أدانت الدول و المنظمات العربية قرار كيان الاحتلال الإسرائيلي شرعنة خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية، وفرض الضرائب على الكنائس ومؤسساتها في مدينة القدس، في تحد صارخ وانتهاك جسيم للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم (2334).

ومن جانبها ادانت الأردن أدان هذه الخطوة بشدة، حيث أكدت وزارة الخارجية الأردنية أن هذه القرارات والإجراءات تشكل تحديًا صارخًا وانتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

وأشارت إلى ضرورة وقف إرهاب المستوطنين المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة، ووقف الإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية وغير القانونية التي تقوض كل فرص تحقيق السلام العادل والدائم والشامل، على أساس حل الدولتين.

واثار هذا القرار  ردود فعل متباينة وتحفز على التفكير في تداعياته المحتملة، وتعتبر هذه الإجراءات  خطوات خطيرة تهدد الاستقرار وتعقّد الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في المنطقة. يجب أن يتم تفعيل آليات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لمساءلة مرتكبي هذه الجرائم وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.

ومن جانبه، وصف أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية قرارت  مجلس الوزراء الإسرائيلي حول سحب صلاحيات السلطة الفلسطينية في مناطق "ب"، ومعاقبة بعض مسئولي السلطة بتقييد تحركاتهم، وإطلاق البناء الإسرائيلي الاستيطاني في مناطق مختلفة بالضفة، بانها تُمثل انقلاباً كاملاً ونهائياً على اتفاقات أوسلو، وعودة بالوضع كله إلى ما قبل نقطة الصفر وترسيخاً لمنطق الاحتلال الفج.

سجل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اكتوبر ٢٠٢٣ ، عدد 113 هجومًا شنها المستوطنون ضد الفلسطينيين، ما أدى إلى وقوع إصابات أو أضرار في الممتلكات، بما في ذلك بعض الهجمات التي شاركت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلية.

 

       المنظمات العربية ترفض شرعنة بؤر استيطانية وفرض ضرائب على الكنائس

  وقال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام إن أبو الغيط دعا المجتمع الدولي إلى رؤية الحكومة الإسرائيلية على حقيقتها بوصفها حكومة عنصرية يمينية غير معنية بالسلام تسعى لتفكيك أي مظهر للسلطة الفلسطينية، وترسيخ واقع الاحتلال في كافة مناطق الضفة ونزع لأي سيطرة يمارسها الفلسطينيون على حياتهم، بما في ذلك في المناطق (ب) التي تخضع وفق اتفاق أوسلو لسيطرة مدنية فلسطينية.

وأوضح المتحدث الرسمي أن القرارات الأخيرة تعكس خضوع الحكومة الإسرائيلية بالكامل لليمين المتطرف الذي يمثله وزير المالية، وأنها تستهدف إحراج –بل وإهانة- المجتمع الدولي الذي أظهر توجهاً معاكساً بالاتجاه نحو توسيع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك عبر تقويض كل مقومات حل الدولتين، مؤكداً أن مثل هذه القرارات والإجراءات تزيد من اشتعال الموقف في الضفة الغربية، وتُعيد عقارب الساعة إلى ما قبل اتفاقات أوسلو، وتسعى لإخضاع الفلسطينيين تحت نظام احتلال مباشر لا يُمكن وصفه سوى بالفصل العنصري.

ومن جانبه أدان البرلمان العربي بشدة قرار الاحتلال الإسرائيلي شرعنة خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية وفرض الضرائب على الكنائس ومؤسساتها في مدينة القدس، وأكد أن محاولات الاحتلال "إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية والموافقة على بناء مزيد من المستوطنات في الضفة الغربية" تهدف إلى "تصفية القضية الفلسطينية بشكل متعمد"، وتمثل تحديًا سافرًا للمجتمع الدولي.

 حمل البرلمان العربي، كيان الاحتلال الإسرائيلي تبعات هذه الممارسات التي تجاوزت كل الحدود والتي تمثل تحديًا سافرًا للمجتمع الدولي كافة، وخرقًا صارخًا للقانون الدولي، وتقويض كافة الجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين.

ودعا البرلمان العربي، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التحرك الفوري والعاجل لإيقاف هذه المخططات الإسرائيلية الاستيطانية التي تهدف إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتخلي عن الصمت والتصدي لهذه الجرائم العنصرية، وتفعيل آليات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومساءلة مرتكبي هذه الجرائم تحقيقًا للعدالة وإنصافًا للشعب الفلسطيني الذي يُمارس بحقه كل جرائم الحرب على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وتوفير الحماية الدولية له.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المستوطنين القدس جامعة الدول العربية المتحدث الرسمي خارجية الاردن الاحتلال الإسرائیلی فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: انهيار منظومة المساعدات الإسرائيلية وتصاعد التوترات الإقليمية

تناولت صحف عالمية بارزة تطورات مقلقة في المنطقة، إذ كشفت تقارير متتابعة عن إخفاق الآليات الإسرائيلية في إدارة المساعدات الإنسانية لغزة وتصاعد التوترات الإقليمية والممارسات الاستيطانية في الضفة الغربية.

وحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن الآلية التي وعدت إسرائيل أنها ستحل أزمة وصول المساعدات إلى المدنيين في غزة قد فشلت فشلا ذريعا.

وأظهر التقرير أن هذه الآلية تسير منذ تفعيلها على نحو خطأ تماما، فسرعان ما تحولت مواقع توزيع المساعدات إلى مصدر تهديد حقيقي لحياة الساعين إلى تأمين قليل من الطعام.

وقد انتشرت مشاهد الفوضى والموت بسبب هذه الخطة الإسرائيلية التي يُفترض أنها صُممت لإغاثة المدنيين.

وفي تأكيد لهذا الإخفاق، نقلت صحيفة إندبندنت البريطانية تحذيرات مقلقة من عمال الإغاثة الذين أكدوا أن المؤسسة المكلفة من طرف إسرائيل بإدارة المساعدات غير مؤهلة للتعامل مع الوضع الإنساني المعقد في القطاع.

ويعزز هؤلاء المتحدثون طرحهم بالإشارة إلى اضطرار مراكز توزيع المساعدات إلى الإغلاق أكثر من مرة منذ دخولها حيز الخدمة على خلفية الحوادث المميتة، مما يزيد الشكوك بشأن قدرتها على تخفيف حدة أزمة الجوع في غزة.

وفي تطور آخر يتعلق بأزمة المساعدات، كشفت صحيفة غارديان عن بُعد آخر، فقد تحدث تقريرها عما اعتبره اعترافا مباشرا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية– بتسليح ودعم مليشيا داخل غزة بهدف تقويض سلطة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

إعلان

كذلك أشار التقرير إلى أن هذه المجموعة متهمة بنهب المساعدات الإنسانية المخصصة للمدنيين.

انتقادات لاذعة

ولاحظ التقرير أن هذه الخطوة قوبلت بانتقادات لاذعة من مختلف أحزاب المعارضة الإسرائيلية التي نبهت إلى التاريخ المظلم لما تعتبرها منظمات الإغاثة عصابة إجرامية عملت بشكل منتظم على سرقة قوافل المساعدات التي تدخل غزة.

ومن زاوية أخرى، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا يكشف عن تطور جديد في الضفة الغربية، فالكاتب يرى أن تهجير الفلسطينيين داخل الضفة لم يكن أسهل مما هو عليه الآن، في ظل المناخ السياسي الحالي الذي يوفر غطاء للممارسات الاستيطانية.

ويوضح المقال أن الهدف من عنف المستوطنين بات معلنا وواضحا، حيث إن إخلاء قرية بأكملها من سكانها الفلسطينيين لا يتطلب سوى مجموعة من الشبان المتطرفين المدعومين بشكل مباشر من حكومة نتنياهو والإدارة الأميركية.

ويخلص المقال إلى استنتاج مفاده أن المناخ السياسي السائد، إلى جانب الحرب المتواصلة على غزة، يسهمان بشكل كبير في تقدم المشروع الاستيطاني وتسريع عمليات التطهير العرقي في الضفة الغربية.

وعلى المستوى الإقليمي، استعرض تقرير مفصل في مجلة نيوزويك مجموعة من المؤشرات المقلقة التي يقول المحللون إنها توحي بقرب اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.

فاللهجة التهديدية تتصاعد بشكل ملحوظ من الجانبين، ومعها يستمر الصراع بالوكالة في المنطقة، وذلك في ظل مفاوضات متعثرة لا يُعرف مصيرها بشأن المشروع النووي الإيراني.

كما تشير التقارير الاستخباراتية المتضاربة إلى تحضيرات إيرانية لهجوم محتمل، في مقابل رغبة حقيقية ومعلنة لدى إسرائيل في شن هجوم استباقي يشل البرنامج النووي الإيراني نهائيا.

وكل هذه التطورات الخطيرة تجري في ظل مواجهة نتنياهو تحديات سياسية داخلية كبرى، مصحوبة بعزلة متزايدة لإسرائيل على الساحة الدولية، وسط تراجع ملحوظ في التعاطف الدولي معها.

إعلان

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 14 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • بينهم سيدة وأسرى سابقون.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 14 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • أمن المقاومة الفلسطينية يكشف تورط مخابرات عربية في تمويل وتوجيه “مرتزقة العدو”
  • لإنهاء المقاومة.. الاحتلال ينقل نموذج تدمير رفح لشمال الضفة الغربية
  • قمع وتنكيل للفلسطينيين على الحواجز الإسرائيلية في الضفة
  • اعتقالات واقتحامات وسرقة ممتلكات.. الضفة الغربية تحت نيران الاحتلال
  • الضفة الغربية.. استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في الخليل
  • عربية النواب تطالب المجتمع الدولي بتخاذ موقف تجاه الكارثة في قطاع غزة
  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوب الضفة الغربية
  • صحف عالمية: انهيار منظومة المساعدات الإسرائيلية وتصاعد التوترات الإقليمية