تصاعد التوتر في بحر جنوب الصين.. بكين تطالب بإبعاد سفينة حربية ومانيلا تستدعي السفير الصيني
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
تصاعد التوتر في بحر جنوب الصين، بعد مطالبة خفر السواحل الصيني مانيلا بإبعاد سفينة حربية من المنطقة المتنازع عليها. وفي ردها على ذلك، جددت الفلبين تمسكها بالدفاع عن سيادتها وحقوقها معلنة استدعاء السفير الصيني لديها.
وتشير التفاصيل إلى أن الصين حثّت الفلبين على سحب سفينة حربية راسية في جزر قريبة من جزر نانشا التي تسيطر عليها.
وبررت بكين طلبها بعد أن توقفت سفينة حربية فلبينية أخرى، قالت الصين إنها تحمل مواد إصلاح وترميم بالقرب من الجزيرة.
واتهمت الصين مانيلا بمحاولة إصلاح السفينة الراسية في المنطقة منذ 24 عاما بشكل غير قانوني، حسب وصفها.
وقال المتحدث باسم خفر السواحل الصيني إنه كان على الفلبين سحب السفينة بدلا من محاولة إصلاحها، وهي بذلك تنتهك القانون الدولي وكذلك التزاماتها السابقة و"إعلان سلوك الأطراف في بحر جنوب الصين" الذي وقعته بكين ودول آسيان.
كما اتهمت بكين سفينتي شحن فلبينيتين وسفينتين لخفر السواحل بالتجاوز غير القانوني للمياه المتاخمة لريناي جياو في جزر نانشا الصينية، دون موافقة الحكومة الصينية.
وقال خفر السواحل الصيني إنه طبق الضوابط اللازمة وفقا للقانون لردع السفن الفلبينية التي يتهمها بالتجاوز، وحمل مواد بناء غير قانونية.
وتأتي هذه المطالبة الصينية عقب يوم من اتهام الفلبين خفر السواحل الصيني باعتراض طريق قارب إمدادات عسكري فلبيني في بحر جنوب الصين واستهدافه بمدافع المياه، منددة باستخدام "إجراءات مبالغ فيها وهجومية" تجاه سفنها.
وتطالب الصين بالسيادة الكاملة تقريبا على البحر الذي يعد ممرا تجاريا لبضائع تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات سنويا، وسط مطالبات منافسة من بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام.
وتجاهلت بكين قرارا صادرا عام 2016 عن محكمة التحكيم الدولية الدائمة في لاهاي يقضي بأن المطالبة التاريخية للصين بمعظم البحر لا أساس لها.
من جانبه، قال متحدث باسم خفر السواحل الصيني إن سيادة بلاده "ليست محل شك" على جزر سبراتلي والمياه المحاذية لها بما يشمل المنطقة التي كان فيها القارب الفلبيني.
وأضاف المتحدث الصيني على حساب خفر السواحل على ويتشات "نحث الجانب الفلبيني على وقف أنشطته المتعدية فورا في تلك المياه".
وفي رده على ذلك، قال الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس -لوكالة رويترز- إن بلاده ستواصل الدفاع عن سيادتها وحقوقها في بحر جنوب الصين.
ولم يتوقف الموقف الفلبيني عند هذا الحد، فقد نقلت أسوشيتد برس عن مسؤول فلبيني قوله إن بلاده استدعت السفير الصيني لدى مانيلا للاحتجاج على ممارسات بكين في بحر جنوب الصين.
وأمس، قالت الخارجية الأميركية بعد الواقعة "إن تهديدات الصين المتكررة" للوضع الراهن في بحر جنوب الصين تهدد بشكل مباشر السلام والاستقرار الإقليميين، وإن واشنطن تقف إلى جانب حليفتها الفلبين في مواجهة مثل هذه "التصرفات الخطيرة".
ومقابل توتر العلاقة مع الصين، عادت علاقات الفلبين مع الولايات المتحدة لدفئها وإستراتيجيتها تحت قيادة الرئيس ماركوس الذي قام بزيارة تاريخية للعاصمة واشنطن في مايو/أيار الماضي.
وسعى ماركوس للحصول على تأكيد أن الولايات المتحدة تسانده في أي مواجهة مفتوحة مع الصين. وبالفعل أعلن البيت الأبيض أن التزام أميركا بالدفاع عن الفلبين "صارم".
يذكر أن الصين سبق أن اتهمت الولايات المتحدة بأنها تهدد السلام والاستقرار الإقليمي، وذلك عقب توقيع اتفاق جديد بين مانيلا وواشنطن في أبريل/نيسان الماضي، يسمح للأخيرة باستخدام 4 قواعد عسكرية إضافية في الفلبين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: خفر السواحل الصینی فی بحر جنوب الصین سفینة حربیة
إقرأ أيضاً:
موقع إيطالي: صورة مسرّبة لطائرة صينية تمثل قدرات بكين الجوية
سلّط موقع "شيناري إيكونومتشي" الإيطالي الضوء على الصورة المسربة للطائرة الصينية المتطورة "جي-36" التي تمثل قفزة نوعية في قدرات بكين الجوية، موضحا أن الصورة أظهرت بوضوح معالم هذه المقاتلة الهجينة من الجيل السادس.
وقال الكاتب فابيو لوغانو، في تقرير نشره الموقع، إن هذه الصورة التي انتشرت عبر الإنترنت وأثارت قلق العواصم الغربية، كشفت أسرارا جديدة عن الطائرة الصينية، حيث أظهرت مقصورة قيادة بمقعدين وقوة تحميل نارية غير مسبوقة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أكسيوس: ترامب عقد اجتماعا "منعزلا" في كامب ديفيد بشأن إيران وغزةlist 2 of 2هل يخسر ترامب الهند؟end of listونقل عن موقع "ذا وور زون" المتخصص في الشؤون العسكرية أن الصورة ضبابية ومُلتقطة من مسافة بعيدة، لكنها تقدم أوضح رؤية أمامية تم الحصول عليها حتى الآن لطائرة "جي-36" الصينية الغامضة.
وحسب الكاتب، تبدو الصورة حقيقية رغم الشوائب البصرية، حيث تتطابق الخلفية تماما مع منطقة محددة في منشأة شركة تشنغدو لصناعة الطائرات، حيث تم رصد الطائرة في السابق.
لكن ما الذي يجعل هذه الصورة مهمة إلى هذا الحد؟ وما هي التفاصيل الجديدة التي تكشفها عن هذه الطائرة الهجينة التي تجمع بين المقاتلات الثقيلة والقاذفات التكتيكية؟
قمرة قيادة بمقعدين
ذكر الكاتب أن الصورة تؤكد بشكل شبه نهائي وجود قمرة قيادة بمقعدين متجاورين، مشابهة لتلك الموجودة في قاذفات تاريخية مثل "إف-111" الأميركية أو "سو-34" الروسية.
إعلانهذه الجزئية تتضح من خلال انعكاسات جهازي عرض أمامي مستقلين، وهما اللوحتان الزجاجيتان اللتان تُعرض عليهما معلومات الطيران والقتال دون أن يضطر الطيار إلى تحويل نظره.
ويعد وجود طيار ثانٍ في الطاقم أمرا شبه ضروري من أجل إدارة المهام المعقدة، مثل تنفيذ الهجمات والحرب الإلكترونية والتنسيق مع الطائرات المسيرة التي سيتعين على طائرات الجيل السادس التعامل معها.
ثلاث حجرات داخلية للأسلحةوفقا للكاتب، فإن المعلومة الأكثر أهمية التي كشفتها الصورة هي الأبواب المفتوحة لثلاث حجرات داخلية سفلية للأسلحة، وهي حجرات تحميل موجودة أسفل هيكل الطائرة تُستخدم لإخفاء الصواريخ والقنابل، مما يجعل الطائرة غير مرئية للرادارات.
وبالإضافة إلى حجرة مركزية كبيرة جدا، يمكن ملاحظة وجود حجرتين جانبيتين أصغر حجما، وهذا ما يُعد ميزة تكتيكية هائلة: فالحجرتان الجانبيتان يمكنهما نقل صواريخ جو جو للدفاع الذاتي، مما يتيح للحجرة المركزية أن تحمل أسلحة ثقيلة مثل القنابل الموجهة الكبيرة أو صواريخ "ستاند أوف" القادرة على إصابة الأهداف من مسافة بعيدة جدا، مما يُبقي الطائرة في مأمن.
عملاق بثلاثة محركات
أضاف الكاتب أن الصورة تقدم تأكيدا إضافيا على الحجم الهائل لطائرة "جي-36″، إذ إن وجود طاقم الصيانة الأرضي بالقرب من الطائرة منح المتابعين القدرة على معرفة حجمها، وهو الأمر الذي لم يكن متاحا في السابق.
كما يمكن ملاحظة مآخذ الهواء السفلية، بالإضافة إلى مأخذ هواء ظهري، وهذا الأمر مرتبط بتصميمها الفريد الذي يتضمن ثلاثة محركات، وهو تصميم فريد في عالم الطيران.
كذلك هناك "نوافذ" كبيرة على جانبي مقدمة الطائرة، تحتوي على الأرجح على مستشعرات كهروبصرية (أشعة تحت الحمراء)، وهي أنظمة متقدمة تُستخدم لاكتشاف الأهداف وتعقّبها دون إصدار إشارات رادارية.
تسريبات منظمةيؤكد الكاتب أن "جي-36" ليست مجرد مقاتلة عادية لأن حجمها وقدرتها على تحميل الأسلحة وطاقمها المكوّن من طيارين يجعلها أقرب إلى مفهوم "القاذفة الإقليمية"، وهي طائرة قادرة على تنفيذ ضربات عميقة داخل أراضي العدو بحمولة قتالية كبيرة، مع الحفاظ على قدرات القتال الجوي.
إعلانويختم بأن هذه الصورة، وهي الأخيرة ضمن سلسلة من التسريبات التي يُرجّح أن تكون مُنظّمة، تؤكد أن الصين تُسرّع بشكل كبير من وتيرة تطويرها للتقنيات العسكرية من الجيل السادس، مع ما يترتب عن ذلك من تحوّلات إستراتيجية ستُلمس آثارها لعقود قادمة.