يمانيون:
2025-05-30@22:39:44 GMT

رهان الرياض على واشنطن .. انتهاء الوهم

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

رهان الرياض على واشنطن .. انتهاء الوهم

يمانيون – متابعات
حذر سماحة السيد القائد عبد الملك الحوثي قادة السعودية من الانجرار خلف الولايات المتحدة، والتورط في خدمة العدوّ الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال، وبالتحديد التصعيد الاقتصادي ضدّ البنوك والمطار وإفشال صفقة الأسرى. واصل سماحة السيد الحوثي توجيه رسائل واضحة للسعودية، وليست المرة الأولى، لكنّها الأكثر وضوحًا والأشد لهجة، والأحد تحذيرًا، بعبارات: فلتكن ألف الغف مشكلة، المطار بالمطار والبنوك بالبنوك، والميناء بالميناء، تحذيرات مشفوعة بالنصح والتبيين معًا، والتذكير بالعجز الأميركي عن حماية نفسه، إن كان هناك من يمني نفسه بحماية واشنطن.

لا شيء يبدو أكثر وضوحًا من عجز الأميركي وفشله في إعاقة أو وقف العمليات اليمنية المساندة لغزّة، على مدى أكثر من تسعة أشهر، وهو الفشل الذي عبرت عنه تقارير الإعلام الأميركي المستندة إلى تصريحات رسمية عسكرية وغير عسكرية، وعبرت عنه بشكل أدق حاملات الطائرات الأميركية والبريطانية، وما ترافق معها من تقارير تكشف معها حالة التوّتر المستدامة التي خيمت على جنود مجموعة أيزنهاور طول فترة انتشارها أمام السواحل اليمنية.

لم يظهر العجز والفشل لدى واشنطن ولندن فقط، بل حتّى التحالف الأوروبي، أعلن أيضًا أنه غير قادر على إدارة معركة بحجم الإسناد اليمني لغزّة، ومع تصاعد الهجمات على السفن التي تخرق الحظر، رأى رئيس المهمّة الأوروبية الأميرال فاسيليوس جريباريس، أن على الأوروبيين زيادة حجم تلك القوات البحرية إلى أكثر من الضعف، وقال جريباريس: “ليس لدينا ما يكفي من الأصول لا سيما أن المنطقة التي يجب تغطيتها واسعة”، هذا رغم العدد الكبير من القطع البحرية الأوروبية، والأميركية والبريطانية.

هذا الانكشاف والفضيحة التي لحقت بجيوش قوى عظمى، والإخفاق المدوي في كبح جماح القوات المسلحة اليمنية التي توسع من عملياتها العسكرية لتشمل البحار الأربعة، الأحمر والعربي والمتوسط بالإضافة إلى المحيط الهندي، كان له وقع الصدمة على نفوس المراقبين، لا سيما وأن توسيع المدى ترافق مع توسيع الأهداف لتضم إلى جانب سفن الكيان، تلك التابعة الأميركي والبريطاني، ولاحقاً في المرحلة الرابعة أي سفينة تبحر باتّجاه موانئ فلسطين المحتلة، على شواطئ المتوسط، مهما كانت جنسيتها. لقد تصاعدت هذه العمليات حتّى في عددها، وبتنا ننتظر بيانات القوات المسلحة بشكل شبه يومي.

كذلك، فإن انكشاف تلك الحقائق دفع الإعلام السعودي والإماراتي للتعبير عن الاندهاش والذهول الممزوج بشيء من التشفي والتحريض معًا، فجاءت عناوين الأخبار‏ في بعضها (هجمات الحوثي تربك القوّة الغربية)، وفي بعضها الآخر (هجمات الحوثي تربك حاملات الطائرات الأميركية)، و(خيارات أميركية مؤلمة)، و(أميركا من الهجوم إلى الدفاع)، ثم (خيبة أميركية.. واشنطن تبحث عن إشراك دول المنطقة ضدّ هجمات الحوثي).

بعناوين كهذه أفصح الإعلام الإماراتي والسعودي عن قلق عميق يساور قادة البلدين، والرهان الذي لطالما بحثت عنه الرياض وأبو ظبي لجر الأميركي إلى الحرب العدوانية على اليمن، يبدو اليوم أنه لم يكن في محله، وكذلك الأمر بالنسبة للرهان على الحماية الأميركية، فأكبر وأضخم المجموعات الحربية البحرية الأميركية، مثل أيزنهاور التي تضم مدمرتين، وغواصة نووية، جرّت أذيالها وذهبت بعيدًا، بعد تلقيها ٤ ضربات متوالية في المرحلة الرابعة من التصعيد، وعندما تتعرض رمز القوّة الأميركية لمثل هذه الإهانة، ولم تستطع حماية نفسها، ولا حماية الملاحة الإسرائيلية والأميركية والبريطانية، وكذلك الحال بالنسبة دايموند البريطانية، التي انسحبت قبل أيزنهاور، فعلامَ يكون الرهان إذاً؟

ورغم أن الإعلام السعودي انعكاس صادق للتوجه الرسمي، فإن تصريحات وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان عن استعجال العمل والتوقيع على خارطة الطريق، لم تكن بالمستوى الذي يقنع صنعاء بالابتعاد السعودي عن التوريط الأميركي، فالأفعال السعودية التي أشار إليها السيد عبد الملك الحوثي، تشير إلى إمكانية الانخراط السلبي للرياض، ولهذا رفع السيد من سقف التهديد، ووضع القادة في اليمامة أمام حقائق الميدان والتطورات العسكرية العملاتية، “فجربوا”، قالها للسعودي إن أراد أن يخسر أمنه واستقراره واقتصاده، وأن تتوقف بنوكه ومطاراته وموانئه.

-موقع العهد الاخباري / علي الدرواني

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

دبلوماسي سوري: زيارة المبعوث الأميركي لدمشق تشير إلى مساعي واشنطن للمصالحة مع العالم السني

قال الدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي، إن زيارة المبعوث الأميركي  لسوريا تشير إلى مساعي واشنطن لإجراء مصالحة جادة مع العالم السني، بعد أحداث سبتمبر.

وأضاف خلال مداخلة مع «العربية FM» أن طريقة تعاطي الولايات المتحدة مع السعودية ملفتة للنظر، مقارنة بطريقة تعاطي إدارة بايدن السابقة.

وأشار بربندي إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية وصلت إلى نتيجة تشير إلى ضرورة إعادة المصالحة والتعايش وبناء العلاقات على أسس جديدة مع العالم العربي والسني.

ولفت الدبلوماسي السوري السابق إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببناء العلاقات مع الشعوب، وهم نمط من الحديث لم يتم من أي مسؤول أمريكي على مدار 30 عاما.

وأوضح أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الأكبر من حيث التأثير في العالم العربي، لافتا إلى أن تعكسات ترامب تعكس الفهم الأمريكي للعالم العربي

الدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي: زيارة المبعوث الأميركي لـ #سوريا تشير إلى مساعي #واشنطن لإجراء مصالحة جادة مع العالم السني منذ أحداث 11 سبتمبر.. وطريقة تعاطيها مع #السعودية ملفتة للنظر#ذا_ترمب_هاوس#العربيةFM pic.twitter.com/0Pk2tD8sXd

— FM العربية (@AlarabiyaFm) May 29, 2025 العلاقات العربية الأمريكيةالعلاقات السورية الأمريكيةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • القبيلة اليمنية في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي: حضورٌ راسخٌ ودورٌ مساند لقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية
  • دبلوماسي سوري: زيارة المبعوث الأميركي لدمشق تشير إلى مساعي واشنطن للمصالحة مع العالم السني
  • المبعوث الأميركي: واشنطن تدعم إبرام اتفاق عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: لا يجوز لكل مسلم أن يتجاهل الإساءات اليهودية للمقدسات أو أن تمر على مسامعه بشكل عادي
  • السيد القائد الحوثي: اقتحامات العدو شبه اليومية تهدف لطمس هوية المسجد الأقصى الإسلامية
  • السيد القائد الحوثي: استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة هي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الفلسطينيين
  • اللكمة التي أشعلت حرب ترامب على الجامعات الأميركية
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: الضلال خطير جداً على الناس في كل مجالاته
  • "اليمنية" تعلن تعليق رحلاتها من وإلى مطار صنعاء بعد تدمير آخر طائراتها المحتجزات لدى الحوثي بغارة إسرائيلية
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: التصعيد في غزة يدفعنا إلى الاستمرار والسعي نحو التصعيد ضد العدو الإسرائيلي