المقاطعة الفنية كارت ضغط للعقاب الجماهيرى أم ضريبة مستحقة لمواقف الفنان؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق تامر فرج: الفنان حر فيما يعتقد.. فنحن لسنا أنبياءطارق الشناوى: لا توجد حملات مقاطعة.. وفشل الأعمال بسبب سوء اختيار الفنان

 

يظل الجمهور هو العامل الأهم والطرف الأقوى في معادلة أي فنان، فبدون التفاف جماهيري حوله، تتأثر مسيرته على المستوى الفني من اختيار المنتجين له، وتصدره أفيشات الأعمال الفنية، وعلى المستوى المادي حيث تقترن النواحي المادية للفنان بمدى نجوميته وجماهيريته.

لذلك مثلما يعتبر الجمهور درعا واقية للفنان، أحياناً يتحول إلى سلاح ضده، فلو تبدل الحال وقاطع الجمهور الفنان إما لموقف إنسانى أو سبب وتوجهات سياسية، فإن المقاطعة سلاح ربما ينهى مسيرة البعض فى تلك الظروف.

وفى الفترة الأخيرة، وبالتحديد بعد العدوان الإسرائيلي المجرم على الشعب الفلسطيني منذ أكتوبر ٢٠٢٣، وكانت مواقف الفنانين داعمة إلى الشعب الفلسطينى طوال الوقت، ولكن كان هناك بعض الفنانين سقطوا فرائس في شباك المقاطعة الجماهيرية، وفى السطور التالية نرصد لكم آراء أهل الفن والنقاد حول المقاطعة الفنية لنجوم الفن.

انتقد الفنان تامر فرج كل ما يحدث من عمليات مقاطعه فنية من الجمهور لبعض الفنانين، بعد مواقفهم الأخيرة، عقب العدوان الإسرائيلي المجرم على الشعب الفلسطيني في أكتوبر الماضي.

وأضاف الفنان تامر فرج فى تصريحات خاصة لـ"البوابة" أنه ضد كل أشكال المقاطعة والعقاب الجماهيري، لأن الفنان بشر وله قناعات وله مطلق الحق أن يكتب ما يشاء ويعلن موقفه أو لا.

واختتم الفنان تامر فرج حديثه " الفنان يقدم المتعة والترفيه من خلال أعمال فنية، وبعدها يعود إنسانا طبيعيا يمارس حياته مثله مثل الجمهور، لا تحملني أكثر من حدود قدراتي، ورسالتي للجمهور "أنا لست نبيا ولا تتبعني".

على صعيد آخر؛ علق الفنان بيومي فؤاد، بأن موقفه من المشاركة فى موسم الرياض، بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هو أمر طبيعي لأن الجميع من الجمهور يذهب إلى عمله والتمثيل هو عمل الفنان.

وتابع "فؤاد"، بأن الرسالة التي وجهها إلى الجمهور السعودي في آخر ليلة عرض، كانت بسبب الضغوط التي تعرضت لها الفرقة قبل وأثناء العرض المسرحي، بعد اعتذار الفنان محمد سلام فى اللحظات الأخيرة، بعد أن ذكر الأخير أنه لا يمكن أن يشارك فى عرض مسرحي وتقديم الكوميديا وأبناء الشعب الفلسطيني يلاقون الموت كل يوم وكل لحظة.

 

وشدد الفنان بيومي فؤاد، بأن الفنان محمد سلام أحرج الجميع بعد الفيديو الذى نشره واعتذر من خلاله، وهو ما دفع فؤاد أن يقف ويلقي برسالة فى الليلة الأخيرة من العرض، ويؤكد أن الفنان المصري يقوم بدوره ويلقي كافة التقدير والدعم من قبل الجمهور السعودي.

من جانبه؛ أكد الناقد الفنى طارق الشناوى أنه لا توجد حملات مقاطعة فنية من قبل الجمهور تجاه الفنان، بالشكل الذى يتخيله البعض، فالجمهور لديه خلط كبير بين كل إخفاق فنى للفنان وقت الهجوم عليه، أن المقاطعة هى سبب ذلك.

وأكمل "الشناوى" حديثه لـ "البوابة"، بأنه وقت أحداث ٢٥ يناير، كانت هناك القوائم السوداء لبعض الفنانين، وكان الفنان طلعت زكريا على رأسهم، وبعد تصريحاته المعادية لشباب الميدان، طرح فيلم "الفيل فى المنديل"، ولم يحقق أي نجاح فى السينما، والجميع ربط ذلك أنها بسبب حملات المقاطعة الفنية والقوائم السوداء، ولكن فى حقيقة الأمر أن الفيلم يستحق السقوط لأنه سيئ للغاية.

وتابع "الشناوي" بأن الفنان بيومي فؤاد على سبيل المثال، له أفلام شارك بها ونجحت بعد الموقف الأخير له، وأبرزها فيلم الاسكندراني، ولكن أزمة بيومي فؤاد فى اختياراته رغم موهبته الجباره، إلا أنه لا يجيد الاختيار طوال الوقت، ولا وجود للمقاطعة من بعيد أو من قريب فى أى خساره يتعرض لها الفنان.

على صعيد آخر؛ أكدت الناقدة الفنية رحاب هاني، أنه لا أحد يملك سلطاناً على الجمهور فى اتخاذ ما يراه، وعلى الفنان أن يعي جيداً أن الجمهور يفكر بالعقل الجمعي، والمقاطعة والقرارات العقابية تنتشر بشكل كبير فيما بينهم.

وتابعت رحاب هانى فى تصريحات خاصة لـ "البوابة": فى نفس الوقت من حق الفنان أن يتخذ الموقف الذى يراه مناسباً ولا يجب أن يفرض عليه أى شخص أى شيء، أو أن يتعرض الفنان لحملات الضغط لكى يتخذ موقف بذاته دون قناعات داخليه منه.

وقالت إن أحد أوجه ضريبة الفن، هو أن مثلما يرفع الجمهور الفنان لعنان السماء، ربما يحدث العكس فى بعض الأحيان، وعلى الفنان أن يفهم ويعي ذلك جيداً، وللأسف تلك المواقف تضر بالعملية الإنتاجية وصناعة الفن.

المصدر: البوابة نيوز