زين العابدين صالح عبد الرحمن
كانت قد قدمت الحكومة المصرية دعوة للأحزاب السياسية السودانية للحوار في القاهرة بهدف الوصول إلي اتفاق سياسي بين المكونات التي قدمت لها الدعوة، و حددت الفترة الزمنية، أن يكون أخر شهر يونيو الجاري، ثم أجلته إلي السابع من شهر يوليو القادم، رغم أن مصر قدمت دعوة إلي تحالف " تقدم" و هي مجموعة تحالفية من مستقلين و منظمات مدنية و أحزاب سياسية.
في جانب أخر: جاء في الخبرعن " شبكة أخبار السودان" أن رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد استدعى مجموعة من السياسيين ضمت " الناظر ترك رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا و جعفر الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الأصل و مبارك الفاضل رئيس حزب الأمة و التجاني السيسي رئيس حزب التحرير و العدالة و جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل و المساواة و مني اركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان. و يشير المصدر أن الاجتماع كان الهدف منه معرفة رؤية القوى السياسية لكيفية إدارة الدولة في ظل حكومة جديدة تحظى بتأييد القوى السياسية مجتمعة.. و كانت قيادات الجيش ممثلة في كل من الفريق أول ياسر العطا و الفريق إبراهيم جابر قد تحدثوا كثيرا في عدد من منابر الحاميات العسكرية عن حكومة تكنوقراط تدير الدولة، و تحضر إلي الانتخابات العامة.. فالسؤال هل قيادات الجيش تريد أن تمهد الطريق لإعلان حكومة تكنوقراط تصبح هي المسؤولة عن الحوارات بين القوى السياسية و التحضير إلي الانتخابات العامة بعد وقف الحرب و تهيئة البيئة الأمنية و الاستقرار الاجتماعي في البلاد كما ذكر بعض قادتها؟
إذا كانت الدعوة موجهة إلي الأحزاب السياسية المذكورة. لماذا أهملت قيادة الجيش أهم قطاع شعبي ظهر جديدا بعد الحرب " المقاومة الشعبية" و هي الفئة التي ساندت الجيش و ما تزال تقف مع الضباط و الجنود في صف واحد كتفا بكتف في مواجهة الميليشيا و المرتزقة، و هؤلاء يمثلون فئة اجتماعية جديدة من شباب الوطن، ربما يكون لها رؤي جديدة تخرج البلاد من حالة الفشل، و الأخفاق السياسي و النزاعات المستمرة التي تهدد وحدة البلاد، و الأمن الاجتماعي.. أن " المقاومة الشعبية" ليست حزبا سياسيا جديدا، و لا انتماء سياسي موحد، بل هي مجموعات تغلب عليهم فئة الشباب و استشعرت المسؤولية السياسية و الاجتماعية و الأمنية، و حملوا السلاح دفاعا عن وحدة البلاد و ممتلكات المواطنين و ثرواتهم و اعراضهم ، هذا الاستشعار بالمسؤولية التي يقدم فيها الفرد روحه عزيزة فداء للوطن و المجتمع لن يكون عرضة لخدمة أجندة حزبية بعينها أو أجنبية، أن مشاركة هذه الفئة في كل الحوارات السياسة مسألة ضرورية، لأنها تمثل تيارا جديدا في البلاد بعيدا عن موروثات الفشل السياسي التي خلفتها كل القوى السياسية.. و الاعتماد فقط على ممثلي التيارات السياسية القديمة، هؤلاء قد اثبتت التجربة لا يملكون الاستعداد للتغيير الشامل، أو التفكير خارج الصندوق، لأنهم جميعا مشبعين بحمولات ثقافة الفشل السياسي المتوارثة من بعد الاستقلال، أن الحرب تمثل أعلى درجة من درجات النزاع، و التي تحتاج بعدها إلي عقليات جديدة بعيدة عن مخلفات الماضي، عقليات عندها استعداد تقدم أراء جريئة و لديها اتساع صدور تقبل الحوار مع التيارات الأخرى، و عقليات قادرة على انتاج الافكار بدلا عن الشعارات العديدة التي ملأت سماء الوطن دون أن يكون لها مفعولا وحدا. و معروف أن كثرة الشعارات دلالة على الخواء الفكري و الجمود العقلي..
إذا كانت الحرب التي شردت مئات الآلاف من المواطنين في الأقاليم المختلفة و في دول الجوار، و أوقفت الحياة في البلاد بزخات الرصاص و صوت المدافع و الدانات، كل ذلك لم يحدث تغييرا لهم في طريقة التفكير. بل تجد هناك من لايزال يحاول أن يفرض شروطا للحوار، و يعتقد أن صوتهم الوحيد المسموع في الخارج الذي يراهنون عليه بأنه سوف يصبح لهم رافعة للسلطة. و الغريب أنهم لا يعلمون أن الخارج يبحث عن مصالحه و يغير قناعته وفقا لهذه المصالح.. أن هؤلاء يحتاجون أن يستيقظوا من هذا الثبات في التفكير، و تضخيم الذات غير المسنودة بحنكة الذكاء السياسي و بالقواعد الاجتماعية، و أن الانتخابات القادمة إذا قامت سوف تفضحهم أمام أنفسهم و أمام المجتمع و أمام العالم.. هؤلاء أكثر كسبا و مصلحة في استمرار الحرب، مادام هناك من يصرف على بقائهم في البناءات الفاخرة، و يوفر لهم مصاريف الحركة بين عواصم العالم، لكن سرعان ما يقف ذلك عندما تتغير القناعات عند الداعم، و تغيير القناعات تتوقف على وحدة المقاومة الشعبية و وقوفها مع الجيش صفا واحدا، و أن يكون لها رؤية لبناء السودان و استقراره و أمنه..
أن تغيير مصر في دعوتها لحضور الحوار السوداني فقط للأحزاب السياسية، هي خطوة جيدة، و بالفعل المجتمع السوداني يريد أن يتعرف على رؤي الأحزاب السودانية لكيفية وقف الحرب و عملية بناء السودان، و عودة السودانيين من اللجوء إلي منازلهم و الوصول إلي الانتخابات العامة، أن الأحزاب السياسية منفردة منذ قيام ثورة ديسمبر 2018م لم يكن لها أي مشاريع سياسية قدمت للناس، فقط حصر كل الجدل و الصراع من أجل السلطة. و لكن هل تنجح مصر أو حتى الاتحاد الأفريقي على قيام الحوار رغم انف الذين يضعون شروطا له، و إذا رضخت مصر أو الاتحاد الأفريقي لهذه الشروط يكونوا غير جديرين برعاية الحوار.. و نسأل الله حسن الخاتمة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الاتحاد الأفریقی القوى السیاسیة أن یکون
إقرأ أيضاً:
حزب تقدم: الحلبوسي مرشح لمنصب رئيس الجمهورية
4 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: أكد النائب عن حزب تقدم برهان النمراوي، أن رئيس الحزب محمد الحلبوسي قد يكون أحد أبرز المرشحين لتولي منصب رئاسة الجمهورية في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن الأدوار السياسية بين المكونات قد تتبدل، بما في ذلك احتمالية تبادل المواقع بين القوى السنية والكردية.
وقال النمراوي، ان زيارة رئيس البرلمان محمود المشهداني إلى أنقرة جاءت بدعوة رسمية، وإن لقاء الوفد النيابي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو أمر طبيعي في سياق العلاقات البرلمانية والدبلوماسية”، لافتاً إلى أن “من الأفضل للمرشح منير القيسي أن يركّز في الوقت الراهن على حملته الانتخابية بدلاً من الانشغال بانتقادات لا طائل منها”.
وحول التحديات الانتخابية، أكد النائب عن تقدم أن ظاهرة بيع البطاقة الانتخابية لا تزال موجودة وتشكل تهديداً لنزاهة العملية الانتخابية، مطالباً الجهات المختصة بتكثيف الرقابة والتوعية.
وختم النمراوي حديثه بالتأكيد على أن خروج الحلبوسي من رئاسة البرلمان أثّر بشكل واضح على أداء المؤسسة التشريعية، معتبراً أن “دوره القيادي يبقى محورياً في التوازن السياسي العراقي”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts