جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-10@17:40:48 GMT

وطن يُظلني في السفر

تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT

وطن يُظلني في السفر

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي *

الوطن هو المكان الذي ولدتُ وترعرعتُ وعشتُ في كنفه، وشربت من معين سماته وفضائل أخلاقه التي لا تنضب، فكتب لي ربي ولله الحمد فيه كل خير.

ووطني "سلطنة عُمان" الغالية هي منبع الكرم وفضائل الأخلاق والمبادئ القويمة، فهو وطن مدح سمات أهله وصفاتهم نبي الرحمة المُهداة -صلى الله عليه وسلم- فقد أخرج الإمام مُسلم في صحيحه من حديث أبي برزة الأسلمي؛ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَعَث إلى حي من أحياء العرب مبعوثاً فسبوه وضربوه، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "لو أنَّ أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك".

واليوم ننعم في عُمان -ولله الحمد- بنهضة كريمة شامخة متجددة العطاء والخير والمنجزات، وبيئة خصبة بمواطن الخلق الكريم في شعب يصفه الجميع ويصفه من زاره ومن سمع عنه ومن التقى به في خارج الوطن وداخله بالطيبة وحُسن الأخلاق حتى ذاع صيته بين الأمم.

وفي تجوالي الأخير لإحدى عواصم الدول الصديقة، أحببتُ أن أسجل شهادة في حق وطني سلطنة عمان؛ مما شدَّني جدًّا وأجرى مداد قلمي، معرفة معظم الناس بأخلاق أبناء الوطن وطبائعهم الرائعة خلقًا وتعاملا وكرما حتى إنني أكاد أسمعها من كل شخص قابلته (Oman is good).

في السفر تنكشف الأقنعة، ويبقى كل فرد على طبيعته وأصله الطيب كرائحة العود، عندما يزداد احتراقًا فتفوح روائحه الزكية في كل مكان.

ظلال وطني تلاحقني أينما ذهبت، وأنا مزهوٌّ بما يسره الله من محبة الناس للوطن وأبنائه؛ فوطني شامخ بمنجزاته، شامخ بسلطانه الكريم وشعبه العظيم الذي ضرب أروع الأمثلة في الداخل وفي الخارج، فكان كل عماني سفيراً لبلاده الذي أعطاه هذه السمة التي لمستها واحترمتها الشعوب، واندهشت من سيرتها العطرة الزكية بين الشعوب، مع نبل أخلاق أبنائها الأوفياء في زمن مُتغير يموج بفتن الدهر.

اليوم.. أمشي مُختالا بين شعوب الأرض مع هذه السمعة الطيبة التي اكتسبتها سلطنة عمان، فلقد بنى سلطانها الراحل -طيب الله ثراه- طيب الأثر لعُمان مع جميع دول العالم بعلاقات سلمية تحترم الدول وإرادة شعوبها في كل شيء؛ حيث امتد الأثر لجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم -حفظه الله- الذي سار علي طريق الخير واتبع نهجه الحكيم أبناء شعبه الأوفياء، فتحية تقدير واحترام وإجلال لجلالة السلطان وأبناء عمان وجميع من يحب عُمان ويقدرها، فوطنٌ يظلني في سفري هو من رفع رأسي عاليًا وأنا أعيش أجمل أيام حياتي بعضده المتين وسمعته الطيبة.

‏حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم الخير كله، وزادهم شرفاً بمحبة شعوب الأرض؛ فظلال الوطن في كل مكان .

* إعلامي وعضو جمعية الصحفيين العمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دعاء طلب الرحمة والمغفرة والعتق من الله سبحانه وتعالى

كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن دعاء طلب الرحمة والمغفرة والعتق من الله سبحانه وتعالى.

أهمية الرحمة في الشريعة الإسلامية:

قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، وقال سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ» رواه الحاكم في "المستدرك".

دعاء سؤال الرحمة

وكتب الدكتور علي جمعة في منشور له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، التالي: اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أو أقل من ذلك، وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلا أنت ، اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم ذنبا إلا غفرته، ولا دينا إلا قضيته، ولا عيبا إلا سترته، ولا حاجة هى لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.

دعاء سؤال الرحمة من العذاب بتلاوة القرآن الكريم

اللهم ارحمنا بالقرآن، واجعله لنا إمامًا ونورًا وهدًى ورحمة، اللهم ذكّرنا منه ما نُسِّينا، وعلِّمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يُرضيك عنا،واجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك يا أرحم الراحمين.


الرحمة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وكانت الرحمة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم عامةً شاملةً للعالمين جميعًا؛ لا تختص بعرق دون عرق، ولا بلون على لون، ولا بدين عن دين، بل كانت رحمة لكل البشر، وكان يأمر الناس بذلك، ويجعل دخول الجنة موقوفًا على ذلك:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا رَحِيمٌ»، قلنا: كلُّنا رحيمٌ يا رسول الله، قال: «لَيْسَتِ الرَّحْمَةُ أَنْ يَرْحَمَ أَحَدُكُمْ خَاصَّتَهُ؛ حَتَّى يَرْحَمَ الْعَامَّةَ، وَيَتَوَجَّعَ لِلْعَامَّةِ» رواه عَبدُ بنُ حُمَيد في "مسنده".

الرحمة:

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَضَعُ اللهُ رَحْمَتَهُ إِلَّا عَلَى رَحِيمٍ»، قلنا: يا رسول الله، فكلُّنا رحيمٌ، قال: «لَيْسَ الَّذِي يَرْحَمُ نَفْسَهُ خَاصَّةً، وَلَكِنِ الَّذِي يَرْحَمُ النَّاسَ عَامَّةً» رواه البيهقي في "شعب الإيمان".

ولم تكن هذه الرحمة مجردَ تعاليم نظرية، أو تطلعاتٍ فلسفيةً؛ بل كانت -كسائر خصاله وأخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم- منهجَ حياةٍ يدعو إلى السلام والتسامح، وسيرةً سلوكية حيةً ترسِّخ منظومة القيم، وواقعًا تطبيقيًّا يجسِّد مظاهر التعايش الديني.

وجاء ذلك واضحًا جليًّا في سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفعله الكريم مع صبره على أذى المنافقين وعفوه؛ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم مَرَّ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلاطٌ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ وَاليَهُودِ، وَفِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، وَفِي المَجْلِسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ رضي الله عنه، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ثُمَّ وَقَفَ، فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ القُرْآنَ. متفق عليه.


أهمية الرحمة
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان سهل بن حنيف، وقيس بن سعد رضي الله عنهما قاعدَيْن بالقادسية، فمروا عليهما بجنازة، فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض؛ أي من أهل الذمة، فقالا: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرت به جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي! فقال: «أَلَيْسَتْ نَفْسًا» متفق عليه.

ومن مظاهر رحمته ومسامحته صلى الله عليه وآله وسلم: أن كل معاركه وغزواته لم تكن اعتداءً، بل كانت لردع العدوان وصد الطغيان، ومما يدل على ذلك: حُسن معاملته للأسرى ورفقه بهم، رغم قتالهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإرادتهم قتله صلى الله عليه وآله وسلم وقتلَ مَن معه مِن المسلمين؛ فحافظ بذلك على كرامة الإنسان في الحرب كما حافظ عليها في السِّلم، حتى جعل الإسلامُ إطعامَ الأسير من أقرب القربات، الواقية من الشرور والآفات، وذلك امتثالًا لقول الله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ۝ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ۝ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ۝ فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا﴾ [الإنسان: 8-11].

فلما أطلق النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ثُمامة بن أثال رضي الله عنه وأسلم وحَسُنَ إسلامُه، ثم خرج معتمرًا، فلما قدم مكة، قالوا: أصبوت يا ثمام؟ فقال: لا، ولكني اتبعت خير الدين، دين محمد، ولا والله لا تصل إليكم حبة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم خرج إلى اليمامة، فمنعهم أن يحملوا إلى مكة شيئًا، وأخذ الله قريشًا بالقحط والجوع حتى أكلوا الميتة والكلاب، فقال له أبو سفيان: أنشدك الله والرحم! فكتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليه أن يخلي بينهم وبين الميرة-أي الطَّعامَ من الحبِّ والقوت وما يدخره الإنسان-، ففعل.

مقالات مشابهة

  • سنن النبى فى الشتاء أوصانا بفعلها.. يغفلها كثيرون
  • نص موضوع خطبة الجمعة 12 ديسمبر 2025.. «التطرف ليس في التدين فقط»
  • عمان عاصمة الحلم العربي اليوبيل الماسي
  • قومي حقوق الإنسان: الكرامة الإنسانية هي الأساس الذي يُبنى عليه أي نظام ديمقراطي
  • سنن اشتداد المطر عن النبي
  • دعاء طلب الرحمة والمغفرة والعتق من الله سبحانه وتعالى
  • ما ذا نفعل عند نزول المطر؟.. الأزهر يجيب
  • دعاء المطر كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم .. احرص عليه الآن
  • دعاء البرد والثلج .. كلمات لا ترد في هذا الطقس القارس
  • حكم الحلف برحمة النبي.. وفضل الصلاة عليه في الليل