بوابة الوفد:
2025-05-20@23:44:49 GMT

الضفدع الديمقراطى مات بسبب «ماكرون»

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

على رقعة الشطرنج الفرنسية، يمكننا أن نرى مقامرة إيمانويل ماكرون الصادمة بحل البرلمان فى أعقاب فوز اليمين المتطرف فى الانتخابات الأوروبية، والتى فشلت بشكل مأساوى. وشبه كثيرون دعوته لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة بقرار ديفيد كاميرون فى عام 2016 بالدعوة المتهورة إلى إجراء استفتاء على عضوية المملكة المتحدة فى الاتحاد الأوروبى، على افتراض أن البقاء سيفوز، فقط لتدشين خروج بريطانيا.

وأدى التهديد بتشكيل حكومة يمينية متطرفة إلى تحريك «جبهة جمهورية» لمنع التجمع الوطنى من الحصول على الأغلبية.
ولكن بالنسبة للمتشائمين، حتى لو نجح هذا فى إبقاء حزب التجمع الوطنى خارج السلطة، فإن حقيقة أن أحزاباً أخرى «تجمعت» لمنع ذلك والفوضى التى ستنجم عن البرلمان المنقسم لن تؤدى إلا إلى تعزيز محاولة مارين لوبان للوصول إلى الإليزيه فى عام 2027.
هناك قراءتان محتملتان للانتخابات الفرنسية وتداعياتها على بقية أوروبا. القراءة المتشائمة تشبه حكاية الضفدع المسلوق الذى يموت دون أن يدرى بينما يسخن الماء تدريجياً. هى أن اليمين المتطرف يتعزز بعد كل انتخابات، حيث يتم تطبيعه فى النظام السياسى (وخاصة من خلال استعداد يمين الوسط للعمل معه) مع الاحتفاظ بطابعه «المناهض للنظام». إن نجاح التيار السائد فى منعه من الوصول إلى السلطة هو على وجه التحديد ما يمكن اليمين المتطرف من البقاء.
وعلى المستوى الأوروبى، نجح اليمين المتطرف فى تحقيق اختراقات فى التاسع من يونيو ومن المتوقع أن يزداد وزنه مع تشكيل فيكتور أوروبان لحزب «وطنيون من أجل أوروبا»، وهو التجمع اليمينى المتطرف الثالث فى برلمان بروكسل. وهناك عدد متزايد، وإن كان لا يزال أقلية، من الحكومات المتشككة فى أوروبا فى مجلس وزراء الاتحاد الأوروبى الذى يتولى التشريع، بما فى ذلك إيطاليا والمجر وهولندا وسلوفاكيا، ومن المحتمل أن تتبعها النمسا فى وقت لاحق من العام. وعلى هذا فإن درجة الحرارة ترتفع تدريجياً، وفى نهاية المطاف سوف يموت الضفدع الديمقراطى الليبرالى المؤيد لأوروبا.
إن قراءة أكثر تفاؤلاً يمكن تلخيصها على النحو التالى: «احتفظ بالهدوء واستمر فى العمل». لقد تبين أن ماكرون أقرب إلى بيدرو سانشيز منه إلى ديفيد كاميرون. فقد نجح رئيس الوزراء الإسبانى فى تشكيل ائتلاف متنوع بهدف مشترك يتمثل فى إبعاد أقصى اليمين عن السلطة على النقيض من يمين الوسط فى إيطاليا وهولندا، الذى أبدى استعداده للعمل مع أقصى اليمين.
ومن المدهش أن مئات المرشحين الذين احتلوا المركز الثالث انسحبوا من السباق الثلاثى لتجنب تقسيم الأصوات المناهضة للوبان. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن الناخبين حذوا حذوهم. فقد استجاب الناخبون الفرنسيون للدعوة إلى التصويت للجبهة الجمهورية حتى لو كان هذا يعنى مخالفة معتقداتهم السياسية.
لقد صوت الملايين من الليبراليين لصالح اليساريين، والعكس صحيح، وقد توحدت هذه المجموعة من الناس على أساس قناعة راسخة بأن الجمهورية الفرنسية وقيمها التى ترسخت بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت فى خطر مميت. ولا يزال التمسك بهذه القيم يتردد صداه بين أغلب المواطنين.
لا يزال التهديد الذى يشكله اليمين المتطرف للديمقراطية الليبرالية والتكامل الأوروبى حقيقياً، ومعه دعم الاتحاد الأوروبى لأوكرانيا، والعمل المناخى، والنظام العالمى الليبرالى. ومع ذلك، إن الضرر محصور، وقد يتم تقليصه فى نهاية المطاف إن لم تتم هزيمته.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى محمود الانتخابات الأوروبية الیمین المتطرف

إقرأ أيضاً:

ازدهار صناعة السلاح الأوكرانية.. والدعم الغربي لا يزال حاسما

أفاد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، بأن أوكرانيا باتت تُصنّع أسلحة أكثر من أي وقت مضى، لكنها لا تزال غير قادرة على محاربة روسيا بمفردها.

وقال التقرير إن قيمة الأسلحة التي يُمكن لصناعة الدفاع الأوكرانية إنتاجها، ارتفعت من مليار دولار في عام 2022، إلى 35 مليار دولار على مدار ثلاث سنوات من الحرب، وحتى مع إطلاق روسيا صواريخها على مصانع إنتاج السلاح في أوكرانيا.

وأكد التقرير أنه مع تراجع الدعم الأميركي لكييف، تتزايد أهمية صناعة الدفاع الأوكرانية في قدرتها على مواصلة القتال ضد روسيا، وضمان سيادتها في حال التوصل إلى اتفاق سلام.

وكان الرئيس فولوديمير زيلينسكي قد صرّح قائلا: "ستظل أوكرانيا بحاجة دائمة إلى أسلحتها القوية حتى نتمكن من بناء دولتنا الأوكرانية القوية".

وأضاف زيلينسكي أن "أكثر من 40 بالمئة من الأسلحة المستخدمة على خط المواجهة مع روسيا تُصنع الآن في أوكرانيا. وفي بعض المجالات، مثل الطائرات بدون طيار، والأنظمة الأرضية غير المأهولة، والحرب الإلكترونية، تقترب هذه النسبة من 100 بالمئة".

ووفق التقرير لم يكن لدى أوكرانيا سوى نموذج أولي واحد من مدفع "هاوتزر بوهدانا" المُصنّع محليا عندما أعلنت روسيا عن عمليتها العسكرية في عام 2022.

وفي العام الماضي، صرّحت كييف بأنها أنتجت قذائف مدفعية أكثر مما أنتجته جميع دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" مجتمعة.

وتنتج الشركات تصنيع السلاح الأوكرانية كميات متزايدة من الأسلحة التقليدية مثل أنظمة المدفعية والمركبات المدرعة والألغام والذخيرة من جميع العيارات.

ولم تسفر أول محادثات مباشرة منذ ثلاث سنوات بين روسيا وأوكرانيا يوم الجمعة عن التوصل إلى وقف إطلاق النار الذي دعت إليه كييف وحلفاؤها.

وقد أدت المحادثات التي جرت في إسطنبول عن اتفاق لتبادل ألف أسير حرب من كل جانب.

 

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: ماكرون يناقش تغلغل الإخوان في فرنسا غدًا
  • وزير الخارجية يتوجه إلى بلجيكا للمشاركة في الاجتماع الوزاري الإفريقى الأوروبى
  • بسبب الشابو.. القصة الكاملة لشاب أنهى حياة والده صاحب الـ95 عاما بأسوان
  • وزير الخارجية والهجرة توجه إلى بلجيكا للمشاركة في الاجتماع الوزاري الإفريقى الأوروبى
  • أورتاغوس: لا يزال أمام لبنان الكثير لنزع سلاح حزب الله
  • رومانيا في جولة إعادة حاسمة لاختيار رئيس بين اليمين المتطرف والانفتاح الأوروبي
  • اليمين المتطرف الأوروبي يجتمع في إيطاليا لبحث الإعادة القسرية للمهاجرين إلى بلدانهم
  • في ذكرى النكبة 77 لا يزال الوجع
  • ازدهار صناعة السلاح الأوكرانية.. والدعم الغربي لا يزال حاسما
  • أردوغان يشعل تفاعلا بعد فيديو رصد ما فعله بإصبع ماكرون