معرض يوروساتوري، الذي أعلن عنه في 31 مايو/أيار الماضي، تسبب في صدمة قوية بإسرائيل لأن هذه الخطوة لم تكن متوقعة على الإطلاق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: مساع إسرائيلية للتأثير على الأميركيين بشأن غزةlist 2 of 2إبستين.. ملياردير أميركي كان يتباهى بأنه من الموسادend of list

وبعيدا عن بُعدها السياسي الدبلوماسي، فإن هذه القضية تشكّل جزءا من عزلة إسرائيل المتزايدة داخل المجتمع الدولي، بحسب المجلة الفرنسية.

ويتعلّق الأمر بالطبع، وفقا للمجلة، بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما خلفته من خسائر بشرية مأساوية على الجانب الفلسطيني، تصل لما لا يقل عن 35 ألف شهيد، دون أن ننسى الدمار الهائل وتشريد السكان الذين نزحوا عدة مرات.

وباعتبارها المسؤولة الوحيدة في نظر الرأي العام الذي أصبح أصمّ تجاه الحجج العسكرية والسياسية الإسرائيلية، واجهت البلاد بسرعة كبيرة مقاطعة ثقافية وأكاديمية، واليوم بات هذا الرفض لإسرائيل يؤثر أيضا على اقتصادها.

المستثمرون حذرون بشكل متزايد

وأشار الكاتب إلى أن هذا الجانب من الحرب أكثر ثقلا، لأنه لم يكن متوقعا، ونظرا لطول أمد العمليات العسكرية، لا يمكن السيطرة عليه أو تقديره بالأرقام، ومن ناحية أخرى، يمكن بالفعل تحديد القطاعات المتضررة، بدءا من الاستثمارات الأجنبية.

وحسب أحدث تقرير صادر عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، فقد انخفضت الاستثمارات الأجنبية في الربع الأول من العام الحالي بنسبة 55.8%، وهو أدنى مستوى منذ الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021.

وذكر الكاتب أن الأمر لا يتعلق بالاستثمارات المالية، خاصة التكنولوجيا العالية، ففي هذا المجال، لا يمكننا الحديث عن مقاطعة بل عن الرغبة في الابتعاد عن الأضواء، لجعل العلاقات مع إسرائيل أكثر سرية. لكن الأمر يتعلق أيضا بالحد من المخاطر من خلال تجنب الاستثمار بدولة في حالة حرب، وتواجه أيضا مشاكل التجنيد.

مجال التكنولوجيا

وأضاف الكاتب أن أكثر من 20% من جنود الاحتياط الذين يشاركون في الحرب على غزة هم موظفون في مجال التكنولوجيا المتقدمة، وقد أدى غيابهم لعدة أشهر إلى تعقيد إدارة العديد من الشركات الناشئة بشكل كبير، ولتجنب الاضطرار إلى إلغاء العمليات أو تقويض تطورها، قامت المزيد من الشركات بتسريح موظفيها الإسرائيليين لتوظيف أجانب.

من جهته، حذّر ميخا كوفمان، المؤسس المشارك والمدير العام لشركة "فايفر" التي توظف 770 شخصا بإسرائيل، في رسالة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزراء المالية والاقتصاد، من هروب وظائف التكنولوجيا الفائقة إلى الخارج، مؤكدا أنه "بات من الصعب جدا للشركات الإسرائيلية توفير التمويلات اللازمة بسبب الضغوط على المستثمرين لقطع علاقاتهم مع إسرائيل".

ونقل الكاتب عن إيال بينو، مؤسس وشريك صندوق رأس المال الاستثماري، قوله "يشعر الأميركيون بأن الاستثمار في إسرائيل أصبح خطيرا. لن يخبروك بذلك بشكل مباشر. لكنهم سوف يطرحون عليك أسئلة حول المخاطر التي ينطوي عليها. بالطبع، إذا كنت يهوديا وتريد مساعدة إسرائيل، فسوف تستثمر. وإذا لم تكن كذلك، فهذا يضيف مخاطر أخرى إلى تلك الكامنة بالفعل في أي استثمار مالي في هذا القطاع".

انسحابات مستمرة

ووفق الكاتب، تتمثل النقطة السوداء الثانية في مجال الشركات الكبيرة التي تم تأسيسها بالفعل في البلاد أو هي في طور التأسيس، فهناك 3 أمثلة على الانسحاب شغلت الرأي العام في الأسابيع الأخيرة.

إعلان شركة إنتل قبل حوالي 10 أيام عن تعليق مشروع توسيع مصنع أشباه الموصلات التابع لها في كريات غات، ونتيجة لهذا اختفى الاستثمار الإضافي، الذي بلغ 15 مليار دولار، الذي وُعد به علنا في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وهو ما مثّل أخبارا سيئة للغاية بالنسبة للدوائر الاقتصادية الإسرائيلية، حيث تأسست شركة المعالجات الدقيقة الأميركية العملاقة في إسرائيل منذ 50 عاما، وقد احتلت على مر السنين أحد المواقع الرائدة في تطوير الصناعات المبتكرة، ومن حيث حجم الأصول، تعد إسرائيل الدولة الثالثة التي تستقر فيها شركة إنتل بعد الولايات المتحدة وأيرلندا.

وأشار الكاتب إلى أن هناك قرارين أقل تغطية إعلامية ولكن بالقدر نفسه من الأهمية، تسببا في رد فعل عالم الأعمال، يتمثل الأول في إلغاء سلسلة "بريت آ مانجيه" البريطانية لعقد الامتياز الموقّع العام الماضي مع مجموعة "فوكس" للبيع بالتجزئة الإسرائيلية.

ووفقا لفوكس، كان قادة "بريت آ مانجيه" قد استشهدوا بحالة من "القوة القاهرة" بسبب الحرب، مما أثر على القدرة على تنفيذ الإجراءات الأولية الضرورية لأي إطلاق نشاط يعتمد على اتفاقية تجارية".

وبالنسبة للمحلل المتخصص في الاقتصاد سامي بيريتس، ​​قد تكون هذه طريقة ملتوية، "حتى الآن عشنا بشكل جيد دون نشاط في إسرائيل، وليس هناك سبب لإزعاج عملائنا المسلمين في أوروبا".

وفي الأشهر الأخيرة، تعرضت السلسلة بالفعل لضغوط من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين من خلال مظاهرات معادية أمام فروعها في لندن وعرائض تطالب بمقاطعتها.

أما الحالة الأخرى، فتتعلق بسلسلة الوجبات السريعة العالمية "ماكدونالدز"، فردا على المقاطعة التي استمرت لأشهر من قِبل الحركات المؤيدة للفلسطينيين أو بعض السكان المسلمين، شهدت مبيعاتها العالمية انخفاضا ملحوظا، لذلك، نأت بنفسها في شهر أبريل/نيسان عن إسرائيل بشراء الامتياز التجاري الممنوح عام 1993 لرجل الأعمال الإسرائيلي عمري بادان. انخفاض الصادرات والتصنيف الائتماني

وأوضح الكاتب أن قائمة الصعوبات لا تقف عند هذا الحد، إذ "يجب علينا أيضا أن نأخذ في الاعتبار انخفاض الصادرات بنسبة 33% حتى الآن، وهذا يعني ضياع العديد من الفرص، وقد يصبح الأمر أسوأ إذا نفّذت أوروبا تهديدها بإلغاء أو تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل".

وأخيرا، لا يمكن تجاهل خفض التصنيف الائتماني من جانب وكالتي موديز وستاندرد آند بورز، وقد أرفقت كلتا الوكالتين الأميركيتين التصنيف بعبارة "توقعات سلبية".

وحسب استطلاع أجري في فرنسا بين فبراير/شباط 2020 وفبراير/شباط 2021، ارتفعت نسبة التعاطف مع إسرائيل من 23% إلى 34%، أي بقفزة تزيد عن 10 نقاط في عام واحد، واليوم نحن بعيدون عن ذلك، فلم تعد صورة إسرائيل تحظى بالشعبية ذاتها، يقول الكاتب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات مع إسرائیل فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

الوفد الوزاري العربي يؤجل زيارة رام الله بسبب رفض إسرائيل

أعلن الأردن أن وفد وزراء خارجية عرب أجل زيارته إلى رام الله، بعد رفض إسرائيل دخول الوفد عبر أجواء الضفة الغربية المحتلة.

وقالت الخارجية الأردنية إن قرار إسرائيل منع زيارة الوفد إلى رام الله ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمسؤولين الفلسطينيين يمثّل "خرقا فاضحا" لالتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.

كما اعتبر الوفد -المنبثق من اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة- بأن التعطيل الإسرائيلي لزيارة رام الله "يعكس حجم غطرسة الحكومة الإسرائيلية، وعدم اكتراثها بالقانون الدولي، كما أن سياسيتها اللاشرعية تقوّض فرص تحقيق السلام العادل والشامل".

وتشكلت لجنة وزارية منبثقة عن هذه القمة الاستثنائية بشأن قطاع غزة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، وتضم في عضويتها وزراء خارجية كل من الأردن وقطر والسعودية ومصر والبحرين وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا وفلسطين، والأمينين العامين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

ومن المفترض أن يصل أعضاء في اللجنة الوزارية العاصمة عمّان -مساء اليوم السبت- في زيارة كانت تهدف إلى عقد اجتماع تنسيقي قُبَيل زيارة كانت مقررة إلى رام الله انطلاقًا من عمّان غدا.

إعلان

وأشارت الخارجية الأردنية أنه من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية أيمن الصفدي مع نظرائه، السبت والأحد.

رفض إسرائيلي

والجمعة، قال مسؤولون إسرائيليون إنه تم منع وزراء خارجية عرب، من الوصول إلى مدينة رام الله، كانوا يعتزمون مناقشة تعزيز إقامة دولة فلسطينية، الأحد المقبل.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن مسؤول إسرائيلي (لم تسمّه) تعليقه على التقارير التي تحدثت عن زيارة مقررة لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إلى رام الله، ووزراء عرب آخرين، بالقول إن السلطة الفلسطينية لا تزال ترفض حتى اليوم إدانة هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي ذلك التاريخ، هاجمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين ردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وفق حماس.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن التخطيط لاستضافة لقاء وزراء خارجية دول عربية في رام الله سيُكرّس لتعزيز إقامة دولة فلسطينية، وهو أمر مرفوض، بحسب تعبيره.

وتترأس السعودية وفرنسا بشكل مشترك مؤتمر دولي رفيع من أجل تسوية سلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، والذي سيعقد بمدينة نيويورك، خلال الفترة الممتدة بين 17 و20 يونيو/حزيران المقبل، وفق الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.

وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى مقتل 972 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • "حقك تعرف".. الكاتب الصحفي عادل حمودة يطلق قناته الرسمية على يوتيوب
  • الانتعاش السياحي يحفز الاستثمار الفندقي في الإمارات
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • الوفد الوزاري العربي يؤجل زيارة رام الله بسبب رفض إسرائيل
  • من الصفر إلى الثراء.. روبرت كيوساكي يفضح أسرار الاستثمار التي لا يخبرك بها الأغنياء
  • مراسل سانا في اللاذقية: الغارة الإسرائيلية على محيط قرية زاما بريف جبلة مساء اليوم أدت أيضاً إلى إصابة 3 مدنيين بجروح
  • كنت بالفعل ميت .. رسالة مفاجئة من محمد التاجي
  • إعفاء صندوق الاستثمارات العامة من بعض قواعد الاستثمار الأجنبي بالهند
  • العراق: عن هشاشة الدولة التي لا يتحدث عنها أحد!
  • رئيس "إنفيديا": لن تخسر وظيفتك بسبب الذكاء الاصطناعي... بل بسبب من يستخدمه