سلطت المشاهد المسربة، من كاميرا مثبتة على كلب عسكري للاحتلال، بعد قيامه بالهجوم على سيدة فلسطينية ونهشها، وتسببه بكسور وجروح خطيرة لها في مخيم جباليا الشهر الماضي، الضوء على الوحدة العسكرية التي تتبع لها هذه الكلاب.

وكشفت القناة 12 العبرية، إن الكلب الذي هاجم المسنة، تم قتله على يد المقاومة، والسيطرة على المعدات المثبته على جسده، قبل أن يتم التخلص منه ويعثر عليه جيش الاحتلال لاحقا بعد انقطاع الاتصال معه.



فيديو مروع.. كلب بوليسي بالجيش الإسرائيلي ينهش مسنة فلسطينية أثناء مداهمة منزلها في جباليا شمالي قطاع غزة متسبباً لها بنزيف وكسور pic.twitter.com/l7bpp2jGYd — Rudaw عربية (@rudaw_arabic) June 27, 2024
وتحمل الوحدة المسؤولة عن تدريب الكلاب العسكرية، اسم "عوكتس" وتعني اللدغة، وتعود جذور هذه الوحدة إلى ما قبل تأسيس دولة الاحتلال.

متى نشأت؟

بدأت  جذور هذه الوحدة، في عام 1939 وكان يطلق عليها منظمة كلاب الخدمة، وتتبع لعصابات الهاغاناه الصهيونية، التي نشطت في الأراضي الفلسطينية، إبان الاحتلال البريطاني، وكان الغرض منها، القيام بمهام الكشف على البضائع والاستطلاع والأمن.

وفي عام 1948، ومع قيام دولة الاحتلال، انتقلت الوحدة من الهاغاناة، إلى جيش الاحتلال رسميا، وأقيمت ولها مدرسة تدريب للكلاب، وأطلق عليها قسم التعامل مع الكلاب، وكانت تتبع فيلق الشرطة العسكرية، واستمر العمل بالقسم، حتى العام 1954، بعد إخفاقات حدثت.



لكن في العام 1974، وفي أعقاب عمليات متصاعدة للفصائل الفلسطينية، من خطف مستوطنين في الحافلات والطائرات، عاد الاحتلال لحاجته إلى وجود كلاب عسكرية مدربة، وأنشأت وحدة عوكيتس رسميا، في ذلك العام، وبقيت في إطار من السرية التامة، ولم يكشف عنها سوى في احتياج لبنان في الثمانينيات.

أنواع الكلاب المفضلة

تعد كلاب الراعي البلجيكي "مالينو" والراعي الألماني "جيرمان شيبرد"، وروت ويلر، من أكثر الأنواع تفضيلا داخل الوحدة، للتدريب على المهام العسكرية.

وتفضل الوحدة هذه الكلاب، بسبب الحجم الكبير لها والذي يمنحها أفضلية في الهجوم، فضلا عن مميزاتها الجسدية مثل السرعة والذكاء فضلا عن لون شعرها الذي يجعلها أقل عرضة لضربات الشمس في تنفيذ المهام العسكرية.

وكانت الوحدة تفضل في السابق كلاب كانان، لكن تم الاستغناء عنها في وقت من الأوقات كونها من الأنواع العنيدة للغاية والمثيرة للمتاعب في التدريب.

إطار العمل

يشرف على وحدة عوكتس، مقاتلو القوات الخاصة بجيش الاحتلال، بسبب طبيعة المهام التي يفترض على الكلاب المدربة القيام بها.

ويتم تدريب الكلاب في هذه الوحدة، على عمليات البحث عن الألغام والعبوات الناسفة، والأشخاص داخل المباني، وتزود بأجهزة تتبع وكاميرات مراقبة وإضاءة.

كما تدرب على عدم الالتفات للضوضاء وإطلاق النار حولها، من أجل التركيز على المهمة التي ترسل إليها، لكن المقاطع المصورة التي بثتها المقاومة أظهرت خبرة لديهم في التعامل معها وخداعها خاصة خلال عملها في الأنفاق.

وتعمل الكلاب العسكرية، مع وحدات دورية الأركان "سييرت ميتكال"، وشلداغ نخبة سلاح الجو، ولواء الكوماندوز، وكافة مجموعات النخبة الأخرى بصورة أساسية.

كلاب انتحارية

خلال اجتياح لبنان، أجرى الاحتلال محاولات لاستخدام الكلاب، كقنابل انتحارية، عبر إلباسها أحزمة ناسفة على أجسادها، وإرسالها للمواقع التي يتواجد بها المقاتلون، والانفجار بداخلها، لكن المحاولات فشلت لكثير من الأسباب ولم تحقق المطلوب منها، ولذلك استغنت الوحدة عن فكرة إرسال كلاب انتحارية.

وبعد عملية فندق بارك، خلال الانتفاضة الثانية، والتي نفذها الشهيد عبد الباسط عودة من كتائب القسام، وقتل فيها أكثر من 30 مستوطنا، قرر الاحتلال إرسال مجموعة من كلاب الوحدة إلى الولايات المتحدة، لرفع كفاءتها التدريبية، وهناك تلقت في كاليفورنيا، تدريبات خاصة، من منظمة "بوبس فور بيس"، وحصلت على عشرات الكلاب الأخرى المدربة في الولايات المتحدة، لإجراء عمليات التفتيش.

خسائر

تمكنت المقاومة الفلسطينية من التعامل مع الكلاب العسكرية للاحتلال، على مدى أكثر من عدوان شنه الاحتلال على قطاع غزة، سواء بتفعيل متفجرات لحظة دخولها إلى بعض المباني، أو عبر إطلاق النار عليها بعد إدخالها في كمائن، لكن الملف كان في العدوان الجاري حاليا، قيام المقاومة بربط كلاب كبيرة الحجم، داخل المنازل التي تدخل إليها كلاب وحدة عوكتس من أجل الاشتباك معها وإشغالها عن المهام المطلوبة منها بالبحث عن المقاومين والأنفاق.

ووفقا لما أفصح عنه الاحتلال، فقد خسرت الوحدة، في العدوان عام 2008، على قطاع غزة، 3 كلاب عسكرية.



أما في عدوان عام 2014، فقد خسرت الوحدة 4 من كلابها المدربة بعد نسف المباني التي دخلتها أو إطلاق المقاومين النار عليها بصورة مباشرة.

وفي العدوان المتواصل على قطاع غزة، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، عن خسارة جيش الاحتلال، حتى شباط/فبراير الماضي، 17 من الكلاب العسكرية المدربة، ولا تقتصر الخسارة على الكلب فقط، بل بالمعدات التقنية والكاميرات التي يحملها، والتي تستفيد منها المقاومة في كشف أساليب وممارسات الاحتلال في الحرب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الكلاب الاحتلال غزة القوات الخاصة كلاب غزة الاحتلال قوات خاصة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکلاب العسکریة قطاع غزة لها فی

إقرأ أيضاً:

اعتراف إسرائيلي: العدوان على إيران يعود لـ24 عاما من التحضيرات العسكرية

نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، مقالا، للكاتب تسور شيزاف، جاء فيه أنّه: "في خضمّ الضجّة المثارة حول العدوان الاسرائيلي على إيران، وتصدّر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، للحملة التي نفّذها الموساد وسلاح الجو، تم نسيان الاسمين اللذين بادرا بتنفيذها، ومكّنا لها، وهما أريئيل شارون رئيس الحكومة الراحل، ومائير داغان رئيس الموساد الأسبق".

وأكّد شيزاف، في مقال ترجمته "عربي21" أنّ: "رئيس الموساد بين 2002 و2011، هو الذي بدأ الحرب الخفية في إيران، ونشر شبكاته عالية الفعالية في جميع أنحائها، وحفّزه ودفعه للاستعداد ليوم اتّخاذ قرار الهجوم، ما يؤكّد أن الهجوم الجاري على إيران لم يتم في يوم، أو أسبوع، أو شهر، أو عام".

وتابع: "في هذه الحالة، استغرق إنشاء البنية التحتية 24 عامًا على الأقل، وهنا يمكن الإشارة إلى داغان، وليس نتنياهو وغيره من القادة السياسيين المحتالين الذين يضغطون على أزرار قوية لإنقاذ أنفسهم من المستنقعات السياسية".

وأبرز: "من الصعب أن نفكر في فيلم "أكشن" ينجح دون التفكير والتخطيط لمجموعة من الإجراءات المحددة، وإدخال العملاء، ودمجهم داخل السكان الإيرانيين، وإنشاء النسيج المحلي، وإدخال الموارد، وتجميعها على مدى سنوات، والحفاظ على حجاب من السرّية، والتنفيذ المثالي من قبل أفراد الميدان على الأرض، وفي الجو، وفي البحر، وعلى الأرض".

وأشار إلى أنّ: "الهجوم الجاري أثبت أنّ القواعد الإسرائيلية حول إيران أكدت فعاليتها، فالقوات البحرية في البحر الأحمر، والقوات البرية في الدول المجاورة للحدود الإيرانية، وفي الصحاري الإيرانية نفسها، كما أن استمرار الهجمات الإسرائيلية يشير لوجود قواعد جوية إسرائيلية في البحر الأحمر تعمل على تقصير المدى، وتُمكّن من تنفيذ هجمات طويلة ومتواصلة".


وأردف بأنّ: "الدرس المستفاد من العملية الأميركية الفاشلة أواخر السبعينيات، والقدرات التي تم توجيهها نحو إيران واليمن في 2024، تجعل إيران وغيرها من بلدان المنطقة بين البحر الأحمر والبحر الأسود، عرضة للعمليات الإسرائيلية، كما أن قطع رؤوس قادة الأمن والعلماء يشكل إشارة أن القوى المحلية تحاول خلق انقلاب، أو ثورة داخل المجتمع".

"الضربة التي تعرضت لها تبريز في الجولة الثانية من الهجمات هي إشارة للمدينة التي تضم عدداً لا بأس به من الأقليات المعادية للنظام في إيران من الأذربيجانيين، والمسيحيين، والأكراد، الذين يشكلون الأغلبية في شمال شرق البلاد، ويشكل البلوش الأغلبية في جنوب شرقها" بحسب المقال نفسه الذي ترجمته "عربي21".

وأضاف: "الاحتلال لديه تقليد يتمثل بمهاجمة المنشآت النووية لدى جيرانها وأعدائها، ففي 1981، أمر مناحيم بيغين بمهاجمة منشأة تموز بالعراق، وفي 2007 أمر إيهود أولمرت بتدمير المنشأة في سوريا، أما الآن، فهذه العملية المعقدة، لأنه ليس مؤكدا أن الظروف والمخاطر هي نفسها".

واسترسل: "كان العراق آنذاك في حرب مريرة مع إيران، ولم يكن بوسعه الانتقام من دولة الاحتلال، وسوريا كانت ضعيفة وهشّة، وبدون دعم دولي خارجي، بينما إيران دولة مسلحة ذات قدرات، ولكن لم يتم تدميرها".

وأشار إلى أنّ: "روسيا والصين تعتبران من الموردين لمنتجات مختلفة لإيران، فالصين تشكّل جزءاً مهماً من إمداداتها من الطاقة، وهذا السبب الذي يجعل الاحتلال يتجنب مهاجمة محطة الوقود الكبيرة والضعيفة لديها، حتى لا تشعل النار في الخليج بأكمله، وتتسبب في نقص النفط والغاز الطبيعي في العالم".

وأكد أنّ: "أي نجاح إسرائيلي ضد إيران سيعني أن الأكراد في شمال شرقها، الجالسين على الحدود التركية، يمكنهم تشكيل تحالف مع أشقائهم الأتراك والعراقيين، ما يعني أن قدرات سلاح الجو الإسرائيلي لا تختفي عن أعين الأتراك، وسيعمل جهازهم الاستخباراتي على تعميق بحثه عن الشبكات الإسرائيلية العاملة في تركيا".


واستدرك: "في حين أن تراجع إيران لن يسمح بالهيمنة الإسرائيلية فحسب، بل سيسمح أيضاً بتعزيز القوة التركية التي تستمر، وقد تؤدي لمسار تصادمي مع دولة الاحتلال".

وأوضح أنّ: "الحروب الأبدية هي استراتيجية خطيرة، ولم يتمكن الاحتلال حتى الآن من استكمال أو إغلاق أي من الجبهات التي يواجهها، لأسباب سياسية تتعلق باستدامة الحكومة الحالية بشكل رئيسي، والجبهات هي لبنان وسوريا وغزة، فيما تستمر الاستراتيجية الإسرائيلية لمنع الهدوء".

وختم بالقول: "بعد أن أدّى تدخلنا في لبنان عام 1982 لطرد منظمة التحرير، وصعود حزب الله، الذي خضنا معه صراعا لمدة 43 عاماً، فهذا يعني أننا سنبدأ  مواجهة مباشرة لمدة 43 عامًا أخرى مع عدو جديد، وبالتالي سندفع ثمن ذلك لسنوات عديدة قادمة".

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال: هاجمنا عشرات الأهداف العسكرية في جنوب غرب إيران
  • اعتراف إسرائيلي: العدوان على إيران يعود لـ24 عاما من التحضيرات العسكرية
  • الحرس الوطني أقدم تشكيل بجيش الولايات المتحدة
  • الحوثي يوجه رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها ويؤكد: عملياتنا العسكرية مستمرة
  • قادة إيران المغتالين.. أبرز الشخصيات العسكرية الإيرانية التي استهدفتها إسرائيل
  • تعرف على عدد التذاكر التي باعها الفيفا لبطولة كأس العالم للأندية
  • تعرف عليها.. صواريخ إيران التي لم تستخدمها حتى الآن
  • محافظ أسيوط يفتتح وحدة طب الأسرة بمنطقة الإسكان الاجتماعي
  • محافظ أسيوط يفتتح وحدة طب الأسرة بمدينة ناصر غرب
  • محافظ أسيوط يفتتح وحدة طب الأسرة بمدينة ناصر غرب المحافظة