خطة إسرائيلية لإعادة إعمار غزة بعد فشل القضاء على حكومة حماس
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
ما زال الإسرائيليون في غمرة تورطهم في حرب غزة يتوهون في البحث عن إجابة "اليوم التالي" لهذه الحرب، بدل بقائها تدور حول نفسها دون استقرار، لاسيما وسط اليقين بشأن انتهاء المرحلة الرئيسية من القتال في غزة، ومع ذلك فلا زال الاحتلال بعد ثمانية أشهر من القتال يجد حماس بقيت واقفة بشكل رئيسي على ساقيها: المدنية والعسكرية، رغم ما لحق بها من أضرار وخسائر.
وقال النائب السابق لرئيس الساحة الفلسطينية في دائرة التخطيط بجيش الاحتلال، والضابط الكبير السابق في الاستخبارات البحرية عاميت ياغور: إنه "لن يتناول السؤال حول سبب العجز الإسرائيلي، رغم محاولاتها الفاشلة، في تفكيك القدرات الحكومية لحماس، في نفس الوقت الذي تقوم فيه بالجهد العسكري ضد قدراتها العسكرية، لاسيما بعد أن أخفقت محاولاتها للعمل مع العشائر المحلية، ثم إدخال عناصر السلطة الفلسطينية، وهي جهود فشلت فشلاً ذريعاً".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أنه "رغم إمكانية تحقق ذلك من الناحية النظرية، لكن جيش الاحتلال من خلال منسق العمليات الحكومية في الأراضي الفلسطينية، لم يبذل أي جهد يذكر حتى الآن، بدليل أن محاولات السيطرة على المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة، وتوزيعها على حماس بدلا منها، سجلت إخفاقاً كبيرا".
وزعم أن "محور فيلادلفيا الذي انكشف أنه أنبوب الأوكسجين الحقيقي لحماس، يتزامن مع إدراك الجميع أن حماس تشرف على إخراج المساعدات الإنسانية القادمة من مستودعات الأمم المتحدة، وتوزيعها على الفلسطينيين، وبالتالي فإن ذلك يعني أن حماس تحافظ على عناصرها الهامة جدا، وتنجح في الحفاظ على مقدراتها وموقعها الحاكم في القطاع، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يساعد ذلك دخول المرحلة الجديدة".
وأكد أن "هناك شيء واحد واضح فيما يتعلق باليوم التالي، وهو أن خطة إعادة إعمار كبيرة لقطاع غزة حقيقة واقعة، وشرط لاستمرار الحياة فيه، وعلى أقل تقدير، سيتم إزالة أنقاض الحرب، وربما أيضا إعادة بناء القطاع، بحيث يصبح صالحا للسكن ونمط الحياة لسكانها، وهذا العنصر المهم جدا والجميع متفقون على أنه سيحدث بشكل أو بآخر لأنه يقتضيه الواقع، ولا تستطيع حماس أن تحققه بنفسها إلا بمساعدة الساحتين الدولية والإقليمية، وبوجود إسرائيلي واضح".
وأشار أنه "من المؤكد أن الكثير من الإسرائيليين سيتساءلون عن حاجتهم للتعامل مع إعادة إعمار غزة حتى قبل الانتقال للحديث عن إعادة إعمار جنوب وشمال دولة الاحتلال، الجواب أنه بالإضافة للحقيقة البسيطة المتمثلة في أننا بحاجة للبدء في الحديث عن الإدارة المتوازية لعدة جهود، وليس مجرد عمل طويل متتالي، على عكس إعادة الإعمار المطلوبة في دولة الاحتلال، وهي تعدّ هدفًا بحدّ ذاته، بزعم أن إعادة إعمار غزة هي في الواقع عملية ممتازة، وأداة لإطاحة حماس من السلطة في غزة، وتفكيك قدراتها الحكومية، وإنشاء بديل لها".
وأشار أنه "إذا تم تحقيق استعادة السيطرة من حماس على القطاع، حتى لو لم تكن الهيئة الحاكمة المعلنة، لكنها تعمل فقط في الميدان، فإنها ستكون من حيث توفير الشرعية "المنشطة" لحكمها المتجدّد، وهذا بالتحديد ما يجب على الاحتلال تعلّمه من الماضي، لأنها في نهاية الحرب العالمية الثانية، أطلقت الولايات المتحدة "خطة استعادة أوروبا"، وتم تسمية البرنامج على اسم وزير الخارجية الأمريكي جورج مارشال، واستغرق تنفيذها أربع سنوات، بكلفة 173 مليار دولار بقيمة اليوم، وتم توزيع الأموال من قبل لجان تضم مسؤولين حكوميين ورجال أعمال".
وذكر أنه "بعد كل حرب من الحروب السابقة ضد حماس في غزة، قادت الحركة إعادة إعمار القطاع بما يتوافق مع مصالحها، واستخدمت الأموال والمواد لتمهيد الطريق لعملية القتال التالية، بينما فضّل الاحتلال دفن رأسه في الرمال، مما يستدعي منه هذه المرة التفكير خارج الصندوق، والتعلّم من الماضي، والإعلان عن مبادرة منه فور انتهاء القتال في رفح عن "خطة مارشال إسرائيلية" لإعادة إعمار القطاع، ينفّذها المجتمع الدولي بمساعدة دول المنطقة، تحت مظلة الأمم المتحدة، بزعم أنه سيساعده بتأمين مصالحه، بما في ذلك السيطرة الأمنية الكاملة في القطاع".
ولا يطرح الجنرال الاسرائيلي ضمانة لتحقيق أهداف الاحتلال من خطته الخاصة بإعادة إعمار القطاع في اليوم التالي لانتهاء الحرب، في ظل الإقرار بغياب القدرة على خلق بدائل سريعة لحكومة حماس في غزة، بما يتوافق مع مصالحه، لكنه يكتفي بالحديث أن مثل هذه الخطة سيحوّل قطاع غزة من قاعدة للخلاف إلى أساس للتعاون، وإقامة تحالف إقليمي ودولي مع الاحتلال، رغم أن ذلك لا يعني غياب حماس عن الفعل الميداني في القطاع: حكومياً وعسكرياً.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيليون غزة اليوم التالي حماس إسرائيل حماس غزة الجيش الاسرائيلي اليوم التالي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إعادة إعمار فی غزة
إقرأ أيضاً:
"السقوط في بئر الخيانة".. أبو شباب صنيعة إسرائيلية مصيرها إلى الهاوية
◄ مقتل أبي شباب يثير موجة فرح واسعة بين أهالي قطاع غزة
◄ "الشاباك" وظّف جماعة أبي شباب لفرض حكم بديل لـ"حماس" في غزة
◄ نتنياهو أعلن سابقا دعمه لجماعة أبي شباب لمواجهة "حماس"
◄ نشطت جماعة أبو شباب في المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال
◄ "القوات الشعبية": أبو شباب قتل خلال فض نزاع بين أبناء إحدى العائلات
◄ "حماس": مصير أبي شباب حتمي لكل من خان شعبه ووطنه
◄ محللون: مقتل أبي شباب ضربة موجعة للاحتلال الذي يعتمد على "المليشيات"
الرؤية- غرفة الأخبار
كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية أول من نشر خبر مقتل ياسر أبو شباب الذي أسس ما يسمى بـ"القوات الشعبية" للقضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية، إذ ينشط وجماعته في المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال شرقي رفح، منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي.
وكان ياسر أبو شباب سجيناً قبل أحداث السابع من أكتوبر 2023 بتهم جنائية، لكنه خرج بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستهداف المقرات الأمنية داخل القطاع.
وبرز اسمه بعد استهداف كتائب عز الدين القسام قوة من "المستعربين" شرق رفح، في 30 مايو 2025، وتبين أن معها مجموعة من العملاء المجندين لصالح الاحتلال ويتبعون مباشرة لما وصفته المقاومة بـ"عصابة ياسر أبو شباب".
وفي يونيو الماضي، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن دعم إسرائيل لعشائر في غزة، من ضمنها جماعة أبو شباب، زاعماً أن "هذا الأمر كان جيداً وأنقذ أرواح جنود إسرائيليين".
وكشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" يقف وراء تجنيد عصابة أبو شباب، حيث أوصى رئيس الجهاز رونين بار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- بتنفيذ خطوة تجنيد العصابة، وتسليحها، ضمن خطة تجريبية.
وتشير الصحيفة إلى أن الفكرة الأساسية للشاباك كانت استخدام هذه العصابة كمشروع تجريبي لمعرفة ما إذا كان بإمكانها فرض نوع من الحكم البديل لحركة حماس في منطقة صغيرة ومحدودة داخل رفح.
وشاعت حالة من الغموض حول طريقة مقتله، فقد نشرت "يديعوت أحرونوت" نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أنه قتل ضربا حتى الموت في شجار مع أفراد جماعته، فين حين نقلت وسائل إعلام أخرى أنه قتل بالرصاص من قبل أحد أفراد جماعته، وأفاد آخرون بمقتله في كمين للمقاومة.
ووسط الغموض الذي أحاط بكيفية مقتله، أعلنت "القوات الشعبية" التي كان يتزعمها ياسر أبو شباب في جنوب قطاع غزة، أن الأخير قتل بعدما أصيب بعيار ناري خلال فض نزاع بين أبناء عائلة أبي سنيمة.
وأكدت في بيان على حسابها في إكس (تويتر سابق)، فجر الجمعة، عدم صحة الأنباء المتداولة بشأن مقتله على يد عناصر من حماس. كما نشرت "القوات الشعبية" مشهداً لتشييع أبو شباب حيث ظهر جثمانه مسجى فيما تحلق حوله عدد من مناصريه في رفح.
وسادت قطاع غزة حالة من الفرح والاحتفال عقب الإعلان عن مقتل ياسر أبو شباب. ورحّب رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الدكتور سلامة معروف بالخبر، مؤكدا أن المشهد الشعبي في القطاع يعكس ما وصفه بـ"النبض الحقيقي لأهل غزة" تجاه كل ما سماها "ميليشيات الخيانة".
وعلقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على خبر مقتل أبو شباب قائلة إن مصير قائد المليشيا المسلحة ياسر أبو شباب "العميل المتعاون مع الاحتلال هو مصير حتمي لمن خان شعبه ووطنه، ورضي أن يكون أداة في يد إسرائيل".
وأضافت الحركة -في بيان- أن أبا شباب قام بأفعال إجرامية مع عصابته، مثلت خروجا فاضحا عن الصف الوطني والاجتماعي. وثمّنت الحركة موقف العائلات والقبائل والعشائر التي قالت إنها تبرأت من أبي شباب ومن كل من تورّط في الاعتداء على أبناء شعبه أو التعاون مع الاحتلال، ورفعت الغطاء العشائري والاجتماعي عن هذه الفئة المعزولة.
وأكدت حماس أن الاحتلال الذي عجز عن حماية عملائه لن يستطيع حماية أيّ من أعوانه، موضحة أن وحدة الشعب الفلسطيني بعائلاته وقبائله وعشائره ومؤسساته الوطنية، ستظل صمام الأمان في وجه كل محاولات تخريب نسيجه الداخلي.
واعتبرت صحيفة غارديان البريطانية مقتل أبي شباب ضربة موجعة لرهان تل أبيب على "وكلاء محليين تابعين لها" (مليشيات) في مواجهة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وذكر الخبير بالشؤون الإسرائيلية، مهند مصطفى، أن مقتل أبي شباب يشكل "ضربة لإسرائيل"، لأنها اعتمدت تاريخيا على "بناء مرتزقة من المليشيات والمجرمين داخل المناطق المحتلة ليكونوا بديلا أمنيا وحكوميا".