صُراخ ذراع إيران بمعركة المطار.. إعادة تذكير بحقائق الشرعية والانقلاب
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
صعَّدت جماعة الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، موقفها تجاه حل أزمة طائرات شركة اليمنية المحتجزات من قبلها في مطار صنعاء واستئناف الرحلات من المطار عبر الوجهة الوحيدة وهي الأردن.
وأفشلت الجماعة الحوثية الاتفاق الذي جرى بينها وبين الحكومة بوساطة عُمانية للعودة بالأوضاع إلى ما قبل احتجازها للطائرات باستئناف تشغيل رحلات الأردن عبر مطار صنعاء مع إعادة السماح بحجز التذاكر من مكاتب اليمنية بمناطق سيطرة الجماعة، وفق مع كشف عنه ناطق الشركة حاتم الشعبي.
وتنفيذاً لذلك، نشر إعلام شركة "اليمنية" مساء الاثنين جدول الرحلات ليوم الثلاثاء 9 يوليو، ويظهر فيه وجود رحلة طيران ذهابا وإيابا إلى الأردن عبر مطار صنعاء، قبل أن تقوم الشركة بحذف الجدول ونشر جدول آخر من دون هذه الرحلة، بعد رفض مليشيا الحوثي لتنفيذ الاتفاق.
وأصدرت المليشيا عقب ذلك بياناً باسم إدارة الشركة الخاضعة لها في صنعاء، رفضت فيه جدولة رحلة واحدة إلى الأردن عبر مطار صنعاء وما وصفتها بالحلول الترقيعية غير المجدية، وانها "لن تقبل.. إلا بالفتح الكامل والشامل لمطار صنعاء الدولي".
وكشفت إدارة الشركة الحوثية في بيانها بأنها أرسلت للتحالف العربي بجدولة رحلات ثلاث وجهات القاهرة والهند والأردن لاعتماد التصاريح لها، وهو ما يشير إلى السبب الحقيقي الذي دفع بالجماعة إلى التراجع عن الاتفاق الذي تم مع الحكومة وإدارة الشركة في عدن.
ما أورده البيان، يؤكد تصريحات ناطق "اليمنية" الذي أوضح فيها بأن جماعة الحوثي ترفض الإفراج عن طائرات الشركة الأربع وانها تسعى لإعادة تشغيلها من قبل إدارة الشركة بصنعاء بعيداً عن إدارة الشركة الرسمية في عدن، كاشفاً عن محاولة الجماعة تسيير رحلات عبر مطار صنعاء إلى جدة وعمّان، الا أن سلطات البلدين رفضت ذلك.
فشل الجماعة الحوثية في تسيير رحلات جوية من مطار صنعاء عبر الطائرات المحتجزات، يُعد نتيجة طبيعية لافتقار الجماعة للمشروعية والاعتراف الدولي الذي يمكنها من تسيير رحلات جوية بين المطارات الخاضعة لسيطرتها ومطارات العالم.
ومنذ اندلاع الحرب عام 2015م توقف نشاط المطارات اليمنية الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثي، إلى أن تم التوصل لاتفاق الهدنة الأممية عام 2022م والذي نص على تسيير رحلات من مطار صنعاء إلى وجهتين فقط هما الأردن ومصر، وهو ما قبلت به عمّان في حين لا تزال القاهرة ترفض ذلك لأسباب أمنية.
هذه الأسباب الأمنية هي ذاتها من تعرقل نشاط المطارات بالمناطق المحررة والخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها في عدن، حيث لا تزال جهود وزارة النقل وشركة اليمنية مستمرة منذ 2016م في استعادة فتح الوجهات الجوية أمام طائرات الشركة كما كان عليه الوضع قبل الحرب.
وفي حين نجحت الجهود الحكومية مؤخراً في استئناف الرحلات المباشرة نحو الكويت والإمارات، لا تزال أغلب شركات الطيران العالمية مترددة في العودة للمطارات اليمنية بالمناطق المحررة لمخاوف أمنية وارتفاع تكاليف التأمين على المطارات اليمنية بسبب حالة الحرب بالبلد.
اصطدام جماعة الحوثي بفشلها في محاولات تسيير رحلات عبر مطار صنعاء، أعاد التذكير بانكشافها كسلطة انقلابية فاقدة للمشروعية وغير معترف بها عالمياً، وأن نشاط المطارات الخاضعة لسيطرتها مرهون باتفاقيات السلام مع الحكومة والتحالف وبإشراف الأمم المتحدة، كما حدث في اتفاق الهدنة.
كما أن الجماعة الحوثية تتجاهل أن نشاط المطارات بين دول العالم مرتبط بتبادل الاعتراف بينها ويندرج ضمن هذا الاعتراف بمشروعية وثيقة السفر "الجواز"، وهي النقطة التي مثلت إحدى عراقيل تنفيذ اتفاق الهدنة فيما يخص مطار صنعاء، حيث أصرت الحكومة حينها على حقها السيادي في احتكار إصدار الجواز.
إلا أن ضغوطاً أممية ودولية أجبرت الحكومة حينها على التراجع عن ذلك والقبول بشرعنة الجوازات الصادرة عن سلطة الحوثية تحت مبررات الدواعي الإنسانية، ما يعني امتلاك الحكومة اليوم لورقة مهمة في حالة تصعيد الجماعة الحوثية لأزمة الطائرات وإصرارها على تشغليها بشكل منفرد، بإلغاء التعامل مع الجوازات الصادرة عن سلطة الجماعة.
كما لا يُستبعد أن تُسير الجماعة الحوثية رحلات جوية نحو وجهات ومطارات تابعة لدول وجهات تقبل بالتعامل مع سلطة الجماعة الانقلابية كإيران وحلفائها بالمنطقة وعلى رأسها العراق وسوريا ولبنان، وما يمثل ذلك من خطورة في نقل الأسلحة والخبراء، وهو ما لن تقبله به السعودية.
هذه الحقائق تُفسر لجوء الجماعة الحوثية اليوم إلى التهديد باستهداف مطارات وموانئ السعودية، كورقة ابتزاز واضحة بوجه الرياض تهدف من خلالها إلى تمرير مشروعية استئناف النشاط بالمطارات الخاضعة لسيطرتها برضى وموافقة التحالف والحكومة الشرعية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الجماعة الحوثیة الجماعة الحوثی عبر مطار صنعاء نشاط المطارات إدارة الشرکة تسییر رحلات
إقرأ أيضاً:
آخر رحلات الحجاج تغادر مطار دمشق.. والأوقاف تحدد 16 حزيران موعداً للعودة
دمشق-سانا
أعلنت مديرية الحج والعمرة التابعة لوزارة الأوقاف مغادرة آخر رحلات الحجاج السوريين لموسم حج عام 1446 هـ مع إقلاع الرحلة رقم (66) والأخيرة من مطار دمشق الدولي متوجهة إلى مطار الملك عبد العزيز بجدة.
وأكد عمران شيخ يوسف، مدير مكتب دمشق للحج والعمرة لمراسل سانا، أن رحلات المغادرة من مطار دمشق قد اكتملت اليوم على أن تبدأ رحلات العودة اعتباراً من 16 حزيران الجاري.
وأشاد شيخ يوسف بالتنسيق العالي بين مديرية الحج والعمرة وهيئة الطيران المدني وإدارة مطار دمشق، والذي انعكس بالأداء التنظيمي المتميز، وسلاسة الإجراءات، وتوفير الراحة التامة للحجاج طوال رحلتهم حيث تم تشغيل 5 رحلات يومياً على مدار 13 يوماً متتالية بدءاً من 19 أيار الماضي، ضمنت نقل جميع الحجاج وفق جدول زمني دقيق.
وأشار إلى أن توزيع الحجاج على 66 رحلة جوية نفذته شركتا الخطوط الجوية التركية وسينتروم، إضافة إلى توفير أمتعة تصل إلى 40 كيلوغراماً لكل حاج، وعبوات مياه زمزم سعة 5 ليترات لكل حاج عند عودته.
وأكد مدير مكتب دمشق للحج أن هذا الموسم شهد تطوراً ملحوظاً في آليات تقديم الخدمات، كان أبرزها ولأول مرة في تاريخ الحج السوري إصدار بطاقات تحمل رمز QR وتضم معلومات الحاج كاملة، ومواقع إقامته في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتفاصيل التواصل مع المشرفين.
ونوه شيخ يوسف بمشاركة 200 متطوع ومتطوعة من طلاب المعاهد الشرعية في تسهيل إجراءات السفر للحجاج، بدءاً من صالات المطار حتى الطائرات، ولفت إلى أنه تم إيفاد فرق إلى المملكة العربية السعودية مسبقاً للتأكد من جاهزية المساكن الفندقية في مكة المكرمة، وضمان تنظيم النقل الآمن إلى الحرم المكي الشريف.
وأوضح شيخ يوسف أن هذا الإنجاز التنظيمي يأتي ثمرة عودة التنسيق الرسمي بين سوريا والمملكة العربية السعودية بعد رفع العقوبات، ما سهل بشكل كبير تنظيم موسم الحج لهذا العام.
وأكد مدير مكتب دمشق للحج والعمرة أن رحلات العودة للحجاج ستكون عبر مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، وفق برنامج زمني يبدأ في 16 حزيران الجاري، وأشار إلى جاهزية فرق الدعم نفسها التي شاركت في عمليات المغادرة لمرافقة الحجاج خلال رحلة العودة وصولاً إلى مطار دمشق سالمين.
يُذكر أن تكلفة حج هذا العام بلغت 4900 دولار أمريكي، وشملت تحسينات في مستوى السكن الفندقي بالمدينة المنورة، وتوفير وجبتي طعام بشكل يومي، ونقلاً مضموناً طوال فترة الرحلة، ما يعكس حرص الجهات المنظمة على رفع جودة الخدمات المقدمة للحجاج.
تابعوا أخبار سانا على