استعراض للقوة.. الصين تتباهى بقدرة جيشها على مهاجة تايوان في وثائقي جديد
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
بثت الصين فيلما وثائقيا جديدا يظهر استعداد جيشها لمهاجمة تايوان، وعرض جنودا يتعهدون بـ"التضحية بأرواحهم إذا لزم الأمر"، مع استمرار بكين في تصعيد خطابها ضد الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.
ماذا جاء في "مطاردة الأحلام"؟"مطاردة الأحلام" هو فيلم وثائقي من 8 أجزاء بثه تلفزيون الصين المركزي في وقت سابق هذا الأسبوع، للاحتفال بالذكرى الـ 96 لتأسيس جيش التحرير الشعبي.
ويعرض الفيلم تدريبات عسكرية وشهادات لعشرات الجنود، أعرب العديد منهم عن "استعدادهم للموت" في هجوم محتمل ضد تايوان.
كما عرض تدريبات تعرف بـ"السيف المشترك" لجيش التحرير الشعبي، والتي تحاكي الضربات الدقيقة ضد تايوان، وفق ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".
وأجريت التدريبات حول الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي في أبريل، بعد زيارة الرئيس التايواني تساي إنغ ون للولايات المتحدة.
ويعرض الفيلم الوثائقي أيضا "شاندونغ"، إحدى حاملات الطائرات الثلاث الصينية، وهي تبحر في تشكيل مع العديد من السفن الحربية الأخرى.
وأرسل جيش التحرير الشعبي شاندونغ بشكل متكرر إلى مضيق تايوان خلال الأشهر القليلة الماضية، كرسالة تهديد للجزيرة.
كما عبرت طائرات جيش التحرير الشعبي خط الوسط للمضيق، وهي منطقة ترسيم غير رسمية بين الصين وتايوان، على مدار العامين الماضيين، لا سيما في رد الفعل على التبادلات بين تايوان والولايات المتحدة التي أغضبت بكين.
وكثيرا ما تنشر وسائل الإعلام الحكومية وجيش التحرير الشعبي، مواد دعائية تروج لتحديث الجيش، بالإضافة إلى مقاطع مصورة للتدريبات العسكرية.
تعمل المواد على تأجيج القومية الصينية المتصاعدة وإظهار الثقة العسكرية ضد تايوان، التي تزايدت حدة الأزمة القائمة بينها وبين بكين، مع دعم واشنطن للجزيرة.
وبالرغم من أن الولايات المتحدة لا تعترف بتايوان كدولة ذات سيادة، فإنها تعهدت بمساعدة الجزيرة في الدفاع عن نفسها في حالة حدوث غزو.
والشهر الماضي، أعلن البيت الأبيض حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 345 مليون دولار لتايوان، وهي خطوة انتقدتها بكين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: التحریر الشعبی
إقرأ أيضاً:
فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة
ترى الباحثة الخبيرة في الشؤون الصينية يو جيه، أن أعظم ما صدّرته الولايات المتحدة إلى الصين هو نموذج لبناء القوة العالمية، مؤكدة أن سلوك بكين الحالي الذي يراه الأميركيون تهديدا هو انعكاس لخيارات واشنطن الإستراتيجية.
وقالت، في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، إن خطة الصين الخمسية القادمة (2026–2030) للرئيس شي جين بينغ توضح كيف استوعبت الصين الدروس الأميركية وأعادت صياغتها لتلائم طموحاتها على الساحة الدولية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأمين العام للناتو: الحرب قد تضرب كل بيت في أوروباlist 2 of 2إلباييس: ترامب لم يرحم قادة أوروبا ووصفهم بالضعفاءend of listواستعرضت الكاتبة، وهي باحثة أولى متخصصة في شؤون الصين بمعهد تشاتام هاوس البريطاني، 3 دروس تعلمتها الصين من منافستها التقليدية، تظهر كيف تتلمذت بكين على يد واشنطن في فن سياسات "القوى العظمى".
الدرس الأول: بناء المرونة الاقتصاديةأحد أهم الدروس التي استخلصتها الصين من التجربة الأميركية هو مفهوم المرونة الاقتصادية. وتعود جذور هذا التفكير الصيني إلى ستينيات القرن الماضي، حين قطع الاتحاد السوفياتي إمدادات التكنولوجيا الحيوية، المدنية والعسكرية، عن بكين، مما رسّخ في ذهنية قادة الصين أن الاعتماد الخارجي يساوي هشاشة الاقتصاد.
وفي منتصف العقد الماضي، ومع تدهور العلاقات مع واشنطن، أدركت بكين حجم اعتمادها على سلاسل توريد التكنولوجيا المتقدمة من دول قليلة. ومن هنا -تتابع الكاتبة- جاءت مبادرات تشجع الإنتاج الوطني لتعزيز الاكتفاء الذاتي في القطاعات الحساسة.
وترى الكاتبة أن هذا المسار يعكس صدى السياسات الصناعية الأميركية نفسها، التي أدركت من جهتها أن سلاسل التوريد المتشابكة في عصر العولمة تصبح نقطة ضعف وقت الأزمات.
أكدت الكاتبة أن واشنطن لطالما استخدمت ضوابط التصدير سلاحا لدعم تفوقها العسكري والاقتصادي، بدءا من إستراتيجيات الحرب الباردة ووصولا إلى فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قيودا على أشباه الموصلات.
إعلانوتعلمت الصين من ذلك أن السيطرة على نقاط ضعف الخصم نفوذ سياسي، يسمح للقوة العظمى بالتأثير على مجرى الأمور بما يتفق مع رؤيتها، إذ بدأت باستخدام قدرتها التجارية الهائلة وهيمنتها على المعادن النادرة لحماية أولوياتها الإستراتيجية.
تدرك بكين أن لعب دور "شرطي العالم" سيعرضها لنفس الأخطاء التي أضعفت الولايات المتحدة
وفرضت بكين قيودا على صادرات الغاليوم والجرمانيوم والغرافيت، وأصدرت قوانينها الخاصة للسيطرة على الصادرات وأنشأت قوائم "الكيانات غير الموثوقة".
ولا تعزز هذه الإجراءات مكانة الصين الدولية فحسب، برأي الكاتبة، بل تقدّم رسالة لبقية دول العالم التي تعتمد على بكين، مفادها أن الاقتراب من واشنطن قد يكون له عواقب اقتصادية وسياسية وخيمة.
ترى الكاتبة أن الصين استوعبت خطأ الولايات المتحدة الأكبر: التورط العسكري الزائد في نزاعات بعيدة ومعقدة. فمن فيتنام إلى العراق وأفغانستان، أظهرت تجربة واشنطن أن القوة العظمى تفقد نفوذها عندما تُستنزف في حروب طويلة.
لهذا السبب -يتابع المقال- تتبع بكين سياسة خارجية براغماتية تميل إلى الحذر والانضباط، هدفها حماية قوة الصين لا استهلاكها. ففي الشرق الأوسط، تحافظ الصين على علاقات بدول متنافسة، مثل إيران والسعودية، وتتجنب التورط في أزمات لا تستطيع السيطرة عليها.
وعلى الرغم من تصعيدها في تايوان وبحر جنوب الصين، تدرك بكين أن لعب دور "شرطي العالم" سيعرضها لنفس الأخطاء التي أضعفت الولايات المتحدة، وفقا للكاتبة.
وخلص المقال إلى أنه إذا أرادت الولايات المتحدة فهم دور الصين وأهدافها في النظام الدولي الحالي، فعليها أولا أن تعترف بأن الصين ليست خصما للنظام الأميركي، بل نتيجة له.