نيوز بوك: فاليتا تواجه صعوبة في الحصول على معلومات من ليبيا حول زوجين مالطيين فارين منها
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
ليبيا – أكد تقرير استقصائي مواجهة سلطات فاليتا صعوبات بالحصول على معلومات من ليبيا عن الزوجين المالطيين الفارين “جيموك ومارزيا كاليجا معتوق”.
التقرير الذي نشره موقع “نيوز بوك” الإخباري المالطي الناطق بالإنجليزية وتابعته وترجمته صحيفة المرصد أشار لانتظار السلطات المالطية ردود بشأن “معتوق” ممن كانا على قائمة المطلوبين لدى وكالة الشرطة الأوروبية “يوروبول” بعد تعقبهما في ليبيا.
ووفقًا للتقرير تم في مايو الفائت الكشف عن اعتقال قوة أمنية ليبية للزوج بمدينة غريان والعثور على زوجته ميتة، موضحًا أنهما كانا هاربين منذ أغسطس من العام الفائت بعد الحكم على الهارب بالسجن لـ5 سنوات بتهمة استيراد متفجرات ومحاولة شراء سم قاتل على شبكة الإنترنت المظلمة “الإجرامية”.
وبحسب التقرير قام المدان باستئناف الحكم وخرج بكفالة فيما أدينت الزوجة في إجراءات منفصلة وحكم عليها بالسجن لمدة 15 شهرًا بتهمة حيازة الحشيش بقصد الاتجار، ليفرا من مالطا بحرًا ويمضيان بعض الوقت مختبئين في صربيا وبعدها في إيطاليا قبل التوجه إلى ليبيا.
وبين التقرير إنه منذ أكثر من شهر فقط ظهرت أخبار عن تعقبهما في وقت لم تصدر فيه وزارة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بيانًا حول هذه القضية ولم يتم نشر خبر اعتقال الزوج على نطاق واسع في ليبيا لتطلب وزارة الداخلية المالطية لاحقًا بمعلومات حول القضية من داخلية الدبيبة.
وأوضح التقرير أنه لم يتم اتخاذ قرار محدد بعد بشأن متابعة تتابع تسليم “جوميك كاليجا معتوق” فيما تم الامتناع عن الكشف عن مكان وجوده، فضلًا عن بقاء مسألة وفاة زوجته نتيحة جريمة قتل من عدمها بلا جواب أيضًا، مشيرًا لما قاله المدون والكاتب المالطي “مارك كاميليري” بالخصوص.
ونقل التقرير عن “كاميليري” قوله أن تشريح جثة “مارزيا كاليجا معتوق” خلص لقتلها خنقًا وأن زوجها مشتبه به إلا إن هذا المعلومات تبقى بلا تأكيد فيما خاطبت الخارجية المالطية وزارة الخارجية في حكومة تصريف الأعمال في الـ30 من مايو الفائت بناء على طلب من ذوي “مارزيا كاليجا معتوق” لإعادة جثتها إلى وطنها.
وأضاف التقرير إن الخارجية المالطية تابعت في الـ11 والـ26 من يونيو الفائت هذا الطلب إلا أن سفارة فاليتا في العاصمة طرابلس لم تتلق حتى الآن تأكيدًا بإمكانية بدء إجراءات إعادة الجثة إلى الوطن وتلقت عوضًا عن ذلك معلومات بشأن تولي مكتب النائب العام الصديق الصور مهام التحقيق بوفاة “مارزيا كاليجا معتوق”.
واختتم التقرير بالِإارة لتقديم السفارة المالطية في ليبيا طلبا إلى سلطات حكومة تصريف الأعمال للحصول على معلومات حول الزوج لضمان المساعدة القنصلية فيما لم يتم حتى اللحظة عقد مؤتمر صحفي مشترك لوزارتي الداخلية والخارجية في مالطا أو الكشف عن أي معلومات عن هذين المواطنين المالطيين.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
هل كانت الهدنة في غزة مجرد مقلب؟
حين تساءلنا هنا قبل أسابيع: "ما الذي دُبر لغزة في ليل شرم الشيخ؟"، اتهمنا البعض بالسوداوية وسوء الظن وبأننا من أنصار نظرية المؤامرة، فها هو سيد البيت الأبيض "يروج" لشعاراته العريضة حول "تحقيق السلام في الشرق الأوسط"، وعلى نفس النغمة يرقص "أتباعه" من الأنظمة العربية التي لا تتجاوز نطاق "التصديق" و"التأشير" على كل بريد يحمل طابع وخاتم الإدارة الأمريكية، دون تفكير ولا تدبير.
لكن دعونا نتناول الواقع على الأرض بالورقة والقلم وبعيدا عن الكلام المعلب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ونحن على مشارف الخمسين يوما مما يسمى "الهدنة المزعومة"، فهل فعلا توقفت آلة القتل الصهيونية ليوم واحد فقط؟
المنظمات الإنسانية والحقوقية الموثوقة تؤكد أن عدد الشهداء تجاوز 374 حتى كتابة هذه الأسطر، ويجدر بنا ترك القوس مفتوحا لأن هؤلاء السفاحين شراهتهم للدم الفلسطيني لا تتوقف ولا تنضب، وبين هذا العدد السالف الذكر هناك 136 طفلا شهيدا في غارات جوية تشمل نسف المنازل واغتيالات ميدانية، مع تقييد شبه كامل لدخول المساعدات الإنسانية والغذاء والدواء والوقود، كل هذا وما زلنا نقرأ ونشاهد ونسمع عن "تبجيل" لاتفاق وقف إطلاق النار وهدنة برعاية عربية ودولية، على من يضحك هؤلاء يا ترى؟
ظل شعار "المرحلة الثانية" معلقا ومجهولا ويكتنفه الغموض من كل الأطراف؛ لأنه بالأساس الغرض الأصلي منها هو وهْم نزع سلاح المقاومة والبحث عن حلول للتخلص منها
من لبنان إلى غزة:
من الواضح أن السفاح نتنياهو وعصابته وبعد "التجربة الناجحة" في لبنان، حيث تتواصل الغارات نهارا جهارا ودون رادع، ولعل أوقحها ما حدث مؤخرا باستهداف القيادي اللامع في "حزب الله" هيثم علي الطبطبائي المعروف بـ"أبو علي" في حارة حريك بقلب الضاحية الجنوبية لبيروت.. كل هذه المؤشرات "الإيجابية" في بلاد الأرز دفعته لقبول خطوة "الهدنة" مؤقتا في غزة، وبالتالي امتصاص الغضب الشعبي العالمي العارم ضد الكيان الغاصب وممثليه، لكن على أرض الواقع لن يتغير الكثير، فمسلسل الإجرام متواصل، والفرصة الذهبية أن الأضواء تخفت وهو ما يستثمره جيدا لصالحه لتحقيق مكتسبات إضافية عجز عن الوصول إليها سابقا بفضل تماسك المقاومة وقوتها وأيضا للوعي الشديد لأبناء القطاع الصامد، مما أفشل العديد من المخططات الصهيونية، وتلك حقائق يقر بها إعلام وحتى بعض قيادات جيش العدو أيضا.
فخ شرم الشيخ:
اليوم لم يعد ممكنا الاختباء وراء مصطلحات منمقة للتغطية عن الحقيقة الساطعة؛ التي تقول بأن الكثيرين كانوا "متواطئين" في مسرحية شرم الشيخ التي كان الهدف الرئيس منها هو مصلحة أسرى العدو وضمان سلامتهم وتسليمهم، لذلك ظل شعار "المرحلة الثانية" معلقا ومجهولا ويكتنفه الغموض من كل الأطراف؛ لأنه بالأساس الغرض الأصلي منها هو وهْم نزع سلاح المقاومة والبحث عن حلول للتخلص منها، وهو ما لا تخفيه العديد من الأطراف العربية كذلك دون حياء ولا خجل.
ولعل آخر من انبرى لوضع النقط على الحروف دون مواربة هو وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي أكد أثناء زيارته إلى لبنان "دعم مصر الكامل لقرار الحكومة اللبنانية لحصر السلاح، ونقوم بجهد كبير لتجنيب لبنان أي مخاطر أو ميول عدوانية ضد أمنه وسلامته، وهذه الجهود لن تتوقف".
طبعا هذا الكلام "الرسمي" أمام الكاميرات ووسائل الإعلام، إلا أن هناك مصادر صحفية متعددة وصفت زيارة عبد العاطي لقصر بعبدا بأنها "رسالة إسرائيلية" مفادها أن عدم تسليم "حزب الله" لسلاحه وانسحابه من الجنوب يعني حربا إسرائيلية وشيكة على لبنان قبل نهاية العام الجاري، والملفت أن الاعلام الصهيوني احتفل وهلل بما جاء على لسان الوزير المصري.
المؤكد أن استمرار هذا العبث (الذي يسمى هدنة) وادعاء الحرص على عدم خرقه سواء في لبنان وقطاع غزة بات يتطلب تحركات مغايرة
طبعا من الضروري ربط الحديث بما يحدث في الجنوب اللبناني بغزة، لأن كل الخيوط متشابكة، والهدف واحد يتجلى في رفع الراية البيضاء على كل الساحات التي ما زالت تصر على صون الكرامة والوقوف ضد العدو الغاصب وجحافله، لكن الطامة الكبرى التي نحياها أن من يعبد الطريق أمام هذا الوحش المفترس لالتهام ما بقي من الأراضي العربية يدعي زورا وبهتانا أنه ينتمي لنفس الأمة ويردد ما تؤمن به.
ماذا عن القادم؟
لا بد أن للمقاومة التي قدمت دروسا على ساحات القتال وفي قاعات الديبلوماسية؛ أوراقها التي ستراهن عليها في قادم الأيام، وهي تدرك منذ اللحظة الأولى حقول الألغام المعدة للإيقاع بها على هيئة مؤتمرات "راقية" وشعارات جذابة، مثل إعادة الإعمار وإحلال السلام، وغيرها من الكلمات المتهالكة التي لم تعد تنطلي على طفل صغير، لكن المؤكد أن استمرار هذا العبث (الذي يسمى هدنة) وادعاء الحرص على عدم خرقه سواء في لبنان وقطاع غزة بات يتطلب تحركات مغايرة، وبالأخص من لدن الطرف اللبناني، ونقصد "حزب الله" تحديدا، الذي بات في مفترق طرق وأمام تحد مفصلي حاسم.
والمثير للسخرية حقا هو كم التصريحات المتناقضة الصادرة عن الرئاسة اللبنانية التي لا تخجل من رفع يافطة الاستسلام التام وعودة نتنياهو وزمرته لرفع العلم الإسرائيلي في ساحات بيروت، وهي نفس الأُمنية التي تنتاب العديد من الأنظمة العربية اليوم لإرضاء الإدارة الأمريكية وانتظار فرصة الاستفراد بها واحدا تلو الآخر، كما علّمتنا دروس التاريخ التي لا يملك أصحاب المشاريع الخرافية الوقت الكافي لقراءتها والتمعن في نتائجها..