ترامب يشكك بنزاهة قاضية ويصفها بـ "السخيفة"
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأحد أنه يريد "تنحية" القاضية التي ستشرف على محاكمته المقبلة في واشنطن بتهم تآمر لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 والتحريض على الهجوم على مبنى الكونغرس.
وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي "لا يمكنني بأي حال من الأحوال أن احظى بمحاكمة عادلة مع القاضية (المكلفة) هذه القضية السخيفة المتعلقة بحرية التعبير والانتخابات النزيهة".
وأضاف متحدثاً عن القاضية تانيا شوتكان "الكل يعرف ذلك، وهي أيضا تعلم. سنطلب على الفور تنحية هذه القاضية، على أسس قوية للغاية، وبالمثل (نطلب) تغيير مكان المحاكمة" إلى خارج واشنطن.
ستترأس القاضية شوتكان محاكمة دونالد ترامب بموجب ثالث لائحة اتهام جنائية موجهة إليه (وأكثرها خطورة)، وهي معروفة بإصدارها عقوبات شديدة على مؤيدين للرئيس السابق شاركوا في الهجوم على مبنى الكونغرس.
وكانت القاضية قد رفضت المطالب الأخيرة لفريق ترامب القانوني.
ورفضت السبت التماس الفريق تمديد الموعد النهائي للرد على طلب للحكومة الأمريكية قد يحد مما يمكن لترامب ومحاميه نشره علناً حول قضيته.
أراد فريق ترامب تأجيل الموعد النهائي إلى الخميس، لكن القاضية قالت إن عليهم الالتزام بالموعد النهائي الحالي عند الساعة الخامسة عصر الإثنين.
#ترامب يتوعد #بايدن وعائلته "الإجرامية" https://t.co/NGtTuBhQCr
— 24.ae (@20fourMedia) August 6, 2023
تانيا شوتكان هي واحد من نحو عشرة قضاة في محكمة المقاطعة الفدرالية بواشنطن، وقد تم تعيينها عشوائياً للنظر في القضية.
وللقاضية سوابق مع ترامب، فقد حكمت ضده في قضية بنوفمبر (تشرين الثاني) 2021 صرحت خلالها أن "الرؤساء ليسوا ملوكاً". كما أصدرت أحكاماً مطولة على أنصار لترامب شاركوا في اقتحام مبنى الكونغرس في 6 يناير (كانون الثاني) من ذلك العام.
مثل الرئيس السابق أمام محكمة فيدرالية في واشنطن في 3 أغسطس (آب) ودفع ببراءته في التهم الأربع الموجهة إليه.
وسيتم إبلاغه في 28 أغسطس (آب) بموعد محاكمته، ويريد المدعي الخاص جاك سميث أن تجري المحاكمة "بدون تأخير".
ترامب هو المرشح الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، ويتهمه القضاء الفيدرالي أيضاً بسوء حفظ وثائق رسمية سرية بعد مغادرته البيت الأبيض.
كما أنه ملاحق أمام القضاء في ولاية نيويورك في قضية احتيال محاسبي يتعلق بمدفوعات لشراء صمت ممثلة إباحية سابقة.
ومن المقرر إجراء المحاكمتين في مارس (آذار) ومايو (أيار) 2024.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية دونالد ترامب أمريكا
إقرأ أيضاً:
هل غابت الضفة الغربية عن حوارات واشنطن؟
تنحصر الأنباء والمعلومات المتدفقة من واشنطن بالحديث عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسيناريوهات التعامل مع إيران، فضلا عن الملفات الإقليمية الساخنة في لبنان وسوريا واليمن، إلى جانب ملف التطبيع والعمل على تنشيطه وتوسعته بالتوازي مع مجازر الإبادة والتجويع في قطاع غزة، وهي متناقضات لا يُعلم إن كان ترامب قادرا على الجمع بينها في جملة واحدة مفيدة قابلة للإعراب والصرف السياسي.
فالجملة المفيدة يصعب أن تكتمل دون ذكر الضفة الغربية في سياقها، إذ لم تُذكر في الحوارات التي أدارها نتنياهو وترامب على مدار يومين لا من قريب أو بعيد، كما لم يشر ترامب إلى سلطة رام الله التي أجهدت نفسها بإصلاحات وتغيرات من أعلى الهرم القيادي إلى أدناه دون جدوى أو فائدة ترجى، فالاستيطان يتوسع وهجمات المستوطنين تتحول إلى عمليات مميتة تذكر بهجمات عصابات الهاجناة وبالماخ وشتيرن الصهيونية في أربعينيات القرن الماضي.
ما سر التكتم على ملف الضفة الغربية؟ وما الذي يحاك لها في كواليس البيت الأبيض؟ وهل غابت سلطة رام الله ورموزها عن حوارات واشنطن؟ ومن ملأ الفراغ مكانها؛ هل هو السفير الأمريكي مايك هاكابي والزعيم الاستيطاني يسرائيل غانتس، أم أمراء ومشايخ ومخاتير الظل في الضفة الغربية ومن يدعمهم؟
المقلق أن الضفة الغربية وإن لم تظهر على طاولة البحث بين ترامب ونتنياهو، ولم ترشح التسريبات في أي إشارة لمستقبلها على نحو مريب ومتعمد، إلا أنها الفيل الذي في الغرفة ويلقي بظلاله بقوة إلى ما وراء نهر الأردن شرقا على نحو مقلق ومريب، فما سر التكتم على ملف الضفة الغربية؟ وما الذي يحاك لها في كواليس البيت الأبيض؟ وهل غابت سلطة رام الله ورموزها عن حوارات واشنطن؟ ومن ملأ الفراغ مكانها؛ هل هو السفير الأمريكي مايك هاكابي والزعيم الاستيطاني يسرائيل غانتس، أم أمراء ومشايخ ومخاتير الظل في الضفة الغربية ومن يدعمهم؟
الضفة الغربية لم تغب عن لقاءات ترامب ونتنياهو، وما مرافقة السفير الأمريكي المتطرف مايك هاكابي لنتنياهو في رحلته للعاصمة الأمريكية واشنطن إلا تعبير عن ذلك، كونه أحد أشد المتحمسين لضم الضفة الغربية للكيان الإسرائيلي، ما يجعل الملف الضفة الغربية الأكثر حضورا في أروقة الكونغرس ومجلس الشيوخ بل والدولة العميقة بطبقاتها المدنية والعسكرية والصناعية.
فالضفة الغربية تبدو حدثا يوميا هامشيا وعابرا إذا ما قيست بجرائم الإبادة التي ترتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وإذا ما قيست بالحروب والمواجهات الإقليمية، إلا أنها في الحقيقة ورشة عمل لليمين المتطرف يتحرك فيها بكل أريحية وتحت عناوين تطبيعيه إبراهيمية أيضا في كثير من الأحيان، فالتحركات على الأرض تشير إلى تسارع وتيرة الضم والتدمير للبنى الاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين تحت مسميات عدة؛ منها أقاليم أو إمارات ومشيخات، استعدادا لمرحلة جديدة تتحول فيها المستوطنات إلى مدن شرعية والمدن والقرى الفلسطينية إلى تجمعات سكانية غير شرعية عرضة للإزالة والتدمير؛ أسوة بمسافر يطا جنوب الخليل وعرب المليحات شمال أريحا في غور الأردن.
الجائزة الكبرى التي يتوقع الاحتلال أن تحول النزيف العسكري والسياسي والاقتصادي والديموغرافي إلى نجاح يعيد الأمل للمشروع الصهيوني الاستعماري على أرض فلسطين
ملف الضفة الغربية يصعب التوقف عنده مطولا في ظل تزاحم الأحداث وقلة الموارد التي تسمح بمعالجته إقليميا وتطبيعا، وهي قيمة تفضيلية مضافة للاحتلال لم تتوفر له في قطاع غزة؛ لغياب المقاومة وضعفها في الضفة الغربية، وحضور التطبيع ووفرته، وذوبان سلطة رام الله وأجهزتها ومشروعها في مشروع التنسيق الأمني، فبدل أن تذوب وتتلاشى سلطة أوسلو ومنظمة التحرير في جسم الدولة الفلسطينية الموعودة ومشروعها العربي الكبير؛ ذابت في مشروع التنسيق الأمني والتطبيعي الإقليمي.
ختاما.. الضفة الغربية المحاصرة بالاستيطان وبالخوف تحولت ضحية للتطبيع الإبراهيمي والتنسيق الأمني، فهي لم تغب عن أجندة ترامب ونتنياهو؛ كونها الجائزة الكبرى التي يتوقع الاحتلال أن تحول النزيف العسكري والسياسي والاقتصادي والديموغرافي إلى نجاح يعيد الأمل للمشروع الصهيوني الاستعماري على أرض فلسطين، فالاحتلال لا زال يعول على الجمع بين التطبيع والاستيطان والضم وحروب الإبادة والتجويع والتصعيد الإقليمي في جملة واحدة مفيدة قابلة للصرف والإعراب السياسي والأمني والاقتصادي والإقليمي.
x.com/hma36